جريدة الوطن:
2025-03-10@04:53:24 GMT

حين تتلقى الحقيقة دعما لوجستيا

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

حين تتلقى الحقيقة دعما لوجستيا

باستحقاقٍ واضح تلقَّتِ الحقيقة دعمًا لوجستيًّا حاسمًا على يَدِ السَّفير الفلسطيني في المملكة المُتَّحدة الدكتور حسام زملط عِندما طالب الإعلام الغربي بتوخِّي العدالة إزاء ما يجري في غزَّة، والكفِّ عن التهويم والكيل بمكيالَيْنِ، بل والكفّ عن محاولات التحريف الجارية الآن للتشبُّث بجزئيَّات مشكوكٍ فيها على حساب حقيقة أنَّ غزَّة ـ مقاومةً ووجودًا سكَّانيًّا وصمودًا ـ هي في منأى من الشُّبهات في مواجهة الآلة العنصريَّة بكُلِّ ما تملك من نزعات التدمير والتنكيل والإلحاح على تكريس التشتُّت والتعتيم على الوقائع.

لقَدْ أثار السَّفير الفلسطيني في إجاباته لقناة BBC كيف يحاول الإعلام الغربي استخدام أحطِّ صوَر التضليل لإظهار الفلسطينيِّين متوحِّشين يقتلون دُونَ رحمة بَيْنَما الحقيقة في مكان آخر. الحال أنَّ خلاصة الدكتور حسام زملط ترتفع إلى مصافي الاجتهاد البارع في التصدِّي لدسائس التشويه والكذب والازدراء ومزاعم الاحتلال بمظلوميَّته التي لا أساس لها من الواقع. وتحضرني، ولكن باتِّجاه آخر وقفة الطفل الفلسطيني الغزَّاوي الجريح نتيجة القصف الإسرائيلي. كان هذا الطفل الصَّامد ممدًّا على سرير معالجة في أحَد مشافي غزَّة بالقرب من سرير آخر كان يرقد عَلَيْه أبوه الجريح هو الآخر، الطفل ورغم فظاعة إصابته يلتفت إلى أبيه ويقول له (ما تخفش يابا، خلص يابا، أنا كويس، خليك قوي يابا). أجزم أنَّ هذه التوصية العفويَّة باهرة للارتقاء بالصَّبر إلى مصافي المُعجزة، وعنوان تُختصر فيه إرادة القوَّة الواعية، وإشارة حاسمة لا يُمكِن للمُحلِّلين السِّياسيِّين إغفالها في أيَّة تشخيصات للخسارة الجسيمة المحقّة والحتميَّة التي لا بُدَّ أن يتلقاها مستقبل «إسرائيل» إذا بقيَتِ النزعة العنصريَّة التي تَحْكم هذا الكيان الغاصب. لقَدْ فوَّض هذا الطفل الشُّجاع الصَّبرَ لكَيْ يكُونَ القاسم المشترك للمستقبل الفلسطيني.أمَّا الصورة الثالثة، فهي أسبق من هاتَيْنِ الصورتَيْنِ بحدود اثنتَيْنِ وستِّين سنةً. لقَدْ جاءت على لسان المؤرِّخ الموسوعي البريطاني آرنولد توينبي خلال مناظرة بَيْنَه وبَيْنَ سفير «إسرائيل» في كندا ياكوف هرتزوج يوم الثلاثاء31 يناير سنة 1961 في مدينة مونتريال. لقَدْ تساءل توينبي: كيف يستقيم المنطق الأخلاقي والإنساني أن تعالجَ الصهيونيَّة ما تعرَّض له اليهود على أيدي النازيين بخطأٍ أفظع بتهجير السكَّان الفلسطينيِّين من بلدهم فلسطين لِيحتلَّها يهود بغير وَجْهِ حقٍّ؟ لقَدْ قال توينبي في تلك المناظرة الشهيرة جملةً من التشخيصات المبنيَّة على وقائع لا لَبْسَ فيها، إنَّ سكَّان فلسطين العرب كانوا يُمثِّلون أكثر من تسعين بالمئة عام 1917 عِندما صدَر وعْدُ بلفور، إنَّ بلفور نَفْسَه لَمْ يَعُد اليهود بتأسيس دَولة يهوديَّة لهُمْ وإنَّما وعَدَهم بوطنٍ لهُمْ خلاصًا من الاضطهاد الذي يتعرَّضون له في أوروبا. وهناك فَرق جوهري بَيْنَ الوعدَيْنِ. لقَدْ لوَّح توينبي في تلك المناظرة بحقائق دامغة عِندما قال مخاطبًا السَّفير الإسرائيلي (أنتم تطالبون بعودة اليهود إلى فلسطين رغم أنَّهم تركوها منذ عام 135 ميلاديَّة).. (لقَدِ ادَّعيتم الحقَّ بالعودة لا كما نصَّ وعْدُ بلفور في صورة وطن قومي، ولكن بصورة متطرِّفة للدَّولة، ولكنَّكم تنكرون في الوقت نَفْسِه على الفلسطينيِّين الذين أُرغموا على المغادرة عام 1948 حقَّ العودة لديارهم)، ويمضي في مداخلته (كيف وجَّهت الصهيونيَّة اليهود إلى فلسطين بدلًا مِن إقرارهم في أستراليا، أو أميركا الشماليَّة حيث كان ينتظرهم المأوى والمستقبل). إنَّ ما أدلى به الدكتور حسام زملط والطفل الفلسطيني والمؤرِّخ توينبي وثائق بالمعنى الدَّقيق للوثيقة، وإذا كان للاتعاظ أن يكُونَ شاهد إثبات على قوَّة ما جاء على ألسنتهم تظلُّ الحقيقة في منأى من الانكسار مهما اشتغلت ماكينة التضليل.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

