بعد اختفاء تغريدات.. هل أجبرت الأندية لاعبيها على تجاهل دعم فلسطين؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
طيلة السنوات الماضية، فتحت ملاعب العالم أبوابها لاستقبال مشاهد الدعم كافة، بداية من الجلوس على الأقدام تنديدًا بالعنصرية، مرورًا بالوقوف دقائق حداد في آلاف المباريات، وصولًا إلى رفع أعلام دول مختلفة لدعم قضية مختلفة.
ماذا فعل آرسنال بعد دعم لاعبيه للقضية الفلسطينية؟مشهد الدعم في 12 يومًا منذ بداية القصف على غزة، تحول رأسًا على عقب، ليختلف جذريًا بعدما قوبلت بعض أشكال الدعم والمواساة بالرفض تارة والعقوبة تارة والإيقاف تارة أخرى، وهو ما حدث لعديد من اللاعبين، الذين يواجهون خطر الإيقاف أو الرحيل، بسبب الدعم، فهل لوائح الأندية تمنع لاعبيها من دعم قضايا بعينها؟
آرسنال اللندني كان حاسمًا في تلك القضية، بحسب صحيفة «جارديان»، التي خاطبت اللاعبين وضمنهم محمد النني لاعب منتخب مصر، بضرورة توخي الحذر من إثارة تلك الموضوعات على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى لا يتسبب ذلك في إنزعاج لقاعدة جماهيرية عالمية.
النادي اللندني لم يجبر أي من لاعبية على كتابة أو حذف منشور، لكنه أخبر الجميع أن التعاطف مع قضية بعينها ونشر ذلك على مواقع التواصل الاجتماعي، سيتسبب في انقسام كبير بين الجماهير، خاصة أن أولكسندر زينتشينكو لاعب آرسنال دعم الكيان الصهيوني.
ماذا يحدث في الدوري الألماني بعد دعم القضية الفلسطينية؟الأمر لم يكن كذلك في ألمانيا، بعدما أجبر نادي ماينز الألماني لاعبه أنور غازي، على حذف التغريدة التي نشرها من أجل التعاطف ودعم القضية الفلسطينية، إلى جانب إيقافه عن المشاركة في مباريات الفريق بشكل رسمي، على خلفية موقفه الأخير.
بايرن ميونيخ الألماني اتخذ موقفًا مشابهًا، بعدما وجه إنذار شديد اللهجة لنصير مزراوي، الذي أعلن دعمه للقضية الفلسطينية، أثناء وجوده مع منتخب المغرب، خلال فترة التوقف الدولي الأخيرة، إذ حمل دعاء يتمنى خلاله النصر لغزة في الأزمة الأخيرة.
البافاري أصدر بيانًا رسميًا، يعلن خلاله عدم موافقته على توجهات مزراوي، وأن موقفه من القضية معروف منذ بدايتها، لذلك سيتواصل مع اللاعب، بعد عودته إلى ألمانيا.
ورغم حالة الجدل التي أحدثتها تغريدة مزراوي، لم يكتف المغربي بذلك، وقرر الرد على الأزمة التي قد تلاحقه بعد العودة إلى ألمانيا، إذ قال في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية: «الهدف الأهم هو سعينا للسلام والعدالة في هذا العالم، وهذا يعني أنني سأظل أواجه جميع أنواع الإرهاب والكراهية والعنف».
اختفاء تغريدات اللاعبينلم يتوقف الأمر على إجبار اللاعبين على تجاهل القضية الفلسطينية، بل اختفت عدد من المنشورات التي حملت رسائل دعم، لأسباب عدة بينها عدم مطابقتها لسياسة منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أو إجبار بعض اللاعبين على حذفها بعد النشر، خاصة أن لاعبي كرة القدم يملكون ملايين المتابعين على صفحاتهم، ما قد يجعل الدعم أكثر انتشارًا.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: آرسنال محمد النني أرسنال أخبار أرسنال الدوري الإنجليزي ألمانيا محمد النني نصير مزراوي
إقرأ أيضاً:
محمد خزعل يكتب: تهويد القضية الفلسطينية
تعاني القضية الفلسطينية منذ عقود من محاولات التهويد والتغيير الديموغرافي الممنهج، حيث تسعى إسرائيل إلى طمس الهوية الفلسطينية، وإعادة تشكيل التركيبة السكانية في الأراضى المحتلة لصالح المستوطنين اليهود.. ومن أبرز الأدوات التي تستخدمها إسرائيل لتحقيق ذلك، سياسة التهجير القسري للفلسطينيين إلى دول الجوار، خاصة مصر والأردن، بهدف تقليل الوجود الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومنع إقامة دولة فلسطينية مستقلة.. بل إنها تسعى لتهويد القضية، من خلال عدة وسائل، أهمها:
الاستيطان: حيث تواصل بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بهدف تغيير الطابع الديموغرافي والجغرافي للمناطق الفلسطينية.
