دعا الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، سكان غزة إلى الانتقال إلى منطقة "المواصي" الواقعة جنوبي القطاع، وقال الناطق باسمه، أفيخاي أدرعي، إنه "سيتم توجيه المساعدات الإنسانية إليها في حالة الضرورة".

ورغم هذا التحذير، الذي كرره الجيش أكثر من مرة منذ بدء التصعيد على القطاع بعد هجوم حركة حماس، مطالبا أهل القطاع بالنزوح جنوبا، فإن مصادر إنسانية وصحفية من غزة، أوضحت لموقع "الحرة"، أن "المواصي" عبارة عن "منطقة زراعية غير مؤهلة لاستقبال النازحين، كون المنازل فيها تعد بالعشرات".

 

وأضاف أدرعي في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الأربعاء، أن "جيش الدفاع يواصل مناشدة سكان شمالي القطاع ومدينة غزة، الانتقال إلى منطقة المواصي الواقعة جنوبي وادي غزة، ويعلن عن توصيته بالتنقل إلى المناطق المفتوحة غربي خان يونس، في منطقة المواصي".

يأتي ذلك بعد ساعات فقط من ضربة مستشفى المعمداني، التي قتل فيها "ما لا يقل عن 500 شخص بضربة جوية إسرائيلية"، حسب بيان لوزارة الصحة في قطاع غزة.

ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة، محملا ما حصل لـ"صواريخ تابعة لحركة الجهاد الإسلامي"، إلا أن الأخيرة نفت ذلك، بالإضافة إلى نفي حماس أيضا في بيان لاحق.

من جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته إلى تل أبيب لإظهار الدعم لإسرائيل: "يبدو أن الجهة الأخرى تسببت به (الهجوم)".

"المواصي".. ما هي؟ بحسب مراسلة "الحرة" في قطاع غزة، تعتبر المواصي التي طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة الانتقال إليها "زراعية ولا توجد بها الكثير من المباني، وغير مؤهلة لاستقبال أعداد النازحين".

وتقع تلك المنطقة جنوب شرقي وادي غزة، على الشريط الساحلي بطول 12 كيلومترا، وتمتد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبا بعمق كيلومتر تقريبا.

ضربة مستشفى غزة.. ماذا يقول القانون الدولي؟ مع تصاعد القصف على غزة والذي وصل إلى شن غارة على إحدى المستشفيات في القطاع، الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 500 شخص على الأقل، خرجت العديد من الإدانات الدولية والعربية المستنكرة للفعل الصادم.

وتشير تقديرات إلى أن "سكانها يبلغ عددهم قرابة 9 آلاف شخص، من بينهم نحو 2000 من مواصي رفح".

وقال الصحفي المقيم جنوبي القطاع، سيف السويطي، لموقع "الحرة": "إنها زراعية ولا يوجد الكثير من السكان فيها، وتعيش فيها بعض العائلات، وهي منذ زمن بعيد عبارة عن بقعة ريفية قريبة من الحدود الشرقية".

ويرى السويطي أن تحذير الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، "يستهدف السكان بمناطق قبل وادي غزة، أي الذين يقيمون في المناطق الشمالية للقطاع، والتي تشمل حي الشجاعية وحي الزيتون ومخيم الشاطئ والنصر، وأحياء أخرى". 

وأضاف: "لكن المواصي زراعية ريفية لا يوجد بها منازل"، وهو ما يؤكده أيضا المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة. 

وتابع أبو حسنة في تصريحات لموقع "الحرة": "المواصي في الأساس أراضٍ زراعية وموزعة على رفح وخان يونس. السكان فيها قليلون جدا والمنازل كذلك".

من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في قطاع غزة، الدكتور حسام الدجني، إلى أن "المنازل في المواصي لا تكفي أهلها، ولا يمكن وضع النازحين فيها ولا يمكن أن تصلح للعيش".

