#مجزرة_المستشفى_الأهلي #المعمداني #وصمة_عار في جبين العالم‎

كتب م. علي أبو صعيليك

كل هذا السعار والجنون الذي قام به الاحتلال الإسرائيلي، كان برعاية الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الغربيين، قصفوا الأطفال والنساء وكبار السن في ساحات المستشفى الأهلي المعمداني في غزة! إنها بشاعة لا يمكن تصورها، ومن أجل ماذا؟ من أجل أرض غزة؟

يدرك الجميع أنه لن يخرج الفلسطينيون من غزة ولن تتكرر نكبة 1948، واهم من يعتقد أن الفلسطينيين يمكن أن يستسلموا ويغادروا أرضهم من خلال المجازر، فلو كانت المجازر هي وسيلة تهجير الفلسطينيين لما بقي في أرضها أحد بعد ارتكاب الميليشيات الصهيونية عشرات المجازر البشعة منذ بداية الاحتلال، من دير ياسين، مروراً بمذابح اللد وكفر قاسم وصبرا وشاتيلا وغيرها، وصولاً لمجزرة المستشفى.

مقالات ذات صلة معركة طوفان الأقصى.. واسئلة اليقين بمستقبل الكيان الصهيوني؟ 2023/10/17

مجزرة المستشفى ستكون نقطة التحول في هذه الإبادة العنصرية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة على يد القوات الإسرائيلية ودعمها الغربي، فمن هذه الجريمة يجب أن تبدأ مرحلة جديدة، فلا يمكن للشعوب العربية أن تبقى متفرجة متابعة دون أن تضغط على حكوماتها من أجل التحرك لإيقاف هذه الجريمة المسعورة التي يتم فيها استهداف المدنيين الأبرياء بشكل متعمد من أجل تشكيل ضغط على المقاومة الفلسطينية.

حشدت اليهود العالم عن الهولوكوست، بينما تبنى الاحتلال الإسرائيلي الهولوكوست كعقيدة لإبادة الفلسطينيين منذ احتلاله فلسطين، وهو ما يرتكبه اليوم وبكل بشاعة في قطاع غزة تحت مرمى ومسمع العالم المتحضر، فالقتل المباشر والمتعمد للمدنيين الفلسطينيين وثقته كاميرات وسائل الإعلام بما لا يدع مجالاً للشك بشكل واضح يدين الاحتلال الإسرائيلي، فهل سيتحرك ويبكي العالم كما يفعل للهولوكوست؟!

قصف المستشفيات ومن قبلها المساجد وبيوت المدنيين لهو دليل عجز وفشل ذريع لقوات الاحتلال في مواجهتها مع المقاومة الفلسطينية، والدليل أنه لم يسقط في مجزرة المستشفى أي مقاوم من فصائل المقاومة ولم يتم بث أي تقرير إخباري عن أي ضرر أصاب المقاومة، ولذلك يعمل نتنياهو بشكل هستيري على تجميل صورته أمام حلفائه في الداخل والخارج حتى يستمر تواجده في المشهد السياسي بعد نهاية هذه الحرب، ولكن كل شيء يؤشر بأن مصيره السجن ليس لأنه مجرم حرب، بل لأنه رئيس وزراء عاجز عن القضاء على المقاومين الفلسطينيين.

بالأمس صرح نتنياهو قائلاً: “نحن لا نخوض حربنا فقط، بل نخوض حرب جميع الدول المتحضرة وجميع الشعوب المتحضرة” وقابله رئيس وزراء رومانيا: “وفقاً للقانون الإنساني، أخبرت رئيس الوزراء نتنياهو أن إسرائيل لها كامل الحق في الدفاع عن نفسها ضد مثل هذه الفظائع”، وفي نفس اليوم قصفت قوات الاحتلال المستشفى واستشهد ما يزيد عن خمسمئة مدني أعزل، هذا هو القانون الإنساني الذي تنادي به إسرائيل والدول المتحضرة كأوروبا وأمريكا!، لا استغراب فهذا العالم المتحضر قائم على المذابح وجثث السكان الأصليين، لنتعلم اليوم أن الحضارة وقيمها الراقية لا تقوم إلا على جثث الأبرياء.

لم يعد من المقبول أن تستمر الدول العربية في نفس مستوى ردة فعلها على هذا الإجرام، قتل أكثر من 500 مواطن فلسطيني أعزل في ضربة مسعورة واحدة، لا يجب معها الاكتفاء بالتنديد فقط وإصدار بيانات الشجب، فعلى الأقل يجب طرد سفراء الاحتلال واستدعاء السفراء العرب من أراضينا المحتلة احتراماً لدماء الشهداء وكذلك فورة الدم التي تغلي في شرايين الشباب العربي، وكذلك لم يعد من المقبول الترحيب بالرئيس الأمريكي ووزرائه فهم بدعمهم اللامشروط للاحتلال يصبحون بشكل واضح جزءاً من الجريمة فكيف نرحب بهم في عواصمنا؟

بالإضافة لذلك، يجب الإسراع في إدخال جميع المساعدات الطبية عبر معبر رفح، بل يجب أن يتم إرسال مستشفيات طارئة جديدة على وجه السرعة، فكل ساعة تمضي والأمتان العربية والإسلامية تراقب الجريمة فقط دون أي تحرك!

