عبد المعطى أحمد يكتب: من ذكريات أكتوبر في حطين
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
نزل السلطان صلاح الدين على غربى القدس من يوم الأحد الخامس عشر من رجب، وكان فى القدس حينئذ من الأجانب ستون ألف مقاتل أغلبهم من الفرسان، وقالوا كل منا بعشرين من العرب ورفعوا شعارا يقول: دون كنيسة القيامة وسلامتها تهون أى سلامة.
وأقام الناصر صلاح الدين خمسة أيام يدور حول القدس، ويبحث عن أنسب الأماكن لحصارها حتى أبصر أرضا متسعة المجال للأسماع والأبصار، فأقام عسكره فيها، حتى أصبح يوم السبت الواحد والعشرين من رجب، فخرج المسلمون يبارزون الفرنجة، فيقتلون ويقتلون حتى تمكن المسلمون من صرعهم وإتلاف صفوفهم وتمزيق جمعهم، فاحتمى الفرنجة بسور المدينة، لكن المسلمين تمكنوا من نقبه وتوسيع هذه الفتحة حتى دخلوا منها، وحاصروهم حتى لايصل إليهم زاد ولا مدد، فخرج إبن بارازان الفرنسى طالبا الأمان له ولقومه, وتمنع السلطان صلاح الدين قائلا:لا أمان لكم ولا أمن، فعزم الفرنجة على تخريب القدس وقبة الصخرة المقدسة.
وكان بالقدس ملكة رومية متعبدة مترهبة فى عبادة الصليب، فاستعاذت بالسلطان صلاح الدين فأعاذها, ومن عليها بالافراج وأذن لها بالخروج استجابة لطلبها.
وكان الفتح يوم الجمعة السابع والعشرين من شهر رجب مع مصادفة كريمة طيبة هى ذكرى الإسراء والمعراج، فتدفق الناس إلى بيت المقدس، ودخل السلطان صلاح الدين المسجد تحف به القيادات والعلماء والكبراء، وتتقدمه الرايات والبيارق حتى دخل المسجد، وكانت يد الصليبيين قد عبثت به، فأمر السلطان على الفور بإبراز معالم المحراب وتجديده مع المنبر الشريف, وسد الثغرات وتعليق القناديل, وفرش الأرض بالسجاد.
ولما حضرت الصلاة أداها السلطان مع جمع من المسلمين، وأمر بإصلاح القبة الشريفة، وذلك يوم الجمعة 27 رجب 583 هجرية الموافق 2 أكتوبر 1187ميلادية.
وهكذا تمكن صلاح الدين من استعادة بيت المقدس، فهل يعيد التاريخ نفسه يوما؟!
• لابديل عن إنهاء الاحتلال الاسرائيلى لللأراضى الفلسطينية، وتطبيق القرارات الدولية، واستعادة الشعب الفلسطينى لحقوقه الكاملة وأولها حقه فى تقرير مصيره وإقامة دولته مستقلة وعاصمتها القدس العربية، وبدون ذلك لن تنعم اسرائيل بالأمان ولو حرستها كل سفن البحرية الأمريكية، ولن يتحقق الاستقرار فى المنطقة، ولن تتأمن مصالح العالم. لقد ارسلت الولايات المتحدة إلى المنطقة حاملات الطائرات الأكبر فى أسطولها، وأرسلت أيضا وزير خارجيتها الذى أعلن انحيازه الكامل لإسرائيل، وروج لكل أكاذيب نتنياهو، معلنا أنه جاء كيهودى وليس كوزير لخارجية أمريكا، ومتحدثا عن زوج أمه الذى نجا من مذابح هتلر التى يراد لشعب فلسطين أن يدفع ثمنها بلا ذنب.
• فى كتاب لها بعنوان"حياتى" أكدت جولدا مائير رئيسة وزراء اسرائيل السابقة أنه لاشىء أقسى على نفسها من كتابة ماحدث فى أكتوبر, موضحة أنه لم يكن مجرد حدث عسكرى رهيب فقط، وإنما تخطاه إلى كونه مأساة عاشت وستعيش معها حتى الموت، وأضافت:لقد وجدت نفسى فجأة أمام أعظم تهديد تعرضت له إسرائيل منذ قيامها، وقد انهارت معتقدات أساسية كانت راسخة لدينا فى ذلك اليوم ومنها إيماننا المطلق بقدرتنا على منع المصريين من عبور قناة السويس، وأشارت إلى أنها عندما تستعيد تلك الأيام فإنها تذكر الأخبار المروعة التى تصلها من الجبهة والخسائر التى تمزق قلبها.