وأردف الدجني في حديث إلى موقع "الحرة": "لا يوجد فيها أي بنية تحتية، وما يحصل خطير جدا. التحذير الجديد للجيش الإسرائيلي عبارة عن تهجير قسري بطريقة أسوأ من ذي قبل".

"مليون نازح ووضع خطير"

ووفق آخر البيانات، سجلت "الأونروا" نزوح مليون شخص من مختلف مناطق القطاع، منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد يوم السابع من أكتوبر، وهو تاريخ هجوم حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، على إسرائيل. 

وقال المستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة، إن "نصف أعداد النازحين يتواجدون في مراكز الوكالة"، مضيفا: "نحن نقدم القليل وأقل من القليل على مستوى الرعاية الصحية والمياه". 

وزاد: "ما يحدث يفوق قدرات الأونروا. كنا مستعدين لاستقبال 150 ألفا من النازحين وليس لاستقبال مليون".

مظاهرات في عدة دول بعد ضربة مستشفى "المعمداني" في غزة شهدت عدة مدن عربية مظاهرات الليلة الماضية، في أعقاب استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة ومقتل مئات الفلسطينيين ومن بينهم نساء وأطفال.

ولفت أبو حسنة إلى أن "المعابر مازالت مغلقة، سواء رفح أو كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة. الأوضاع تزداد خطورة، وأستغرب كيف يطالبون السكان بالتوجه إلى المواصي. بيوتها قليلة وتعد بالعشرات أو بالمئات على أكثر تقدير".

وجاءت دعوة الجيش الإسرائيلي لأهل غزة بالنزوح، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي يهدد باجتياح بري لـ"تفكيك حماس".

لكن حتى الآن لم يتضح التوقيت الذي سيطلق فيه الجيش الإسرائيلي العملية، ومن غير الواضح أيضا حدودها والسيناريو الذي سيطبق بعد إطلاقها. 

  تحذيرات أممية

ومع انتقال الآلاف إلى جنوبي غزة، خلال الأيام الماضية، حذرت الأمم المتحدة من وجود "قدرة محدودة للغاية" في انتظارهم. ويتجمع مئات آلاف المدنيين قرب الحدود مع مصر، بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والغذاء عن القطاع. 

وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فإنه حتى الآن "يوجد حوالي 400 ألف نازح في مواقع مختلفة"، بما في ذلك مباني وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).

وحذّرت المفوضية إسرائيل، الثلاثاء، من "الترحيل القسري للمدنيين" في غزة، قائلة إن "الإخلاء المؤقت يجب أن يخضع لشروط، من بينها توفير السكن".

وبعدما نزحت عائلات من شمالي القطاع إلى جنوبه، عاد قسم من منهم خلال اليومين الماضيين إلى منازلهم الأصلية، وفق ما يقول الصحفي سيف السويطي، "من مبدأ أن القصف في غزة يشمل كل مناطق القطاع، ولا توجد مناطق آمنة". 

وتابع: "هناك حديث بأنه في حالة التوصل إلى هدنة، فإنها ستشمل مناطق الجنوب فقط وكذلك الأمر بالنسبة للمساعدات، بعيدا عن مناطق الشمال التي توجد فيها المشافي الرئيسية وعصب الحياة المتمثل بالمدينة". 

وفي سياق متصل، شدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بالقطاع، حسام الدجني، على أن "الناس بدأت تترك الجنوب وتعود للشمال، لأن الواقع الإنساني بالغ الصعوبة ولا يوجد أمان". 

"في الجنوب، هناك بيوت قصفت وكان فيها نازحون من الأحياء الشمالية"، حسب الدجني، مشيرا إلى أن هناك "فكرة تراود الكثير من النازحين الآن، مفادها أن تموت في منزلك أفضل من الموت في منزل غيرك".

