عربي21:
2024-07-08@21:37:02 GMT

الحديث عن حل الدولتين في ظل المجازر في غزة!

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

تستمر عملية طوفان الأقصى التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من الشهر الجاري، كما يواصل الجيش الإسرائيلي قصف الأحياء السكنية والمستشفيات، وارتكاب المجازر في قطاع غزة، في ظل جهود دبلوماسية تبذلها بعض الدول لإعلان وقف إطلاق النار، وفتح ممر إنساني لإدخال مساعدات عاجلة إلى القطاع.

رئيس الجمهورية التركي رجب طيب أردوغان أكد قبل أيام أنه لا مجال لإحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط إلا من خلال إقامة دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية.

وكان أردوغان سبق أن أطلق مثل هذه التصريحات في السنوات السابقة ليلفت الأنظار إلى أن أصل المشكلة هو الاحتلال وعدم تطبيق إسرائيل قرارات الأمم المتحدة.

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان هو الآخر يشدد على ضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نظيره المصري سامح شكري خلال زيارته للقاهرة، إن تركيا ومصر تؤكدان أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، هي الحل الوحيد المقبول للأزمة.
الحديث في هذا التوقيت عن حل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لإحلال السلام في المنطقة ليس واقعيا، كما أنه يبدو هروبا من تحمل المسؤولية، وتخفيف وجع مشاهد المجازر المروعة يوميا، ومحاولة لإخفاء عجز العالم الإسلامي برمته عن وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لأن الأولوية العاجلة الآن هي وقف المجازر الدموية
الحديث في هذا التوقيت عن حل الدولتين وضرورة إقامة دولة فلسطينية مستقلة لإحلال السلام في المنطقة ليس واقعيا، كما أنه يبدو هروبا من تحمل المسؤولية، وتخفيف وجع مشاهد المجازر المروعة يوميا، ومحاولة لإخفاء عجز العالم الإسلامي برمته عن وقف العدوان الإسرائيلي وإدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة؛ لأن الأولوية العاجلة الآن هي وقف المجازر الدموية التي ترتكبها إسرائيل في القطاع وتزداد وحشيتها يوما بعد يوم.

إسرائيل لا تلتزم بقرارات الأمم المتحدة والمعاهدات الدولية، في ظل حماية الولايات المتحدة التي تحول دون صدور أي قرار ضد الاحتلال من مجلس الأمن من خلال استخدام الفيتو. وبعبارة أخرى، إن إجبار إسرائيل على الانسحاب إلى حدود 1967 لإقامة دولة فلسطينية عبر الأمم المتحدة ضرب من الخيال في النظام العالمي الراهن.

تركيا تطرح فكرة نظام يكون فيه ضامنون للأطراف من أجل إحلال السلام، كما ذكر فيدان في مقابلة أجراها، مساء الاثنين، مع ممثلي وسائل الإعلام التركية. وأعلن وزير الصحة التركي فخر الدين كوجا، بعد مجزرة مستشفى المعمداني، عن استعداد بلاده لتقديم الخدمات الصحية لسكان القطاع. إلا أن كافة الأفكار والمقترحات التي لا تخدم أجندة الاحتلال وأهدافه تصطدم بالرفض الإسرائيلي المدعوم من قبل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها. ولذلك، يجب أولا إيجاد آلية لتجاوز الحصانة غير المحدودة التي تتمتع بها إسرائيل، كي تكون تلك الأفكار والمقترحات قابلة للتطبيق.

