السقوط الأخلاقي للغرب
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
د.الخضر محمد الجعري
لاتُعرف الاشخاص على حقيقتها الا عندما تحدث الأزمات,فالأزمات هي البوصلة الحقيقة لإظهار المعدن الحقيقي للشخص وهذا ينطبق على الجماعات والاحزاب والدول ,فعند الشدائد تُعرف المواقف فهي وقت ظهور الحقيقة والفرز في المواقف وتعكس الموقف الاخلاقي .
منذ يوم 7 أكتوبر2023م سقطت قيادة امريكا ودول الغرب سقوطاً اخلاقياً لا مثيل له في التاريخ و أنحازت امريكا ودول الغرب الى دولة الارهاب الصهيوني الفاشي المجرم وهم من كان يندد بالفاشية والمجازر بحق اليهود وتبنت روايته لما حصل يوم 7 أكتوبر دون التحقق من حقيقة ماحدث فعلاً على أرض الواقع واراد الصهاينة تثبيت رواية كاذبة في عقول الناس العاديين حتى يتم استثمارها عبر الترويج الاعلامي للرواية والتأييد المطلق للنخب الحاكمة المتصهينة في امريكا ودول الغرب ورغم انها انكشفت سريعاً إلا ان ذلك لم يُغير من نهج قيادة امريكا ودول الغرب التي تحولت الى مخلب بيد الصهيونية العالمية لتنهش في اجساد الضحايا من الاطفال والنساء والمسنين بل حتى ضد إرادة شعوبها التي خرجت في كل العواصم تتبرأ من هذه النخب المجرمة واعلنت تأييدها المطلق للمقاومة الفلسطينية ورفضت كل المسلك الاجرامي لهذه العصابات الدولية التي لم يهزها عدد الضحايا التي تسقط يومياً في غزة حتى بلغت الآلاف ولا مناظر البشاعة التي خلفها القصف الجوي الصهيوني بعد ان عجزجيشه عن مواجهة الارض والميدان.
وظهر جلياً التأييد غير المحدود والشراكة في الاجرام مشاركة وزراء الخارجية والدفاع الامريكيين بلينكن و اوستن في الاجتماعات الامنية والعسكرية الصهيونية مع نتنياهو ليس لساعات فقط بل لايام وزدعلى ذلك بان يتقاطر مسؤلوا امريكا والغرب الى تل ابيب وفي مقدمتهم شولتس وبايدن.
وفي اجتماع مجلس الأمن يوم 16-10-2023م كان اجتماعا فاضحاً لمنهجية الغرب في الكيل بمكيالين الذي يتشدق بتمسكه بالقانون الانساني والدولي وحقوق الانسان و تسابق المندوبون بشكل مسعور يثير الإشمئزاز على التنديد بحماس الفلسطينية وتبني رواية صهيونية ثُبت غير صدقيتها ولم يتطرقوا ولو بكلمة واحده لجرائم القصف الجوي للمنازل والابراج وقتل سكانها داخلها بل وملاحقتهم حتى في الشوارع لقتلهم وهم فارون و في المستشفيات وقتل المسعفين والصحفيين وضرب سيارات الاسعاف الطبية وسيارات ومراكز الدفاع المدني بل ان ضرب المستشفى المعمداني اليوم في غزة الذي أسفر عن قتل 500 مريض وطبيب وممرض ومسعف مثل قمة الوحشية وكل هذه الجرائم وغيرها منقولة بالصوت والصورة ولم يذكروها حتى من باب الحياء الاخلاقي.
وبالأمس تم طرد رسام كاريكاتيري في صحيفة الجارديان البريطانية بعد ان خدم فيها ل40 عاماً ,طُرد من عمله فقط لانه تجرأ ورسم كاريكاتير للسفاح المجرم نتنياهو يشبهه بالمرابي اليهودي شايلوك بطل مسرحية البندقية للكاتب الكبير والمسرحي والممثل الانجليزي وليم شكسبير حتى يخرسوا كل صوت حر وشريف.
ان ماتشهده غزة من ابادة جماعية لسكانها على مرأى ومسمع من العالم هو عقاب للسكان على مافعل تلاميذ غزة يوم أن مرغوا جبروت واسطورة جيش الصهاينة في الوحل فاهتزت وارتعدت فرائص نخب الماسونية الصهيونية في امريكا والغرب تحديداً وارتعدت نخبه السياسة ومتحكموا مرتفعاته المالية والاقتصادية وشبكاته الاعلامية من هول ماحدث في ضربة مميتة لمحور الشر فأنتفضوا للاجهاز على المقاومة والعقاب الجماعي للسكان المدنيين واعتبروهم شركاء في هزيمة ساحقة ماحقة لجيش الصهاينة وأرباك لكل مخططاتهم التي تبنوها لعقود وتدمير لكل تطلعاتهم واحلامهم القديمة والجديدة.