"أمهات يبحثن عن أطفالهن وسط النيران".. مشاهد كارثية في مستشفى المعمداني "أكثر من ثلاثة آلاف شخص نزحوا من بيوتهم إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، في غزة، هرباً من الموت، افترشوا باحتها الخارجية والتحفوا سماءها معتقدين أنهم في مأمن من القصف، لكن ما كانوا يستبعدونه حصل، إذ في لحظة تغيّر المشهد، "بعدما سقطت قذيفة نوعية وليس صاروخاً" كما يعتقد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني- غزة، محمد أبو مصبح، فقتلت وجرحت المئات، "في مجزرة لا يتخايلها عقل"، بحسب قوله.

وعلى خلفية التصعيد وحركة النزوح، "أصبح كل بيت من المناطق الجنوبية يستضيف من 10 إلى 15 أسرة، وهؤلاء يفتقدون للمياه والكهرباء وأي شيء من مقومات الحياة اليومية"، حسب الدجاني.  

وقال: "لذلك الناس بدأت تفكر بالعودة رغم القصف"، معتبرا من جانب آخر إلى أن التحذير المتعلق بالمواصي "قد تقف وراءه أهداف غير معلنة". 

وختم بالقول: "الجيش الإسرائيلي يحاول دفع الناس إلى مناطق خالية من أجل تدمير المباني، وتطبيق سياسة الأرض المحروقة.. وبذلك يجعل عودة سكان القطاع إلى أرضهم معدومة، وفي حال لم تسمح مصر بدخولهم إلى أراضيها، سيبقون بلا مأوى ".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة أبو حسنة لا یوجد فی غزة إلى أن

إقرأ أيضاً:

عودة النازحين إلى غزة تُفشل مُخططات التهجير القسري

يمانيون../
بعد أن أفشل الفلسطينيون في قطاع غزة خطط العدو الصهيوني للتهجير القسري، بتضحيات هائلة جبلت خلالها دماء عشرات آلاف الشهداء والجرحى بتراب الأرض التي يعشقون، جاء الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ليُعيد طرح المشروع دون رؤية واضحة، متجاهلًا إصرار الفلسطينيين على التجذر في أرضهم التي يرفضون مغادرتها مهما كانت التضحيات.

وعلى مدار أكثر من 15 شهرًا سعى العدو الصهيوني إلى تفريغ محافظتي غزة والشمال عبر عشرات أوامر التهجير والغارات الدموية إلا أن مئات الآلاف تمسكوا بالبقاء وواجهوا الموت والجوع وأفشلوا مخطط التهجير، وعلى مدار السنوات أظهرت غزة صمودًا لا مثيل له في مواجهة الهجمات الصهيونية، حيث لا يزال الفلسطينيون ثابتين في أرضهم، رغم الدماء والتضحيات التي دفعوها.

وبمزيج من الدموع والفرح والزغاريد وهتافات التكبير، بدأ مئات آلاف الفلسطينيين اليوم الإثنين، العودة إلى شمال وادي غزة، للمرة الأولى منذ 15 شهرًا من التهجير القسري والمعاناة التي طالت كل تفاصيل حياتهم، ليكسروا إرادة المُحتل ويفشلوا مخططات التهجير القسري.

وعاد النازحون الفلسطينيون إلى شمال وادي غزة، يحملون معهم مشاعر الأمل والإصرار على إعادة إعمار مدينتهم التي دمرها العدو، متحاملين على جراحهم وفقدهم الكبير، فكل منهم فقد بيته أو أحد أفراد أسرته، ولكن إرادتهم لا تنكسر وبوصلتهم لا تحيد عن الثبات في الأرض ومواجهة المحتل.

وجاءت العودة بعد ثلاثة أيام من العرقلة الصهيونية قبل أن يجري التوصل لتفاهمات مكنت الوصول لهذه اللحظة التاريخية، ليبدأ مئات الأطفال من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب الذين تجمع أغلبهم على مدار الأيام الماضية ليبدأوا في العودة إلى مناطق سكنهم وأراضيهم التي دمرها الاحتلال.

