جريدة الوطن:
2025-02-06@04:33:57 GMT

فن الخداع للآلة الإعلامية الغربية

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

فن الخداع للآلة الإعلامية الغربية

تعوَّدنا في كُلِّ حروبنا العربيَّة ضدَّ الكيان الصهيوني أن نتابعَ (بروبجندا) والتي تُقالُ حين يُقصد بها إشهار الحدث بأكثر من اللازم في عاميَّة بعض الدوَل، وهنا يُقصد بها فنُّ الخداع للآلة الإعلاميَّة الغربيَّة، وهي تنقل صورة مغايرة عن الواقع وجعل الأكاذيب أمرًا حقيقيًّا للرأي العامِّ العالَمي، والتحرُّك وفق هذه النظريَّة، وهو تحويل القاتل ضحيَّة والضحيَّة قاتلًا، رغم وجود مشاهد على مرأى من الجميع تُثبت حقيقة الإجرام الإسرائيلي ضدَّ الشَّعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه المحتلَّة ضدَّ العنصريَّة الصهيونيَّة والأسلحة الغربيَّة والأميركيَّة والأكاذيب الإعلاميَّة، وتمثَّل ذلك جليًّا بادِّعاء رئيس وزراء العدوِّ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كذبًا أنَّ الفلسطينيِّين يقتلون الأطفال، وهو أمْرٌ مخالفٌ للحقيقة جملةً وتفصيلًا بتصريح شهود أُفرج عَنْهم من أسرى الكيان المحتلِّ، وأُذيعت على الفضائيَّات فيديوهات تُثبت حُسن معاملة المقاومة للأسرى، ثمَّ يستغلُّ الرئيس الأميركي جو بايدن الأحداث قاصدًا ودَّ اليهود مستغلًّا الموقف في الدعاية الانتخابيَّة لولايته الثانية، فيُردِّد وراءه قادة الغرب في التصديق على هذا الكلام، وأخْذ مواقف معادية لأصحاب الحقِّ والأرض.

ويتصدر وزير الخارجيَّة الأميركي بلينكن المشهد مع نتنياهو قائلًا ومتفاخرًا أنَّه يهودي وحزين لقتل الأطفال واحتجاز الأسرى، وهو يغضُّ الطرف عمَّا يشاهده العالَم من مجازر وقتل جماعي للمَدنيِّين من أهل غزَّة بالأسلحة الأميركيَّة التي تصوِّبها القوَّات المغتصِبة ضدَّ المَدنيِّين، حتَّى تحَوَّلَت المدينة إلى مدينة أشباح لَمْ تَعُد تصلح للعيش بعد أن قطع عَنْها الماء والكهرباء والغذاء والدواء وفرض عَلَيْها الحصار، يكسوها دماء أبنائها الشهداء. أمَّا الغريب في أُمَّتنا العربيَّة فهو أنَّنا ما زلنا نظنُّ ونَسيرُ في طريق مسدودٍ عنوانه «أميركا وسيط نزيه لعمليَّة السَّلام، وأنَّ الغرب يؤيِّد حقَّ الشَّعب الفلسطيني في قضيَّته»، وهو أمْرٌ مُنافٍ للحقيقة التي تُشير إلى صمود شَعبٍ يدافع عن أرضه وسط أشلاء أطفاله ونسائه تحت الأنقاض والدَّمار الذي أقلُّ ما يوصف بأنَّه جرائم حرب، ضدَّ آلةٍ إعلاميَّة غربيَّة كاذبة تدَّعي النزاهة وهي مَن يُلوِّث الحقيقة بالأكاذيب ويتلوَّن حسب مصالحه الشَّاذَّة، لِتعلنَ سقوطًا مدوِّيًا للضمير العالَمي الذي أصبح يردِّد كالصَّدى للأكاذيب الصهيونيَّة وجعل (البروبجندا) وسيلة للأكاذيب التي يردِّدونها.
إنَّ (بروبجندا) الدعاية الكاذبة تحاول أن تغيِّرَ من حقيقة المشاهد الحيَّة للمجازر والقتل التي يتعرَّض لها أبناء غزَّة، وأسفرت إلى الآن عن ما يقارب عشرة آلاف ما بَيْنَ شهيد ومُصابٍ، ولَمْ تُثنِ العالَم الغربي عن صَمِّ أُذنَيْه وعَيْنَيْه وكافَّة حواسِّه وضميره بحقِّ الشَّعب الفلسطيني في الدِّفاع عن قضيَّته وأرضه المحتلَّة من كيان صهيوني مغتصِب تلطَّخت يداه بدماء الأطفال والعجائز المسالمين، فهدم بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم فوق رؤوسهم؛ انتقامًا لهزيمته العسكريَّة أمام أبطال المقاومة. وكالعادة لَمْ تنقل أو تُصوِّر الآلةُ الإعلاميَّة الغربيَّة آثار الدمار الذي لحقَ بغزَّة وفق خطَّة (البروبجندا) الموَجَّهة في طريق واحد وهو نَشْرُ الأكاذيب ثمَّ الأكاذيب ضدَّ أبطال غزَّة.
قَدْ يكُونُ تحرُّك الشعوب العربيَّة في حشود كبيرة رفضًا للمجازر والمساندة لأبناء غزَّة هو الحقيقة التي تُفنِّد (البروبجندا) الغربيَّة وتنشر الحقيقة أمام الرأي العامِّ العالَمي وتوضِّح كذبَ إعلامهم وقادتهم في محاولة لِيعدلِوا من موقفهم الخاطئ المُسانِد لأهل الباطل، أو إثنائهم عن مساعدة المغتصِب بالمال والسِّلاح، كما حدَث من تجمُّعات أمام محطَّة «سي أن أن» الأميركيَّة وغيرها من المحطَّات الإعلاميَّة المؤثِّرة للمطالبة بِنَشْرِ الحقيقة واتِّخاذ الحياديَّة في التغطية الإخباريَّة. لا خيار أمامنا إلَّا أن نقولَ الحقيقة أمام الرأي العامِّ العالَمي بتكاتف الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة، وكُلُّ مَن يملك ضميرًا إنسانيًّا في كُلِّ مكان، وأن يكُونَ كُلُّ مواطن من هذه الشعوب آلةً إعلاميَّة تنشر الحقيقة بعد أن وصل الأمْرُ لحدود غير المعقول من الأكاذيب وليِّ الحقيقة بآلةٍ إعلاميَّة لها صوت مسموع وحماية من أجهزة نافذة لا تبحث إلَّا عن سلامة ونصرة العنصريَّة المغتصِبة للأرض والمرتكِبة لجرائم الحرب للقضاء على شَعبٍ وتشريده بعنصريَّة صهيونيَّة لا يعرف لها دِين أو أخلاق.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الغربی العال م التی ت

