قصف مستشفى المعمداني في غزة.. من يتحمل المسؤولية؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يعاني قطاع غزة الفلسطيني -بالأساس- من نقص في المستشفيات حيث لا يتجاوز عددها نحو 14، وليست المشكلة في العدد فقط؛ حيث إن هذه المستشفيات تعمل بإمكانات محددوه بسبب انقطاع الكهرباء ونفاد الأدوية والمستلزمات الطبية والوقود، جراء الحصار الإسرائيلي والقصف المكثف المستمر على القطاع.
ومنذ اشتعال الوضع إثر عملية طوفان الأقصى التي بدأت في السابع من أكتوبر الجاري، وما تلاها من اعتداءات إسرائيلية على غزة، وجّه الجيش الإسرائيلي تهديدات عدة بإخلاء المستشفيات، وقال، إنها معرضة للاستهداف والقصف، وهو ما رفضته إدارات هذه المستشفيات التي قالت، إن الوضع الصحي الكارثي في القطاع لا يسمح بذلك.
من بين تلك المستشفيات، مستشفى المعمداني في حي الزيتون جنوب مدينة غزة. الذي أسسته جمعية الكنيسة الإرسالية التابعة لكنيسة إنجلترا في 1882 ويعدّ من أقدم المستشفيات في فلسطين، وبات يطلق عليه -حاليا- اسم المستشفى العربي الأهلي.
قبل يوم من مجزرة #مستشفى_المعمداني.. نشطاء يحاولون تخفيف العبء النفسي عن العائلات وأطفالهم بنشاطات لتقليل حالة الخوف التي يعيشونها جراء القصف المستمر على غزة.
للمزيد: https://t.co/ftMqXrew3W pic.twitter.com/3kJpqnFRKv
— Aljazeera.net • الجزيرة نت (@AJArabicnet) October 18, 2023
المدنيون لجؤوا إليه ظنا منهم أنه مكان آمن وفق ما تمليه كل القوانين والأعراف بل والأخلاقيات، وأن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن يقدم على قصفه، لكن في حوالي الساعة 8:10 من مساء الثلاثاء 17 من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حدث ما لم يكن في حسبان كثيرين، حيث بدأت تنتشر صور ومرئيات على منصات التواصل لاستهداف مستشفى الأهلي العربي من الاحتلال الإسرائيلي، الصور القادمة من المستشفى كانت صادمة للعالم أجمع.
لحظة قصف المستشفى المعمداني وسط غزة pic.twitter.com/s7B7eIKWYB
— Hisham Abu Shaqrah | هشام أبو شقرة (@HShaqrah) October 17, 2023
وبعد قليل من القصف، خرجت حسابات إسرائيلية وتبنت قصف المستشفى، وكان من بين تلك الحسابات: حساب حنانيا نفتالي المتحدث باسم الإعلام الرقمي للجيش الإسرائيلي، الذي قال بتغريدة هذا نصها، "سلاح الجو الإسرائيلي يقصف قاعدة تابعة لحماس داخل مستشفى في غزة. مقتل عدد من الإرهابيين.. من المفجع أن حماس تطلق الصواريخ من المستشفيات والمساجد والمدارس، وتستخدم المدنيين دروعا بشرية".
لكن المفاجأة أن حنانيا ما لبث أن حذف التغريدة سريعا، وعلّق بتغريدة أخرى بالقول، في وقت سابق نشرت خبرا نُشر على وكالة رويترز حول القصف على المستشفى في غزة، الذي ذكر بشكل خاطئ أن إسرائيل قصفت المستشفى. لقد شاركت هذه المعلومات عن طريق الخطأ في منشور حُذف منذ ذلك الحين، أشرت فيه إلى استخدام حماس الاعتيادي للمستشفيات لتخزين مخابئ الأسلحة، والقيام بنشاطات إرهابية. أعتذر عن هذا الخطأ.
