جريدة الوطن:
2024-12-29@18:08:57 GMT

حين تتلقى الحقيقة دعما لوجستيا

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

حين تتلقى الحقيقة دعما لوجستيا

باستحقاقٍ واضح تلقَّتِ الحقيقة دعمًا لوجستيًّا حاسمًا على يَدِ السَّفير الفلسطيني في المملكة المُتَّحدة الدكتور حسام زملط عِندما طالب الإعلام الغربي بتوخِّي العدالة إزاء ما يجري في غزَّة، والكفِّ عن التهويم والكيل بمكيالَيْنِ، بل والكفّ عن محاولات التحريف الجارية الآن للتشبُّث بجزئيَّات مشكوكٍ فيها على حساب حقيقة أنَّ غزَّة ـ مقاومةً ووجودًا سكَّانيًّا وصمودًا ـ هي في منأى من الشُّبهات في مواجهة الآلة العنصريَّة بكُلِّ ما تملك من نزعات التدمير والتنكيل والإلحاح على تكريس التشتُّت والتعتيم على الوقائع.

لقَدْ أثار السَّفير الفلسطيني في إجاباته لقناة BBC كيف يحاول الإعلام الغربي استخدام أحطِّ صوَر التضليل لإظهار الفلسطينيِّين متوحِّشين يقتلون دُونَ رحمة بَيْنَما الحقيقة في مكان آخر. الحال أنَّ خلاصة الدكتور حسام زملط ترتفع إلى مصافي الاجتهاد البارع في التصدِّي لدسائس التشويه والكذب والازدراء ومزاعم الاحتلال بمظلوميَّته التي لا أساس لها من الواقع. وتحضرني، ولكن باتِّجاه آخر وقفة الطفل الفلسطيني الغزَّاوي الجريح نتيجة القصف الإسرائيلي. كان هذا الطفل الصَّامد ممدًّا على سرير معالجة في أحَد مشافي غزَّة بالقرب من سرير آخر كان يرقد عَلَيْه أبوه الجريح هو الآخر، الطفل ورغم فظاعة إصابته يلتفت إلى أبيه ويقول له (ما تخفش يابا، خلص يابا، أنا كويس، خليك قوي يابا). أجزم أنَّ هذه التوصية العفويَّة باهرة للارتقاء بالصَّبر إلى مصافي المُعجزة، وعنوان تُختصر فيه إرادة القوَّة الواعية، وإشارة حاسمة لا يُمكِن للمُحلِّلين السِّياسيِّين إغفالها في أيَّة تشخيصات للخسارة الجسيمة المحقّة والحتميَّة التي لا بُدَّ أن يتلقاها مستقبل «إسرائيل» إذا بقيَتِ النزعة العنصريَّة التي تَحْكم هذا الكيان الغاصب. لقَدْ فوَّض هذا الطفل الشُّجاع الصَّبرَ لكَيْ يكُونَ القاسم المشترك للمستقبل الفلسطيني.أمَّا الصورة الثالثة، فهي أسبق من هاتَيْنِ الصورتَيْنِ بحدود اثنتَيْنِ وستِّين سنةً. لقَدْ جاءت على لسان المؤرِّخ الموسوعي البريطاني آرنولد توينبي خلال مناظرة بَيْنَه وبَيْنَ سفير «إسرائيل» في كندا ياكوف هرتزوج يوم الثلاثاء31 يناير سنة 1961 في مدينة مونتريال. لقَدْ تساءل توينبي: كيف يستقيم المنطق الأخلاقي والإنساني أن تعالجَ الصهيونيَّة ما تعرَّض له اليهود على أيدي النازيين بخطأٍ أفظع بتهجير السكَّان الفلسطينيِّين من بلدهم فلسطين لِيحتلَّها يهود بغير وَجْهِ حقٍّ؟ لقَدْ قال توينبي في تلك المناظرة الشهيرة جملةً من التشخيصات المبنيَّة على وقائع لا لَبْسَ فيها، إنَّ سكَّان فلسطين العرب كانوا يُمثِّلون أكثر من تسعين بالمئة عام 1917 عِندما صدَر وعْدُ بلفور، إنَّ بلفور نَفْسَه لَمْ يَعُد اليهود بتأسيس دَولة يهوديَّة لهُمْ وإنَّما وعَدَهم بوطنٍ لهُمْ خلاصًا من الاضطهاد الذي يتعرَّضون له في أوروبا. وهناك فَرق جوهري بَيْنَ الوعدَيْنِ. لقَدْ لوَّح توينبي في تلك المناظرة بحقائق دامغة عِندما قال مخاطبًا السَّفير الإسرائيلي (أنتم تطالبون بعودة اليهود إلى فلسطين رغم أنَّهم تركوها منذ عام 135 ميلاديَّة).. (لقَدِ ادَّعيتم الحقَّ بالعودة لا كما نصَّ وعْدُ بلفور في صورة وطن قومي، ولكن بصورة متطرِّفة للدَّولة، ولكنَّكم تنكرون في الوقت نَفْسِه على الفلسطينيِّين الذين أُرغموا على المغادرة عام 1948 حقَّ العودة لديارهم)، ويمضي في مداخلته (كيف وجَّهت الصهيونيَّة اليهود إلى فلسطين بدلًا مِن إقرارهم في أستراليا، أو أميركا الشماليَّة حيث كان ينتظرهم المأوى والمستقبل). إنَّ ما أدلى به الدكتور حسام زملط والطفل الفلسطيني والمؤرِّخ توينبي وثائق بالمعنى الدَّقيق للوثيقة، وإذا كان للاتعاظ أن يكُونَ شاهد إثبات على قوَّة ما جاء على ألسنتهم تظلُّ الحقيقة في منأى من الانكسار مهما اشتغلت ماكينة التضليل.

