ضمن مجالس المستقبل العالمية .. خبراء يناقشون توظيف التكنولوجيا في تسريع حركة السلع
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
دبي في 18 أكتوبر/وام/ أكد خبراء دوليون وأكاديميون وقيادات شركات عالمية أن مستقبل التجارة العالمية سيعتمد بشكل رئيس على مدى كفاءة توظيف التكنولوجيا وتطبيقاتها واستخداماتها في تسريع حركة السلع، وتلبية احتياجات الأسواق، ومواكبة توقعات المتعاملين، وضمان استدامة وكفاءة سلاسل التوريد بمختلف مراحلها.
جاء ذلك، في جلسة بعنوان "التجارة في زمن الثورة الصناعية الرابعة" ضمن أعمال مجالس المستقبل العالمية 2023 في دبي، التي تم تنظيمها بالشراكة بين حكومة دولة الإمارات والمنتدى الاقتصادي العالمي بمشاركة نحو 600 قيادي ومسؤول من القطاعين الحكومي والخاص والمنظمات الدولية والمؤسسات الأكاديمية والخبراء ومستشرفي المستقبل.
وبحث المشاركون في الجلسة الاستراتيجية أسئلة محورية مثل دور الثورة الصناعية الرابعة وتطبيقاتها في تعزيز إمكانية تتبع مسارات وحركة السلع في عمليات التوريد، ورفع مستويات الشفافية وكفاءة العمليات التجارية، وتحسين ممرات التجارة الدولية، وتطوير آليات مراقبة المخزون، وأجمعوا على قدرة التكنولوجيا على إحداث تحولات جذرية في التجارة العالمية، وتعزيز الفوائد والكفاءة والفعالية، وابتكار نماذج جديدة للتجارة المعززة بالتكنولوجيا، وتطوير مرونة عمل الحكومات في عالم سريع التغير وترسيخ جاهزيتها لاستدامة التنمية العادلة والشاملة.
وأكدت منى حداد المديرة العالمية لقطاع التجارة والاستثمار والتنافسية بالبنك الدولي، أن التجارة مكّنت العديد من الدول النامية من تحقيق النمو وتوفير الوظائف منوهة إلى أهمية تعزيز ممارسات التجارة الحرة التي تفتح الأسواق أمام الاقتصادات والدول.
ولفتت حداد إلى أن صادرات الخدمات الرقمية تشكل 20% من إجمالي الصادرات العالمية، وهي تحقق منذ عام 2005 نمواً سنوياً بنسبة 8% سنوياً، بالتزامن مع دخول التكنولوجيا بقوة في قطاعات التجارة العالمية.. مشيرة إلى أن الدول النامية المصدّرة استفادت من حرية التجارة في تطوير قطاعاتها الاقتصادية والمكننة والأتمتة عبر استخدام من حلول التكنولوجيا غير المكلفة المتاحة اليوم.
وقالت حداد إن البنك الدولي يعمل مع أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة والمنتجين الحريصين على الالتزام بمعايير الحد من الانبعاثات وعدم تجريف الغابات وغيرها من المعايير البيئية، ويحاول توفير خيارات تمويل متنوعة، مع وضع أطر امتثال ممكنة التطبيق، مشددة على أهمية التعاون بين الدول النامية والمتقدمة ودعت إلى إشراك الاقتصادات النامية بشكل فاعل، خاصة في دول جنوب الصحراء في أفريقيا حيث تتاح تكنولوجيا الجيل الرابع لـ54% فقط من السكان إلى جانب وجود 22% فقط قادرين على استخدام الإنترنت عبر الأجهزة الذكية لإنجاز الأعمال التجارية.
من جهته، أكد جاجيت سينغ سراي مدير الأبحاث رئيس مركز التصنيع الدولي في جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، أن تأثر سلاسل الإمداد والتوريد بالأوضاع العالمية بفعل جائحة كوفيد-19 أثر على المخزون والعمليات في كامل سلسلة القيمة.
غير أنه لفت إلى أن السنوات القليلة الماضية شهدت ثورة تكنولوجية غير مسبوقة من حيث حجمها وسرعتها وقدرتها على تتبع السلع في كل مراحل التوريد، وأصبحت سلاسل الإمداد أكثر مرونة وسرعة بالاستفادة من التكنولوجيا وتطبيقات الثورة الصناعية الرابعة.