Earlier today I shared a report that was published on @reuters about the bombing at the hospital in Gaza which falsely stated Israel struck the hospital. I mistakenly shared this information in a since deleted post in which I referenced Hamas’ routine use of hospitals to store…
— Hananya Naftali (@HananyaNaftali) October 17, 2023
في المقابل، خرجت عحسابات رسمية إسرائيلية عدة تؤكد أن من قصف المستشفى هي حركة الجهاد الإسلامي، ومن بين تلك التغريدات: تغريدة حساب دولة إسرائيل التابع للخارجية الإسرائيلية، على موقع إكس، الذي نشر مقطعا ادعى فيه أن فصائل المقاومة هي من قصف المستشفى.
لكن على ما يبدو أن من رفع التغريدة لم ينتبه إلى أمر مهم، هو أن التغريدة نُشرت في الساعة 10:40 دقيقة من ليلة أمس 17 من الشهر الحالي، بينما المربع على اليمين، يظهر "كاميرا" للمراقبة بتاريخ مغاير لاحق لوقت نشر التغريدة، وبالتحديد بعد نحو ساعة ونصف من نشرها.
(مواقع التواصل الاجتماعي)
كما أن العديد من الحسابات الإسرائيلية ادعت بأن حركة الجهاد الإسلامي هي من استهدفت المستشفى بالخطأ، وهنا يكون السؤال: كيف حددت إسرائيل أن من أطلق الصاروخ، هي حركة الجهاد الإسلامي، وليس أيا من حركات وفصائل المقاومة الأخرى؟
وهل تملك الفصائل الفلسطينية -عموما- مثل هذه الرؤوس الحربية ذات القدرة التدميرية الكبيرة؟
#عاجل تأكد في جيش الدفاع ان تنظيم الجهاد الاسلامي الارهابي مسؤول عن عملية اطلاق صواريخ فاشلة أصابت #المستشفى_المعمداني في قطاع غزة
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 17, 2023
بالإضافة إلى ما سبق، فلو أمعنا النظر في المقطع الذي وثّق لحظة الانفجار لوجدنا أن سرعة المقذوف عالية، وأنه سبب انفجارا كبيرا هائلا وارتفاعا شاهقا لألسنة اللهب، وهذا يؤكد أنه مقذوف موجه، وليس مجرد صاروخ بدائي صعد إلى أعلى، ثم سقط بالخطأ.
لحظة قصف المستشفى المعمداني وسط غزة pic.twitter.com/s7B7eIKWYB
— Hisham Abu Shaqrah | هشام أبو شقرة (@HShaqrah) October 17, 2023
في الأثناء، ولتأكيد ما سبق ودحض المزاعم الإسرائيلية، نشر ناشطون مرئيات عدة تبين القدرة التدميرية للصواريخ الإسرائيلية، وصواريخ المقاومة.
@AvichayAdraee @EdyCohen
هنا مقطعين تبين القوة التدميرية لصاروخ حماس وصاروخ اسرائيل pic.twitter.com/ASAKuuQMW5
— كاريزما (@Karisma_sa) October 17, 2023
في المقابل، نشر الجيش الإسرائيلي مقطعا ادعى فيه أن صاروخا أطلقته المقاومة انحرف وسقط على المستشفى، لكن المقطع يظهر أنه تُصدي للصاروخ في السماء، والانفجار الذي وقع في المستشفى هو نتيجة إصابة مباشرة من مقذوف آخر. فلا يمكن أن تسبب شظايا الصاروخ المعترض في السماء هذا الانفجار الكبير، كما أنه لا يوجد -وفقا للصور- أي ألسنة حرارية خارجة من المقذوف الذي سقط على المستشفى.
RAW FOOTAGE: A rocket aimed at Israel misfired and exploded at 18:59—the same moment a hospital was hit in Gaza. pic.twitter.com/Kf5xJazSap
— Israel Defense Forces (@IDF) October 17, 2023
وتكتمل إثارة القصة بشهادة حاسمة من مراسل قناة إم إس إن بي سي الأميركية في إسرائيل، الذي قال في مداخلة تلفزيونية انتشرت على مواقع التواصل، هذه حالة واضحة من ضبابية الحرب، ويجب أن نكون واضحين، "إن بي سي" غير قادرة على الدخول إلى غزة. الحدود الإسرائيلية مغلقة، والحدود المصرية كذلك مغلقة، فريقنا غير قادر على الدخول إلى القطاع للتحقق مما حدث مباشرة. كما يجدر التنبيه إلى أن الجيش الإسرائيلي لم يوفر إلى اللحظة أي دليل لدعم ادعائه بأن السبب كان صاروخا لحركة الجهاد الإسلامي. هم يشيرون إلى معلومات استخباراتية لم يكشفوا عنها بعد. كما تجدر الإشارة إلى هذا العدد من القتلى لا يتناسب مع ما يُنسب عادة للصواريخ الفلسطينية. هذه الصواريخ خطيرة ومميتة، لكنها غير قادرة على قتل مئات الأشخاص في ضربة واحدة.
???????????????????? MSNBC raises queations about Israeli claims regarding the hospital strike.
Another reporter who is about to lose his job for trying to tell the truth… pic.twitter.com/u46muEWhlw
— Angelo Giuliano (@Angelo4justice3) October 17, 2023
مراسل بي بي سي قال أيضا، تواصلنا مع الجيش الإسرائيلي للتعليق عما حدث، وقالوا، إنهم يحققون، لكن من الصعب تصور ما عساه يكون بالنظر لحجم الانفجار، عدا كونه غارة إسرائيلية أو غارات عدة، لأنه عندما نشاهد صواريخ منطلقة من غزة لا نرى انفجارات بذلك الحجم. قد نشهد مقتل 6 أشخاص أو أكثر بقليل في ضربات صاروخية مشابهة، لكننا لم نشهد انفجارا بهذا الحجم في المقطع الذي شاهدته منذ قليل.
شهادة مراسلا ال BBC والMSNBC بأن قصف مستشفى المعمداني هو إسرائيلي نظرًا لحجم الانفجار وعدد الضحايا. مراسل بي بي سي أضاف أنه شاهد صواريخ حماس كيف تنفجر وبأن أضرارها محدودة.#المستشفى_المعمداني #مستشفى_المعمداني #hospital #Gaza_Genocide #FreePalestine #Gaza #Gazagenocide… pic.twitter.com/u1A87DcjC5
— khalil hanoun (@khalilhanoun) October 17, 2023
المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي نشر مقطعا وعلّق عليه بالقول،
بالمقطع المرئي من داخل أنظمة سلاح الجو: هكذا أصاب صاروخ مخفق أطلقه الجهاد الإسلامي منطقة المستشفى المعمداني في مدينة غزة.
#عاجل بالفيديو من داخل أنظمة سلاح الجو: هكذا أصاب صاروخ فاشل أطلقه #الجهاد_الاسلامي منطقة #المستشفى_المعمداني في مدينة غزة. pic.twitter.com/P39MO6vbZ3
— افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) October 18, 2023
الرواية الإسرائيلية المتناقضة شهدت كثيرا من التفاعلات على المنصات العربية، فالمغردون طرحوا أسئلة عدة على الرواية الإسرائيلية، وحاولوا الإسقاط عليها، بما حدث من إخفاق استخباري حال دون توقع عملية طوفان الأقصى، وإمطار المقاومة المدن الإسرائيلية بآلاف الصواريخ
ليش ما كانت استخباراتكم صاحيه وعارفه شغلها يوم حماس اقتحمت مواقعكم كما تدعون وين كانت الإستخبارات ولماذا كل دقيقتين تغرد عن نفس الموضوع والإنكار هل لم تعجبكم ردة الفعل الغربية ضدكم لذلك فضلتم الإنكار
— Farah Ahmad ???????? أم فهد (@Faaaraaah78) October 18, 2023
كل مرة تجيب فيديو احاول تثبت كذبتك
وكل فيديو تجيبه ما يؤكد ما تقوله، بل ما تحاول أن تنفيه.
— عدي بن ناصر العميري (@adinaser77) October 18, 2023
تراه همه عارفين يكذبوا
بس مهتهم التظليل
— ياسر الجديدي (@73cd1fba743d420) October 18, 2023
ومع إصراره على روايته، فقد أعلن الجيش الإسرائيلي عن بدء تحقيق بشأن قصف مستشفى المعمداني في مدينة غزة أمس الثلاثاء، كما اتهم حركة الجهاد الإسلامي بالوقوف وراء القصف.