ووسط الدموع والفرح، وبين أنقاض الذكريات، تضيء هذه العودة شعلة جديدة من الإصرار على إفشال كل مُخططات التهجير القسري، وآخرها ما أعلنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.. مُعلنين التشبث بحقوقهم التاريخية في الأرض.

وأفاد المركز الفلسطيني للإعلام بأن مئات الآلاف من النازحين الفلسطينيين تجمعوا في العراء على امتداد شارعي صلاح الدين والرشيد شمال النصيرات على مدار ثلاثة أيام متتالية، مُتحدين كل الصعوبات والمخاوف التي حملتها أشهر النزوح الطويلة.

وأكد أن مشهد العائلات وهي تسير عبر الطرقات المدمرة، وتحمل ما تبقى من أمتعتها، عكس إصرارًا قويًا على العودة، رغم قسوة الواقع الذي فرضته الحرب الأخيرة.

ولم تكن عودة النازحين إلى شمال وادي غزة مجرد استعادة للمكان، بل تجسيدًا لمعاني الإصرار على الحياة والتشبث بالأرض.

وفي مشهد مؤثر، شوهد الأطفال يحملون حقائب النزوح على أكتافهم المتعبة، يهرولون نحو بقايا بيوتهم وأنقاضها، يتأهبون ليعيدوا صياغة قصص جديدة للحياة على أرض اعتادت أن تكون ساحة للذكريات.

وتؤكد عودة النازحين الفلسطينيين، رغم كل محاولات التهجير والتشريد، أنهم متمسكون بأرضهم وبحقهم في الحياة بكرامة.. وأن هذه الخطوة ليست النهاية، بل بداية لمسيرة جديدة من الصمود والبناء.

وأكد الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية حماس، عبد اللطيف القانوع، أن مشاهد عودة جماهير الشعب الفلسطيني من جنوب القطاع لشماله تمثل فشلاً آخراً لكيان الاحتلال في تحقيق أهداف حرب الإبادة والتدمير ورسالة تحدي لأي محاولة جديدة لتهجيره

وقال القانوع في بيان له: “ثبات شعبنا على أرضه وعودته من جنوب القطاع لشماله يمثل انتهاءً للحلم الصهيوني بتهجيره وتصفية قضيته العادلة”.. مشدداً على أن الملحمة التاريخية التي سطرتها غزة وتضحياتها العظيمة تتطلب من العالم إنصاف الشعب الفلسطيني بإنجاز حقوقه المشروعة وإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضه.

وعلى الرغم من فرحة العودة، يواجه النازحون تحديات كبيرة تتعلق بإعادة بناء منازلهم وتوفير الخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء، كما أن إعادة ترميم البنية التحتية للمنطقة تتطلب دعمًا محليًا ودوليًا كبيرًا، ومع ذلك، تبدو العزيمة والإصرار أقوى من كل العقبات.

وفي هذا السياق، قالت لجنة المتابعة للقوى الوطنية والإسلامية، في بيان لها: “إن مخططات التهجير سقطت اليوم، واقتربت لحظة العودة الكبرى، بعد عودة مئات الآلاف من أبناء شعبنا إلى شمال قطاع غزة، بعد 15 شهرًا من الإبادة”.

وأضافت: “في مشاهد مهيبة وتاريخية، نعيش فصلاً من أعظم فصول قضيتنا الفلسطينية، وأنتم تهزمون مشاريع الصهيونية النازية، التي خططت لتهجيركم وإفراغ قطاعنا الحبيب، عبر القتل والتجويع والإبادة، لكن صمودكم وثباتكم كان حائلاً دون نجاح جميع مخططات الاحتلال”.

وتابعت: “سيكتب التاريخ هذا اليوم في صفحات العز في قضيتنا الفلسطينية، وسيبقى السابع والعشرون من يناير العام 2025م يوماً وطنياً قومياً عربياً إسلامياً، انتصرت فيه الإرادة الفلسطينية على منظومة الاستعمار الغربي بأكملها، وأعادت لشعبنا بقوة آمال العودة الكبرى عند تحرير فلسطين بأكملها وطرد المحتل منها، وهذا يقين سيتحقق قريباً على يد شعبنا وقواه ومكوناته الوطنية والإسلامية.”

