غضب على المنصات العربية تنديدا بمجزرة المعمداني في غزة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
عمت منصات التواصل العربية موجة غضب وردود فعل واسعة، بالتزامن مع مظاهرات ووقفات في مدن عربية عدة تندد بالمجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بقصف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، مخلّفا مئات الشهداء معظمهم من الأطفال والنساء.
وتداول المدونون عبر منصات التواصل صورا ومشاهد "قاسية" لجوانب من قصف المستشفى والضحايا، كما نشر بعضهم مقاطع لخروج تلك المظاهرات التضامنية مع غزة في عدد من البلدان العربية.
نواسي إخواننا في #غزة وفي #فلسطين على مصابهم الجلل نتيجة الوحشيـ.ـة البالغة للكيـ.ـان الصهيـ.ـوني المتغطرس بقصف #المستشفى_المعمداني، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وإنا لنأسف كثيرا -بجانب هذا- على تخاذل الدول العربية، وصمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم؛ فإلى الله المشتكى. pic.twitter.com/dEQu4ww3S0
— أحمد بن حمد الخليلي (@AhmedHAlKhalili) October 18, 2023
وعبر مفتي سلطنة عمان الشيخ أحمد بن حمد الخليلي عن مواساته للشعب الفلسطيني قائلاً عبر منصة إكس "نواسي إخواننا في غزة وفي فلسطين على مصابهم الجلل نتيجة وحشية الكيان الصهيوني المتغطرس بقصف المستشفى المعمداني، فإنا لله وإنا إليه راجعون. وإنا لنأسف كثيرا -بجانب هذا- على تخاذل الدول العربية، وصمت المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم؛ فإلى الله المشتكى".
كما أصدر الأزهر الشريف في مصر بيانا عبر صفحته على فيسبوك، دعا فيه الأمة الإسلامية إلى "استغلال مواردها وثرواتها وقوتها للوقوف خلف فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدوًّا فقد الضَّمير وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء" بينما دعت عدد من الأحزاب المصرية إلى قطع العلاقات مع إسرائيل وطرد سفيرها.
وفي الأردن، دعا حزب جبهة العمل الإسلامي إلى إضراب عام في البلاد، اليوم الأربعاء، والزحف نحو السفارتين الأميركية والإسرائيلية.
من جانبها، أدانت عدد من الدول العربية -عبر بيانات لوزارات خارجيتها- قصف الاحتلال مستشفى المعمداني، منها مصر والأردن وقطر والسعودية وموريتانيا والمغرب والجزائر وليبيا والعراق وغيرها، كما علق الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط عبر حسابه على موقع إكس قائلاً "أي عقل من جهنم ذلك الذي يقصف مستشفى بنزلائه العزل عن عمد؟ آلياتنا العربية توثق جرائم الحرب ولن يفلت المجرمون بأفعالهم. لابد للغرب ان يوقف هذه المأساة وفوراً".
دان معالي الأمين العام ل #منظمة_التعاون_الإسلامي، السيد #حسين_ابراهيم طه، بأشد العبارات المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال #الاسرائيلي بقصف المستشفى الأهلي المعمداني في قطاع #غزة، ما اسفر عن سقوط المئات من الشهداء والجرحى #الفلسطينيين بينهم النساء والأطفال،… pic.twitter.com/FKDf2MqpzO
— منظمة التعاون الإسلامي (@oicarabic) October 17, 2023
وأدانت منظمة التعاون الإسلامي المجزرة المروعة التي ارتكبها الاحتلال بقصف المستشفى الأهلي المعمداني مما أسفر عن المئات من الشهداء والجرحى بينهم نساء وأطفال، معتبرة ذلك جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية وإرهاب دولة منظما يستحق المساءلة والعقاب.
كما دعا بعض رواد منصات التواصل خلال تفاعلهم مع المجزرة إلى اتخاذ إجراءات تجاه الاتفاقيات والعلاقات مع إسرائيل ردأ على الانتهاكات التي تمارسها، ودعا البعض الشعوب العربية للتظاهر وإظهار غضبها وتقديم المساعدة لأهالي غزة.
