وجوه حزينة يملؤها الأمل، نظرات ثاقبة تدل على الصمود والثبات، أعين باكية على ما فقدت من أطفال ونساء ورجال وشباب، أطفال ربما استعدوا لحمل حقائبهم للذهاب إلى مدارسهم، لكن غدر قوات الاحتلال الإسرائيلية حول أحلامهم إلى سراب ومنازلهم إلى ركام فباتت مدارسهم المخصصة للتعلم ملاجئ لهم، ظنوا أنها ستكون آمنة عن تلك القذائف التي قصفت البيوت وأخذت معها العائلات، لكنها أيضا قُصفت، هكذا هو حال أطفال وعائلات قطاع غزة في فلسطين.

أوضاع الفلسطينيون في قطاع غزة

أصوات متهدجة وقلوب ممزقة، هو حال الفلسطينيون الذين نزحوا من وسط قطاع غزة هربا من القصف، لكنهم ذهبوا إلى شظف العيش بعد نفاذ السلع الغذائية وندرة مياه الشرب، فاتخذوا من مدارس «الأونروا» التابعة للأمم المتحدة، ملاجئ لهم، فالنساء حولن أسوار المدارس إلى مناشر لملابسهم، والأطفال حولوا المقاعد الدراسية إلى أسًرة لتستريح عليها أبدانهم الناجية من القصف الإسرائيلي، بينما حول الرجال الفصول الدراسية إلى غرف معيشة مشتركة، والسيدات اتخذن من فناء المدارس مطبخا لإعداد القليل من الطعام الذي يكفي كثيرا من الأسر، من بينهم أسرة علي فرينة، التي فقدت 7 افراد منها، لكن الباقون صمموا على النزوج رغما عنهم، وفق حديث محمود لـ«الوطن».

اغتيال الطفولة

«راحت الذكريات، اغتالوا الطفولة والبراءة، قضوا على كل شيء لكنهم لم يستطعوا القضاء على الأمل والصمود داخلنا، سنصمد حتى نُدفن بجوار أحبتنا وأطفالنا، سنصمد حتى يرى العالم أننا نواجه وحدنا مصيرا مجهولا لانعلم إلى متى لكننا حتما سننتصر»، قالها فرينة، والدموع تملأ عينيه، راثيا شقيقه الذي توفي وعمته التي اشتهدت غدرا على يد قوات الاحتلال الغاشم، مؤكدا أنهم سيصمدون حتى الرمق الأخير.

فقدت عائلتها بالكامل، لم يتبق سوى حفيدتها «ليان»، لكنها لم تفقد الأمل في النصر، فالسيدة ميساء البر، المُلقبة بـ«أم أحمد»، التي عاشت في فلسطين نحو 72 عاما، وعاصرت كل الحروب التي حاولت تدمير وطنها، ما تزال على العهد باقية، ثابتة صامدة أمام رصاصات الغدر التي تطلقها قوات الاحتلال الإسرائيلي، وفق حديثها لـ«الوطن»: «والله رغم الدمار لن نترك أراضينا، لن نترك وطننا، فقدت كل أفراد عائلتي ما بين مفقودين وشهداء، لم أعثر إلا على حفيدتي ليان، أخذتها وهربت إلى المدرسة التي تحولت لملجأ، ما هو خوف من الاحتلال لكن خوفا من أن تطال رصاصات الغدر حفيديتي الوحيدة المتبقية».

على مقربة من ميساء البر، يقف رائف شاهين، شاب يبلغ من العمر 38 عاما، يحاول مساعدة البعض في ترتيب ما تبقى من أغراض داخل الفصول الدراسية التي تحولت إلى غرف معيشية تحت وطأة القصف الإسرائيلي المتواصل، لكنه يتشبث بالأمل ويثق في النصر القريب، رغم فقدانه عددا من أصدقائه، وفق حديثه لـ«الوطن»: «راحوا الأحبة، راحت الذكريات، ما بقى غير النضال والصمود والدعاء، نزحنا هنا حفاظا على ما تبقى من أحبتنا وعائلتنا فأنا فقدت والدي وشقيقتي وابنتيها، فقدت باسل وعمر ويامن، ونقص الخبز ومياه الشرب وانقطاع الكهرباء».

أكثر من 10 فلسطينين ارتقوا شهداء في قصف إسرائيلي لمدرسة تابعة لمنظمة «الأونروا» بمخيم المغازي للاجئين في غزة، حيث قالت جولييت توما، مديرة التواصل في الوكالة الأممية، إن ما يقدر بنحو مليون شخص نزحوا في الأيام السبعة الأولى من القصف الذي شنته قوات الاحتلال على قطاع غزة، وفق وكالة «أوفا الفلسطينية» أمس.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين قصف مستشفى المعمداني قوات الاحتلال قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

178 شهيداً وجريحاً في ثلاث مجازر صهيونية جديدة على غزة

العدو يشن حملة اعتقالات واسعة بالضفة والمقاومة تشيد ببطولة منفذ عملية معبر الكرامة

 