حشود جماهيرية في حمص دعماً لقوات وزارة الدفاع والأمن في عملية بسط الاستقرار بالساحل

حمص-سانا

شهدت مدينة حمص حشوداً جماهيرية ضخمة اليوم عند ساحة الساعة الجديدة، دعماً لقوات وزارة الدفاع و الأمن العام في عمليتها لبسط الاستقرار في الساحل السوري.

وأكد المشاركون وقوفهم صفاً واحداً إلى جانب الدولة في مواجهة المخربين ومنع أي محاولة لإثارة الفتنة وإعادة الامن إلى كامل الأراضي السورية.

وشددوا على ضرورة الوقوف بوجه كل من يحاول زعزعة الأمن والاستقرار، وضرورة تطهير جميع المناطق من فلول النظام.

مقالات مشابهة

  • العراق ودول جوار سوريا يعلنون دعماً لاستقرار دمشق
  • الذكرى الـ11 لاختفاء الطائرة الماليزية.. عودة البحث عن الحقيقة مع غياب الحطام
  • طفلة العاشر من رمضان تُثير الجدل .. ورئيس الجهاز يتدخل لكشف الحقيقة ودعم أسرتها
  • الشكاوى الحكومية تتلقى 135 ألف شكوى واستغاثة في شهر
  • ترامب يلغي تمويلًا بقيمة 400 مليون دولار لجامعة كولومبيا بسبب مضايقات الطلاب اليهود
  • شاهد.. مئات اليهود المتشددين يعبرون الحدود إلى لبنان بدعم من الجيش الإسرائيلي
  • درغام ينوه بدور الإعلام في نقل الحقيقة خلال حفل الإفطار في عكار
  • حشود جماهيرية في حمص دعماً لقوات وزارة الدفاع والأمن في عملية بسط الاستقرار بالساحل
  • الحقيقة مرة و صارمة
  • بين الحقيقة والافتراء … شوّه الفاسدون رسالة السماء