ما هي حركة الجهاد الإسلامي التي تتهمها إسرائيل بقصف المستشفى المعمداني في غزة؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
إعداد: فرانس24 تابِع إعلان اقرأ المزيد
أثار مقتل المئات من المدنيين الفلسطينيين في ضربة استهدفت مستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة الثلاثاء، ردود فعل واسعة من مختلف العواصم والجهات العربية والدولية على حد سواء.
وقالت وزارة الصحة في القطاع إن ضربة جوية، نسبتها حماس لإسرائيل، أدت لمقتل نحو 500 فلسطيني في المستشفى المكتظ بالمرضى والنازحين.
وأكدت الوزارة في بيان الأربعاء أن الحصيلة بلغت "471 شهيدا وهناك 28 حالة حرجة بالإضافة إلى 314 إصابة بجروح مختلفة". وأوضحت أيضا بأن عدد القتلى في غزة منذ بداية الحرب قد ارتفع إلى ما لا يقل عن 3478 ضحية، وأن عدد المصابين بلغ 12 ألفا.
إسرائيل تتهم حركة "الجهاد الإسلامي"وأسفر قصف المستشفى الذي يتبادل الفلسطينيون وإسرائيل الاتهامات بشنه عن سقوط مئات القتلى وأثار سلسلة من الإدانات الدولية والمظاهرات في العالم العربي والإسلامي.
واتهم الجيش الإسرائيلي حركة "الجهاد الإسلامي" بالوقوف وراء الضربة. وقال الأربعاء إن لديه أدلة على مسؤولية الجماعة الفلسطينية. في المقابل، نفت الحركة "الأكاذيب والاتهامات الباطلة"، مؤكدة أن المستشفى استُهدف "بقصف جوي أطلق من طائرة حربية" إسرائيلية.
كما قال الجيش الإسرائيلي في بيان: "بحسب معلومات استخباراتية، وبناء على عدة مصادر حصلنا عليها، فإن حركة "الجهاد الإسلامي" مسؤولة عن الهجوم الصاروخي الفاشل الذي أصاب المستشفى". وأضاف أنه بالتزامن مع الضربة "أطلق إرهابيون في غزة وابلا من الصواريخ مر بالقرب من المستشفى الأهلي في غزة".
حركة "الجهاد الإسلامي".. من هي؟أُسست حركة "الجهاد الإسلامي" عام 1981 على يد فتحي عبد العزيز الشقاقي، وهو طبيب من رفح في قطاع غزة، وفق المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية (ECFR)، الذي أوضح أن الحركة الفلسطينية برزت في البداية من خلال "شبكة الإخوان المسلمين في فلسطين، لكنها سرعان ما تطورت إلى منظمة متميزة، لها نزعة عسكرية وتأثرت بشدة بالثورة الإيرانية".
عقدت الحركة أول مؤتمر لها عام 1992 وأقرت خلاله نظامها الأساسي، وأعلنت أن هدفها "العمل الجماهيري الثوري والجهاد المسلح وتحرير كامل فلسطين من الاحتلال الصهيوني"، حسب هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، التي أشارت إلى أن الجهاد الإسلامي لا تعترف بأي اتفاقية أو مشاريع تسوية وتعتبرها باطلة وتحديدا اتفاق أوسلو عام 1993، الذي شكل أبرز نقاط الخلاف بينها وبين حركة فتح.
في عام 1997، صنفتها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، وأشار تقرير لوزارة الخارجية الأمريكية في عام 2006 حول الإرهاب، بأنها وعلى عكس فتح وحماس، لا تشارك في أي عمل سياسي، وفق تقرير لمجلس العلاقات الخارجية (CFR) وهو منظمة مستقلة مقرها نيويورك وواشنطن، مشيرا إلى أن الخارجية الأمريكية تؤكد بأن إيران تمول معظم ميزانية "الجهاد الإسلامي"، فيما توفر سوريا ملاذا آمنا للجماعة.
