هل وقع بوريل في المحظور مرة أخرى.. تحريض على الأزهر أم تهرب من المسؤولية؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
هل وقع المفوض الأوروبي المكلف بالشؤون الخارجية والأمنية جوزيب بوريل مرة أخرى في فخ التصريحات المتسرعة، والمرتجلة، فبعد واقعة الغابة الشهيرة في أكتوبر(تشرين الأول) 2022، وأوروبا "البستان الجميل" المحاصر بجحافل الغزاة من خارج القارة العجوز، لم ير الرجل حرجاً اليوم الأربعاء، في التعرض لجامع الأزهر، واتهامه بالتحريض.
وكان بوريل يتحدث في جلسة عامة للبرلمان الأوروبي عن تطورات الأزمة في الشرق الأوسط بعد اندلاع القتال بين إسرائيل وحماس، في غزة، وقصف المستشفى في القطاع الفلسطيني، قائلاً : "أمن شوارعنا على المحك"، وبذلك ربط بوريل بطريقة مختصرة ولكنها سريعة، بين ردة الفعل المحتملة من بعض الأوساط في أوروبا خاصةً من المهاجرين، أو أبنائهم، أو بعض المنظمات الأوروبية أو الأجنبية على المواقف الرسمية للحكومات والدول الأوروبية، على التطورات الكارثية في غزة، بسبب التأييد الأوروبي الأعمى لإسرائيل في الحرب.
١/٢ #الأزهر: الغرب يقاتل على أرضٍ غير أرضه ويدافع عن عقائد وأيديولوجيات بالية عفا عليها الزمن وأصبحت من المضحكات المبكيات وعليكم أن تواجهوه معتصمين بالله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم وبصمودكم في وجه هجماته الوحشية البربرية وما مقدار الغرب في ميزان الصومال وأفغانستان منكم ببعيد
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) October 17, 2023وكان بوريل يشير على ما يبدو إلى بيان الأزهر، مساء أمس الثلاثاء، الذي حمل دول الغرب جانباً من المسؤولية عن الكارثة الراهنة، بعد قصف المستشفى، وقبل أن يضيف داعياً الدول العربية والمسلمة إلى الرد على الانتهاكات الإسرائيلية الخطيرة.
١/٣ #الأزهر: على الأمة الإسلامية أن تستثمر ما حباها الله به من قوة وأموال وثروات وما تملكه من عُدةٍ وعتادٍ، وأن تقف به خلف #فلسطين وشعبها المظلوم الذي يواجه عدوًّا فقد الضَّمير والشعور والإحساس، وأدار ظهرَه للإنسانيَّة والأخلاق وكل تعاليم الرسل والأنبياء،
— الأزهر الشريف (@AlAzhar) October 17, 2023ومرة أخرى، فشل بوريل في قراءة التطورات والأحداث بما يقتضيه المنطق السليم، والتقييم الموضوعي الرصين، فالإشارة إلى "تحريض" الأزهر على الغرب، أو كما قال: "الدفع نحو صراع بين العالم الإسلامي والعالم المسيحي"، مجانبة للصواب والحقائق، فعندما تحرف الحقائق بهذه الطريقة، لإظهار المؤسسة السنية الكبيرة في مظهر المحرض، لا تخدم أبداً الجهود الدولية والإقليمية للسيطرة على الحريق، قبل تمدده إلى كامل المنطقة، بما يهدد بتطورات لا يمكن تخيلها، ولا التكهن بنتائجها، في مثل هذا المناخ العام الذي يسيطر عليه الاحتقان والتوتر، نموذج للفشل السياسي والدبلوماسي.
فالحديث عن "أمن شوارعنا" بعد يوم من مجزرة المستشفى وبعد يومين من جريمة بروكسال، التي سارع المفوض الأوروبي نفسه فوراً إلى التنديد بها باعتبارها "اعتداءً إرهابياً دنيئاً" ضرب بلجيكا، ما يدعو إلى التضامن الكامل معها، ضد هذه الهمجية كما جاء في تغريدته، يبدو مقلقاً ومزعجاً في هذه اللحظات الحرجة، التي تطلب إطفاء الحرائق لا إضرامها أكثر بتصريحات لا تخدم أحداً، خاصةً بسبب المقارنة مع رده على مجزرة غزة، الهادئ، والبروتوكولي.
