جريدة الوطن:
2025-04-26@21:03:59 GMT

خيارات «إسرائيل» ما بعد الحدث الأخير

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

خيارات «إسرائيل» ما بعد الحدث الأخير

كان من المُتوقَّع بعد صدمة العمليَّة الفدائيَّة الفلسطينيَّة الأخيرة التي انطلقت من قِطاع غزَّة في الصَّباح الباكر من يوم السبت السَّابع من تشرين أول/اكتوبر 2023، أن يحاولَ رئيس وزراء حكومة الاحتلال الفاشيَّة ومعه أقطاب حكومته، بنيامين نتنياهو استعادة توازن المؤسَّسة العسكريَّة والسِّياسيَّة، التي مُنِيت بهزيمة نكراء وفق كُلِّ المقاييس فأعطى إشاراته عَبْرَ وزراء (الكابينيت) ووزير الحرب الجنرال (يواف جالانت) للبدء بعمليَّات القصف الجوِّي التي طالت المَدنيِّين والبنى التحتيَّة بشكلٍ رئيس وغير مسبوق من ناحية استخدام الطيران الحرب (اف 35) وإلقاء الحمم التي زادت بمفعولها الانفجاري عن قنبلة هيروشيما التي أطلقتها الولايات المُتَّحدة على المدينة اليابانيَّة إيَّاها نهاية الحرب العالَميَّة الثانية.


فالدَّعوات بدأت داخل تكتُّل نتنياهو الحكومي وداخل حزبه حزب الليكود تحثُّه على القيام بعمليَّة عسكريَّة نَوْعيَّة ضدَّ عموم الفلسطينيِّين بالقِطاع وصولًا إلى أنحاء الضفَّة الغربيَّة، بَيْنَما طالب العدد القليل من الأصوات بالتريُّث والاستعداد جيِّدًا ثمَّ احتلال قِطاع غزَّة، لكنَّ هذا، وحسب مصادر الاحتلال، يتطلَّب حربًا طويلة ترافقها خسائر فادحة، فالمقاومة الفلسطينيَّة محصَّنة ومسلَّحة ومدرَّبة جيِّدًا، إضافة إلى أنَّ الحالة المعنويَّة التي تعيشها المُقاومة والهدف الذي تُقاتل لأجْله، مُختلف تمامًا وبصورة جذريَّة عن الهدف الذي يُقاتل لأجْله «الإسرائيليّون» حكومةً وعامَّة.
من هنا، إنَّ احتمال القيام بعمليَّة اجتياح بريَّة لقِطاع غزَّة واسعة، هو احتمال وارد بحدود لا بأس بها، ولكنَّه ليس مُؤكَّدًا خشية من أسبابٍ مُجتمعة وفي مقدِّمتها أنَّ «إسرائيل» تخشى الدخول إلى «عشِّ الدبابير» في القِطاع ووقوع جنودها بَيْنَ شبَّان مقاتلين أشدَّاء، لا يهابون الموت إطلاقًا. بل توغُّلات محدودة فقط، مع محاولة تقسيم القِطاع إلى ثلاث مناطق عَبْرَ تقطيعه بالنيران.
فالتقديرات السَّائدة «إسرائيليًّا» تُشير إلى أنَّ المقاومة الفلسطينيَّة بكُلِّ تشكيلاتها المقاتلة (كتائب القسام + كتائب شهداء الأقصى + سرايا القدس + ألوية الناصر صلاح الدين + كتائب الشهيد أبو علي مصطفى …) في قِطاع غزَّة، ما كانت لتُقدِم على عمليَّة فدائيَّة كهذه من دُونِ تنسيقٍ مُسبق مع حلفائها. وهو ما قَدْ يضَعُ «إسرائيل» حال اجتياح القِطاع برِّيًّا أمام المرحلة الأصعب بحربٍ مُتعدِّدة الجبهات وتشمل جبهتَيْ غزَّة والضفَّة الغربيَّة، بالإضافة إلى جبهة جنوب لبنان كاحتمال وارد جدًّا.
وعَلَيْه، احتلال القِطاع برًّا يعني خسائر كبيرة في صفوف جنود الاحتلال، ورغم وقوع خسائر متوقَّعة في صفوف المقاومة الفلسطينيَّة وعموم المواطنين المَدنيِّين، إلَّا أنَّ المقاومة الفلسطينيَّة ستكُونُ مستعدَّة ومتوقِّعة ردَّ الفعل الأعنف والأطول، وسوف تُطيل أمَدَ الحرب وتكلفتها البَشَريَّة. وعِندها لَنْ يستطيعَ «الجيش الإسرائيليّ» حسْمَ حرب عصابات بسرعة كما اعتاد وفق فلسفته وعقيدته القتاليَّة بحروبه الخاطفة.
وفي حسابات الاحتلال، فإنَّ «الأسرى الإسرائيليِّين» بِيَدِ قوى المقاومة في القِطاع قَدْ يفرضون قيودًا على أيِّ عمليَّة برِّيَّة، فيما الأسئلة تَدُور الآن داخل (الكابينيت) حَوْلَ نجاعة القيام بعمليَّة برِّيَّة ضدَّ القِطاع، واجتياحه، إلَّا أنَّه مشروط بأهداف قابلة للتنفيذ، وإلَّا سيرتدُّ بنتائجه على كيان الاحتلال.
إنَّ التلويح باجتياح قِطاع غزَّة برِّيًّا ـ إن وقع ـ فسيكُونُ كما أوردنا أعلاه ضِمْن نطاقات ضيِّقة مع تقطيع لجغرافيَّة القِطاع بالنيران، وقَدْ يكُونُ التلويح بالعمليَّة البرِّيَّة الواسعة لترهيب المقاومة الفلسطينيَّة والفلسطينيِّين عمومًا، وقَدْ دفعت قيادة جيش الاحتلال بفِرقِ عسكريَّة أربع إلى المناطق المُحيطة بالقِطاع، ليس من أجْلِ الدِّفاع عن غلاف غزَّة والمستعمرات المُحيطة التي دخل إليها المقاتلون الفلسطينيون، وإنَّما كَيْ تنضمَّ إلى عمليَّة برِّيَّة حال أُعطيَتِ الإشارة بتنفيذها لجيش الاحتلال وفق ما أوردناه من توغُّلات محدودة.