يضيف موقع مجلس العلاقات الخارجية أن الشقاقي أدار من مصر حتى 1981 شؤون حركة الجهاد الإسلامي منذ انفصالها عن جماعة الإخوان المسلمين في أواخر السبعينيات. يتابع نفس المصدر: "بعد طرد الجماعة إلى غزة من مصر إثر اغتيال الرئيس أنور السادات، استقرت حركة الجهاد الإسلامي في غزة حتى 1987، قبل أن يتم نفي الجماعة إلى لبنان. هناك، أقامت قيادة "الجهاد الإسلامي" علاقة مع حزب الله اللبناني واستفادت من تدريبات على يد الحرس الثوري الإيراني. في 1989، نقل الشقاقي المقر الرسمي للحركة الفلسطينية إلى دمشق حيث لا يزال إلى يومنا، على الرغم من بقاء مجموعة من قادتها في لبنان وفقا لوزارة الخارجية الأمريكية. سمح لها وجودها المستمر في جنوب لبنان بشن هجمات مشتركة مع حزب الله في التسعينيات".
اقرأ أيضاكيف يتدرب الجنود الإسرائيليون على تنفيذ عملية برية في قطاع غزة؟
خاضت حركة الجهاد مواجهات عسكرية دامية عديدة مع الجيش الإسرائيلي كان آخرها في مايو/أيار الماضي، عندما اغتالت إسرائيل ثلاثة من أبرز قادتها العسكريين في غزة.
استمرت تلك المعركة خمسة أيام وأسفرت عن سقوط 33 قتيلا في غزة وقتيلين في إسرائيل. كما أسفرت الضربات الإسرائيلية عن مقتل ستة من قياديي "الجهاد الإسلامي". وضمت حصيلة القتلى في غزة ستة أطفال وعددا من المدنيين، وتوقفت الاشتباكات بهدنة تم التوصل إليها بوساطة مصرية.
يجدر الذكر، إلى أن حركتي حماس و"الجهاد الإسلامي" قد تمكنتا بعد الحرب الأخيرة في غزة عام 2021، من الاحتفاظ بما يصل إلى 40 بالمئة من مخزونهما الصاروخي، والذي كان هدفا رئيسيا للإسرائيليين، حسب المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي. بذلك، احتفظ الفلسطينيون بنحو 11750 صاروخا مقارنة مع 23 ألفا قبل اندلاع تلك المواجهة التي أطلقت عليها تل أبيب "حارس الأسوار".
"طوفان الأقصى، محور المقاومة، وغرفة العمليات المشتركة"أعلنت حركة "الجهاد الإسلامي" التحاقها بمعركة "طوفان الأقصى التي شنتها حماس في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وخلفت مقتل أكثر من 1400 شخص وأسر المئات في إسرائيل، وهي أكبر حصيلة ضحايا في تاريخ الدولة العبرية منذ قيامها. كما نفذت الحركة الفلسطينية عمليات تسلل عبر الحدود من لبنان تصدت لها إسرائيل وردت بقصف كثيف.
وفي لبنان، للحركة علاقات مع حزب الله الذي يحتفظ من جانبه بعلاقات راسخة مع جماعات أخرى مدعومة من إيران في المنطقة، بما في ذلك حركتا حماس.
وتجمع "غرفة عمليات مشتركة" الحزب اللبناني والحركتين الفلسطينيتين وكذا فيلق القدس الموكل له العمليات الخارجية في الحرس الثوري، وفق ما أكد مصدر مقرب من حزب الله لوكالة الأنباء الفرنسية. سبق تشكيل هذه الغرفة هجوم غزة.
تنسق هذه الأطراف تحركاتها معا منذ سنوات في إطار "محور المقاومة" الذي يضم فصائل فلسطينية وأخرى من لبنان والعراق وسوريا ومجموعات أخرى مناوئة لإسرائيل، تتلقى دعما بالمال والسلاح من الجمهورية الإسلامية.
في هذا السياق، بحث الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في 8 أكتوبر/تشرين الأول التطورات في المنطقة، خلال اتصالين هاتفيين منفصلين مع الأمين العام لحركة "الجهاد الإسلامي" زياد النخالة ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، وفق الإعلام الرسمي في طهران.
