انقسام وتخوين ودعوات في إسرائيل لإقالة نتنياهو ومحاكمته
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
في الأسبوع الثاني من العدوان على قطاع غزة تتعالى أصوات داخل إسرائيل مطالبة بمحاكمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وذلك لارتكابه جرائم حرب في غزة، فيما يرى البعض أنه يخوض حربا ضد القطاع من أجل خلاصه الشخصي.
ويرى منتقدو نتنياهو أنه فاقد للحس الإستراتيجي، وأن مبلغ طموحه هو الانتقام بقتل المدنيين العزّل وتدمير غزة.
في مقال نشرته له صحيفة هآرتس الإسرائيلية، طالب الصحفي الإسرائيلي نحميا شترسلر برحيل نتنياهو فورا دون تأخير، واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بالعجز عن قيادة شعبه خلال الحرب، وحمّله المسؤولية عما يجري الآن.
وقال شترسلر، في مقاله الذي عنونه بـ"ليس غدا، وليس الأسبوع المقبل، على نتنياهو أن يرحل الآن" إن نتنياهو غير لائق لقيادة البلد، ولا يمكنه البقاء في منصبه ولو ليوم واحد آخر.
ويرى شترسلر أن نتنياهو إذا ما قاد الحرب، فإنها لن تكون حربا ضد حماس، بل حربا من أجل خلاصه الشخصي. وقال إن كل التحركات في الحرب وكل الاتصالات الدبلوماسية ستكون موجهة نحو هدف واحد فقط، وهو بقاؤه في السلطة. الأمر الذي لن يتيح لإسرائيل تحقيق النصر في الحرب على حد تعبيره.
واستعرض الصحفي الإسرائيلي عدة نقاط تبرهن على أن نتنياهو يتحمل مسؤولية ما يجري الآن، من بينها تفكيك المجتمع الإسرائيلي وإضعاف الجيش من خلال إصراره على التعديلات القضائية التي عصفت بالداخل الإسرائيلي خلال الأشهر التسعة الماضية.
واتهمه بالإسهام في تقوية حماس وتسهيل تحويل الأموال التي تغذّت عليها المقاومة الفلسطينية، كما حمّله المسؤولية عن مقتل 1400 يهودي واختطاف 200. وقتل مدنيين في غزة بقصف عشوائي.
وقال إن نتنياهو كان يزعم بأن حماس في مرحلة دفاع عن النفس، وليست خطرة، لذلك قلّص حجم الجيش في غلاف غزة، فقام بنقل كتيبة ونصف الكتيبة من حدود غزة إلى الضفة الغربية، مما سهّل على حماس القيام بالعملية.
الحرب ليست حلا
وفي مقال آخر في صحيفة هآرتس أيضا، قدمت الكاتبة الصحفية، زيف ستال، شهادتها على الهجوم الذي شنته المقاومة الفلسطينية في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري على مستوطنات بغلاف غزة. وانتقدت أداء الحكومة في التعامل مع الهجوم، كما انتقدت إقدام الحكومة على شن حرب على غزة.
وقالت ستال: "كنت هناك أزور عائلتي الحبيبة في كيبوتس كفار عزة، حيث ولدت وترعرعت، وحيث يعيش شعبي، وعائلتي، وزملائي وأصدقائي، أصدقاء والديّ، أعضاء الكيبوتس، مجتمع متماسك. كنت في داخل المنزل عندما بدأنا ندرك ما يحدث حولنا، كنت هناك، ورائحة الموت التي ملأت مروج وأرصفة طفولتي لا تزال في أنفي. وما زال الخوف يقبض على عضلاتي ويسري في عروقي إلى اليوم. بعد ساعات طويلة من الاختباء تم إنقاذنا".
وترى أن السبيل لإنهاء المعركة ممكن فقط من خلال حل سياسي لا عسكري كما تفضل حكومة نتنياهو.