الاحتلال يسعى منذ سنين إلى فرض أمر واقع على الأرض من خلال عملية التهويد وتوسيع الاستيطان في القدس والضفة الغربية، ليجعل حل الدولتين والانسحاب إلى حدود 1967 أمرا غير ممكن. وهو ما أكده نتنياهو حين قال بأن الظروف تغيرت، ولا يمكن تطبيق القرارات القديمة التي صدرت من الأمم المتحدة قبل عقود. كما أن المحتلين يستعدون للذهاب إلى أبعد من ذلك، كتقسيم المسجد الأقصى بين المسلمين واليهود، وهدم قبة الصخرة لبناء الهيكل المزعوم على أنقاضها، في ظل تصاعد نفوذ الجماعات اليهودية المتطرفة في مجتمع إسرائيل وكنيستها وحكومتها. وبالتالي، لا يمكن بأي حال أن تقبل إسرائيل أن تتخلى عن القدس الشرقية بما فيها المسجد الأقصى من خلال المفاوضات والطرق السلمية، أو قرارات مجلس الأمن الذي تستخدم الولايات المتحدة فيه حق الفيتو إن كان القرار ضد إسرائيل.

على المسؤولين أن يتحركوا هم أولا، قبل أن يدعوا الآخرين إلى التحرك، وأن يتركوا مهمة التحليل والتنظير للخبراء والأكاديميين والإعلاميين ليتحملوا هم مسؤوليتهم كصناع القرار، وأن لا يكتفوا بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار
وزير الخارجية التركي لفت الأنظار إلى نقطة مهمة، وهي أن الاحتلال الصهيوني يسمي جرائمه بأسماء مختلفة للتغطية عليها. وقال في المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة اللبنانية بيروت: "تحتلون أرض شخص، وتأتون بشخص آخر وتضعونه مكانه، ثم تجدون له اسما، وتطلقون عليه (وصف) مستوطن.. هذا اسمه سرقة".

تصحيح المفاهيم وتسمية الأشياء بمسمياتها أمر ضروري لإفشال عملية التضليل وتزوير الحقائق، وأول مفهوم يجب التأكيد عليه هو أن مقاومة الاحتلال بكل أنواعها بما فيها المقاومة المسلحة مشروعة لأصحاب الأرض وفقا للقانون الدولي، وأن وصف المقاومة بـ"الإرهاب" تضليل مثل وصف اغتصاب الأراضي بـ"الاستيطان"، كما أن جرائم الاحتلال لا يمكن وصفها بـ"الدفاع عن النفس".

وضع النقاط على الحروف واستخدام المصطلحات الصحيحة وحدها لا يكفي، ولا بد من أفعال تصدق الأقوال، كدعم الفلسطينيين ليواصلوا مقاومتهم المشروعة للاحتلال ويستردوا حقوقهم المغتصبة. وعلى المسؤولين أن يتحركوا هم أولا، قبل أن يدعوا الآخرين إلى التحرك، وأن يتركوا مهمة التحليل والتنظير للخبراء والأكاديميين والإعلاميين ليتحملوا هم مسؤوليتهم كصناع القرار، وأن لا يكتفوا بإصدار بيانات الإدانة والاستنكار.

twitter.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الفلسطينية الإسرائيلي المجازر غزة تركيا إسرائيل تركيا فلسطين غزة مجازر مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إقامة دولة فلسطینیة مستقلة الأمم المتحدة حل الدولتین حدود 1967 من خلال کما أن

إقرأ أيضاً:

تمرد "الحريدم".. هل هي آخر حروب إسرائيل؟!

 

 

