قال أنيق أحمد وزير الشئون الدينية والوئام بين الأديان بباكستان: إنني متشرف بالوقوف أمامكم اليوم في هذا المؤتمر الدولي الهام، الذي تنظمه الأمانة العامة ودار الإفتاء المصرية برعاية السيد عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية، كما أتقدم بخالص شكري للدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي مصر، على دعوته الكريمة وحسن الضيافة.

جاء ذلك خلال كلمته بجلسة الوفود ضمن فعاليات مؤتمر "الفتوى وتحديات الألفية الثالثة" مضيفًا أنه من الأمور الحاسمة أن ندرك التحديات الفريدة والمتعددة التي تواجه أمة المسلمين في هذا العصر، فقد جلبت الألفية الثالثة تغيرات لم يسبق لها مثيل في طريقة حياتنا وتواصلنا وتوجيه إيماننا. حيث إن الفتوى تعتبر أداة توجيهية للمسلمين في مختلف الأمور، بما في ذلك الأمور المتعلقة بالإيمان والعمل الديني والحياة اليومية.

وأشار إلى أن الفتوى توفر وضوحًا وتوجيهًا للمسلمين للتعامل مع تعقيدات الحياة مع الحفاظ على مبادئهم الدينية. يقول الله تعالى في القرآن الكريم: "فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون".

وأكد على أهمية أصول الإسلام في منهجية إصدار الفتاوى، وكذلك على وجوب أن تظل أصول الإسلام، بما في ذلك القرآن والسنة (تعاليم وسنن النبي محمد، صلى الله عليه وسلم)، هي الأساس الذي تقوم عليه الفتاوى، ومن خلال فهم دقيق لهذه الأصول يمكن للفتاوى الحفاظ على جدواها وأصالتها.

وأوضح أن أحد التحديات الملحوظة في عصرنا الحالي التقدم السريع في مجال التكنولوجيا، فقد غيَّر الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي الطريقة التي نحصل بها على المعلومات ونتفاعل بها فيما بيننا، حيث إن هذا يحمل جوانب إيجابية وسلبية، على سبيل المثال: قضية التحرش عبر الإنترنت، والتنمر الإلكتروني، من القضايا التي أصبحت واسعة الانتشار، مسببة ضررًا للأفراد والمجتمعات.

ودعا فضيلته العلماء المسلمين ولجان الفتوى لإصدار إرشادات حول كيفية التعامل مع مثل هذه الحالات، مؤكدين على المبادئ القرآنية للرحمة والصبر والمغفرة، وتكييفها مع العالم الرقمي.

وتطرق فضيلته لقضايا وتحديات أخرى كالتحديات الاقتصادية المعاصرة، وقضايا الحوكمة والعدالة الاجتماعية وسيادة القانون وقضية الأخلاقيات الحيوية والحفاظ على البيئة وتغير المناخ، مشيرًا إلى دَور مؤسسات الفتوى في مواجهة هذه السياقات.

وشدد معاليه على ضرورة أن تشمل لجان الفتوى علماء يمتلكون خبرة في الفقه الإسلامي التقليدي والقضايا المعاصرة، وكذلك ينبغي أن تكون المنصات عبر الإنترنت والبودكاست والندوات عبر الويب أدوات قوية لنشر الفتاوى بشكل موثوق ومفهوم، وعلينا كذلك الحفاظ على قيمنا وثقافتنا الإسلامية بثبات أمام الهجمة الكبيرة التي تجلب الفجور، خاصة القيم المتعلقة بنظام الأسرة المسلمة.

وأكد فضيلته على أن وحدة الأمة أمر بالغ الأهمية في مواجهة التحديات الحديثة، فيجب أن نتحد ككيان جماعي لمواجهة القضايا الملحة التي تواجه المسلمين في جميع أنحاء العالم مقترحًا إقامة اجتماعات سنوية لعلماء الفتوى وعلماء الشريعة المشهورين من جميع أنحاء العالم الإسلامي، ويفضل أن تكون في مناسبة الحج، منصة لاستعراض ومناقشة القضايا الأكثر حرجًا التي تواجهها الأمة الإسلامية.

