منازلها لا تكفي أهلها.. ماذا تعرف عن المواصي التي طالبت إسرائيل أهل غزة بالذهاب إليها؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
دعا الجيش الإسرائيلي، الأربعاء، سكان غزة إلى الانتقال إلى منطقة "المواصي" الواقعة جنوبي القطاع، وقال الناطق باسمه، أفيخاي أدرعي، إنه "سيتم توجيه المساعدات الإنسانية إليها في حالة الضرورة".
ورغم هذا التحذير، الذي كرره الجيش أكثر من مرة منذ بدء التصعيد على القطاع بعد هجوم حركة حماس، مطالبا أهل القطاع بالنزوح جنوبا، فإن مصادر إنسانية وصحفية من غزة، أوضحت لموقع "الحرة"، أن "المواصي" عبارة عن "منطقة زراعية غير مؤهلة لاستقبال النازحين، كون المنازل فيها تعد بالعشرات".
وأضاف أدرعي في بيان عبر منصة "إكس" (تويتر سابقا)، الأربعاء، أن "جيش الدفاع يواصل مناشدة سكان شمالي القطاع ومدينة غزة، الانتقال إلى منطقة المواصي الواقعة جنوبي وادي غزة، ويعلن عن توصيته بالتنقل إلى المناطق المفتوحة غربي خان يونس، في منطقة المواصي".
يأتي ذلك بعد ساعات فقط من ضربة مستشفى المعمداني، التي قتل فيها "ما لا يقل عن 500 شخص بضربة جوية إسرائيلية"، حسب بيان لوزارة الصحة في قطاع غزة.
ونفى الجيش الإسرائيلي مسؤوليته عن الضربة، محملا ما حصل لـ"صواريخ تابعة لحركة الجهاد الإسلامي"، إلا أن الأخيرة نفت ذلك، بالإضافة إلى نفي حماس أيضا في بيان لاحق.
من جانبه، قال الرئيس الأميركي، جو بايدن، خلال زيارته إلى تل أبيب لإظهار الدعم لإسرائيل: "يبدو أن الجهة الأخرى تسببت به (الهجوم)".
"المواصي".. ما هي؟ بحسب مراسلة "الحرة" في قطاع غزة، تعتبر المواصي التي طلب الجيش الإسرائيلي من سكان غزة الانتقال إليها "زراعية ولا توجد بها الكثير من المباني، وغير مؤهلة لاستقبال أعداد النازحين".وتقع تلك المنطقة جنوب شرقي وادي غزة، على الشريط الساحلي بطول 12 كيلومترا، وتمتد من دير البلح شمالا مرورا بمحافظة خان يونس، حتى محافظة رفح جنوبا بعمق كيلومتر تقريبا.
ضربة مستشفى غزة.. ماذا يقول القانون الدولي؟ مع تصاعد القصف على غزة والذي وصل إلى شن غارة على إحدى المستشفيات في القطاع، الثلاثاء، أسفرت عن مقتل 500 شخص على الأقل، خرجت العديد من الإدانات الدولية والعربية المستنكرة للفعل الصادم.وتشير تقديرات إلى أن "سكانها يبلغ عددهم قرابة 9 آلاف شخص، من بينهم نحو 2000 من مواصي رفح".
وقال الصحفي المقيم جنوبي القطاع، سيف السويطي، لموقع "الحرة": "إنها زراعية ولا يوجد الكثير من السكان فيها، وتعيش فيها بعض العائلات، وهي منذ زمن بعيد عبارة عن بقعة ريفية قريبة من الحدود الشرقية".
ويرى السويطي أن تحذير الجيش الإسرائيلي، صباح الأربعاء، "يستهدف السكان بمناطق قبل وادي غزة، أي الذين يقيمون في المناطق الشمالية للقطاع، والتي تشمل حي الشجاعية وحي الزيتون ومخيم الشاطئ والنصر، وأحياء أخرى".
وأضاف: "لكن المواصي زراعية ريفية لا يوجد بها منازل"، وهو ما يؤكده أيضا المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو حسنة.
وتابع أبو حسنة في تصريحات لموقع "الحرة": "المواصي في الأساس أراضٍ زراعية وموزعة على رفح وخان يونس. السكان فيها قليلون جدا والمنازل كذلك".
من جانبه، أشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة في قطاع غزة، الدكتور حسام الدجني، إلى أن "المنازل في المواصي لا تكفي أهلها، ولا يمكن وضع النازحين فيها ولا يمكن أن تصلح للعيش".
