جريدة الوطن:
2024-07-01@14:27:22 GMT

فن الخداع للآلة الإعلامية الغربية

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

فن الخداع للآلة الإعلامية الغربية

تعوَّدنا في كُلِّ حروبنا العربيَّة ضدَّ الكيان الصهيوني أن نتابعَ (بروبجندا) والتي تُقالُ حين يُقصد بها إشهار الحدث بأكثر من اللازم في عاميَّة بعض الدوَل، وهنا يُقصد بها فنُّ الخداع للآلة الإعلاميَّة الغربيَّة، وهي تنقل صورة مغايرة عن الواقع وجعل الأكاذيب أمرًا حقيقيًّا للرأي العامِّ العالَمي، والتحرُّك وفق هذه النظريَّة، وهو تحويل القاتل ضحيَّة والضحيَّة قاتلًا، رغم وجود مشاهد على مرأى من الجميع تُثبت حقيقة الإجرام الإسرائيلي ضدَّ الشَّعب الفلسطيني الذي يدافع عن أرضه المحتلَّة ضدَّ العنصريَّة الصهيونيَّة والأسلحة الغربيَّة والأميركيَّة والأكاذيب الإعلاميَّة، وتمثَّل ذلك جليًّا بادِّعاء رئيس وزراء العدوِّ الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كذبًا أنَّ الفلسطينيِّين يقتلون الأطفال، وهو أمْرٌ مخالفٌ للحقيقة جملةً وتفصيلًا بتصريح شهود أُفرج عَنْهم من أسرى الكيان المحتلِّ، وأُذيعت على الفضائيَّات فيديوهات تُثبت حُسن معاملة المقاومة للأسرى، ثمَّ يستغلُّ الرئيس الأميركي جو بايدن الأحداث قاصدًا ودَّ اليهود مستغلًّا الموقف في الدعاية الانتخابيَّة لولايته الثانية، فيُردِّد وراءه قادة الغرب في التصديق على هذا الكلام، وأخْذ مواقف معادية لأصحاب الحقِّ والأرض.

ويتصدر وزير الخارجيَّة الأميركي بلينكن المشهد مع نتنياهو قائلًا ومتفاخرًا أنَّه يهودي وحزين لقتل الأطفال واحتجاز الأسرى، وهو يغضُّ الطرف عمَّا يشاهده العالَم من مجازر وقتل جماعي للمَدنيِّين من أهل غزَّة بالأسلحة الأميركيَّة التي تصوِّبها القوَّات المغتصِبة ضدَّ المَدنيِّين، حتَّى تحَوَّلَت المدينة إلى مدينة أشباح لَمْ تَعُد تصلح للعيش بعد أن قطع عَنْها الماء والكهرباء والغذاء والدواء وفرض عَلَيْها الحصار، يكسوها دماء أبنائها الشهداء. أمَّا الغريب في أُمَّتنا العربيَّة فهو أنَّنا ما زلنا نظنُّ ونَسيرُ في طريق مسدودٍ عنوانه «أميركا وسيط نزيه لعمليَّة السَّلام، وأنَّ الغرب يؤيِّد حقَّ الشَّعب الفلسطيني في قضيَّته»، وهو أمْرٌ مُنافٍ للحقيقة التي تُشير إلى صمود شَعبٍ يدافع عن أرضه وسط أشلاء أطفاله ونسائه تحت الأنقاض والدَّمار الذي أقلُّ ما يوصف بأنَّه جرائم حرب، ضدَّ آلةٍ إعلاميَّة غربيَّة كاذبة تدَّعي النزاهة وهي مَن يُلوِّث الحقيقة بالأكاذيب ويتلوَّن حسب مصالحه الشَّاذَّة، لِتعلنَ سقوطًا مدوِّيًا للضمير العالَمي الذي أصبح يردِّد كالصَّدى للأكاذيب الصهيونيَّة وجعل (البروبجندا) وسيلة للأكاذيب التي يردِّدونها.
إنَّ (بروبجندا) الدعاية الكاذبة تحاول أن تغيِّرَ من حقيقة المشاهد الحيَّة للمجازر والقتل التي يتعرَّض لها أبناء غزَّة، وأسفرت إلى الآن عن ما يقارب عشرة آلاف ما بَيْنَ شهيد ومُصابٍ، ولَمْ تُثنِ العالَم الغربي عن صَمِّ أُذنَيْه وعَيْنَيْه وكافَّة حواسِّه وضميره بحقِّ الشَّعب الفلسطيني في الدِّفاع عن قضيَّته وأرضه المحتلَّة من كيان صهيوني مغتصِب تلطَّخت يداه بدماء الأطفال والعجائز المسالمين، فهدم بيوتهم ومدارسهم ومساجدهم فوق رؤوسهم؛ انتقامًا لهزيمته العسكريَّة أمام أبطال المقاومة. وكالعادة لَمْ تنقل أو تُصوِّر الآلةُ الإعلاميَّة الغربيَّة آثار الدمار الذي لحقَ بغزَّة وفق خطَّة (البروبجندا) الموَجَّهة في طريق واحد وهو نَشْرُ الأكاذيب ثمَّ الأكاذيب ضدَّ أبطال غزَّة.
قَدْ يكُونُ تحرُّك الشعوب العربيَّة في حشود كبيرة رفضًا للمجازر والمساندة لأبناء غزَّة هو الحقيقة التي تُفنِّد (البروبجندا) الغربيَّة وتنشر الحقيقة أمام الرأي العامِّ العالَمي وتوضِّح كذبَ إعلامهم وقادتهم في محاولة لِيعدلِوا من موقفهم الخاطئ المُسانِد لأهل الباطل، أو إثنائهم عن مساعدة المغتصِب بالمال والسِّلاح، كما حدَث من تجمُّعات أمام محطَّة «سي أن أن» الأميركيَّة وغيرها من المحطَّات الإعلاميَّة المؤثِّرة للمطالبة بِنَشْرِ الحقيقة واتِّخاذ الحياديَّة في التغطية الإخباريَّة. لا خيار أمامنا إلَّا أن نقولَ الحقيقة أمام الرأي العامِّ العالَمي بتكاتف الشعوب العربيَّة والإسلاميَّة، وكُلُّ مَن يملك ضميرًا إنسانيًّا في كُلِّ مكان، وأن يكُونَ كُلُّ مواطن من هذه الشعوب آلةً إعلاميَّة تنشر الحقيقة بعد أن وصل الأمْرُ لحدود غير المعقول من الأكاذيب وليِّ الحقيقة بآلةٍ إعلاميَّة لها صوت مسموع وحماية من أجهزة نافذة لا تبحث إلَّا عن سلامة ونصرة العنصريَّة المغتصِبة للأرض والمرتكِبة لجرائم الحرب للقضاء على شَعبٍ وتشريده بعنصريَّة صهيونيَّة لا يعرف لها دِين أو أخلاق.