كذلك، أشاد رئيس الأركان الإيراني اللواء محمد باقري بـ"العملية المعقدة" التي شنتها "المجموعات الفلسطينية المقاتلة" ضد إسرائيل.
وإثر عملية "طوفان الأقصى" قالت حماس إنها نقلت عشرات الأسرى إلى غزة وأشارت إلى أنها قد ترغب في مبادلتهم بآلاف الفلسطينيين المسجونين في إسرائيل.
كما قالت "الجهاد الإسلامي" بدورها إن لديها أكثر من 30 أسيرا، وأوضح أمينها العام زياد النخالة أن الأسرى خطفوا السبت في القطاع، وأضاف أنهم لن يتم إطلاق سراحهم "إلا بتحرير أسرانا" في إشارة إلى آلاف الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
التطبيع مع إسرائيل والعلاقة مع السلطة الفلسطينيةفي 6 أكتوبر/تشرين الأول أي عشية إطلاق حماس عمليتها المباغتة والدامية، ندد زيادة النخالة بالمحاولات العربية لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، في الوقت الذي نظمت فيه حركة "الجهاد الإسلامي" فعاليات في الأراضي الفلسطينية ودول مجاورة، فيما كانت هناك جهود إسرائيلية للتوصل إلى سلام مع السعودية، تعثر لاحقا بعد اندلاع الحرب.
وقال النخالة الذي تصنفه واشنطن ودول أخرى إرهابيا والمطلوب لدى الدولة العبرية، في خطاب عبر مقطع مصور: "هؤلاء الذين يتراكضون للتطبيع مع المشروع الصهيوني، يجب أن يعلموا، وهم يعلمون، أن ذلك هو إقرار منهم بأن فلسطين ليست لنا، وأن القدس بمسجدها ليست لنا".
اقرأ أيضا"ميترو غزة، المدينة الأرضية".. هل ينجح الجيش الإسرائيلي في تدمير أنفاق حماس؟
وعرض المقطع المصور أمام المتظاهرين في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا كانوا يحتفلون بالذكرى السادسة والثلاثين لتأسيس "كتائب الأقصى" الذراع العسكرية للحركة. وشارك نشطاء مسلحون وملثمون بزي عسكري في مسيرة غزة. وألقى المنظمون بعلمين كبيرين لإسرائيل والولايات المتحدة على الأرض، وداس عليهما المشاركون بالأقدام عند الوصول إلى نقطة التجمع في ساحة مفتوحة.
وأدان النخالة أيضا السلطة الفلسطينية التي ولدت من رحم اتفاقات أوسلو قبل 30 عاما وتمارس حكما محدودا في الضفة الغربية المحتلة حيث اشتبكت قواتها الأمنية هناك لفترة وجيزة مع مسلحي "الجهاد الإسلامي" في تجمع حاشد في بلدة طولكرم.
وقال النخالة: "إسرائيل تقتلنا بسلاح أمريكي، وما يسمى بأجهزتنا الأمنية تلاحقنا وتعتقلنا بقرار أمريكي إسرائيلي أيضا". وطالب السلطة الفلسطينية بالإفراج عن جميع النشطاء الفلسطينيين المعتقلين لديها. وبعد ساعات من تصريحاته، فتح مسلحون مجهولون النار بمدينة جنين في شمال الضفة على المقر المحلي للسلطة.
وقال النخالة إن الحركة ما زالت تعارض ليس فقط تطبيع العلاقات مع إسرائيل لكن أيضا عملية السلام برمتها التي بدأت باتفاقيات كامب ديفيد بين إسرائيل ومصر في 1978. وأضاف: "نؤكد أن مقاومتنا مستمرة وأن حركة الجهاد التي انبثقت من روح الإسلام ما زالت مستمرة في مسيرتها لم تساوم ولن تستسلم للأوهام".
القدرات العسكرية لحركة "الجهاد الإسلامي"عرضت حركة "الجهاد الإسلامي" عدة أنواع من الصواريخ والطائرات المسيرة خلال عرض عسكري نظمته مساء الأربعاء 4 أكتوبر/تشرين الأول في غزة، بمشاركة عدة آلاف من مقاتليها لمناسبة الذكرى الـ36 لتأسيسها.
