كشف اتحاد مكون من 25 خبيرا وعالما -من العاملين في نطاق دراسات الخصوبة- عن توصيات للحكومات والمنظمات العالمية الصحية يمكن أن تساعد في سياق أزمة تتزايد يوما بعد يوم تتعلق بخصوبة الرجال حول العالم.

وبحسب المراجعة البحثية -التي نشرها هذا الفريق في دورية "نيتشر ريفيو يورولجي"- فإن العقم الآن يصيب واحدا من كل 6 أزواج في سن الإنجاب.

وكان دراسة موسعة شملت عينات من كل قارات العالم تقريبا قد صدرت عام 2022 تشير إلى أن نسب خصوبة الرجال على الطريق للانخفاض، فخلال حوالي 50 سنة مرت ارتفع معدل التراجع في تركيز الحيوانات المنوية لدى 57 ألف شخص من 53 دولة، من 1.2% سنويا في التسعينيات، إلى 2.6% سنويا بعد عام 2000.

وفي المجمل، بحسب تلك الدراسة، وصلت نسب التراجع إلى 50% خلال الفترة من أوائل السبعينيات إلى الآن.

ناقوس الخطر

ويقول فريق الخبراء -في بيان صحفي صادر من جامعة مونتريال الكندية المشاركة بالدراسة- إنه لا يمكن تفسير الانخفاض السريع في خصوبة الرجال بالعوامل الوراثية فقط، ولكن البيئية كذلك، والتي يعدونها القوة الدافعة الرئيسية لتسارع معدلات انخفاض خصوبة الرجال، مثل تلوث البيئة والسمنة وسوء التغذية والإجهاد والتدخين بكل صوره.

وتضيف الدراسة أن انخفاض جودة السائل المنوي ليست المشكلة الوحيدة التي تواجه الرجال حاليا، بل كذلك زيادة وتيرة الإصابة بسرطان الخصية، والعيوب الخلقية بالجهاز البولي التناسلي، مما يشير إلى أن الصحة الإنجابية للذكور قد تراجعت على مستوى العالم خلال العقود الأخيرة.

وفي هذا السياق، يدق العلماء ناقوس الخطر، ويطالبون الحكومات والمنظمات المختصة بتمويل العمل البحثي في هذا النطاق للوقوف على أسباب تلك المشكلة، وكيف يمكن عكس هذا الاتجاه.

ويقترح الفريق البحثي إنشاء شبكة عالمية من البنوك الحيوية التي تحتوي على معلومات عن نمط الحياة والحالة المرضية وطبيعة أنسجة الرجال القادرين وغير القادرين على الإنجاب، وكذلك زوجاتهم وأطفالهم. وإلى جانب ذلك، يقترح الباحثون تطوير اختبارات لتحسين تشخيص وتبيان أسباب عقم الرجال.

ويؤكد الخبراء ضرورة إجراء اختبارات صارمة لتأثير المركبات الكيميائية على خصوبة الرجال، بما في ذلك الملوثات البيئية والمبيدات وغيرها.

وفي هذا السياق، يقترح العلماء تنظيم حملات لتوعية الناس بشكل عام من أضرار "نمط الحياة غير الصحي" وتوعية الشباب -بشكل خاص- باحتمال أن يتسبب ذلك في أضرار وخيمة ومنها العقم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: خصوبة الرجال

إقرأ أيضاً:

تراجع حاد: صادرات العسل اليمني تنخفض بنسبة 50%!

شمسان بوست / متابعات:

انخفض إنتاج وتصدير العسل في اليمن خلال السنوات الخمس الأخيرة بنسبة تصل إلى 50 في المائة بسبب تغيرات المناخ، وارتفاع درجة الحرارة، إلى جانب آثار الحرب التي أشعلها الحوثيون، وذلك طبقاً لما جاء في دراسة دولية حديثة.

وأظهرت الدراسة التي نُفّذت لصالح اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه خلال السنوات الخمس الماضية، وفي المناطق ذات الطقس الحار، انخفض تعداد مستعمرات النحل بنسبة 10 – 15 في المائة في حين تسبب الصراع أيضاً في انخفاض إنتاج العسل وصادراته بأكثر من 50 في المائة، إذ تركت سنوات من الصراع المسلح والعنف والصعوبات الاقتصادية سكان البلاد يكافحون من أجل التكيف، مما دفع الخدمات الأساسية إلى حافة الانهيار.

ومع تأكيد معدّي الدراسة أن تربية النحل ليست حيوية للأمن الغذائي في اليمن فحسب، بل إنها أيضاً مصدر دخل لنحو 100 ألف أسرة، أوضحوا أن تغير المناخ يؤثر بشدة على تربية النحل، مما يتسبب في زيادة الإجهاد الحراري، وتقليل إنتاج العسل.

وأشارت الدراسة إلى أن هطول الأمطار غير المنتظمة والحرارة الشديدة تؤثران سلباً على مستعمرات النحل، مما يؤدي إلى انخفاض البحث عن الرحيق وتعطيل دورات الإزهار، وأن هذه التغييرات أدت إلى انخفاض إنتاج العسل في المناطق الأكثر حرارة، وأدت إلى إجهاد سبل عيش مربي النحل.