Toutes mes pensées et mon soutien aux proches des victimes de l’ignoble attentat qui vient de frapper Bruxelles.
Mon entière solidarité avec les forces de l’ordre pour appréhender le suspect dans les plus brefs délais.
Tous ensemble avec la Belgique
فبعد الانتفاضة لنصرة بلجيكا، بعد اعتداء إرهابي، اكتفى الرجل بتأكيد ضرورة محاسبة المتسبب في جريمة المستشفى، دون إشارة لا من بعيد ولا من قريب، إلى المتهم الأول بارتكابها.. إسرائيل.
Spoke to @Amirabdolahian on the situation in Gaza. EU position is clear on condemning terrorism. And on the protection of civilians at all times.
It is in everyone’s interest to prevent a regional spillover. Urged Iran to use its influence to avoid regional escalation.
إن هذه المواقف الملتبسة التي تهيمن عليها ازدواجية المعايير، ومحاولات تدوير الزوايا، هي التي تدفع البعض إلى المطالبة بتحميل الغرب، مسؤوليته التاريخية عن المآسي الكثيرة التي تعيشها بقاع كثيرة في عالم اليوم، بسبب الكيل بمكيالين، وحجب الشمس بالغربال، مثلما فعل الأزهر أمس بعد فاجعة المستشفى، وسبب الدعوات للقطع مع الخطاب المزدوج الذي طالما ميز تصريحات وأحاديث الزعماء الغربيين عموماً والأوروبيين بشكل خاص، عن قضايا الشرق الأوسط وهموم سكانه الحقيقية، وتحميل المسؤولية الأخلاقية والتاريخية عن خطايا كل سكان الكوكب، ثم اتهامهم بالتحريض، على الصدام والصراع، ذلك أنه لا يمكن الاستمرار في هذه السياسة التي قادت الشرق الأوسط إلى حافة الهاوية، وتكاد تهدد العالم بانفجار عظيم، ستتحمل أوروبا جانباً كبيراً من المسؤولية عنه أمام التاريخ.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الأزهر غزة وإسرائيل
إقرأ أيضاً:
أحلى ايام السودان قادمة !!
عندما يحس السوداني بقيمة بلده وانه جزء منه يعطيه كل ما يملكه، عندما يكون السودان للجميع بلا تمكين يقرب فيه ولاءات الحزب ويبعدوا الكفاءات لا شك انك لن تكره بلدك، وعندما يبعد دينك من الحياة العامة ويفرض عليك العلمانية قوانين دخيلة على ثقافتنا ارضاءا للغرب ويكون هم الساسة فقط فرض قوانين الغرب البعيدة من الدين وفرض قوانين للخمور والعرقي وتبرج المرأة وسفورها ومساواتها بالرجل في أمور لا علاقة له بالشرع لن تحس بالتأكيد بالحرية في الحياة وفق دينك وثقافتك وهويتك .. عملت فترة في الخدمة الوطنية طبيبا في غرب دارفور مدينة الجنينة في العقد الأول من الالفينات، وكان السلم الاجتماعي بين قبائل غرب السودان وقبائل الشمال (الجلابة) في اسوأ حالاته، والسبب نفس العدو الذي كان في الطرف النقيض ونفس الافعال ونفس الهمجية تجاههم، لكن هذا الحرب رغم مآسيه إعاد التوازن بين قبائل الغرب وقبائل الشمال إجتماعيا، تحسنت اللحمة الوطنية والترابط كثيرا فيما بين الغالبية منهم، وأصبحت قبائل الشمال لا هم لهم غير سلامة الفاشر وعودة الجنينة ونيالا وغيرها من المدن لحضن الوطن، واصبح كثير من اللايفاتية من أبناء الغرب والشمال وبقية ارجاء السودان يدافعون عن بعضم البعض، واصبح بالامكان أن نتعايش جميعا في وطن واحد يجمعنا أفضل مما كان من قبل كثيرا، ومعلوم أن ازدهار الوطن وتنميتها تبدأ بتوحد الجميع في محبة ووئام، لذلك نتوقع كثيرا ونتفائل أن الاحلى قادم للسودان بأذن الله.
د. عنتر حسن
إنضم لقناة النيلين على واتساب