وظهر في العرض نحو 4500 من عناصر "سرايا القدس" الجناح العسكري لـ"الجهاد الإسلامي"، حسبما قال مسؤول في الحركة لوكالة الأنباء الفرنسية.
وعرضت الحركة مجموعة من الصواريخ "محلية الصنع" محمولة على شاحنات مطلية باللون الأخضر والمموه. وأظهرت ثلاثة أنواع من الطائرات المسيرة، كتب على إحداها "مسيّرة صياد".
اقرأ أيضا"أمطار الصيف، الرصاص المصبوب، الجرف الصامد".. عمليات برية شنتها إسرائيل على غزة
وأوضح المتحدث باسم "سرايا القدس" أن "مسيرات صياد هي مسيرات هجومية لتنفيذ عمليات استشهادية داخل العمق الصهيوني". وأضاف أن "الصواريخ الجديدة المطورة من طراز براق يصل مداها إلى 85 كلم، وصواريخ من طراز بدر 3 مطورة برأس متفجر يزن 400 كلغ". إلا أنه بيّن أن "أحد الصواريخ التي عرضت محلية الصنع ولم يتم استخدامها حتى الآن ضد العدو" دون إعطاء مزيد من التفاصيل.
وفي كلمة صوتية بثت عبر شاشة تلفزيونية كبيرة، قال رئيس الدائرة العسكرية لحركة الجهاد أكرم العجوري: "هم يخططون ويدبرون ويتآمرون ونحن نخطط ونعد ونضرب في كل الساحات".
وأضاف العجوري الذي يقيم في لبنان ويعتبر أحد المطلوبين لإسرائيل: "لن تفلح مخططاتهم ومؤامراتهم المستمرة والمستهدفة لشعبنا ولشبابنا وحياتنا ومستقبلنا". فيما تشدد إسرائيل في استعداداتها للحرب البرية على غزة، أن هدفها "اجتثاث" الحركة ومعها حماس من القطاع.
المصدر: فرانس24
كلمات دلالية: الحرب بين حماس وإسرائيل الحرب في أوكرانيا ريبورتاج النزاع الإسرائيلي الفلسطيني الغارات على غزة مستشفى حماس حركة الجهاد الإسلامي للمزيد حزب الله أکتوبر تشرین الأول الجیش الإسرائیلی الجهاد الإسلامی حرکة الجهاد حزب الله إلى أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
تقرير: 3 بدائل لحكم حماس لن تحل معضلات إسرائيل في غزة
أكد تقرير صادر عن "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، أن أمام إسرائيل ثلاثة بدائل فقط لإنهاء الحرب على غزة ، مشدداً على أنه لم يعد بإمكان إسرائيل إرجاء البحث في مستقبل قطاع غزة، إذ أن هذه البدائل الثلاثة مطروحة منذ بداية الحرب.
والبدائل الثلاثة حسب التقرير، هي: احتلال قطاع غزة كله وإقامة حكم عسكري إسرائيلي فيه؛ استمرار "الحصار المدني" على غزة وإبقاء حكم حماس مستضعف إلى حين انهيارها من الداخل؛ حكم مدني فلسطيني بديل لحماس، وإبقاء المسؤولية الأمنية بأيدي إسرائيل من أجل تنفيذ عمليات لمنع هجمات فلسطينية ومنع حماس من إعادة بناء قوتها.
إقرأ ايضاً: هآرتس: حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى في غزة
وبحسب التقرير الذي أعدّه مدير المعهد ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية الأسبق تَمير هايمان، "لقد سعى التخطيط الإستراتيجي للحرب إلى إقامة نظام حكم مدني بديل. لكن إسرائيل لم تعرّف من هو ذلك البديل التي تسعى إلى إقامته".
وأشار إلى أن حماس ملتزمة بفكرة المقاومة، كونها حركة إخوان مسلمين، ولذلك فإن "إخفاءها من على وجه الأرض من خلال عملية عسكرية ليس ممكنا. وحركة الإخوان المسلمين لن تختفي في قطاع غزة، مثلما لم تختف بسبب ضغط عسكري في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وفي مصر وسورية والأردن وداخل إسرائيل نفسها. ولذلك كان واضحا منذ البداية أنه إلى جانب حكم مدني بديل لحماس ستبقى في القطاع جهات من الحركة والإخوان المسلمين".
إقرأ أيضاً: إسرائيل: العمليات في غزة ستتوسع تدريجياً وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحرب
واعتبر أن "الرد على هذا الوضع كان وما زال الاحتفاظ بالمسؤولية الأمنية عن القطاع بأيدي إسرائيل".
وأضاف أنه على الرغم من الاحتمالية المتدنية لتنفيذ مخطط التهجير، وأنه حتى لو تم تهجير نصف مليون من سكان القطاع إلى دولة أخرى، فإن هذا "عدد هائل من البشر. وسيقلص المشكلة الديمغرافية في غزة بقدر معين ولعدة سنوات، لكن هذه الهجرة لن تحل أي مشكلة جوهرية. ولذلك، وبنظرة طويلة الأمد، سيتعالى مجددا السؤال الأساسي: ما هي الخطة حيال قطاع غزة؟".
وحسب التقرير، فإن البديل الأول، وهو احتلال قطاع غزة وإقامة حكم عسكري "معقد جدا لكنه ممكن"، وستكون مراحله باحتلال المنطقة كلها، "وتطهير" المنطقة فوق سطح الأرض وتحته، وإعادة تقسيم القطاع إلى مناطق تحت سيطرة ألوية عسكرية، وتعيين مندوب عن الحكم العسكري في كل مدينة وضاحية ليكون مسؤولا عن الإدارة المحلية، وأن تهتم دولة الاحتلال بتوفير الاحتياجات المدنية.
ولفت إلى أن احتلال القطاع يتطلب تخصيص قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، "وسيكون بالضرورة على حساب القوات في الضفة وحدود الشمال. ونتيجة لذلك، سيكون هناك تراجعا في الشعور بالأمن في هذه المناطق وارتفاعا في عدد العمليات المسلحة"، إلى جانب التكلفة التي تقدر بـ5.3 مليار شيكل سنويا.
وأضاف التقرير أن تجنيد قوات الاحتياط بالحجم المطلوب سيلحق ضررا بالاقتصاد الإسرائيلي، والأعباء على جنود الاحتياط من شأنها أن يؤدي إلى تراجع المحفزات والامتناع عن الامتثال في الخدمة العسكرية، كما سيؤدي احتلال القطاع إلى انعدام شرعية دولية ستؤثر سلبا على علاقات إسرائيل التجارية وعلى اقتصادها. "وستنظر دول كثيرة، باستثناء الولايات المتحدة، إلى إعادة احتلال القطاع على أنها خطوة غير قانونية وغير تناسبية، وتتناقض مع قيمها. والتهديد الأخطر هو مقاطعة أوروبية صامتة لإسرائيل".
وفيما يتعلق بالبديل الثاني، وهو فرض حصار على القطاع وحماس مستضعفة ومرتدعة، اعتبر التقرير أن إسرائيل ستفرض على القطاع الذي تحكمه حماس حصارا جزئيا، ولا يُسمح بإعادة الإعمار وبالحركة التجارية، وستسعى إسرائيل إلى تعميق الخلافات بين السكان وحماس. "وهذه الفكرة لم تكن ممكنة خلال ولاية إدارة بايدن وتبدو أنها ممكن أكثر خلال ولاية إدارة ترامب".
وأشار التقرير إلى أن هذا البديل ينطوي على "مشكلة إستراتيجية خطيرة"، وهي أن تصوّر حماس هذا البديل على أنه انتصار ودليل على أنها حاربت بنجاح ضد إسرائيل، وأنه أدى إلى طرد إسرائيل من القطاع وأنها باتت تواجه الحصار، "وهذا ليس وضعا جديدا بالنسبة لها"، وستسعى إلى توجيه الغضب الشعبي ضد إسرائيل، ومن شأن عواقب حملة دولية ضد إسرائيل إلى إضعاف اقتصادها.
