جريدة الوطن:
2025-03-03@06:54:59 GMT

رأي الوطن : مواقف لا ترقى مع هول مجازر الاحتلال

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

خرجت الإدانات العربيَّة والإسلاميَّة والدوليَّة على المجزرة التي ارتكبها كيان الاحتلال الصهيونيِّ بعد قصفه المستشفى الأهليَّ العربيَّ المعروف بمستشفى المعمدانيِّ، الواقع في حيِّ الزيتون بمدينة غزَّة، والذي أدَّى إلى سقوط المئات ما بَيْنَ شهيد وجريح، على الرغم من دخول العدوان على غزَّة يومه الثاني عشر، ولا يزال المُجتمع الدوليُّ منقسمًا بَيْنَ متقاعس يكتفي بالشَّجب والإدانة في أدنى صوَرها، وبَيْنَ داعمٍ وحامٍ لِمَا ترتكبه آلةُ القتل والإرهاب الصهيونيَّة من جرائم ضدَّ الإنسانيَّة، والتي تتنافى مع كافَّة القِيَم الإنسانيَّة والأخلاقيَّة، ومع قواعد القانون الدوليِّ الإنسانيِّ، خصوصًا اتفاقيَّة جنيف الرابعة المتعلِّقة بقواعد الحرب.

لكنْ يظلُّ مَنْ يُدافع عَن المُجرِم الصهيونيِّ وجرائمه مكشوفًا مفضوحًا دُونَ مواربةٍ، ويتَّخذ ممَّا يملكه من صلاحيَّات في المنظَّمات الأُمميَّة، وعلى رأسها مجلس الأمن، درعًا يحُولُ بَيْنَ الكيان الصهيونيِّ وما يستحقُّه من عقاب دوليٍّ.
ورغم هذا الوضوح في الدِّفاع عن الكيان الغاصب، لا يزال بنو جِلْدتِنا من الدوَل العربيَّة والإسلاميَّة يكتفي بالشَّجب والتنديد والاستنكار، دُونَ اتِّخاذ خطوات دبلوماسيَّة عمليَّة ضدَّ هذا الكيان وداعميه، وأبسطها طردُ السَّفير الإسرائيلي في الدوَل التي تُقيم علاقات دبلوماسيَّة مع هذا الكيان الإرهابيِّ، والتلويح بعقوبات اقتصاديَّة حقيقيَّة ضدَّ كُلِّ مَنْ يدعمه في جرائمه ضدَّ المَدنيِّين الفلسطينيِّين العُزَّل، التي بلغت حدَّ القصف المتعمَّد لمنشآتٍ وأهدافٍ مَدنيَّة، ما يُعدُّ انتهاكًا خطيرًا لأحكام القانون الدوليِّ والإنسانيِّ، ولأبسط قِيَم الإنسانيَّة، والعمل بشتَّى الطُّرق للضغطِ على كيان الاحتلال الصهيونيِّ ودفْعِه نَحْوَ الوقف الفَوريِّ لسياسات العقاب الجماعيِّ ضدَّ أهالي قِطاع غزَّة، ووضْعِ سلسلة من الخطوات الدبلوماسيَّة الرادعة التي تدفَعُه لوقف هذا العدوان الهمجيِّ.
إنَّ الاكتفاء ببيانات الإدانة والشَّجب يقعُ في نَفْسِ كفَّة الميزان الدَّاعمة والحامية لهذا الكيان الغاصب، وتُعطيه ضوءًا أخضر لارتكاب مزيدٍ من الجرائم المُروِّعة؛ لأنَّه بكُلِّ بساطةٍ يستند إلى غطاءٍ أميركيٍّ ـ غربيٍّ عسكريٍّ واقتصاديٍّ وسياسيٍّ. فكَمْ عدد العائلات التي يُنتظر أنْ يمحوها كيان الاحتلال الصهيونيِّ من السِّجلِّ المَدنيِّ حتَّى نتَّخذَ موقفًا عربيًّا وإسلاميًّا ودوليًّا منصفًا يتوازى مع حجم جرائم حرب النازيَّة الجديدة في فلسطين المحتلَّة؟ وكَمْ ألفًا سيسقط من الأطفال والنِّساء حتَّى نعيَ حجم الكارثة؟ وهل سنظلُّ مكتوفي الأيدي أمام مُخطَّط الاستيلاء على غزَّة وإجبار أهلها على التهجير القسريِّ نَحْوَ سيناء والأردن، كما يسعى الكيان المحتلُّ المارق وحلفاؤه، حيث باتَ جليًّا أنَّ السِّياسة الصهيونيَّة في العدوان الجديد تعمل على التصعيد المتواصل الذي يدفع الفلسطينيِّين نَحْوَ مغادرة القِطاع، والتمهيد لحلٍّ أحاديٍّ شَبيهٍ بما حدَثَ قَبلَ ذلك في عامَيْ 1948 و1967، حيث كانت المذابح والجرائم الوسيلة الوحيدة لتنفيذ الكيان الصهيونيِّ لمُخطَّطاته.
لا بُدَّ أنْ يعيَ الموقف الرَّسميُّ العربيُّ خطورة الواقع الذي يسعى كيان الاحتلال إلى فرضه، فتوسُّع الهجمات الصهيونيَّة في قِطاع غزَّة لِتشملَ الأعيان المَدنيَّة، بما في ذلك المستشفيات والمدارس وتجمُّعات السكَّان، يُعدُّ تصعيدًا خطيرًا في مسار المواجهات، ويُنذر بعواقب وَخِيمة على أمن واستقرار المنطقة، ولَنْ يدفعَ ثمَنَه الفلسطينيون فحسب، بل ستكُونُ فاتورة باهظة تدفعُها دوَل الجوار والمحيط العربيِّ. لذا يجِبُ إعادة التموضع بشكلٍ صحيح، ودراسة الخيارات المتاحة ليس لحماية غزَّة أو القضيَّة الفلسطينيَّة عمومًا، لكن لمصلحة الجميع، وعلى المُجتمع الدوليِّ إدراك أنَّ التواطؤ تارةً بالصَّمْت وتارةً أخرى بالانتقائيَّة إزاء جرائم الحرب، والجرائم ضدَّ الإنسانيَّة التي يرتكبها الاحتلال الصهيونيُّ بحقِّ الشَّعب الفلسطينيِّ سيزيد حالة الاحتقان، ويوسِّع دائرة العنف، ويَقُودُ إلى مزيدٍ من التصعيد وعدم الاستقرار، التي ستؤثِّر على العالَم أجمع وليس منطقة الشرق الأوسط فحسب.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی کیان الاحتلال