•ايقاف تصدير الغاز والبترول للغرب
•استبعاد سفراء اسرائيل من مصر والاردن
•فتح معبر رفح بالقوة وارسال مساعدات مصر والاردن وتركيا المنتظره دخول غزه
•اي اعتداء علي المساعدات يكون بمثابة اعلان حرب علي الدولة صاحبة المساعدات
•اعلان ان امريكا في حالة عداء مباشر لفلسطين واعتبارها مع…
— Mamdouh Hamza (@Mamdouh_Hamza) October 18, 2023
وطالب الناشط السياسي المصري ممدوح حمزة -عبر حسابه على منصة إكس- حكومات الدول العربية والإسلامية باتخاذ خطوات عدة منها استبعاد سفراء إسرائيل في بعض الدول وفتح معبر رفح وإرسال مساعدات لإغاثة سكان القطاع.
هؤلاء الأطفال احتموا وعائلاتهم ب #المستشفى_المعمداني الذي يفترض حسب كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية مكان آمن ، لكنه ليس كذلك مع اليهود الصهاينة الذين يتلذذون بسفك الدماء ..
العالم رأى هذه الجريمة الوحشية على الهواء مباشرة ولم يحرك ساكنا ..
والأغرب النظام العربي وكأن الأمر… pic.twitter.com/wLNdgCEdIX
— جابر الحرمي (@jaberalharmi) October 18, 2023
كما علق الكاتب والصحفي القطري جابر الحرمي عبر حسابه قائلاً "هؤلاء الأطفال احتموا وعائلاتهم بالمستشفى المعمداني الذي يفترض حسب كل الشرائع السماوية والقوانين الدولية أن يكون مكانا آمنا، لكنه ليس كذلك مع اليهود الصهاينة الذين يتلذذون بسفك الدماء".
مذبحة #المستشفى_المعمداني غايتها ترهيب الفلسطينيين، ودفعهم إلى الهجرة من قطاع #غزة إلى مصر. فهو تكرار لمذبحة (دير ياسين) عام ١٩٤٨ التي روعت المدنيين ودفعتهم إلى النزوح. فيجب أن يكون الرد على المذبحة الجديدة مزيدا من التشبث بالأرض، ومقاومة العدو عليها، أخذا لعبرة الماضي للمستقبل pic.twitter.com/kLrpaZI0Mf
— محمد المختار الشنقيطي (@mshinqiti) October 18, 2023
في حين قال أستاذ الشؤون الدولية بجامعة قطر محمد المختار الشنقيطي "مذبحة المستشفى المعمداني غايتها ترهيب الفلسطينيين، ودفعهم إلى الهجرة من قطاع غزة إلى مصر. فهو تكرار لمذبحة دير ياسين التي روعت المدنيين ودفعتهم إلى النزوح. فيجب أن يكون الرد على المذبحة الجديدة مزيدا من التشبث بالأرض، ومقاومة العدو عليها، أخذا لعبرة الماضي للمستقبل".
وكانت وزارة الصحة في غزة أعلنت، ليلة أمس، ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي الذي استهدف ساحة "المعمداني" إلى 500 شهيد، معظمهم نساء وأطفال، مشيرة إلى أن ما فعله الاحتلال يعدّ تجسيدا للجرائم التي كانت تحدث في العصور الفاشية.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المستشفى المعمدانی الدول العربیة pic twitter com
إقرأ أيضاً:
الحرب تلو الأخرى.. حصاد 45 عاما من التدخل الإيراني في شؤون الدول العربية
منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، شهد الشرق الأوسط تحولات جذرية كان معظمها ناتجا عن اعتماد الجمهورية الإسلامية الجديدة سياسة "تصدير الثورة" إلى دول الجوار.
وعانت الدول التي امتدت إليها أذرع النظام الإيراني، وأبرزها العراق ولبنان وسوريا واليمن وفلسطين، من اضطرابات سياسية واقصادية، وتورط بعضها في حروب أو مواجهات عسكرية مدمرة.