تغيرات المناخ
في حين تتفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن، ويعتمد 70 في المائة من السكان على المساعدات، ويعيش أكثر من 80 في المائة تحت خط الفقر، توقعت الدراسة أن يؤدي تغير المناخ إلى ارتفاع درجات الحرارة في هذا البلد بمقدار 1.2 – 3.3 درجة مئوية بحلول عام 2060، وأن تزداد درجات الحرارة القصوى، حيث ستصبح الأيام الأكثر سخونة بحلول نهاية هذا القرن بمقدار 3 – 7 درجات مئوية عما هي عليه اليوم.

وإذ ينبه معدّو الدراسة إلى أن اليمن سيشهد أحداثاً جوية أكثر شدة، بما في ذلك الفيضانات الشديدة، والجفاف، وزيادة وتيرة العواصف؛ وفق ما ذكر مركز المناخ، ذكروا أنه بالنسبة لمربي النحل في اليمن، أصبحت حالات الجفاف وانخفاض مستويات هطول الأمطار شائعة بشكل زائد. وقد أدى هذا إلى زيادة ندرة المياه، التي يقول مربو النحل إنها التحدي المحلي الرئيس لأي إنتاج زراعي، بما في ذلك تربية النحل.

ووفق بيانات الدراسة، تبع ذلك الوضع اتجاه هبوطي مماثل فيما يتعلق بتوفر الغذاء للنحل، إذ يعتمد مربو النحل على النباتات البرية بصفتها مصدراً للغذاء، والتي أصبحت نادرة بشكل زائد في السنوات العشر الماضية، ولم يعد النحل يجد الكمية نفسها أو الجودة من الرحيق في الأزهار.

وبسبب تدهور مصادر المياه والغذاء المحلية، يساور القلق – بحسب الدراسة – من اضطرار النحل إلى إنفاق مزيد من الطاقة والوقت في البحث عن هذين المصدرين اللذين يدعمان الحياة.

وبحسب هذه النتائج، فإن قيام النحل بمفرده بالبحث عن الماء والطعام والطيران لفترات أطول من الزمن وإلى مسافات أبعد يؤدي إلى قلة الإنتاج.

وذكرت الدراسة أنه من ناحية أخرى، فإن زيادة حجم الأمطار بسبب تغير المناخ تؤدي إلى حدوث فيضانات عنيفة بشكل متكرر. وقد أدى هذا إلى تدمير مستعمرات النحل بأكملها، وترك النحّالين من دون مستعمرة واحدة في بعض المحافظات، مثل حضرموت وشبوة.

برنامج للدعم
لأن تأثيرات تغير المناخ على المجتمعات المتضررة من الصراع في اليمن تشكل تحدياً عاجلاً وحاسماً لعمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر الإنساني، أفادت اللجنة بأنها اتخذت منذ عام 2021 خطوات لتوسيع نطاق سبل العيش القائمة على الزراعة للنازحين داخلياً المتضررين من النزاع، والعائدين والأسر المضيفة لمعالجة دعم الدخل، وتنويع سبل العيش، ومن بينها مشروع تربية النحل المتكامل.

ويقدم البرنامج فرصة لدمج الأنشطة الخاصة بالمناخ التي تدعم المجتمعات لتكون أكثر قدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، ومعالجة تأثير الصراع أيضاً. ومن ضمنها معلومات عن تغير المناخ وتأثيراته، وبعض الأمثلة على تدابير التكيف لتربية النحل، مثل استخدام الظل لحماية خلايا النحل من أشعة الشمس، وزيادة وعي النحالين بتغير المناخ مع المساعدة في تحديث مهاراتهم.

واستجابة لارتفاع درجات الحرارة الناجم عن تغير المناخ، وزيادة حالات الجفاف التي أسهمت في إزالة الغابات والتصحر، نفذت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أيضاً برنامجاً لتعزيز قدرة المؤسسات المحلية على تحسين شبكة مشاتل أنشطة التشجير في خمس محافظات، لإنتاج وتوزيع أكثر من 600 ألف شتلة لتوفير العلف على مدار العام للنحل.

مقالات مشابهة

  • مجلس الوزراء السعودي: تنظيم كأس العالم يجسد مكانة المملكة عالمياً
  • أردوغان يكشف عن الدولة الوحيدة في العالم التي هزمت داعش على الأرض
  • بنموسى يدق ناقوس الخطر: معدلات الخصوبة والإنجاب في تراجع متواصل بالمغرب
  • أين موقع الخرطوم؟ تعرّف على أسوأ 10 مدن حول العالم يمكن للمغتربين العيش فيها
  • حصاد 2024.. جواز السفر الإماراتي يحتل الصدارة عالمياً ويواصل الريادة دولياً
  • تراجع حاد: صادرات العسل اليمني تنخفض بنسبة 50%!
  • رودري وفينيسيوس أبرز المرشحين.. "فيفا" يوزع جوائز الأفضل الثلاثاء
  • ممنوع دخول الرجال.. أغرب القرى في العالم شعبها من النساء
  • جرثومة تتحمّل الإشعاع القاتل للإنسان.. والعلماء اكتشفوا سلاحها السري
  • الحرارة تنخفض إلى أقل من ٣ درجات