في المقابل، قالت حركة الجهاد الإسلامي، إن توجيه الاتهام نحو الجهاد الإسلامي لن يعفي العدو من مسؤوليته عن المجزرة، وأن الاتهامات التي يروج لها العدو باطلة، والمقاومة لا تستخدم المنشآت العامة والمستشفيات مراكز عسكرية، حسب ما يدعي الإسرائيليون.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حرکة الجهاد الإسلامی مستشفى المعمدانی فی المستشفى المعمدانی الجیش الإسرائیلی قصف المستشفى مدینة غزة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
«اجتماعية الشارقة» تنظم لقاء المسؤولية المجتمعية
الشارقة: «الخليج»
نظمت دائرة الخدمات الاجتماعية في الشارقة، لقاء المسؤولية المجتمعية الثالث والذي يقام تحت شعار «بالمسؤولية المجتمعية نزرع الاستدامة» في «شَجَر» الجادة، ويهدف اللقاء إلى التعرف على خبرات بعض الجهات في مجال المسؤولية المجتمعية وترسيخ ممارسات المسؤولية المجتمعية بما يتناسب مع رؤية دولة الإمارات، كما يهدف لتعزيز دور الشراكة المجتمعية، ومعرفة ممكنات تعظيم أثر المبادرات المجتمعية.
ورحبت حصة الحمادي، مدير إدارة التلاحم في الدائرة، بالحضور من مختلف الأطراف المعنية بالمسؤولية المجتمعية لمناقشة المشاريع والمبادرات المجتمعية المستدامة التي تعود بالنفع على جميع الجهات المعنية.
وأضافت أن المسؤولية المجتمعية ليست مجرد مفهوم نظري أو التزام يُنفَّذ ضمن حدود معينة، بل نهج حياة يُسهم في تعزيز روح التعاون بين الأفراد والمؤسسات، كما إنها جسر يربط بين دعم المبادرات الإنسانية والاجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة، مما يعود بالنفع على الجميع. وشارك في الجلسة الحوارية الشركاء الاستراتيجيين، وفي مقدمتهم المهندس فتحي عفانة الرئيس التنفيذي، ومؤسس شركة «فاست» لمقاولات البناء، والذي أكد أن العمل المجتمعي يعكس تربية الفرد بالأساس ونشأته، وهنا يأتي دور الأم بشكل خاص والأسرة بشكل عام في هذا الشأن، في تعزيز الترابط الاجتماعي بين أفراد العائلة، ما يدفعنا لسلوك ثقافة العطاء منذ الصغر، وتنميتها على مر السنوات.
وتابع أنه يواصل رعاية فعاليات ومبادرات متعددة، مثل تأسيس صندوق وقف لدعم برنامج المنح للطلاب المتفوقين وتقديم الرعاية لعدد من المراكز المتخصصة بذوي الإعاقة، ورعاية ملتقى الشارقة الدولي لألعاب القوى للمعاقين، والرعاية السنوية لمبادرة الإفطار الجماعي ل 70 ألف وجبة إفطار، كذلك رعاية عرس زايد العربي، والذي شمل 200 شاب عربي مقيم على أرض الدولة، ومبادرة مرسال الخير بمدن السودان.
كما شاركت موزة الشحي من المجلس الأعلى لشؤون الأسرة بالشارقة، وشرحت أنه يمكن للمؤسسات الحكومية تعزيز مشاركة الشركات في المشاريع التنموية طويلة الأجل عبر اعتماد مجموعة متكاملة من السياسات والإجراءات تركز على تخفيف المخاطر، وتحفيز الاستثمارات، وضمان الشفافية، والاستدامة.
وعرف كل من بطي آل علي وعبد الرحيم الحمادي من قسم المسؤولية المجتمعية بإدارة التلاحم المجتمعي، بالمشاريع التي تم إطلاقها خلال الفترة الماضية وهي: «فرحة عيد» وهي عبارة عن صناديق يتم وضع هدايا العيد فيها من قبل أفراد المجتمع للأطفال لإسعادهم في العيدين (الفطر والأضحى)، ومشروع «نون» الذي يُعنى بتوفير مقاعد دراسية للأطفال، و«بركة الدار» الذي يخصص وقف يعود ريعه إلى كبار السن.
كما تم الإعلان عن مشروع شبكة «أمان».