وقالت ستال "يجب علينا أن نوقف دورة الموت هذه. علينا أن نستثمر كل قوتنا وطاقتنا في المساعي الرامية لإنهاء الصراع، وهي كيفية بناء مستقبل سلمي وآمن لجميع الذين يعيشون في هذا المكان. لن تنتهي المواجهة بكلمات مثل "الردع" و"الضربة النهائية" و"الحاسمة". ولن يأتي الهدوء إلا عبر الوسائل السياسية".
ورأت أن القصف العشوائي الذي يتعرض له قطاع غزة، وقتل المدنيين ليسا حلاً، وإنما يؤديان لإطالة أمد العنف والحزن والفجيعة.
انقسام وتخوين
وفي هآرتس أيضا، كتب الصحفي الإسرائيلي، يوسي فيرتر، عن تهرّب نتنياهو من المسؤولية وخطورة سياساته على إسرائيل في تعزيز انقساماتها الاجتماعية وسوء إدارته الدفاعية.
وقال فيرتر "في 27 مارس/آذار، أي بعد يوم من إقالة وزير الدفاع يوآف غالانت، كتبت هنا: اعتبارًا من الليلة الماضية، أصبح بنيامين نتنياهو، رسميا وأخيرا، الرجل الأكثر خطورة على وجود دولة إسرائيل. إن غرفة رئيس الوزراء يشغلها رجل يشكل خطرا واضحا وملموسا وقائما على أمن الدولة وثباتها وتماسكها ونسيجها الاجتماعي".
وأضاف "واليوم ما زال نتنياهو مستمرا في المضي قدمًا في تدمير بنيتنا التحتية الجماعية المتهالكة، الاجتماعية والاقتصادية والدفاعية. ومن المحزن أن نقول إنه حتى في أصعب الأوقات التي تمر بها إسرائيل، فإنه يبدو أن نتنياهو لم يتوقف لا عن أسلوب عمله، ولا فيما يتعلق بعدم تحمله للمسؤولية، ولا بشأن حساباته السياسية وخططه للمستقبل".
وسلط فيرتر في مقاله الضوء على حالة الانقسام الحادة في المجتمع الإسرائيلي والتراشق بالتهم بين اليسار واليمين الإسرائيليين، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في إطار التحضير لرواية ما بعد الحرب، والجهات التي سيتم إلقاء اللوم عليها بشأن ما حدث. وقال إن أنصار نتنياهو، الذين وصفهم بأنهم سيئو السمعة، أغرقوا وسائل التواصل الاجتماعي بسيل من الرسائل الكريهة إلى حد الغثيان.
ويصف الكاتب الإسرائيلي حرب التخوين المستعرة بين فئات المجتمع فيقول: "في وسائل الإعلام، تتجهز كلاب نتنياهو الهجومية للانقضاض. وقد وعدت مراسلة تلفزيون نتنياهو مشاهديها بأنه سيأتي اليوم الذي تقوم فيه بمحاسبة صحيفة هآرتس عن مسؤوليتها في الحرب".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: رئیس الوزراء
إقرأ أيضاً:
غزة.. منظمات دولية تحذّر من عواقب تعليق المساعدات
قالت وكالات إغاثة، اليوم الإثنين، إن مخزونات الغذاء والدواء والمأوى في غزة محدودة، وإن المساعدات الموجهة للفلسطينيين، الذين هم في أمس الحاجة إليها، ربما تفسد بعد تعليق إسرائيل تسليمها إلى القطاع.
ومنعت إسرائيل دخول شاحنات المساعدات إلى غزة، الأحد، مع تصاعد المواجهة بشأن الهدنة، التي أوقفت القتال خلال الأسابيع الستة الماضية.
وقال مسؤول بالأمم المتحدة في غزة: "الكثير مما وصل خلال الأسابيع القليلة الماضية تم توزيعه بالفعل، والآن بدأنا نشهد بالفعل زيادات في الأسعار".