إقرأ أيضاً:

العدو الصهيوني يمنع مئات المصلين من أداء الجمعة في المسجد الإبراهيمي

الثورة نت|
منعت سلطات العدو الصهيوني، مئات المصلين، من الوصول إلى المسجد الإبراهيمي وسط الخليل، لأداء صلاة الجمعة، في إطار التضييقات التي يفرضها الاحتلال على الحواجز المؤدية للمسجد.

وأفاد مدير المسجد الإبراهيمي معتز أبو سنينة لوكالة أنباء “صفا” الفلسطينية، بأن قوات العدو منعت أكثر من 500 مصلّ من الوصول إلى المسجد الإبراهيمي لأداء صلاة الجمعة، فيما تمكن 200 مصلّ فقط من الوصول.

وقال إن أعداداً قليلة تمكنت اليوم من الوصول إلى المسجد بسبب التشديدات الأمنية على حواجز الاحتلال، والتنكيل بالمواطنين وتدقيق هوياتهم.

وأكد أبو سنينة على ضرورة الوفود إلى المسجد رغم التضييقات المفروضة، للحفاظ على هويته الإسلامية والتصدي لمحاولات تهويده بالكامل.

وأشار إلى أن الاحتلال فرض العديد من الإغلاقات في محيط المسجد، منذ السابع من أكتوبر 2023، وما زالت قائمة، لاسيما إغلاق حاجز أبو الريش الذي كان يعبر من خلاله معظم الوافدين للمسجد.

ولفت إلى أن التوترات الأمنية التي يختلقها الاحتلال في المنطقة تهدف إلى ترهيب المواطنين، وتفريغ المنطقة من سكانها الفلسطينيين لصالح فرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة على المسجد ومحيطه.

وكانت انطلقت أمس الخميس، دعوات شعبية لأداء صلاة الجمعة في المسجد الإبراهيمي، للحفاظ على هويته الإسلامية والتصدي لمخططات التهويد.

مقالات مشابهة

  • حماس ترفض التمديد الصهيوني للمرحلة الأولى
  • الضفة الغربية بين مطرقة العدو الصهيوني وسندان الصمت الدولي
  • شاهد / مسلسل الأطفال الكيان المؤقت (1) - الجزء الثاني
  • الجزيرة نت تكشف كيف اخترقت إسرائيل البروتوكول الإنساني في غزة
  • تصاعد التوتر في جرمانا.. والكيان الصهيوني يهدد بالتدخل
  • العدوان الصهيوني على طولكرم ومخيمها يتواصل لليوم الـ34 على التوالي
  • البرلمان العربي يدين العدوان الصهيوني على سوريا
  • الاحتلال الصهيوني يواصل عدوانه على مدينة جنين ومخيمها
  • العدو الصهيوني يمنع مئات المصلين من أداء الجمعة في المسجد الإبراهيمي
  • الاحتلال الصهيوني يواصل خرق اتفاق وقف اطلاق النار مع لبنان