وقال سراي إن بعض الأطر التنظيمية الحديثة لحركة التجارة العالمية يتم تطويرها بمعزل عن بقية دول العالم بما يهدد سلاسل التوريد، داعياً إلى وضع استراتيجيات ممكنة في هذا المجال وأشار إلى أن مناطق حيوية مثل الشرق الأوسط هي بيئة واعدة لمثل هذا المسار.
في السياق ذاته، قالت سارة ثورن مدير أول الشؤون الحكومية الدولية لدى "وولمارات"، إن تعزيز مرونة سلاسل التوريد يتطلب تنويع الموردين عبر العديد من دول العالم، وأكدت أن سلاسل التوريد ليست هشة أو فاشلة لكن غياب الاستعداد والجاهزية هو ما تسبب بندرة الإمدادات خلال فترة جائحة كوفيد-19، لافتة إلى ضرورة وضع سياسات تجارية ذكية تشرك كل الأطراف وأصحاب المصلحة في تطويرها.
وأشارت ثورن إلى أهمية أن تكون سلاسل التوريد ميدان عمل تعاونيا دوليا لتعزيز التكيف والمرونة والكفاءة، مؤكدة أن أطر حوكمة مصادر المواد والسلع يجب آلا تكون انفعالية، بل تفاعلية واستباقية، بحيث يمكننا مستقبلاً استخدام تكنولوجيا المصدر المفتوح لتتبع بيانات السلع والتأكد من أنها خاضعة لمعايير التجارة العادلة.
من جهتها، قالت لين كيوك، زميل أول في "حوار شانغريلا" لأمن آسيا والمحيط الهادئ بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (آسيا) إن مشهد التجارة العالمية تأثر بجائحة كوفيد والأحداث الدولية الأخيرة، والضغط على قطاع الطاقة وارتفاع أسعارها، داعيةً إلى التركيز أكثر على التقييم المعمق والمستمر للتحولات الجيوسياسية من أجل مستقبل التجارة الدولية.
وأضافت أن التجارة والسياسة اليوم متداخلتان بشكل كبير، خاصة مع خشية بعض الحكومات من أن تكون معتمدة كلياً على مصدر وحيد أو مصادر محدودة لاستيراد صنف معين من احتياجاتها، وتطرقت إلى التنافش الكبير بين القوى الاقتصادية العالمية وما سيحمله من آثار في حاضر ومستقبل التجارة العالمية.
وقالت كيوك إن هناك تكاملاً بين قطاعات التجارة وأمن الدول اليوم، وهو ما يتسبب بوضعها الضوابط الجمركية على الواردات وممارسة الحمائية التجارية ويهدد مرونة سلاسل التوريد، وخاصة في مجال التقنيات الناشئة.
يشار إلى أن مجالس المستقبل العالمية عقدت بمشاركة أكثر من 600 خبير عالمي ومفكر ضمن 30 مجلساً، إلى جانب مسؤولين حكوميين وممثلين عن المنظمات الدولية والأكاديميين، في ملتقى سنوي يهدف لوضع خطط المستقبل والتي تحدد توجهات اجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي.
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: التجارة العالمیة سلاسل التورید إلى أن
إقرأ أيضاً:
برنامج تدريبي حول توظيف آليات حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في إعداد التقارير الدولية بالقاهرة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
افتتحت الدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، وريم مزاوي منسقة فريق شمال أفريقيا ومسئولة برنامج مصر – قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بمكتب المفوض السامي - لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة اليوم، فعاليات البرنامج التدريبي "توظيف الآليات الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في إعداد التقارير الدولية"، ويستهدف التدريب عدد من من الموظفين بالمجلس، ويستمر خلال الفترة من 15 حتى 17 إبريل الجاري.
تبادل الخبرات بين المتدربين والمُدربين
يستعرض التدريب خلال أيامه الثلاثة المتتالية عددا من المحاور الهامة منها تبادل الخبرات بين المتدربين والمُدربين، تقديم عام للآليات الدولية، والمعايير الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعريف الإعاقة والتمييز على أساسها، وتناول الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وتقديم الآليات الدولية ذات الصلة بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وعرض لتجربة المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، ومساهمته في إعداد تقرير مصر الذي تم تقديمه أمام لجنة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وكذلك تقديم استراتيجية الأمم المتحدة لإدماج حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة حول "السياسات والبرامج ذات العلاقة بحماية هذه الفئة"، ويشتمل التدريب أيضًا على عروض عملية تفاعلية ونقاشية، وتتضمن الجلسة الأخيرة من التدريب مجموعات عمل وتقديم نماذج عملية لما تم التدريب عليه خلال البرنامج.
