كشف تقرير نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية كيف تطور العنف بين الأشخاص في المجتمعات البشرية المبكرة، وفقا لتحليل الجماجم والعظام البشرية المحطمة.

وتعود الجماجم والعظام - من أكثر من 3500 شخص أصيبوا في صراعات الشرق الأوسط خلال العصور ما قبل الكلاسيكية (12000 قبل الميلاد إلى 400 قبل الميلاد) - إلى المنطقة الجغرافية التي تشمل تركيا، والشام (الأرض المحيطة بشرق البحر الأبيض المتوسط)، وبلاد ما بين النهرين وإيران.

إقرأ المزيد انتخابات سنة 79 ميلادية .. اكتشاف أدلة على الفساد السياسي في بومبي قبل ثوران البركان المدمر

وتمت دراسة هذه الرفات البشرية من قبل فريق بحث دولي مهتم باختبار الفرضيات حول صعود وانخفاض العنف في العصور ما قبل الحديثة، وفقا لدراسة نشرت في 9 أكتوبر في مجلة Nature Human Behaviour.

وقام الفريق بالتحقيق في إصابات الجمجمة والجروح المرتبطة بالأسلحة في الهياكل العظمية للأشخاص الذين عاشوا في الشرق الأوسط خلال واحدة من أربع فترات زمنية: العصر الحجري الحديث (12000 إلى 4500 قبل الميلاد)، والعصر النحاسي (4500 إلى 3300 قبل الميلاد)، والعصر البرونزي (3300 إلى 1200 قبل الميلاد) والعصر الحديدي (1200 إلى 400 قبل الميلاد).

ويعد الشرق الأوسط القديم مكانا مثاليا للبحث عن أدلة لفهم العنف لدى البشر لأن هذه المنطقة الجغرافية كانت حاسمة للعديد من الابتكارات الرئيسية في الثقافة الإنسانية، بدءا من تدجين النباتات والحيوانات وحتى إنشاء المدن الأولى التي بدأت منذ نحو 11000 عام.

وكان هدف الباحثين هو اختبار الافتراضات حول مستوى العنف في هذه الفترات الزمنية. على سبيل المثال، من المحتمل أن يكون انخفاض الكثافة السكانية في العصر الحجري الحديث يعني مستويات منخفضة من العنف، في حين أن ظهور الدول والإمبراطوريات في فترات لاحقة ربما أدى إلى زيادة العنف بين الأشخاص، خاصة عندما بدأ الناس يعيشون بالقرب من بعضهم البعض في المدن المبكرة.

ومن خلال تحليلهم للإصابات المؤلمة التي تم تحديدها على الجماجم القديمة، وجد الفريق أن حالات العنف زادت بشكل كبير في العصر النحاسي، عندما نشأ صراع منظم واسع النطاق مع الدول البدائية الأولى، ثم مرة أخرى في العصر الحديدي، بسبب الاضطرابات الكبرى التي شملت الجفاف الذي دام 300 عام وصعود القوى العسكرية العظمى مثل الإمبراطورية الآشورية.

إقرأ المزيد اكتشاف مقابر قديمة تحتوي على جثث محنطة ملونة منذ 3400 عام في مصر!

لكن وجد الباحثون أن انخفاضا كبيرا في العنف حدث في العصر البرونزي بين 3000 و1500 قبل الميلاد، على الرغم من التحديات العديدة المرتبطة بالمناخ والعمران. وخلصوا إلى أنه من المحتمل أن "يحدث تراجع العنف في وقت حققت فيه الدول المبكرة قدرات كبيرة للحد من الصراعات في مجتمعاتها".

ومن المحتمل أن انخفاض العنف في العصر البرونزي كان نتيجة للابتكارات الاجتماعية التي حولت الأفراد إلى مواطنين.

وقال جياكومو بيناتي، المؤلف المشارك في الدراسة، وهو مؤرخ اقتصادي في جامعة برشلونة، لموقع "لايف ساينس": "يبدو من الواضح تماما أن الأنظمة القانونية تطورت بسرعة خلال العصر البرونزي، وحتى المواطنين الأحرار تمتعوا بدرجة معينة من الحماية من القانون. وهذا يشير إلى أن الناس أصبح لديهم وسائل سلمية بشكل متزايد لحل النزاعات".