علي بدوان
كاتب فلسطيني
عضو اتحاد الكتاب العرب
دمشق ـ اليرموك
ali.badwan60@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: المقاومة الفلسطینی ة الفلسطینی الق طاع

إقرأ أيضاً:

"فتح": قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد منظمة التحرير لوقف المقتلة بحق الشعب الفلسطيني

قال الناطق باسم حركة "فتح" في قطاع غزة منذر الحايك إن قرار السلم والحرب يجب أن يكون حصريا بيد منظمة التحرير الفلسطينية، باعتبارها الممثل الشرعي لكافة أطياف الشعب الفلسطيني.

وأوضح الحايك اليوم السبت في إفادة صحفية أن ما يحدث حاليا لا يمكن وصفه بأنه "حرب بين طرفين"، بل هو "مقتلة" ينفذها طرف واحد، لافتا إلى أن الفلسطينيين أصبحوا يموتون في الشوارع نتيجة هذه الظروف.

وشدد الحايك على خطورة ترك قرار الحرب بيد فصيل معين قد يجرّ الشعب الفلسطيني نحو مواجهات مدمرة، مبينا أن الكل الفلسطيني يدفع ثمن هذه السياسات التي تؤدي إلى تجويع المواطنين وحرمانهم من أبسط الحقوق الأساسية، بما في ذلك العلاج.

ودعا الحايك إلى ضرورة اتخاذ قرار واضح يلزم جميع الأطراف بجعل منظمة التحرير هي المرجعية الوحيدة لاتخاذ قرارات السلم والحرب، مشيرا إلى أن استمرار الوضع الحالي يهدد حياة الفلسطينيين ويفاقم معاناتهم.

هذا ودعت مركزية حركة "فتح" خلال اجتماع للجنة المركزية بمقر الرئاسة في مدينة رام الله، يوم الثلاثاء الماضي، حركة "حماس" إلى التوقف عن اللعب بمصير الشعب الفلسطيني وفقا لأجنداتها الخارجية.

ودعت مركزية حركة "فتح"، أيضا، حماس إلى التعاون مع الجهود التي يبذلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوقف شلال الدم الفلسطيني وعدم إعطاء الاحتلال الذرائع للاستمرار في حربه الدموية وعدوانه التي دفع ثمنها الآلاف من أبناء الشعب بين قتيل وجريح وأسير.

وطلبت من الحركة الالتزام بالأسس التي تقوم عليها سياسة منظمة التحرير الفلسطينية.

ومن جانبها أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في بيان يوم الخميس، أن اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني الذي انعقد في رام الله، "يعمق الانقسام ويكرس التفرد ويخيب آمال شعبنا في الوحدة".

وأكدت الحركة أن "مخرجات اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني، الذي انعقد يومي 23 و24 أبريل 2025، جاءت بمثابة خيبة أمل وطنية عميقة، تجاهلت آمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني في الداخل والشتات، الذي ينشد الوحدة الوطنية في مواجهة أكبر الأخطار التي تهدد وجوده وقضيته، وفي مقدّمتها حرب الإبادة الجماعية التي يشنها الاحتلال على غزة، والتصعيد الاستيطاني التهويدي في الضفة والقدس".

مقالات مشابهة

  • "فتح": قرار الحرب والسلم يجب أن يكون بيد منظمة التحرير لوقف المقتلة بحق الشعب الفلسطيني
  • وفد حماس يصل إلى القاهرة لبحث مقترح صفقة شاملة مع إسرائيل
  • خبير عسكري: المقاومة تقوم بحرب عصابات واستنزاف لجيش إسرائيل المرهق
  • كيف تبدو خريطة إسرائيل لـاليوم التالي في غزة؟
  • الآلاف يتظاهرون في تعز تنديدا بجرائم إسرائيل وللمطالبة بكسر الحصار
  • البيان الأخير لجماعة الإخوان.. بين المقاومة الأيديولوجية والتوظيف السياسي
  • الرئيس الفلسطيني لرجال المقاومة: يا أولاد الكلب سلموا الرهائن اللي عندكم وخلصونا
  • سلاح المقاومة… درع الكرامة وخط النار الأخير في وجه العدوان الصهيوني
  • شمال غزة يشتعل| انفجارات عنيفة وسقوط قتلى في صفوف جيش الاحتلال
  • أحمد موسى يكشف تفاصيل انسحاب إسرائيل الأخير من سيناء في ذكرى تحريرها