د. محمد بن عوض المشيخي *

يبدُو أنَّ الدولة الكنهوتية الصهيونية العنصرية تحتضر، وتعيش أيَّامها الأخيرة، بسبب تداعيات هزيمة الجيش الذي قد قُهِر بالفعل وأدى ذلك إلى انهياره من الداخل، خاصة بعد الهجوم الكاسح للمُقاومة الفلسطينية الباسلة في السابع من أكتوبر والمعروف بـ"طوفان الأقصى" الذي قلب الموازين والحسابات رأسًا على عقب؛ إذ لم يكن ذلك في الحسبان للدول الاستعمارية التي تحرص كلَّ الحرص على تفوق إسرائيل على جيرانها العرب، واستمرار قبضتها على الشعب الفلسطيني وأرضه المحتلة. وما حصل في غزة من صمود ونجاح حماس والمقاومة الفلسطينية لم يفاجئ الغرب فقط، بل كذلك العديد من الأنظمة العربية التي تتمنى تفوق الصهاينة؛ بل وتدعو جهارًا للقضاء على الجهاد وجعل إسرائيل اللاعب الأكبر والآمر والناهي في المنطقة؛ وذلك لكي تكسب هذه الأنظمة التي تستمد شرعيتها من الغرب الاستعماري وليس الشعوب والذي في الأساس وضعها في السلطة عند انسحابه شكليًّا من بلاد العرب على أن تقوم هذه الأنظمة المزروعة في المنطقة بالدور المنوط بها، وهو خدمة الأهداف والمصالح الأجنبية، ونهب الثروات الوطنية وتقاسمها مع المستعمر على حساب الشعوب التي تعاني الأمرِّين الفقر والاضطهاد والتهميش؛ مقابل الحماية المزعومة. ومن هنا، كشفت العديد من التقارير السرية التي تسرَّبت إلى الصحافة العالمية مؤخرًا، عن حالة الغليان الشعبي التي تسود بين الجماهير العربية في الوطن العربي، وسخطها الشديد على حُكَّامها المساندين لإسرائيل، وكذلك على حكومات بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة الأمريكية على دعمهم للحكومة الفاشية في تل أبيب بالمال والسلاح لإبادة الأطفال والنساء والشيوخ في فلسطين المحتلة. وبالفعل، حذرت بعض المراكز الإستراتيجية المهتمة بالمنطقة من تمرُّد شعبي واسع النطاق في كل الأحوال بعد حرب غزة بصرف النظر عمَّن يكسب الحرب.

ومن علامات هذا الانهيار في الجيش الإسرائيلي الذي كان لا يُقهر: رفض التجنيد في صفوف هذه المنظومة العسكرية المتهالكة، والذي وصل أعداد الذين يتعالجون في المصحات النفسية فيه لأكثر من عشرة آلاف جندي، الذين اشتركوا في القتال في قطاع غزة، بينما رفض 35% من هؤلاء الجنود الذين خضعوا للعلاج العودة مرة أخرى إلى غزة، كما سجلت المستشفيات الإسرائيلية حالات انتحار بين الجنود والضباط في هذا الكيان الغاصب؛ هذا فضلًا عن طلب أكثر من 950 ضابطًا الاستقالة وعدم الرغبة في تجديد العقود مع الجيش الإسرائيلي. ومن المفارقات العجيبة: رفض اليهود المتدينين والمعروفين (بالحريدم) الانخراط في الخدمة العسكرية الإجبارية؛ وذلك لأسباب تتعلق بالطقوس الدينية للشريعة اليهودية، فيعتقد هؤلاء الأصوليين أن دورهم أي "الحريدم" يجب أن يتمحور في دراسة التعاليم اليهودية؛ والشرائع التوراتية فقط، وليس المشاركة في الدفاع عن الدولة العلمانية في إسرائيل؛ كون قوانين الجيش ليست دينية، بل وضعية، وأقرب للعلمانية منه إلى المجتمع المتدين الذي يفترض أن يطبق النصوص الدينية القديمة والخاصة بالشريعة اليهودية.

صحيح كانت الأحزاب المتطرفة اليمنية التي تحكم إسرائيل اليوم سبق لها أن قررت السماح للحريدم بممارسة طقوسهم الدينية، وإعفائهم من التجنيد منذ عدة سنوات، إذ وافق الكنيست على ذلك القرار؛ ولكن المحكمة العليا الإسرائيلية نقضت قرار الكنيسة وأجبرتهم قبل عدة أسابيع على العودة لصفوف الجيش والخدمة العسكرية، على الرغم من الاحتجاجات العنيفة للحريدم؛ إذْ كشف أحدث استطلاعات الرأي رفض 66% من هؤلاء المتدينين قرار المحكمة المتعلق بالتجنيد الإجباري، وأن هناك البعض منهم يفضِّل الموت على التجنيد في الجيش الإسرائيلي.