لكن السلام لم يدم طويلا، حيث شهد العصر الحديدي مستويات غير مسبوقة من عدم المساواة، وتناقص الموارد، وزيادة في الحروب المرتبطة بصعود الإمبراطوريات، مثل إمبراطوريات الحيثيين، الذين حكموا ما أصبح الآن جزءا من تركيا. وقال بيناتي إن اكتشاف صدمات في الجزء العلوي من الجمجمة في العصرين النحاسي والحديدي قد يشير إلى أن "ضربة الرأس ربما كانت الطريقة الأكثر شيوعا للقتل في فترة ما قبل الحداثة".

ويخطط فريق البحث لإجراء دراسة متابعة لمعالجة الجوانب الإضافية لاتجاهات العنف بين الأشخاص مع مرور الوقت، مثل ما إذا كان الذكور أو الإناث أكثر عرضة للتأثر.

المصدر: لايف ساينس

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: آثار بحوث دراسات علمية معلومات عامة العصر البرونزی قبل المیلاد العنف فی فی العصر

إقرأ أيضاً:

اللجنة الامنية تكشف النقاب عن الانفجارات وحقيقه المسيرات التي تستهدف مدينه عطبرة

اللجنة الامنية تكشف النقاب عن الانفجارات وحقيقه المسيرات التي تستهدف مدينه عطبرة

*اكدت اللجنة الامنية بنهر النيل بان منصات اطلاق المسيرات التي تستهدف مدينه عطبره مرصوده ومعلومه للاجهزه الامنيه وتحيط بادق معلوماتها موكده بان المسيرات الانتحاريه المهاجمه لعطبره من النوع طويل المدي والعابر لمسافه تتجاوز (٣٠٠) كيلو متر من منصة الانطلاق باتجاه هدفها*
*ونفت اللجنه الامنية ان يكون اطلاق المسيرات الانتحاريه من مزارع ومواقع تجمعات سكنيه وافده حول مدينه عطبره علي خلاف مايشاع واعتبرته بالحديث المردود ويكذبه الواقع ووصف مصدر أمني رفيع في تصريح حصري لمنصة الحداد/ ميديا سنتر استهداف مواقع استراتيجيه بعطبره بالمسيرات وترويع الآمنين بالعمل الجبان للمليشيا المتمرده ولا يخرج عن كونه فرفرة مزبوح وتصعيد اعلامي تحاول به المليشيا تغطيه هزيمتها في ميدان المواجهه القتالي وجدد المصدر تاكيدات لجنه الامن الولائيه بان الاوضاع الامنيه تحت السيطره الكامله ولا مبرر للقلق وقال بان الانفجار المدوي مساء امس باشلاق الجيش بعطبره اتخذت حيالها كافه الإجراءات القانونيه نافيا وجود خسائر بشريه او ماديه تذكر موكدا في الوقت نفسه علي إصابات طفيفه لطفلين غادروا المستشفي فعليا عقب تلقي العلاج*

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • اللجنة الامنية تكشف النقاب عن الانفجارات وحقيقه المسيرات التي تستهدف مدينه عطبرة
  • جيدا منصور تكشف لـ"الوفد" الصعوبات التي واجهتها في فيلم مين يصدق
  • العالم إلى أين؟.. أمريكا تكشف لأول مرة نوع الصواريخ التي سمحت لأوكرانيا استخدامها لضرب العمق الروسي
  • "القومي للمرأة" يوضح أبرز الجرائم الإلكترونية التي تهدد السيدات.. فيديو
  • صوم الميلاد.. رحلة روحية نحو النقاء والتوبة
  • الصحة: تعزيز صحة المواطن وتحسين جودة الحياة يبدأ برعاية الطفولة المبكرة
  • نائب وزير الصحة: 85% من قدرات الطفل تتشكل في مرحلة الطفولة المبكرة
  • نائب وزير الصحة: تعزيز صحة المواطن وتحسين جودة الحياة يبدأ برعاية الطفولة المبكرة
  • اليمن: الصخرة التي كسرَت قرون الشيطان وتستعد لتحطيم طغاة العصر
  • تمثال الأسد البرونزي من حضرموت: قصة تهريب أثر يمني إلى متحف فيتزويليام ببريطانيا