العراقوبينما كان الشيعة العراقيون متعاطفين مع الثورة الإيرانية في بادئ الأمر، إذ رأوا فيها مثالا لإحداث تغيير سياسي واجتماعي، نظرت السلطات العراقية بقيادة صدام حسين وحزب البعث إلى التغيير في إيران المجاورة على أنه "تهديد وجودي"، خصوصا مع شعارات تصدير الثورة التي تبنتها القيادة الإيرانية الجديدة، وفقا للباحث الأكاديمي عباس عقيل.
يضيف عقيل أن حزب الدعوة الشيعي العراقي تأثر بالثورة الإيرانية، ودخل في مواجهات مع نظام صدام حسين الذي أمعن في ملاحقة أفراد الحزب ونفذ كثيرا من الإعدامات بحقهم.
"كانت الثورة الإيرانية وبالا على العراق"، وفق تعبير عباس.
ويشير تقرير صادر في يوليو 2018 عن مجموعة الأزمات الدولية (ICG)، إلى أن إيران استغلت الفراغ السياسي الذي تبع سقوط نظام صدام حسين عام 2003، فعززت نفوذها في العراق من خلال دعمها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية وميليشيات الحشد الشعبي وقوى أخرى، بمساعدات مالية وأسلحة وتدريب عسكري،
وساهمت فصائل مسلحة موالية لإيران عام 2019، في قتل واختفاء مئات الأشخاص في ما عرف بـ"احتجاجات تشرين"، وفقا لتوثيق منظمة "هيومن رايتس ووتش"، فضلا عن سقوط آلاف الجرحى، على مدى ثلاثة أشهر من الاحتجاجات على تدهور الأوضاع المعيشية والتدخل الإيراني في شؤول البلاد.
وحرق المحتجون مباني دبلوماسية تابعة لإيران في مناطق عدة في بغداد وجنوب العراق.
وكشفت عمليات قتل المحتجين هشاشة الوضع الأمني وسيطرة ميليشيات مدعومة من إيران مثل عصائب أهل الحق وكتائب حزب الله العراقي في تقويض سلطة الدولة وإضعاف أجهزة الأمن العراقية الرسمية.
ومنذ 2003 حولت طهران العراق إلى ساحة مواجهة في الصراع الإيراني الأميركي، وشنت ميليشياتها هجمات على القواعد الأميركية والبعثات الدبلوماسية، مما أضر بالبنية التحتية وعرقل عجلة الاستثمار الأجنبي في البلاد.
سوريا"التدخل الإيراني في سوريا مر بثلاث مراحل متميزة"، يقول محمد العبدالله من المركز السوري للعدالة والمساءلة.
في البداية، كان الدور الإيراني متجها نحو نشر الوعي الديني في أوساط السوريين، وخاصة بين العلويين والشيعة. ثم، بعد عام 2000، أصبح الدور الإيراني أكثر وضوحا في نشر المذهب الشيعي بعد أن بدأ بشار الأسد في تسهيل جهود التشيع الإيراني. وأخيرا، بعد عام 2011، تدخلت إيران بشكل عسكري وأمني واضح في سوريا، وزجت بميليشيات شيعية للقتال إلى جانب النظام السوري.
يرى العبد الله إن شعار "تصدير الثورة" كان غطاء لتمكين إيران من توسيع نفوذها الإقليمي.
ووفقا لتقرير صادر عن الأمم المتحدة في عام 2022، بلغ عدد المقاتلين الإيرانيين والميليشيات التابعة لها في سوريا نحو 100 ألف مقاتل. وقدمت إيران لنظام الأسد خطوطا ائتمانية بقيمة حوالي ستة مليارات دولار، مما ساعد في تخفيف آثار العقوبات الدولية، ولكن ساهم أيضا في تدهور الاقتصاد السوري، وفق مخرجات تقرير نشرته في عام 2023 مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي.
لبناناستطاعت إيران تصدير ثورتها إلى لبنان عبر تأسيس حزب الله الشيعي، يقول الصحفي اللبناني عماد شدياق.
أوجد حزب الله شقاقا بين الأحزاب اللبنانية وعقّد الوضع السياسي. وأثر تصنيف حزب الله منظمة إرهابية على القطاع المصرفي اللبناني، إذ بدأت المنظومة المصرفية العالمية تحاربه، مما أضر بالاقتصاد اللبناني.