وشددت على أن جميع خطط التهجير قد فشلت، وعاد العدو يجر أذيال الخيبة والخسران، وسيتمكن الشعب الفلسطيني أيضاً من إفشال مخطط التهجير الذي أعلن عنه ترامب رئيس الولايات المتحدة الراعية للكيان الإرهابي.

وشكرت مصر والأردن على رفضهما المطلق لمخططات ترامب الهادفة لتهجير الشعب الفلسطيني طوعياً، ودعتهما لتثبيت وترسيخ هذه المواقف عبد تعزيز صمود شعبنا في أرضه.

وقالت: “سنقوم بكل جهدنا وأقصى طاقاتنا لاستقبال أهلنا العائدين واحتضانهم وتوفير ما يلزم لهم من إغاثة وإيواء، وندعو جميع مكونات شعبنا الحية لبذل كل طاقاتها في هذا الشأن”.

وختمت بقولها: مستمرون على العهد حتى تحقيق أهداف وآمال وطموحات وتطلعات شعبنا بالتحرير والعوة والاستقلال وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

بدوره أكد الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية مصطفى البرغوثي، في تصريح صحفي اليوم، أن أهل غزة أفشلوا أخطر مؤامرة تعرضوا لها بالتهجير والتطهير العرقي.. قائلاً: إن عودة أهل القطاع اليوم إلى بلداتهم في شمال القطاع، تبشر بالعودة إلى فلسطين التاريخية وتمنح أملاً للاجئين الفلسطينيين الذين هجروا عام 1948.

ووجه البرغوثي التحية لأهل غزة وخاصة في شمال القطاع الذين صمدوا وواجهوا آلة الحرب الإسرائيلية لأشهر طويلة.

ووصف أهل القطاع بأنهم العنقاء الفلسطيني الذي لا يبيده القتل والقصف، وينهض من الدمار، وأن المشاهد تعكس حقيقة الشعب الفلسطيني.

ووصل آلاف النازحين الفلسطينيين العائدين إلى مدينة غزة، عبر محور الشهداء– العودة (نتساريم) على شارع الرشيد صباح اليوم الاثنين، باتجاه مدينة غزة لأول مرة منذ أكثر من 15 شهرًا، في مشهد تاريخي تجسدت فيه إرادة الصمود وتشبث الفلسطيني بأرضه.

وهذه العودة، التي جاءت بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ليست مجرد خطوة نحو استعادة المنازل والممتلكات، بل هي رسالة صمود في وجه كل محاولات التهجير القسري التي حاول الاحتلال فرضها بعشرات القرارات ومئات المجازر.

وانتشر عناصر كتائب القسام في نقاط عدة في الطريق وسط ترحيب كبير من المواطنين العائدين.. وعلى مدار الأيام الثلاثة الماضية تجمع مئات الآلاف على شارعي الرشيد وصلاح الدين قبالة محور نتساريم وسط أجواء من القلق والترقب، بانتظار العودة بعد عرقلة الاحتلال الإسرائيلي بحجة عدم تسليم الأسيرة هاربيل يهود.

ويقول مدير عام المكتب الإعلامي بغزة إسماعيل ثوابتة: إن أكثر من 5,500 موظف حكومي يعملون في هذه الأثناء على تسهيل عودة النازحين من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال، من جميع الأجهزة والوزارات والمؤسسات الحكومية.

وفجر اليوم، أعلنت حركة حماس، التوصل لاتفاق بجهود الوسطاء على عودة النازحين إلى شمال وادي غزة، ابتداء من صباح اليوم 27 يناير 2025.