إقرأ أيضاً:

الصفقات ليست سوبر.. رضا عبد العال يفتح النار على إدارة الزمالك

علَقَ رضا عبد العال نجم الكرة المصرية السابق على تعيين لجنة كرة بالفريق الأول لكرة القدم بنادي الزمالك تضم عمرو الجنايني، حازم إمام، أحمد حسام ميدو، هيثم فاروق، ومحمد أبو العلا، لحسم ملف الصفقات الشتوية للأبيض.

وقال عبد العال في تصريحات لبرنامج "البريمو" مع الإعلامي محمد فاروق عبر فضائية "TeN":

لجنة الكرة الجديدة بالزمالك مجرد "مسكنات" من مجلس الإدارة برئاسة حسين لبيب للجماهير البيضاء بعد عدم التعاقد مع صفقات مميزة في فترة الانتقالات الشتوية الجارية، والاكتفاء بصفقتين فقط وهما لاعبين جيدين لكن ليس على المستوى المطلوب.

وأضاف: الزمالك يحتاج ما لا يقل عن 7 صفقات في فترة الانتقالات الشتوية الجارية، وهو عدد كبير في ظل تبقي 4 أيام فقط على انتهاء الميركاتو.

مقالات مشابهة

  • “مجموعة لاهاي” تحرص على معاقبة إسرائيل وحكامها على المجازر التي ترتكبها في حق الشعب الفلسطيني
  • محلل سياسي: العالم الغربي يقف ضد انتهاكات تهجير الفلسطينيين
  • ممثل الرئيس بوتين يلتقي وفد البرلمان العربي ويؤكد دعم روسيا للموقف المصري الأردني الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني
  • ضياء رشوان: إعلام الإخوان لن يتوقف عن بث الأكاذيب والشائعات
  • لافروف .. خطط الاحتلال التهجير والسيطرة على الجزء الشمالي الغربي من نهر الأردن
  • المنطقة العسكرية «الساحل الغربي» تعالج مشاكل المواطنين في «العجيلات»
  • الصفقات ليست سوبر.. رضا عبد العال يفتح النار على إدارة الزمالك
  • رضا عبد العال يطالب إدارة الزمالك بالتعاقد مع صفقات سوبر
  • نبيل أبو ردينة يدين توسيع الاحتلال حربها على الشعب الفلسطيني بالضفة الغربية
  • مستشار الرئيس الفلسطيني: أمريكا تتحمل مسؤولية اعتداءات إسرائيل على الضفة الغربية وغزة