المصدر: موقع حيروت الإخباري
إقرأ أيضاً:
لافروف: الغرب لم يحترم أبدا مبدأ المساواة السيادية بين الدول
روسيا – أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن الغرب لم يحترم قط مبدأ ميثاق الأمم المتحدة القائم على المساواة السيادية بين الدول، وأن الإدارة الأمريكية الجديدة تستمر في تجاهل هذا المبدأ.
وقال لافروف خلال كلمة ألقاها في الجمعية العامة للمجلس الروسي للشؤون الدولية: “في أي صراع أو موقف دولي نشأ بعد الحرب العالمية الثانية وبعد إنشاء الأمم المتحدة، لم تلتزم الولايات المتحدة وحلفاؤها أبدا بالمبدأ الأساسي للميثاق الذي ينص على أن الأمم المتحدة تقوم على المساواة في السيادة بين الدول”.
وأشار وزير الخارجية الروسي إلى أنه “إذا نظرنا إلى تاريخ ما بعد الحرب، خاصة في أكثر المواقف حرجاً وصعوبة، سنرى أن الغرب لم يحترم هذا المبدأ أبدا”.
وأضاف: “بعد تولي إدارة دونالد ترامب السلطة، بدا أن وزير الخارجية الجديد ماركو روبيو قد تنصل من النظام العالمي الليبرالي، لكنه أعلن في الوقت نفسه أن إدارة ترامب ستخلق نظاما جديدا من الفوضى مع أولوية مبدأ ‘أمريكا أولا’. الفرق هنا باستثناء المصطلحات ليس كبيرا”.
وأشار لافروف إلى أن هناك شكوكا حول جدوى النظام العالمي القائم على ميثاق الأمم المتحدة، ليس فقط بين السياسيين في الغرب ولكن أيضا بين الخبراء وعلماء السياسة في روسيا.
وقال الوزير الروسي: “لا تحتاج إلى أن تكون خبيرا فائق الذكاء لترى أوجه القصور والخلل في عمل الأمم المتحدة والمؤسسات المرتبطة بها. أعتقد أنكم ستتفقون معي على أن الأسباب الجذرية لهذا لا تكمن في عيوب أو تقادم المبادئ التي تقوم عليها الأمم المتحدة، بل في عدم رغبة أو قدرة بعض الدول، وخاصة الغرب، على اتباع هذه المبادئ في السياسة العملية. هذا مثال واحدا فقط أقدمه لكم”.
يعود الجدل حول احترام مبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وخاصة مبدأ المساواة السيادية بين الدول، إلى عقود من التوترات بين القوى الكبرى والدول الأخرى. وقد تأسست الأمم المتحدة عام 1945 بعد الحرب العالمية الثانية كمنصة لتعزيز السلام والتعاون الدولي بناء على مبادئ واضحة، أبرزها: المساواة في السيادة بين جميع الأعضاء وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية وتسوية النزاعات بالوسائل السلمية”.
لكن القوى الغربية، وخاصة الولايات المتحدة، تتعامل بانحياز مع هذه المبادئ، حيث تُهمش مصالح الدول الأخرى لصالح أجنداتها الجيوسياسية. ومن أبرز الأمثلة التاريخية: “التدخلات العسكرية الأحادية دون تفويض من مجلس الأمن (مثل غزو العراق 2003) والعقوبات الأحادية التي تفرضها واشنطن وحلفاؤها خارج إطار الأمم المتحدة، والتعامل الانتقائي مع قرارات مجلس الأمن، مثل تجاهل القرارات المتعلقة بفلسطين أو الصحراء الغربية”.
وفي عهد إدارة ترامب تصاعدت هذه الانتقادات بعد تبني سياسة “أمريكا أولا”، التي ركزت على المصالح الوطنية الضيقة على حساب التعددية الدولية. وشمل ذلك: “الانسحاب من اتفاقيات دولية (مثل اتفاقية باريس للمناخ)، وتقويض مؤسسات مثل منظمة الصحة العالمية، والتهديد بتجميد تمويل الأمم المتحدة إذا لم تُلبِ مطالب واشنطن”.
المصدر: RT