وأردف الدجني في حديث إلى موقع "الحرة": "لا يوجد فيها أي بنية تحتية، وما يحصل خطير جدا. التحذير الجديد للجيش الإسرائيلي عبارة عن تهجير قسري بطريقة أسوأ من ذي قبل".
"مليون نازح ووضع خطير"
ووفق آخر البيانات، سجلت "الأونروا" نزوح مليون شخص من مختلف مناطق القطاع، منذ بداية التصعيد الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد يوم السابع من أكتوبر، وهو تاريخ هجوم حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة "منظمة إرهابية"، على إسرائيل.
وقال المستشار الإعلامي للوكالة، عدنان أبو حسنة، إن "نصف أعداد النازحين يتواجدون في مراكز الوكالة"، مضيفا: "نحن نقدم القليل وأقل من القليل على مستوى الرعاية الصحية والمياه".
وزاد: "ما يحدث يفوق قدرات الأونروا. كنا مستعدين لاستقبال 150 ألفا من النازحين وليس لاستقبال مليون".
مظاهرات في عدة دول بعد ضربة مستشفى "المعمداني" في غزة شهدت عدة مدن عربية مظاهرات الليلة الماضية، في أعقاب استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة ومقتل مئات الفلسطينيين ومن بينهم نساء وأطفال.ولفت أبو حسنة إلى أن "المعابر مازالت مغلقة، سواء رفح أو كرم أبو سالم بين إسرائيل وغزة. الأوضاع تزداد خطورة، وأستغرب كيف يطالبون السكان بالتوجه إلى المواصي. بيوتها قليلة وتعد بالعشرات أو بالمئات على أكثر تقدير".
وجاءت دعوة الجيش الإسرائيلي لأهل غزة بالنزوح، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى ما ستؤول إليه الأيام المقبلة، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي يهدد باجتياح بري لـ"تفكيك حماس".
لكن حتى الآن لم يتضح التوقيت الذي سيطلق فيه الجيش الإسرائيلي العملية، ومن غير الواضح أيضا حدودها والسيناريو الذي سيطبق بعد إطلاقها.
تحذيرات أمميةومع انتقال الآلاف إلى جنوبي غزة، خلال الأيام الماضية، حذرت الأمم المتحدة من وجود "قدرة محدودة للغاية" في انتظارهم. ويتجمع مئات آلاف المدنيين قرب الحدود مع مصر، بعد أن قطعت إسرائيل إمدادات المياه والكهرباء والغذاء عن القطاع.
وبحسب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان، فإنه حتى الآن "يوجد حوالي 400 ألف نازح في مواقع مختلفة"، بما في ذلك مباني وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا).
وحذّرت المفوضية إسرائيل، الثلاثاء، من "الترحيل القسري للمدنيين" في غزة، قائلة إن "الإخلاء المؤقت يجب أن يخضع لشروط، من بينها توفير السكن".
وبعدما نزحت عائلات من شمالي القطاع إلى جنوبه، عاد قسم من منهم خلال اليومين الماضيين إلى منازلهم الأصلية، وفق ما يقول الصحفي سيف السويطي، "من مبدأ أن القصف في غزة يشمل كل مناطق القطاع، ولا توجد مناطق آمنة".
وتابع: "هناك حديث بأنه في حالة التوصل إلى هدنة، فإنها ستشمل مناطق الجنوب فقط وكذلك الأمر بالنسبة للمساعدات، بعيدا عن مناطق الشمال التي توجد فيها المشافي الرئيسية وعصب الحياة المتمثل بالمدينة".
وفي سياق متصل، شدد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة بالقطاع، حسام الدجني، على أن "الناس بدأت تترك الجنوب وتعود للشمال، لأن الواقع الإنساني بالغ الصعوبة ولا يوجد أمان".
"في الجنوب، هناك بيوت قصفت وكان فيها نازحون من الأحياء الشمالية"، حسب الدجني، مشيرا إلى أن هناك "فكرة تراود الكثير من النازحين الآن، مفادها أن تموت في منزلك أفضل من الموت في منزل غيرك".