إعلامياً، فإن أبواق الاحتلال ستعمل على قلب الحقائق، ونتذكر بعض الصحف الغربية التي نشرت صورة الطفل الشهيد محمد الدرة وعلقت حينها أن ما جرى إن قد وقع فهو ضحية لتبادل إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ما يعني أنها لم تحمّل الجانب الإسرائيلي المسؤولية، ولذلك ليس من المستبعد عليهم اتهام المقاومة الفلسطينية بهذه الجريمة، فهذا جزء من مهنتهم القائمة على الباطل وتزييف الحقائق.

في نهاية الحديث، لا بد لنا من التذكير بأننا أمة مؤمنة بالله تعالى، وما حدث اختبار صعب جداً لنا في هذا الصراع، ومن خلاله يزيد الإيمان بأن نصر الله تعالى للمستضعفين قادم لا محالة، والصراع مع الاحتلال الإسرائيلي هو صراع دموي شديد؛ لأنها قوى تجلب الشر في الأرض، والصراع الدائر حالياً قد يتطور ويشعل المنطقة برمتها في الحرب الكبرى، ونهاية هذا الصراع هي الوعد الإلهي: “وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين”.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: المعمداني وصمة عار الاحتلال الإسرائیلی مجزرة المستشفى من أجل

إقرأ أيضاً:

الخارجية: اعتداءات الاحتلال وعقوباته الجماعية في أعياد الفصح أحد مظاهر الإبادة والتهجير

أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية الاجراءات التعسفية والاعتداءات والتقييدات التي يمارسها جنود الاحتلال ومستعمريه، طيلة فترة أعياد الفصح المجيد ضد المسيحيين من أبناء شعبنا ومشاركتهم في إحياء هذه المناسبة الكونية الإنسانية، والمشاهد المصورة لاعتداء جنود الاحتلال على زوار كنيسة القيامة يوم أمس.

واستنكرت الخارجية في بيان صدر عنها، اليوم الأحد 20 أبريل 2025، إقدام الاحتلال على منع سفير الكرسي الرسولي من دخول كنيسة القيامة، وكذلك منع المسيحيين من الضفة المشاركة في الأعياد ب القدس المحتلة.

واعتبرت الوزارة أن ممارسات الاحتلال بحق المسيحيين عنصرية وتمييزية تندرج في إطار استهداف القدس ومقدساتها المسيحية والإسلامية، وانتهاك صارخ لحرية العبادة وحرية الوصول للمقدسات، وكذلك امتداد لجرائم الإبادة والتهجير ضد شعبنا.

وطالبت الخارجية المجتمع الدولي ومؤسسات العالمين المسيحي والإسلامي بالخروج عن صمتها وبذل جهد حقيقي لحماية القدس ومقدساتها باعتبارها جزءا لا يتجزأ من أرض دولة فلسطين وعاصمتها الأبدية.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين المجلس الوطني: الاعتداء على المشاركين في "سبت النور" استهتار فاضح بالقانون الدولي الكنائس المسيحية تحتفل بعيد الفصح المجيد هكذا شددت إسرائيل من تضييقها على تحركات قيادات السلطة الفلسطينية الأكثر قراءة محدث: فصائل فلسطينية تُعقّب على قصف المستشفى المعمداني في غزة الجيش الإسرائيلي يقر بقصف المستشفى المعمداني في غزة حصيلة شهداء وإصابات غزة منذ السابع من أكتوبر 2023 صحة غزة توجه إعلانا للجمهور عقب استهداف المستشفى المعمداني عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • قصف إسرائيلي يستهدف المستشفى المعمداني شرقي مدينة غزة
  • الفاتيكان.. وفاة البابا فرنسيس عن 88 عاما
  • قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم بلدة إذنا غرب الخليل
  • الجيش الإسرائيلي يكرر مزاعمه بشأن مجزرة المسعفين ويتحدث عن إخفاقات
  • مجزرة المسعفين في غزة.. الجيش الإسرائيلي يعترف بأخطاء ويعاقب ضباطا
  • الخارجية: اعتداءات الاحتلال وعقوباته الجماعية في أعياد الفصح أحد مظاهر الإبادة والتهجير
  • الكنائس المسيحية تحتفل بعيد الفصح المجيد
  • «التعاون الإسلامي» تدين جرائم الاحتلال في غزة والضفة: وصمة عار في جبين الإنسانية
  • "التعاون الإسلامي": جرائم الاحتلال بفلسطين وصمة عار في جبين الإنسانية
  • اتحاد الأدباء بالحديدة يدين مجزرة ميناء رأس عيسى ويحمّل الولايات المتحدة مسؤولية الجريمة