التهجير: بالضغط على الفلسطينيين لمغادرة أراضيهم عبر سياسات التهجير القسرى، مثل القصف المتواصل على أراضيهم وخصوصا غزة، وهدم منازلهم في الضفة الغربية، وسحب الإقامات من المقدسيين.
طمس الهوية الثقافية والدينية: بالسعى إلى السيطرة على الأماكن المقدسة «الإسلامية والمسيحية»، وتغيير المناهج التعليمية، ومحاولة فرض الطابع اليهودي على القدس.
فرض الحصار والعقوبات الاقتصادية: بهدف إجبار الفلسطينيين على البحث عن حياة أفضل في الخارج، ما يسهل تهجيرهم بشكل غير مباشر.
وتعتمد إسرائيل على عدة استراتيجيات لإجبار الفلسطينيين على مغادرة وطنهم، وتعد مصر والأردن من أبرز الوجهات المحتملة لهذا التهجير، لعدة أسباب:
بالنسبة لمصر: لقرب قطاع غزة من حدودها، ومعاناة الفلسطينيين من الحصار، تُطرح سيناريوهات تهجير سكان غزة إلى سيناء، وهو ما ترفضه مصر بشدة.
بالنسبة للأردن: تستقبل المملكة بالفعل أعدادا كبيرة من اللاجئين الفلسطينيين منذ نكبة 1948، وتحاول إسرائيل الدفع بمزيد من الفلسطينيين إلى الأردن لجعلها «الوطن البديل»، وهو ما ترفضه الحكومة الأردنية رفضا قاطعا.
وكان لمصر على مدار عقود أدوار بارزة تجاه القضية الفلسطينية، ودائما ما تكون الرسالة الواضحة لقيادتها السياسية بالتأكيد على أنّ الحل العادل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون عبر إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وليس عبر تفريغ الأراضي الفلسطينية من سكانها، وتأكد الموقف المصري من تهجير الفلسطينيين، حيث اتخذت القاهرة موقفا حاسما تجاه هذه المسألة، فأكدت القيادة السياسية مرارا رفضها القاطع لأي مخططات تهدف إلى التهجير القسري للأشقاء من غزة، حيث تؤكد مصر أنّ تهجير الفلسطينيين سيؤدي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وإعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي لمواصلة توسعه.
كما تعمل مصر دوما على القيام بدورها المسؤول، وتقديم الدعم السياسي والدبلوماسي للفلسطينيين في المحافل الدولية، لمنع تنفيذ أي مخططات إسرائيلية تستهدف تهجيرهم، وتصفية قضيتهم.
وكما هو الحال مع مصر، يرفض الأردن رفضا قاطعا أي محاولات لتهجير الفلسطينيين إلى أراضيه، حيث يعتبر ذلك تهديدا لاستقراره وأمنه الوطني، حيث أكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني أيضا أن «الأردن ليس الوطن البديل»، مشددا على ضرورة إيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية وفقا للشرعية الدولية.
إن تهويد القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين إلى دول الجوار يشكلان خطرا وجوديا على الشعب الفلسطيني، وهو ما يواجه برفض عربي ودولي.
وبجانب دور مصر والأردن في منع تهجير الفلسطينيين والتأكيد على ضرورة إيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية، يبقى التحدي الأكبر هو مواجهة السياسات الإسرائيلية الساعية إلى فرض واقع جديد على الأرض، عبر المقاومة الدبلوماسية والسياسية، وتعزيز صمود الفلسطينيين على أراضيهم.