من أجمل ما قرأت.. وصية أب لإبنه يوم زواجه
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
وصى أب إبنه يوم زواجه، فقال: أي بني، إنّك لن تنال السعادة في بيتك إلا بعشر خصال تمنحها لزوجك، فأحفظها عني واحرص عليها..
أما الأولى والثانية:
إنّ النّساء يحببن الدلال ويحببن التصريح بالحب، فلا تبخل على زوجتك بذلك. فإن بخلت جعل بينك وبينها حجابًا من الجفوة، ونقصًا في المودة.
وأما الثالثة:
إن النساء يكرهنَ الرجل الشديد الحازم، ويستخدمن الرجل الضعيف اللين.
وأما الرابعة:
إنّ النساء يُحببن من الزوج ما يحب الزوج منهنّ من طيب الكلام، وحسن المنظر، ونظافة الثياب، وطيب الرائحة. فكن في كل أحوالك كذلك.
أما الخامسة:
كما إنّ البيت مملكة الأنثى، وفيه تشعر أنّها متربعة على عرشها وأنها سيدة فيه. فإيّاك أن تهدم هذه المملكة التي تعيشها، وإياك أن تحاول أن تزيحها عن عرشها هذا. فإنّك إن فعلت نازعتها ملكها، وليس لملكٍ أشدّ عداوةً ممن ينازعه ملكه.
أما السادسة:كما إنّ المرأة تحب أن تكسب زوجها ولا تخسر أهلها، فإيّاك أن تجعل نفسك مع أهلها في ميزان واحد. فإمّا أنت وإمّا أهلها، فهي وإن اختارتك على أهلها فإنّها ستبقى في كمدٍ تُنقل عَدْواه حياتك اليومية.
والسابعة:
كما إنّ المرأة خُلِقت مِن ضِلعٍ أعوج وهذا سرّ الجمال فيها، وسرُّ الجذب إليها، وليس هذا عيبًا فيها “فالحاجب زيّنه العِوَجُ”. فلا تحمل عليها إن هي أخطأت حملةً لا هوادة فيها، تحاول تقييم المعوج فتكسرها، وكسرها طلاقها. ولا تتركها إن هي أخطأت حتى يزداد اعوجاجها وتتقوقع على نفسها. فلا تلين لك بعد ذلك ولا تسمع إليك، ولكن كن دائما معها بين بين.
أما الثامنة:
كما إنّ النّساء جُبلن على كُفر العشير وجُحدان المعروف، فإن أحسنت لإحداهنّ دهرًا ثم أسأت إليها مرة قالت: ما وجدت منك خيرًا قط. فلا يحملنّك هذا الخلق على أن تكرهها وتنفر منها. فإنّك إن كرهت منها هذا الخلق رضيت منها غيره.
أما التاسعة:كما إنّ المرأة تمر بحالات من الضعف الجسدي والتعب النفسي. حتى إنّ الله سبحانه وتعالى أسقط عنها مجموعةً من الفرائض التي افترضها في هذه الحالات. فقد أسقط عنها الصلاة نهائيًا في هذه الحالات. وأنسأ لها الصيام خلالهما حتى تعود صحتها ويعتدل مزاجها. فكن معها في هذه الأحوال ربانيا كما خفف الله سبحانه وتعالى عنها فرائضه، أن تخفف عنها طلباتك وأوامرك.
وأما العاشرة:
اعلم أن المرأة أسيرة عندك، فارحم أسرها وتجاوز عن ضعفها تكن لك خير متاع وخير شريك.
المصدر: النهار أونلاين
كلمات دلالية: کما إن
إقرأ أيضاً:
د. عبدالله الغذامي يكتب: أن تسافر عنك إليك
من صيغ التعامل مع المكان أن تسافر منك إليك، ففي فترة «كورونا»، ومع منع السفر الخارجي، تعلم الناس في العالم كله أن يتحولوا عن مفهوم السياحة بوصفها سفراً إلى الخارج إلى مفهوم ٍ جديد حدث قسراً وغصباً وهو السياحة الداخلية، ليتعرفوا بذلك على كنوز بلادهم التي ظلوا ينؤون عنها للبحث عن البعيد، وفي هذا كشوفات لافتةٌ ظل أهلُ كل بلدٍ في العالم يتحدثون عنها باندهاش عجيب، لدرجة أنهم أصبحوا يتكلمون عن جهلهم ببلادهم وكنوز بلادهم.
وهذه مسألة شديدة الوضوح، وهي أيضاً شديدة العبرة، فإن كنا نجهل وجه الأرض فماذا عن جهلنا بباطن النفوس، وما ذا لو جرّبنا السياحة الروحية في نفوسنا لكي نكشف ما نجهله عنا وعن كنوزنا الروحية والنفسية، تلك الكنوز التي نظل نسافر بعيداً عنها ونمعن في الانفصال عنها لدرجة أن البشر صاروا يبذلون الوقت والمال لكي يستعينوا بخبير نفساني لكي يساعدهم للتعرف على نفوسهم، ولو قارنا ما نعرفه عن كل ما هو خارجٌ عنا وبعيدٌ عنا مكاناً ومعنى مقابل جهلنا بنا، لهالنا ما نكشف عن المجهول منا فينا، وكأننا نقيم أسواراً تتزايد كلما كبرت أعمارنا وكلما كبرت خبراتنا التي نضعها بمقامٍ أعلى من كنوز أرواحنا، وكثيراً ما تكون الخبرات كما نسميها تتحول لتصبح اغترابات روحيةً تأخذنا بعيداً عنا، وكأن الحياة هي مشروع للانفصال عن الذات والانتماء للخارج.
وتظل الذات جغرافيةً مهجورةً مما يؤدي بإحساس عنيف بالغربة والاغتراب مهما اغتنينا مادياً وسمعةً وشهادات ومكانةً اجتماعية، لكن حال الحس بالغربة يتزايد ويحوجنا للاستعانة بغيرنا لكي يخفف عنا غربتنا مع أن من نستعين بهم مصابون أيضاً بحالٍ مماثلة في حس الاغتراب فيهم، كحال الفيروسات التي تصيب المريض والطبيب معاً، وقد يتسبب المريض بنقل العدوى لطبيبه والجليس لجليسه مما يحول التفاعل البشري نفسه لحالة اغتراب ذاتي مستمر. والذوات مع الذوات بدل أن تخلق حساً بالأمان تتحول لتكون مصحةً كبرى يقطنها غرباء يشتكي كل واحدٍ همه، ويشهد على ذلك خطاب الأغاني والأشعار والموسيقى والحكايات، وكلما زادت جرعات الحزن في نص ما زادت معه الرغبة في التماهي مع النص، وكأننا نبحث عن مزيد اغتراب ذاتي، وكل نص حزين يقترب منا ويلامسنا لأنه يلامس غربتنا ويعبر عنها لنا.
كاتب ومفكر سعودي
أستاذ النقد والنظرية/ جامعة الملك سعود - الرياض