واختتم معالي الوزير كلمته بتوجيه الشكر الجزيل إلى المنظمين وجميع المشاركين المتميزين على تفانيهم في التعامل مع هذه القضايا الحاسمة وتحديات الألفية الثالثة مع الحفاظ على قيم الإسلام في عالم متغير.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الأمانة العامة الإنترنت المنصات الإلكترونية دار الإفتاء المصرية مؤتمر الإفتاء مفتي باكستان الحفاظ على

إقرأ أيضاً:

في زيارته الأولى إلى محافظة إدلب ‏… وزير التربية والتعليم يؤكد ضرورة ‏ترميم المدارس المدمرة لتسهيل عودة الطلاب المهجرين إليها ‏

إدلب-سانا

في زيارته الأولى إلى محافظة إدلب، اطلع وزير التربية والتعليم السيد ‏الدكتور محمد عبد الرحمن تركو اليوم، على واقع عدد من المدارس المدمرة في ريف ‏إدلب الجنوبي، ومدى أضرارها نتيجة قصف النظام البائد، للبدء بتنفيذ خطة ‏إعادة الإعمار في هذه المدارس لتسهيل عودة الطلاب وأهاليهم إلى مدارسهم ‏ومناطقهم التي هُجّروا منها.‏

كما زار الوزير تركو اليوم برفقة محافظ إدلب محمد عبد الرحمن ‏ومدير التخطيط والتعاون الدولي الأستاذ يوسف عنان، وأمين اللجنة الوطنية ‏للعلوم والثقافة عبد الكريم القادري ووفد من منظمة الأمم المتحدة للطفولة ‌‏”اليونيسف”، عدداً من مدارس المخيمات بريف إدلب الشمالي التي تضم ‏طلاب المدارس المدمرة في الريف الجنوبي، واطلع على الواقع التعليمي فيها، ‏واجتمع مع الكوادر التعليمية فيها لمناقشة سير العملية التعليمية والخطط ‏الدراسية، والمعوقات والتحديات التي تواجههم.‏

وأكد السيد الوزير خلال الزيارة أن عودة الطلاب إلى قراهم أولى أولويات ‏الوزارة، وتسعى جاهدة ليكونوا في مدارس قراهم بعد إعادة تأهيلها بأقرب ‏وقت ممكن، وأن عودة الأهالي مقترنة بجاهزية تلك المدارس، مشدداً على ‏حق كل طالب في الحصول على أفضل مستوى تعليمي، وهو هدف أساسي ‏للوزارة في هذه المرحلة.‏

كما أكد السيد الوزير محمد تركو أن هذه الخطوة تأتي ضمن إطار العمل ‏الحكومي المتضافر لتخديم تلك المناطق وإعادة تأهيلها لتستقبل أهلها، وأن ‏المدارس إحدى أهم الركائز في تلك المناطق التي دمرها النظام البائد، وعودة ‏الطلبة إلى مدارسهم واستئناف تعليمهم هو على عاتق الوزارة في الفترة ‏المقبلة.

مقالات مشابهة

  • في زيارته الأولى إلى محافظة إدلب ‏… وزير التربية والتعليم يؤكد ضرورة ‏ترميم المدارس المدمرة لتسهيل عودة الطلاب المهجرين إليها ‏
  • أمين الفتوى: استقبال السائح واجب على المسلمين بمراعاة حسن الخلق والمظهر
  • ما حكم سماع الأغاني والموسيقى؟.. أمين الفتوى: ليست محرمة بشكل مطلق
  • وزير الخارجية يؤكد في اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني على ضرورة ضبط النفس
  • السوداني يؤكد ضرورة الإسراع في إنجاز المشاريع المتعلقة بحقلي غرب القرنة واريدو
  • آلاف المفقودين في السودان بعد عامين من الحرب وخبير أممي يؤكد ضرورة حماية المدنيين
  • وزير الاتصالات يؤكد ضرورة إنشاء نظام رقمي متكامل للمعلومات الصحية في الوزارات كافة
  • ضرورة توفير الأدوية والمنتجات الطبية بشكل مستدام محلياً
  • أمين الفتوى: لا يجوز التحايل لأداء فريضة الحج بشكل غير شرعي
  • وزير الخارجية يؤكد لنائبة المبعوث الأمريكي أهمية تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار بغزة