لا شك أنَّ الصمود الأسطوري للشعب الفلسطينيى ومقاومته الباسلة قد أحبطت كل المشاريع الصهيونية، خاصة صفقة القرن التي روَّج لها البعض من الحكام؛ والمتمثلة في منع قيام الدولة الفلسطينية على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشريف، كما أنَّ هزيمة الجيش الصهيوني الذي يتعرض للنقد من الحكومة، خاصة ظهور جدال واسع النطاق من خلف الكواليس حول حقيقة جدالية مفادها "هل إسرائيل عندها جيش له دولة؛ أم دولة لها جيش؟"، ويتجلى ذلك في الفشل الذريع بعدم قدرته -أي الجيش- على استعادة الأسرى أو حتى النيل من المقاومة، مما خلط الأوراق على الأعداء في الداخل والخارج، وأربك المشهد في الشرق الأوسط؛ فحماس والجهاد الإسلامي باقيتان على أرض الرباط حتى تحرُّر فلسطين وعودة اللاجيئن وقيام الدولة التي تحظى الآن بالاعتراف الدولي المتمثل بتصويت 145 دولة لصالح قيامها بشكل عاجل.

وفي الختام.. فقد تنبأ المؤرخ الإسرائيلي بيني موريس بهجرة يهودية عكسية للإسرائيليين إلى أمريكا وأوروبا، وذلك خلال السنوات القليلة المُقبلة؛ وبالفعل كشفت نتائج استطلاعات الأسبوع الماضي أن 59 بالمائة من الشباب في إسرائيل يفكرون بالهجرة للخارج؛ بينما توقع الشيخ أحمد ياسين مؤسس حركة حماس قبل استشهاده، زوال إسرائيل عام 2027. وبالفعل كل الموشرات تدلُّ على نهاية دولة الاحتلال قريبًا، فكما قيل في سابق الأيام: "دولة الظلم ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة"؛ فإسرائيل اليوم تستشعر الزوال والهزيمة من منظور كتبهم الدينية، فمملكة داود وسليمان -عليهما السلام- لم تصمُد أكثر من 80 عامًا؛ فهي الدولة اليهودية الأولى، بينما الدولة الثانية لليهود وهي "مملكة الحشمونائيم" انتهت في عقدها الثامن أيضًا. ومن هنا، أصبحت نهاية الدولة الثالثة أقرب للواقع من أي وقت مضى، خاصة في ظل وجود عصابة إرهابية تتولى أمر هذا الكيان الغاصب؛ أمثال: نتينياهو، وبن غفير، وسماتريش، الذين يقودون المجتمع الاسرائيلي إلى الدرك الأسفل من النار.

 

* أكاديمي وباحث مختص في الرأي العام والاتصال الجماهيري

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • جنرال بجيش الاحتلال: إضعاف السلطة بالضفة خطر على بقاء إسرائيل
  • هنية يحذر من عودة المفاوضات إلى نقطة الصفر بسبب المجازر الأخيرة
  • وسائل إعلام فلسطينية: شهيدان وعدد من الجرحى جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة
  • دولة الكويت تدين قصف الاحتلال الإسرائيلي مدرسة تابعة لوكالة الـ”أونروا” في مخيم النصيرات
  • دولة الكويت تُدين قصف الاحتلال الإسرائيلي لمدرسة تابعة للأونروا
  • وسائل إعلام فلسطينية: 10 شهداء وعدد من المفقودين والجرحى جراء قصف طيران الاحتلال الإسرائيلي منزلاً في جباليا شمال قطاع غزة
  • تمرد "الحريدم".. هل هي آخر حروب إسرائيل؟!
  • القبّة اللغوية للاحتلال.. كيف تستخدم إسرائيل اللّغة لتسويغ الجرائم المرتكبة‌؟
  • عمرو موسى: الولايات المتحدة الوحيدة القادرة على وقف إسرائيل عند حدها
  • «بوليتيكو»: التوسع الاستيطاني الإسرائيلي فى الضفة الغربية يزيد من حدة التوتر