ووفقا للتقرير، فإن المشكلة المركزية في هذا البديل هي الهزيمة العسكرية الإسرائيلية. "لأول مرة، إسرائيل لا تنجح في تحقيق أهداف الحرب، كما وصفتها. المخطوفون لم يحرروا وحماس باقية كما كانت. والدلالات الإستراتيجية لهذا الوضع أوسع بكثير من الدلالات المتعلقة بقطاع غزة فقط. ومن شأن ذلك أن يجعل الولايات المتحدة تنظر إلى ذلك على أنه مؤشر ضعف، وفي عالم ترامب لا مكان لدعم أمم ضعيفة وزعماء ضعفاء، وأنظر إلى ما حدث خلال اللقاء مع (الرئيس الأوكراني) فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض".
وحسب التقرير، فإن الميزة الكبرى في البديل الثالث، حكم مدني بديل وإبقاء حماس تحت السطح، هي اقتصادية، لأنه بوجود حكومة تكنوقراط حماس لن توزع المساعدات الإنسانية ولن تتعاظم اقتصاديا. وبمرار الوقت ستتراجع مكانتها المدنية. "وبإمكان إسرائيل أن ترى بذلك تحقيقا لهدف الحرب. ورغم ذلك، ثمة ضعف كبير في بقاء حماس تحت السطح. وسيدعي البعض، وبحق، أنها مسألة وقت وحسب إلى حين يلقي عناصر حماس مندوبي الحكم المدني البديل عن الأسطح، مثلما فعلوا بعناصر السلطة الفلسطينية، في العام 2007. وستسمر حماس في تعزيز قوتها والتهديد القادم منها".
واعتبر التقرير أن البدائل الثلاثة إشكالية ولا تحل معضلات إسرائيل في غزة. "فمن الناحية العسكرية، الحكم العسكري هو المفضل؛ ومن ناحية الأمن القومي، نموذج حكومة تكنوقراط هو المفضل؛ وفي جميع الأحوال، استمرار حكم حماس هو الإمكانية الأسوأ ويجب الامتناع عنه، ولذلك فإن بديل الحصار على غزة ليس جذابا".
وأضاف أنه "إذا كان الحكم المدنيّ البديل هو الخيار الأقلّ سوءا، فإنه يجب التعامل مع مشاكله ومنع مَظاهر في قطاع غزة شبيهة بـ"نموذج حزب الله"، أي وجود ميليشيا مسلحة وذات تأثير كبير في إطار الدولة ويشلها ويهدد استقرارها من الداخل".
وتابع التقرير أنه "يجب تحديد المُركبات الأمنية، بحيث يكون بإمكان إسرائيل العمل من أجل إحباط تهديدات وتضمن فرض قيود على حماس، وأن تشمل هذه المُركبات مفهوما دفاعيا جديدا عن البلدات في النقب الغربي... وإقامة قوة شرطة فلسطينية في القطاع بتدريب أميركي، وتعمل مقابل إسرائيل وبالتنسيق معها، وتسمح بعمليات عسكرية إسرائيلية في القطاع، على غرار العمل المشترك بين الجيش الإسرائيلي والسلطة الفلسطينية" في الضفة الغربية المحتلة.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية هآرتس: حكومة إسرائيل قررت التخلي عن الأسرى في غزة بالصور: الجيش الإسرائيلي يعلن توسيع عمليته البرية شمال قطاع غزة إسرائيل: العمليات في غزة ستتوسع تدريجياً وهذا هو الطريق الوحيد لوقف الحرب الأكثر قراءة تحذير فلسطيني من خطورة إجراءات الاحتلال لتقويض مؤسسات الدولة غزة: جيش الاحتلال استهدف بشكل مباشر 26 تكية طعام منذ بدء حرب الهلال الأحمر: مصير 9 من طواقمنا في رفح ما زال مجهولا نتنياهو: المعادلة تغيّرت وما حدث في 7 أكتوبر لن يتكرر عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025