وقالت حماس في بيان لها: “في إطار جهود الحركة لنزع الذرائع التي وضعها نتنياهو أمام عودة النازحين إلى شمال القطاع، وحل قضية الأسيرة لدى المقاومة أربيل يهود، قدمت حركة حماس مقترحا للوسطاء بأن تجري عملية تبادل إضافية تشمل الأسيرة أربيل يهود مع اثنين آخرين من أسرى الاحتلال قبل يوم الجمعة القادم، وأن تبقى عملية التبادل المقرة يوم السبت القادم كما هي في موعدها وتشمل ثلاثة أسرى للاحتلال”.. مؤكدةً أنه بناءً على ذلك توصلت الحركة وبجهود الوسطاء على عودة النازحين.

وفي وقت كان مئات آلاف الفلسطينيين ينتظرون عودتهم إلى شمال قطاع غزة، في إفشال عملي لخطة تهجيرهم التي أعلنها العدو الصهيوني في مستهل حرب الإبادة، أطلق ترامب تصريحات تحدث فيها عن إمكانية نقل أكثر من مليون فلسطيني من قطاع غزة إلى الدول المجاورة.

وفي بداية حرب الإبادة على قطاع غزة في أكتوبر 2023 طرحت مسؤولون صهاينة خطة التهجير القسري للفلسطينيين في قطاع غزة إلى سيناء، وسعوا إلى ذلك من خلال توجيه مئات الآلاف للنزوح إلى رفح وسط قصف وتجويع، ولكن الفلسطينيين واصلوا الصمود، فيما عبرت مصر عن رفض مطلق للخطط الصهيونية.

وتتسق تصريحات ترامب مع الخطط الصهيونية القديمة التي تهدف إلى تفريغ غزة من سكانها الفلسطينيين، في إطار أكبر عملية تهجير قسري غير إنسانية تستهدف إلغاء وجودهم في أرضهم.

ويرى خبراء أن هذه التصريحات تأتي في وقت حساس، بعد أسبوع من بدء وقف إطلاق النار وسط تعثرات قابلة للحل لتنفيذ خطوة عودة النازحين إلى أماكن سكنهم، في وقت يعاني القطاع من دمار هائل جراء الحرب الصهيونية المدمرة التي أتت على أكثر من 70 في المائة من مباني القطاع.

وعلى الدوام عبرت المكونات الفلسطينية المختلفة الرسمية والشعبية رفضها لخطط التهجير القسري مهما كان الثمن، وسط إجماع أن ما يطرحه ترامب هو مجرد تكرار لمحاولات صهيونية سابقة تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية.

ورغم محاولات التهجير التي تُطرح بين الحين والآخر، يُصر الفلسطينيون على الثبات والتجذر بالأرض والمضي على نهج المقاومة من أجل الحفاظ على وجودهم على أرضهم.. مؤكدين أن حقوقهم الوطنية لا يمكن التفاوض عليها أو التنازل عنها.

سبأ – مرزاح العسل

مقالات مشابهة

  • الجيش الإسرائيلي: إطلاق صاروخ اعتراضي نحو هدف جوي في منطقة زرعيت شمالي إسرائيل
  • حالات يُحرم فيها المستهلك من استبدال السلعة.. تعرف على التفاصيل
  • ماذا تعرف عن قاعدة غوانتانامو التي ستستضيف المهاجرين؟
  • ‏الجيش الإسرائيلي: اعترضنا مؤخرًا طائرة استطلاع أطلقها حزب الله نحو إسرائيل
  • عباس يرسل برقية للسيسي بشأن تهجير الفلسطينيين.. ماذا فيها؟
  • مصادر : الجيش الإسرائيلي يتواجد في 9 بلدات في جنوب لبنان
  • احتشاد النازحين في شارع صلاح الدين انتظارا للعودة لشمال القطاع
  • الاعلامي الحكومي: نحو 80% من النازحين عادوا إلى غزة وشمالها
  • الجيش الإسرائيلي يقر باستهداف فلسطينيين عائدين لشمال غزة
  • عودة النازحين إلى غزة تُفشل مُخططات التهجير القسري