جودة مرسي
godamorsi4@yahoo.com
من أسرة تحرير «الوطن»

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: ة الغربی العال م التی ت

إقرأ أيضاً:

سيد عبد العال: الشعب توحدت كلمته وإرادته في ثورة 30 يونيو

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

أكد النائب سيد عبدالعال، عضو مجلس الشيوخ ورئيس حزب التجمع، أن ثورة 30 يونيو ثورة مجيدة قادها الشعب المصري؛ لإسقاط الجماعة الإرهابية، التي كادت أن تدخل مصر في نفق مظلم.

وقال النائب سيد عبدالعال خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عزة مصطفى ببرنامج «صالة التحرير»، والمذاع على قناة صدى البلد،إن الحزب انخرط بأعضائه وقياداته في النضال ضد النظام الإخواني حتى سقط في ثورة 30 يونيو 2013.

وتابع: ثورة 30 يونيو كانت بمثابة إنقاذ لمصر من تحويلها إلى إمارة إخوانية، وبدأ مشروع الدولة المدنية الحديثة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي، نحو التنمية الحقيقية في كل المجالات.

وقال عبدالعال، إن الإخوان حاولوا تشويه التيارات المدنية التي كانت تدعو للتظاهر ضدهم، وخرج الجميع ضدهم متمسكين بهويتهم لإسقاط هذا الحكم الفاشي.

وأضاف رئيس الحزب، أن الشعب توحدت كلمته وإرادته، فاستجاب الجيش لمطالب الجماهير، ليكسر حالة الإرهاب والترويع النفسي التي كانت تمارسها الجماعة ضد الشعب، وخرج الرئيس السيسي ليلقي بيان 3 يوليو، ليعلن سقوط حكم الإخوان ويحمي الوطن من الاختطاف.


 

مقالات مشابهة

  • حرب غزة.. لحظة فاصلة تعيد تشكيل مستقبل السلطة الفلسطينية
  • أول رد فلسطيني على خطة تسليم غزة لقوات دولية
  • الرئاسة الفلسطينية ترد على التصريحات الإسرائيلية بتسليم قطاع غزة لقوات دولية
  • عند التشكيلي أحمد عبد العال.. الفن فكر وصورة يشهدان بألا لا إله إلا الله
  • الرئاسة الفلسطينية توضح موقفها من تسليم غزة لقوات دولية
  • سيد عبد العال: الشعب توحدت كلمته وإرادته في ثورة 30 يونيو
  • الجنيد يفتتح معرضاً تشكيلياً حول دعم الشعب الفلسطيني
  • عبد العال: أطالب بإعادة لقاء القمة حال إعادة مباراة بيراميدز وسموحة
  • الرئاسة الفلسطينية: مخططات الاحتلال الاستيطانية ضمن الحرب الشاملة على الشعب الفلسطيني
  • محللون: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية أخطر ما يواجه الشعب الفلسطيني منذ 1948