عادل سعد
كاتب عراقي
abuthara@yahoo.com

المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

43 مسيرة ووقفة بالمحويت دعماً لغزة

الثورة نت |

شهدت محافظة المحويت اليوم الجمعة ، 43 مسيرة ووقفة حاشدة نصرة للشعب الفلسطيني ودعماً لقضيته العادلة تحت شعار “ثابتون مع غزة العزة.. بلا سقف ولا خطوط حمراء”.

ورفع المشاركون في المسيرات والوقفات التي أقيمت في مديريات مدينة المحويت وشبام كوكبان والطويلة والرجم والخبت وبني سعد وملحان وجبل المحويت وحفاش وتقدّمها وكلاء المحافظة وقيادات محلية وتنفيذية وأمنية، الشعارات المناهضة للعدو الصهيوني الأمريكي البريطاني، والمؤكدة على استمرار دعم ومساندة الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة.

وأدانوا الجرائم الوحشية وحرب الإبادة التي يرتكبها الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني في غزة.. مشددين على أهمية التضامن العربي والإسلامي مع الشعب الفلسطيني والوقوف ضد كافة أشكال العدوان والاحتلال.

وأكد أبناء محافظة المحويت على أهمية الوقوف مع الشعوب المظلومة ومساندة قضاياها العادلة.. لافتين إلى أن الجرائم التي يرتكبها العدو الصهيوني لن تسقط بالتقادم، وأن مخططاته العدوانية ستتحطم أمام صخرة صمود الشعب اليمني الذي يأبى الضيم.

وأشاروا إلى أن اليمن سيستمر في تنفيذ العمليات النوعية دعمًا ونصرةً للشعب الفلسطيني.. مجددين العهد بالوقوف إلى جانب قضايا الأمة الإسلامية ورفض كل أشكال الاحتلال والعدوان.

ونددت الحشود بالعدوان الصهيوني الأمريكي على اليمن واستهداف المنشآت المدنية في العاصمة صنعاء ومحافظة الحديدة.. مطالبين القوات المسلحة اليمنية بالرد الصارم على العدوان.