تواصل #الأونروا تقديم خدمات الدعم النفسي والاجتماعي المنقذة للحياة في قطاع #غزة.
في مدينة غزة، نفذ فريق الصحة النفسية التابع للأونروا فعالية لصناعة فوانيس #رمضان يدويًا باستخدام الورق، بمشاركة الأطفال.
تهدف الفعالية إلى تعزيز الإبداع والتعبير الفني لدى الأطفال، إضافةً إلى توفير… pic.twitter.com/DTbkcvM3GR
وحذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن تعليق المساعدات سيضيف ضغوطاً كبيرة على مليوني فلسطيني في القطاع، ما زالوا يعانون من نقص في السلع الأساسية بعد 16 شهراً من الحرب. واتهمت إسرائيل في السابق حركة حماس بسرقة المساعدات، وهو ما نفته الحركة.
وقالت كارولين سيغوين، منسقة الطوارئ في منظمة أطباء بلا حدود في غزة،: "أي تحديات أخرى أمام وصول الغذاء والمياه النظيفة ربما يكون لها عواقب مدمرة. إن ارتفاع أسعار الغذاء والسلع يثير إحساساً بالخوف وعدم اليقين".
وقال سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، إن هناك ما يكفي من الغذاء في الأسواق لمدة أسبوعين على الأقل، وحث سكان غزة على عدم الذعر.
وقال الاتحاد الدولي للصليب الأحمر إن أكثر من 300 شاحنة محملة بالمساعدات مُنعت من عبور الحدود من مصر، الأحد.
وتعمل مستودعات الاتحاد الـ5 في مصر، التي تخزن المواد الغذائية والماء والأدوية حالياً، بنسبة 50% من طاقتها، ويجري فحص تواريخ انتهاء صلاحية المخزون.
وقال يورغن هوغل، منسق العمليات في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر في مصر،: "لدينا سعة للتخزين في الوقت الحالي، لكن لا يمكننا التأكد من المدة التي سيستمر فيها ذلك".
ولمنظمة أطباء بلا حدود 14 شاحنة من شحنات المساعدات في مصر والأردن، معظمها إمدادات طبية في انتظار شحنها إلى غزة.
وقالت سيغوين: "نشعر بقلق من أنه إذا تم إبقاء إمدادات الأدوية في الشاحنات لأشهر متتالية مع تعرضها للشمس، فقد يؤدي هذا إلى تقليل فترة صلاحية الأدوية، وتقليل فعاليتها".
إسرائيل تحسم مصير اتفاق غزة خلال أيام - موقع 24أكد مسؤولون إسرائيليون، الأحد، أن تل أبيب ستنتظر لـ"بضعة أيام" فقط من أجل البت في مصير المقترح الجديد، الذي نسبته لمبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول استمرار الاتفاق بين إسرائيل وحماس، بدلاً من المضي في المرحلة الثانية من الاتفاق، وفق ما كان مخططاً في اتفاق التهدئة ووقف إطلاق النار.وحذر المجلس النرويجي للاجئين من أن الأمر يصل إلى حد أن توقف وكالات الإغاثة شحنات المساعدات تماماً، كما كان الحال عندما تم تقييد المساعدات في بداية الحرب.
وقالت المتحدثة باسم المجلس النرويجي للاجئين شاينا لو: "من المكلف بالنسبة لنا الاحتفاظ بالمساعدات في مستودعات، أو في شاحنات منتظرة في طوابير".
ولم تكد تبدأ محادثات المرحلة الثانية للتفاوض على إنهاء الحرب حتى قالت إسرائيل، خلال إعلانها وقف دخول المساعدات إلى غزة، إنها لن تسمح بوقف إطلاق النار دون الإفراج عن جميع الرهائن المتبقين.
ونددت حماس بخطوة إسرائيل ووصفتها بأنها "ابتزاز"، و"انقلاب صارخ على الاتفاق".