الثورة / تقرير / إبراهيم الوادعي

يواصل جيش العدو الصهيوني عدوانه على قطاع غزة لليوم الـ338 مخلفا عشرات الشهداء والجرحى ودماراً واسعاً في الممتلكات في سلسلة غارات جوية وقصف مدفعي متواصل على مناطق متفرقة من القطاع.
وأعلنت وزارة الصحة أمس الأحد أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 3 مجازر ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 33 شهيداً و145 إصابة خلال الـ 24ساعة الماضية.
وقالت الصحة في التقرير الإحصائي اليومي عن عدد من الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، «ما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم».
وأفادت بارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي إلى 40972 شهيداً و94761 إصابة منذ السابع من أكتوبر الماضي.
واُستشهد أربعة مواطنين، فجر أمس، جراء قصف العدو الصهيوني مخيم جباليا شمال قطاع غزة.
وأكدت مصادر محلية أن خمسة مواطنين من عائلة مرسي استشهدوا وأصيب آخرون في استهداف من قبل طيران الاحتلال لمنزل العائلة.
ونعى الدفاع المدني في قطاع غزة نائب مدير الدفاع المدني بمحافظة الشمال العقيد محمد عبد الحي مرسي.
وقصفت مدفعية العدو، شمال غرب النصيرات وسط قطاع غزة ما أدى إلى وقوع إصابات، كما نسفت قوات العدو مباني سكنية غرب المحافظة الوسطى بقطاع غزة.
واستهدف طيران الاحتلال الإسرائيلي مربعاً سكنياً في شرق محافظة خانيونس، جنوب قطاع غزة.
وأفاد مراسل «وكالة فلسطين اليوم الاخبارية»، باستهداف طيران الاحتلال مربع سكني في حي المنارة جنوب مدينة خانيونس، أدى إلى تسويته بالأرض.
إلى ذلك استشهد مواطنون وأصيب أخرين بقصف طيران الاحتلال الإسرائيلي لمنزل في حي الصبرة، جنوبي مدينة غزة.
وأفاد مراسل «وكالة فلسطين اليوم الاخبارية»، بارتقاء أربعة شهداء وعدد من الإصابات جراء قصف طيران الاحتلال على منزل لعائلة «الفاخوري» في الصبرة، مضيفًا أن القصف سوى المنزل في الأرض.
وفي رفح أطلقت زوارق الاحتلال الإسرائيلي، الرصاص الحي وقذائف باتجاه خيام النازحين على شاطئ بحر مدينة رفح، جنوب قطاع غزة، ما أدى لوقوع إصابات بين صفوف المواطنين.
وتسبب هذا الاستهداف في حالة من الهلع والرعب لدى النازحين في المنطقة التي تتعرض بشكل مستمر إلى مثل هذا الاستهداف.
وفي الضفة الغربية، اقتحمت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس الأحد، مناطق متفرقة من الضفة الغربية المحتلة، وشنت حملة اعتقالات ومداهمات واسعة تخللها اقتحام المنازل والتنكيل بأصحابها.
كما اعتقلت قوات العدو شاباً من دورا، واحتجزت ثلاثة شبان من قرية الطبقة قرب دورا، وأعتدت عليهم بالضرب المبرح قبل أن تفرج عنهم.
وفي جنين، اعتقلت قوات العدو شاباً بعد اقتحام منزله في بلدة اليامون غربا، واندلعت اشتباكات مع قوات العدو في محيط دوار الأحمدين في جنين وسط إطلاق جيش الاحتلال قنابل دخانية في المكان،كما اقتحمت قوات العدو بلدة السيلة الحارثية غربي مدينة جنين.
و في وسط البلدة القديمة بنابلس، اندلعت اشتباكات عنيفة بين مقاومين وجنود الاحتلال، فور وصول قوة صهيونية محمولة وراجلة من جهة جبل الطور بالمدينة.
وفي طولكرم داهم جيش العدو بلدات زيتا وعتيل ودير الغصون شمال المدينة وسير دوريات عسكرية في شوارعها.
من جانب آخر، أشادت حركا حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، أمس، بالعملية البطولية التي نفذها قبل ظهر أمس الأحد أحد أبطال الأردن على معبر الكرامة بين الأردن والأراضي المحتلة.
وقالتا حركتا المقاومة في تصريح صحفي وبيانين منفصلين: «إن هذا العمل البطولي هو أصدق تعبير عن نبض الشعب الأردني والشعوب العربية والمسلمة تجاه المجازر الوحشية التي يرتكبها العدو».
وأَضافتا : «هذه العملية البطولية ومثيلاتها هي الرد الوحيد الذي تفهمه الإدارة الأمريكية، شريك الكيان المجرم في حرب الإبادة التي يشنها ضد شعبنا في الضفة المحتلة وقطاع غزة».
وتوجهت الحركة، بتحية إجلال وإكبار إلى بطل عملية معبر الكرامة، وترحمتا على روحه الطاهرة.
وقُتل 3 جنود صهاينة ، امس في عملية إطلاق نار بالقرب من معبر «الكرامة» شرق غور الأردن، واستشهاد المُنفذ.

مقالات مشابهة

  • السعودية تدين القصف الإسرائيلي لمواصي خان يونس
  • “التعاون الإسلامي” تُدين بشدة المجزرة التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة
  • «القاهرة الإخبارية»: سقوط شهداء في انفجارات بخان يونس
  • «العمل الوطني الفلسطيني»: ما تبقى من مدارس غزة تحول إلى مراكز إيواء النازحين
  • 178 شهيداً وجريحاً في ثلاث مجازر صهيونية جديدة على غزة
  • الأورومتوسطي: مراكز الإيواء كانت هدف الاحتلال خلال الشهر الأخير
  • الأورومتوسطي: إسرائيل استهدفت 16 مدرسة إيواء بغزة خلال شهر واحد
  • الأورومتوسطي: استهداف 16 مدرسة إيواء في غزة خلال شهر واحد إمعانٌ بالإبادة الجماعية
  • نزوح من الخرطوم على وقع اشتباكات ودعوة أممية لنشر قوات محايدة
  • 31 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم