عربي21:
2025-03-06@03:25:56 GMT

الحديث عن حل الدولتين في ظل المجازر في غزة!

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

تستمر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري، كما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف الأحياء السكنية والمستشفيات، وارتكاب المجازر في قطاع غزة، في ظل جهود دبلوماسية تبذلها بعض الدول لإعلان وقف إطلاق النار، وفتح ممر إنساني لإدخال مساعدات عاجلة إلى القطاع.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أكد قبل أيام أنه لا مجال لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

وكان أردوغان سبق أن أطلق مثل هذه التصريحات في السنوات السابقة ليلفت الأنظار إلى أن أصل المشكلة هو الاحتلال وعدم تطبيق إسرائيل قرارات الأمم المتحدة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هو الآخر يشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره المصري سامح شكري خلال زيارته للقاهرة، إن تركيا ومصر تؤكدان أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الحل الوحيد المقبول للأزمة.
الحديث في هذا التوقيت عن حل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لإحلال السلام في المنطقة ليس واقعيا، كما أنه يبدو هروبا من تحمل المسؤولية، وتخفيف وجع مشاهد المجازر المروعة يوميا، ومحاولة لإخفاء عجز العالم الإسلامي برمته عن وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لأن الأولوية العاجلة الآن هي وقف المجازر الدموية
الحديث في هذا التوقيت عن حل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لإحلال السلام في المنطقة ليس واقعيا، كما أنه يبدو هروبا من تحمل المسؤولية، وتخفيف وجع مشاهد المجازر المروعة يوميا، ومحاولة لإخفاء عجز العالم الإسلامي برمته عن وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لأن الأولوية العاجلة الآن هي وقف المجازر الدموية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع وتزداد وحشيتها يوما بعد يوم.

إسرائيل لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، في ظل حماية الولايات المتحدة التي تحول دون صدور أي قرار ضد الاحتلال من مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو. وبعبارة أخرى، إن إجبار إسرائيل على الانسحاب إلى حدود 1967 لإقامة دولة فلسطينية عبر الأمم المتحدة ضرب من الخيال في النظام العالمي الراهن.

تركيا تطرح فكرة نظام يكون فيه ضامنون للأطراف من أجل إحلال السلام، كما ذكر فيدان في مقابلة أجراها، مساء الاثنين، مع ممثلي وسائل الإعلام التركية. وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا، بعد مجزرة مستشفى المعمداني، عن استعداد بلاده لتقديم الخدمات الصحية لسكان القطاع. إلا أن كافة الأفكار والمقترحات التي لا تخدم أجندة الاحتلال وأهدافه تصطدم بالرفض الإسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها. ولذلك، يجب أولا إيجاد آلية لتجاوز الحصانة غير المحدودة التي تتمتع بها إسرائيل، كي تكون تلك الأفكار والمقترحات قابلة للتطبيق.

الاحتلال يسعى منذ سنين إلى فرض أمر واقع على الأرض من خلال عملية التهويد وتوسيع الاستيطان في القدس والضفة الغربية، ليجعل حل الدولتين والانسحاب إلى حدود 1967 أمرا غير ممكن. وهو ما أكده نتنياهو حين قال بأن الظروف تغيرت، ولا يمكن تطبيق القرارات القديمة التي صدرت من الأمم المتحدة قبل عقود. كما أن المحتلين يستعدون للذهاب إلى أبعد من ذلك، كتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وهدم قبة الصخرة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضها، في ظل تصاعد نفوذ الجماعات اليهودية المتطرفة في مجتمع إسرائيل وكنيستها وحكومتها. وبالتالي، لا يمكن بأي حال أن تقبل إسرائيل أن تتخلى عن القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى من خلال المفاوضات والطرق السلمية، أو قرارات مجلس الأمن الذي تستخدم الولايات المتحدة فيه حق الفيتو إن كان القرار ضد إسرائيل.

على المسؤولين أن يتحركوا هم أولا، قبل أن يدعوا الآخرين إلى التحرك، وأن يتركوا مهمة التحليل والتنظير للخبراء والأكاديميين والإعلاميين ليتحملوا هم مسؤوليتهم كصناع القرار، وأن لا يكتفوا بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار
وزير الخارجية التركي لفت الأنظار إلى نقطة مهمة، وهي أن الاحتلال الصهيوني يسمي جرائمه بأسماء مختلفة للتغطية عليها. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت: "تحتلون أرض شخص، وتأتون بشخص آخر وتضعونه مكانه، ثم تجدون له اسما، وتطلقون عليه (وصف) مستوطن.. هذا اسمه سرقة".

تصحيح المفاهيم وتسمية الأشياء بمسمياتها أمر ضروري لإفشال عملية التضليل وتزوير الحقائق، وأول مفهوم يجب التأكيد عليه هو أن مقاومة الاحتلال بكل أنواعها بما فيها المقاومة المسلحة مشروعة لأصحاب الأرض وفقا للقانون الدولي، وأن وصف المقاومة بـ"الإرهاب" تضليل مثل وصف اغتصاب الأراضي بـ"الاستيطان"، كما أن جرائم الاحتلال لا يمكن وصفها بـ"الدفاع عن النفس".

وضع النقاط على الحروف واستخدام المصطلحات الصحيحة وحدها لا يكفي، ولا بد من أفعال تصدق الأقوال، كدعم الفلسطينيين ليواصلوا مقاومتهم المشروعة للاحتلال ويستردوا حقوقهم المغتصبة. وعلى المسؤولين أن يتحركوا هم أولا، قبل أن يدعوا الآخرين إلى التحرك، وأن يتركوا مهمة التحليل والتنظير للخبراء والأكاديميين والإعلاميين ليتحملوا هم مسؤوليتهم كصناع القرار، وأن لا يكتفوا بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الإسرائيلي المجازر غزة تركيا إسرائيل تركيا فلسطين غزة مجازر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إقامة دولة فلسطینیة مستقلة الأمم المتحدة حل الدولتین حدود 1967 من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

إشادة فلسطينية بمخرجات القمة العربية وخطة إعادة إعمار قطاع غزة

رحبت الحكومة الفلسطينية بتبني القمة العربية الطارئة خطة إعادة إعمار قطاع غزة، ورفض مخططات التهجير، والتأكيد على وحدانية التمثيل الفلسطيني وتجسيد الوحدة السياسية والجغرافية للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، ودعم جهود الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الرسمية، وتشكيل لجنة إدارة شؤون قطاع غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
جاء ذلك خلال جلسة الحكومة الفلسطينية الأسبوعية في مدينة رام الله، التي أكد فيها رئيس الوزراء الفلسطيني محمد مصطفى أن القمة العربية التي عقدت في القاهرة جددت دعمها لجهود وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وإنشاء صندوق دولي لرعاية الأيتام.
بالإضافة إلى التحركات العربية والإسلامية القادمة لحشد المزيد من التأييد الدولي لتجسيد الدولة الفلسطينية، وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي، ودعم خطة إعادة إعمار قطاع غزة، وعقد مؤتمر دولي للمانحين، وإنشاء صندوق ائتماني تحت إشراف دولي يتم توجيه مختلف التعهدات والمساهمات المالية إليه، لتمويل خطة التعافي المبكر، وإعادة الإعمار لقطاع غزة.
وناشدت الحكومة الفلسطينية مختلف الجهات الدولية للضغط على الاحتلال لإعادة فتح المعابر مع قطاع غزة، مجددة رفضها لتسييس المساعدات الإنسانية من قبل الاحتلال الإسرائيلي.اعتماد الخطة المصرية

أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن القمة العربية غير العادية قدمت بديلًا واضحًا وعمليًا وواقعيًا لمقترح إخراج الفلسطينيين، من خلال خطة أعدتها مصر بالتعاون مع فلسطين، وأصبحت بعد اعتمادها من القمة، خطة عربية مؤيدة بالكامل من جميع الدول العربية والمجتمعات العربية والأمة العربية.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } الأوضاع الإنسانية متدهورة في قطاع غزة - أ ف ب
وقال أبو الغيط، في مؤتمر صحفي مشترك عقده مع رئيس الوزراء وزير الخارجية الفلسطيني د. محمد مصطفى، في ختام أعمال القمة العربية غير العادية التي عُقدت أمس الثلاثاء بالقاهرة،: القمة العربية أكدت الموقف العربي الجماعي الرافض لمقترحات وأفكار تهجير الشعب الفلسطيني تحت أي صورة وبأي مسمى.

الوضع القانوني لغزة

وأوضح أبو الغيط أن الخطة المصرية العربية تستهدف إعادة إعمار غزة وفق مراحل محددة، وهناك وسائل لحشد التمويل العربي والدولي، وفي إطار يحافظ على الوضع القانوني لغزة جزءًا من الدولة الفلسطينية.

أخبار متعلقة فلسطين تدين مخططات الاحتلال لبناء ألف وحدة استيطانية في القدسمجلس التعاون: اجتماعات وزارية مع مصر وسوريا والمغرب والأردن بمكة غدًا


وأفاد بأن البيان الصادر عن القمة العربية غير العادية، عبر بوضوح عن أن السلام هو خيار العرب الاستراتيجي، وأن مفهوم العرب للسلام هو رؤية الدولتين التي لا بدّ من العمل عليها لمنح أفق سياسي وأمل للشعب الفلسطيني.

مقالات مشابهة

  • إشادة فلسطينية بمخرجات القمة العربية وخطة إعادة إعمار قطاع غزة
  • إسرائيل تستقدم مدرعات عسكرية إلى طولكرم.. ومباحثات فلسطينية لبنانية ببيروت
  • أمير قطر: إقامة دولة فلسطينية مستقلة أساس الاستقرار والسلام
  • «البرهان»: ندعم إلى إقامة دولة فلسطينية ونرفض تهجير الفلسطينيين
  • أبو الغيط يؤكد في القمة العربية الطارئة: لا تهجير.. ولا سلام دون دولة فلسطينية
  • إسرائيل قلقة من قدرات الجيش المصري..كاتس: إنها أكبر وأقوى دولة عربية!
  • أرودغان: إسرائيل لن تجد السلام بدون إقامة دولة فلسطينية
  • سفير مصر السابق بدولة الاحتلال: إسرائيل تسعى لتهجير الشعب الفلسطيني إلى الصومال
  • وزير الخارجية: تهجير أهالى غزة مرفوض.. ولا بديل عن دولة فلسطينية
  • فصائل فلسطينية تعقب على عملية الطعن في حيفا