• يتغير الزمان ويزداد الأعداء والطامعون ويظل الجيش المصرى هو الصخرة التى تتحطم عليها مطامع الأعداء، ليكتب الجندى المصرى إسمه بحروف من نور فى التاريخ، فهو بطل المعركة الحقيقى، الذى لم ولن تتغير عقيدته منذ فجر التاريخ، فمنذ نشأة العسكرية المصرية، وهو مؤمن بالحفاظ على أرضه، لأن القضية مرتبطة بشرفه، فكل من تسول له نفسه للنيل من هذا الوطن يلقى ضربة قاسية ولو بعد حين, فهذا الوطن له درع وسيف كما قال الرئيس الراحل محمد أنور السادات.
• مصر ولادة، وتحتاج مشروعا قوميا كبير الإحياء الأغنية الوطنية على غرار"أضواء المدينة" الذى كان جواز مرور لنجوم خالدة، جعلوا حب الوطن أغنية على كل لسان، وتجسد العشق العظيم فى تخليد أجمل أيام الانتصار فى حرب أكتوبر المجيدة، وياريت إحدى الفضائيات المصرية تتبنى هذا المشروع العظيم. مصر فيها آلاف الأصوات الذهبية، التى تحتاج من يكتشفها ويزيل الصدأ عنها، ويظهر بريقها ولمعانها، وفيها شعراء وملحنون فى المدن والقرى والأرياف والنجوع، ولايجدون من يأخذ بأيديهم.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
التصديري للمفروشات يدعو شركات أجنبية لضخ استثماراتها في مصر
أكد المجلس التصديرى للمفروشات، أن تكاليف التشغيل والإنتاج فى صناعة المفروشات والوبريات تضاعفت خلال السنوات الخمس الأخيرة؛ نظراً لارتفاع أسعار الخامات، وارتفاع نولون الشحن العالمية بنسب كبيرة للغاية، وهو ما يكبد الشركات اعباء إضافية عند التصدير للأسواق الخارجية.
وأفاد المجلس بأن صناعة المفروشات تلقى منافسة شرسة من جانب دول جنوب شرق آسيا خاصة باكستان والهند.
جاء ذلك خلال الاجتماع الذى عقده المجلس أمس برئاسة المهندس سعيد أحمد وبحضور اللواء محمود أمين وكيل المجلس ،ومحمد القطان أمين الصندوق ،والمهندس وليد الكفراوى وكيل المجلس ،واللواء علاء شحاتة ،وعمرو زين العابدين ، وليلى عوض ،ومحمد الباجورى أعضاء مجلس الإدارة.
وكشف أعضاء مجلس الإدارة خلال الاجتماع عن صعوبة المنافسة فى الأسواق الخارجية مع دول جنوب شرق آسيا خاصة باكستان والهند وبنجلاديش، والأخيرة أصبحت تصدر بنحو 55 مليار دولار سنويا.
دعوة شركات من دول ألمانيا والصين وروسيا لضخ إستثمارت
وكشف المهندس سعيد أحمد، خلال الاجتماع، عن قيام المجلس بدعوة شركات من دول ألمانيا ،والصين ،وروسيا لضخ استثمارات وإنشاء مشروعات لهم فى مصر خاصة فى "الوبره"، والملايه".
وأضاف رئيس المجلس التصديرى للمفروشات أن صناعة المفروشات والوبريات من الصناعات التى لا تزيد وارداتها عن 4% مقارنةً بالصادرات حيث بلغت صادرات القطاع العام الماضى 2024 ما قيمته 622 مليون دولار ،مقابل 29 مليون دولار للواردات وهى تعد بذلك من أقل القطاعات التى تنخفض فيها الواردات ، عكس قطاعات أخرى التى تكاد تمثل وارداتها 50%من صادراتها وهذا يوضح أهمية الدور الذى يلعبه برنامج رد الأعباء ومساندة المصدرين ،حيث يساهم بشكل ملحوظ فى تخفيض الفارق الكبير بين القدرة التنافسية للدول المنافسة والمنتجات المصرية.
وأضاف المهندس سعيد أحمد رئيس المجلس أن تخفيض النسب المخصصة لقطاع المفروشات فى برنامج رد الأعباء إلى 3% أدى إلى وجود تأثير سلبى على أرقام صادرات القطاع فى الوقت الذى تصل فيه نسب الدعم والمساندة فى دول منافسة لنا إلى 17 و20% .
وأكد المهندس سعيد أحمد أن الفرص موجودة لزيادة صادرات المفروشات والوبريات المصرية شرط تخفيض الفارق بيننا وبين دول جنوب شرق آسيا.
واتفق أعضاء المجلس على أنهم سيطلبون عقد اجتماع مع حسن الخطيب وزير الاستثمار والتجارة لبحث مطالب القطاع خاصة أن الوزير سبق وأن أكد أنه سيقوم بمراجعة نسب برنامج رد الأعباء، وتحديد نسب جديدة لكل قطاع.