تعاون مثمر بين المفوضية والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة
في بداية الافتتاح رحبت الدكتورة إيمان كريم، المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الاعاقة، ممثلي مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان في جمهورية مصر العربية، خبراء الإعاقة والعاملين بالمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، معبرة عن سعادتها البالغة ببدء هذا التعاون المثمر بين المفوضية والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة.
تعزيز وضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
وأشارت "كريم" خلال كلمتها في الافتتاح، الى أن تصديق مصر على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2007 مثل نقطة تحول محورية وخطوة حقيقية نحو تعزيز وضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وكانت هذه الاتفاقية بمثابة الركيزة الأساسية التي انطلقت منها مكتسبات الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، والتي تجسدت لاحقاً في الدستور المصري والقانون رقم 10 لسنة 2018 الخاص بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة
ولفتت الى أن هذا المسار يعكس التزام مصر الراسخ بتعزيز وحماية وضمان التمتع الكامل والمتساوي بجميع حقوق الإنسان والحريات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الإعاقة، الذي يأتي منسجمًا مع أهداف الاتفاقية الدولية، كما يبرهن على جدية مصر في الوفاء بالتزاماتها الدولية النابعة من الإرادة السياسية الحكيمة، وتمثل ذلك في تقديم تقارير المراجعة الدورية للدول الأطراف في اتفاقيات حقوق الإنسان وتنفيذ التوصيات الواردة فيها، بما يسهم في تعزيز منظومة حقوق الإنسان بشكل عام وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بشكل خاص.
الاستراتيجية الوطنية للإعاقة
أوضحت أنه حرصاً من المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة على مواكبة أحدث التطورات العالمية في مجال الإعاقة، شارك المجلس بوفد رفيع المستوى في فعاليات القمة العالمية للإعاقة التي عُقدت في برلين مطلع شهر إبريل الجاري، وشكلت هذه القمة منصة مهمة لتبادل الخبرات الفنية، وأفضل الممارسات في التعامل مع قضايا الإعاقة على المستوى العالمي، وقدمت مصر خلال هذه القمة التزامات واضحة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وخاصة في مجالات التعليم الدامج والتوظيف والتكنولوجيا المساعدة، كما خرجت القمة بتوصيات هامة حول ضرورة تعزيز البيانات والإحصاءات المتعلقة بالإعاقة وتطوير سياسات شاملة للتنمية المستدامة تضمن عدم تخلف أي شخص عن الركب،
وأكدت أن المجلس يسعى جاهدًا لترجمة هذه الالتزامات والتوصيات إلى واقع ملموس ضمن الاستراتيجية الوطنية للإعاقة.
توحيد الجهود وتبادل الخبرات
تابعت "المشرف العام على المجلس"، أن التدريب يهدف إلى تعزيز وعي العاملين بالمجلس ورفع قدراتهم، فضلاً عن توطيد التعاون وبناء شراكة فعالة بين مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان والمجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، بما يعمل على توحيد الجهود وتبادل الخبرات والتجارب للنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في السياسات والممارسات الوطنية، مؤكدة أن المجلس يعمل حاليًا وفق نهج تشاركي شامل لوضع استراتيجية وطنية للإعاقة 2025-2030، تتسق بنودها مع أهداف الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، والرؤية الوطنية المصرية للتنمية المستدامة، وأعربًت عن تطلعها للمزيد من التعاون البناء بين المجلس والمفوضية في المستقبل.
يذكر أن المجلس يعكف حاليًا على إعداد المجلس للاستراتيجية الوطنية للإعاقة "2025-2030" بالتعاون مع مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء والوزارات والمؤسسات والجهات المختلفة، والمجتمع المدني لتحقيق التكامل في الأهداف، وبناء رؤية واضحة ، تمكن الدولة المصرية من تطبيق برامج واقعية ملموسة ذات أثر واضح في حياة الأشخاص ذوي الإعاقة في كافة المجالات.