على المستوى الأمني، نفذ حزب الله العديد من الاختراقات لأجهزة الدولة، مما زاد من تعقيد الوضع الأمني في البلاد، وفقا لشدياق الذي يرى أن تصدير الثورة الإيرانية أثر على لبنان على كل المستويات.
وفقا لتقرير مجموعة الأزمات الدولية (2020)، أدى الوضع السياسي الهش الذي تسبب فيه حزب الله إلى تعرض لبنان لضغوط إقليمية ودولية، وخلق فراغا سياسيا في البلاد. وساهم الدعم المالي الإيراني لحزب الله في مفاقمة أزمة لبنان الاقتصادية، التي وصفها البنك الدولي بأنها واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم.
وقد تمكن الحزب من السيطرة على إمدادات الوقود وزيادة الاعتماد على إيران في هذا القطاع الحيوي، مما أدى إلى ارتفاع أسعار السلع الأساسية، وفقا لتقرير المركز اللبناني للدراسات السياسية (2023).
وتورط الحزب في تجارة المخدرات، وفقا لتقارير دولية عديدة، منها تقرير معهد واشنطن (2020) وإدارة مكافحة المخدرات، فجمع، جراء ذلك، أموالا ضخمة زادت من تأثيره على الاقتصاد اللبناني.
اليمنيقول الباحث الأكاديمي اليمني، عبد القادر الخراز، إن الدعم الإيراني للحوثيين في اليمن أدى إلى حرب مستمرة منذ سنوات، وأزمة إنسانية كبيرة، وعمليات اختطاف وتعذيب وقتل داخل السجون.
خاض الحوثيين بدعم إيران ستة حروب قبل عام 2011، وفقا للخراز، مما أثر بشكل كبير على محافظة صعدة، شمال غربي العاصمة صنعاء. وبعد عام 2011، لعبت ميليشيا الحوثي دورا كبيرا في تغيير المعادلات داخل اليمن، واحتلت صنعاء وسيطرت على العديد من المحافظات الشمالية.
قدمت إيران للحوثيين حديثا صواريخ باليستية وطائرات مسيرة، فسيطروا على مناطق واسعة من اليمن، وتمكنوا من استهداف السعودية والإمارات اللتين شنتا ضمن تحالف عام 2015 حربا على الحوثيين دعما للحكومة اليمنية المعترف بها دوليا.
ووصفت تقارير دولة الأزمة الإنسانية في اليمن، جراء الحرب، بـ"الكارثية". ويعاني ملايين اليمنيين من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، وفقا لتقارير الأمم المتحدة (2023).
وتواصل إيران مد الحوثيين بالدعم المالي والعسكري، بينما تتواصل الأزمة الإنسانية جراء عدم قدرة المنظمات الدولية على إدخال المساعدات بسبب الحصار وتدمير الموانئ والمطارات، في سياق النزاعات المسلحة.
فلسطينفي 7 أكتوبر 2023، استهدفت حماس الداخل الإسرائيلي، بهجوم أسفرت عن مقتل نحو 1200 إسرائيلي واختطاف عشرات آخرين كرهائن وفقا للسلطات الإسرائيلية. وكان الرد الإسرائيلي سريعا وعنيفا، أسفرت حتى الآن عن مقتل أكثر من 43 ألف فلسطيني، وفقا لوزارة الصحة في قطاع غزة، بالإضافة إلى تدمير واسع للبنية التحتية ونزوح حوالي 85% من السكان.
تعود جذور العلاقة بين إيران وحماس إلى ما بعد الثورة الإسلامية في إيران، حين شرعت طهران في دعم الحركة في إطار استراتيجيتها لتوسيع نفوذها الإقليمي.
وبلغت قيمة المساعدات الإيرانية لحماس نحو 100 مليون دولار سنوياً، وفقا لتقرير معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى (2023). وساهم الدعم الإيراني في تعزيز القدرات العسكرية لحماس، لكنه عمق في الوقت ذاته عزلة الفلسطينيين على الساحة الدولية، وجعل غزة بؤرة للصراعات الإقليمية، مما أضاف مزيدا من المعاناة على كاهل الشعب الفلسطيني.