وأكد بيان صادر عن المسيرات والوقفات، ثبات موقف الشعب اليمني الإيماني والمبدئي والإنساني المدافع عن غزة، واستمراره في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس بوتيرة تصاعدية، وبلا سقوف ولا خطوط حمراء، معتمدا على الله ومتوكلا عليه، لا يثنيه العدوان الصهيوني ولا الأمريكي والبريطاني عن ذلك، بل يزيده قناعة واطمئنانا بصوابية موقفه الإيماني، وجدوى توجهه القرآني.

وتوجه البيان بالحمد والثناء والشكر لله سبحانه وتعالى، على ما منّ به على اليمن من انتصارات عسكرية كبيرة وعظيمة.. مباركا للقيادة الحكيمة والقوات المسلحة هذه الانتصارات، والتي كان من أبرزها في هذا الأسبوع إفشال هجوم أمريكي واسع على بلدنا من خلال استهداف حاملة الطائرات الأمريكية (هاري ترومان) وعدد من المدمرات التابعة لها، مما أدى لإسقاط طائرة أمريكية إف 18، وفرار حاملة الطائرات من مكان تموضعها أسوةً بسابقاتها، وكذا تنفيذ عدد من الضربات المسددة والمكثفة على عمق كيان العدو الإسرائيلي بالصواريخ الفرط صوتية والطائرات المسيرة.

وحيا البيان يقظة الأجهزة الأمنية الدائمة، وبارك لهم الإنجاز الأمني الأخير الذي تحقق بفضل الله وبوعي شعبنا وتعاونه الذي مثل حاجز صد أمام الأعداء الصهاينة والأمريكان.. مطالبا بإنزال أقصى العقوبات الرادعة على كل من يتورط في الخيانة والعمالة لصالح العدو الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني، مؤكدا الجاهزية العالية والاستعداد الكامل لمواجهة كل مؤامرات الأعداء ومخططاتهم.

وجدد التذكير لأبناء الأمة العربية والإسلامية بما تمليه عليهم المسؤولية الدينية والإنسانية والأخلاقية تجاه إخوانهم في غزة، الذين لا زالوا يتعرضون لجريمة الإبادة الجماعية منذ أكثر من أربعة عشر شهراً، وما زالت معاناتهم تزيد وتتعاظم يومياً، وتزيد معها مسؤولية الأمة وتعظم جريمة التفريط والتخاذل، بل وتتوسع المخاطر لتشمل الجميع، وأنه لا حل إلا بالتحرك الجاد، والقيام بالمسؤوليات، ومواجهة ودفع المخاطر بالجهاد في سبيل الله.

 

مقالات مشابهة

  • الصحة العالمية تكشف الحقيقة وراء "المرض الغامض" في الكونغو.. هل هو مزيج من الملاريا والإنفلونزا؟
  • بصاروخ فلسطين 2.. الحوثيون تُعلن تفاصيل مهاجمة قاعدة عسكرية إسرائيلية
  • هل أمر بإطلاق النار؟.. الحقيقة وراء عزل الرئيس الكوري الجنوبي
  • مؤيد بارز لنظرية الأرض المسطحة يواجه الحقيقة الصادمة في القطب الجنوبي
  • كييف تتلقى 485 مليون دولار من الولايات المتحدة والبنك الدولي
  • مديريات الضالع تشهد 20 مسيرة ووقفة جماهيرية دعماً وإسناداً لغزة وتنديداً بالعدوان الصهيوني
  • محافظة إب تشهد 105 مسيرات حاشدة دعماً للشعب الفلسطيني
  • أبناء المحويت يحتشدون في 43 مسيرة ووقفة دعماً لغزة وتنديداً بجرائم العدو الصهيوني
  • 43 مسيرة ووقفة بالمحويت دعماً لغزة
  • قصة التحالف بين الكوشيون (النوبيون) و العبرانين (اليهود) عام 701 قبل الميلاد