"أمهات يبحثن عن أطفالهن وسط النيران".. مشاهد كارثية في مستشفى المعمداني "أكثر من ثلاثة آلاف شخص نزحوا من بيوتهم إلى المستشفى الأهلي العربي (المعمداني)، في غزة، هرباً من الموت، افترشوا باحتها الخارجية والتحفوا سماءها معتقدين أنهم في مأمن من القصف، لكن ما كانوا يستبعدونه حصل، إذ في لحظة تغيّر المشهد، "بعدما سقطت قذيفة نوعية وليس صاروخاً" كما يعتقد مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني- غزة، محمد أبو مصبح، فقتلت وجرحت المئات، "في مجزرة لا يتخايلها عقل"، بحسب قوله.وعلى خلفية التصعيد وحركة النزوح، "أصبح كل بيت من المناطق الجنوبية يستضيف من 10 إلى 15 أسرة، وهؤلاء يفتقدون للمياه والكهرباء وأي شيء من مقومات الحياة اليومية"، حسب الدجاني.
وقال: "لذلك الناس بدأت تفكر بالعودة رغم القصف"، معتبرا من جانب آخر إلى أن التحذير المتعلق بالمواصي "قد تقف وراءه أهداف غير معلنة".
وختم بالقول: "الجيش الإسرائيلي يحاول دفع الناس إلى مناطق خالية من أجل تدمير المباني، وتطبيق سياسة الأرض المحروقة.. وبذلك يجعل عودة سكان القطاع إلى أرضهم معدومة، وفي حال لم تسمح مصر بدخولهم إلى أراضيها، سيبقون بلا مأوى ".
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی فی قطاع غزة أبو حسنة لا یوجد فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
السفير الأسترالي لدى أمريكا يحذف تغريداته عن ترامب.. ماذا قال فيها؟
قام السفير الأسترالي لدى الولايات المتحدة، كيفين رود، بحذف سلسلة من المنشورات المسيئة لدونالد ترامب من حسابه على منصة "إكس" بعد فوز ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية.
وأكدت وزارة الخارجية الأسترالية أن رئيس الوزراء السابق (2013) حذف منشورات وُصفت فيها مواقف ترامب بأنها "تدميرية" و"خيانة للغرب".
The Albanese Government must fire Kevin Rudd from the job of US Ambassador now that Donald Trump has been elected.
Keeping good relations with the world's largest economy is more important than jobs for labor mates. pic.twitter.com/yPKB0pGis0 — Malcolm Roberts ???????? (@MRobertsQLD) November 7, 2024
وأوضح مسؤول في الوزارة خلال جلسة برلمانية الخميس أن رود أزال المنشورات "لتجنب أي احتمال لسوء تفسيرها". وأضاف أن "السفير رود يتطلع للعمل مع الرئيس ترامب وفريقه لتعزيز التحالف الأميركي الأسترالي".
كتب السفير الأسترالي لدى الولايات المتحدة، كيفين رود، على منصة "إكس" مهنئًا الرئيس دونالد ترامب بفوزه في الانتخابات: "تهانينا للرئيس دونالد ترامب على فوزه. الأستراليون والأمريكيون أصدقاء وحلفاء أقوياء، وبالتعاون معًا، يمكننا ضمان استمرارية الشراكة القوية بين بلدينا وشعبينا في المستقبل."
https://t.co/NnNXxMWhnp pic.twitter.com/N0zoCumd54 — Kevin Rudd AC (@AmboRudd) November 6, 2024
شارك السفير الأسترالي تهنئة رئيس الوزراء أنتوني ألبانيز للرئيس ترامب عقب فوزه، حيث قال: "تشرفت هذا الصباح بتهنئة الرئيس ترامب شخصيًا على فوزه في الانتخابات."
وأكد رئيس الوزراء: "ناقشنا أهمية التحالف القوي بين أستراليا والولايات المتحدة، وأهمية التعاون في مجالات الأمن، والدفاع، والتجارة، والاستثمار. أتطلع إلى العمل معًا بما يحقق مصلحة البلدين."
Good to speak this morning with President Trump to personally congratulate him on his election victory.
We talked about the importance of the Alliance, and the strength of the Australia-US relationship in security, AUKUS, trade and investment.
I look forward to working… — Anthony Albanese (@AlboMP) November 7, 2024
أعلن الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، صباح أمس الأربعاء، عن فوزه في الانتخابات الرئاسية، مشيرًا إلى تحقيقه انتصارًا كبيرًا في الولايات المتأرجحة، بالإضافة إلى فوزه بالأصوات الشعبية.
وفي خطاب احتفالي له، قال ترامب: "لقد فزنا في الولايات المتأرجحة والأصوات الشعبية. هذا فوز سياسي غير مسبوق في تاريخ بلدنا، وأود أن أشكر الشعب الأمريكي على هذا الشرف بانتخابي رئيسًا مجددًا."