مصر تواصل مساعيها لعقد "قمة السلام" لوقف نزيف الدماء في غزة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
تواصل القيادة المصرية مساعيها للتحضير لاستضافة "قمة مصر للسلام"، والتي من المتوقع انعقادها يوم السبت المقبل في القاهرة، حيث تم توجيه دعوات موسعة للعديد من الدول الأجنبية والعربية لتحقيق حضور إقليمي ودولي لبحث وقف التصعيد في قطاع غزة، والتمهيد لعملية سلام تساهم في إنقاذ الأرواح في أسرع وقت.
وأعلنت الحكومة المصرية أن القمة الإقليمية الدولية التي دعت لها لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية، تهدف لأن يتحدث المجتمع الدولي من خلال قادة دول لها تأثيرها ومكانتها، سواء كانت إقليمية أو دولية، بصوت واحد للتأكيد على ضرورة التهدئة ومراعاة الأوضاع الإنسانية، وفتح آفاق لتسوية الصراع على أساس حل الدولتين.
وكشف مصدر دبلوماسي مصري أن القيادة المصرية تعكف على الترتيب لانعقاد القمة الدولية المعنية بالوضع في غزة، وذلك بعد إلغاء القمة الرباعية التي كانت من المقرر أن تعقد في العاصمة الأردنية عمان، بعد القصف الصاروخي لمستشفى المعمداني في قطاع غزة.
وأوضح المصدر لـ24 أنه تم توجيه دعوات إلى عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك الدول العربية المختلفة وأبرزهم الإمارات والسعودية والكويت وقطر وكذلك الأردن، إلى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتريش.
وأشار الدبلوماسي المصري إلى أن دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي لاقت قبولاً واسعاً، ومن المقرر أن تشهد القمة حضوراً كبيراً من المسؤولين من مختلف دول العالم، حيث تأتي القمة من منطلق الاهتمام المصري لتحقيق التهدئة والسلام في الأزمة الحالية بقطاع غزة، واحتواء التصعيد الدائر في أسرع وقت ممكن.
قمة القاهرة للسلام
ـ تعقد تلبية لدعوة الرئيس عبدالفتاح السيسي
ـ تعقد يوم السبت الموافق 21 أكتوبر 2023
ـ ستشهد مشاركة دولية وإقليمية واسعة
ـ تعقد فرصة هامة لقادة العالم للتجمع وتعزيز الحوار والتعاون
ـ تستهدف تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة والعالم
ـ استجابة القادة لدعوة الرئيس… pic.twitter.com/KT6qMA0vpV
ومن جانبه قال الخبير السياسي في الشأن الفلسطيني والعربي أشرف أبو الهول، إن القيادة المصرية مصممة على انعقاد "قمة دولية للسلام" في القاهرة، ولديها إصرار على إجمال رؤساء الدول الأجنبية والعربية، من أجل التوافق على وقف التصعيد في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، والضغط على إسرائيل لوقف العدوان المستمر واستهداف المدنيين.
وقال أبو الهول لـ24 إن نجاح قمة "مصر للسلام"، يتوقف على نتائج زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل وإمكانية حضوره القمة في القاهرة، إذ أن هناك تساؤلات حول مدى إقناع بايدن لرئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتانياهو بالسماح بدخول المساعدات وكذلك وقف العدوان على قطاع غزة، والبحث عن حل للقضية الفلسطيني وأن يكون الموقف الأمريكي واضحاً من الحل النهائي للأزمة.
وتوقع أشرف أبو الهول أن تساهم "قمة القاهرة" في إعادة بعض من التوازن للمواقف الدولية، وتغيير الانحياز في مواقف القوى الدولية خلال الأيام الماضية، وخاصة بعد استهداف مستشفى المعمداني في قطاع غزة، وسقوط مئات الضحايا من الفلسطينيين.
إشادة واسعة بدعوة مصر عقد قمة القاهرة للسلام حول القضية الفلسطينية.. قيادى بـ"فتح": بارقة أمل لإنهاء الصراع.. العرابى: تشكل ضغطًا دوليا على إسرائيل.. سفير فلسطين بالقاهرة: الرئيس السيسى يسعى لوقف الحرب https://t.co/BTxGcFhK9T
— Mohamed Gaber (@45mogaber45) October 17, 2023وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حذر من محاولات تصفية القضية الفلسطينية، واعتبر أن أن حجم المخاطر في قطاع غزة "كبير"، مؤكداً أن مصر تبذل قصارى جهدها لاحتواء التصعيد بين إسرائيل وحركة "حماس"، ومستعدة للوساطة بالتنسيق مع الأطراف الدولية والإقليمية.
واتهم السيسي في كلمة له خلال حفل تخريج الكلية الحربية مؤخراً أطرافاً، بـ"السعي إلى حرف القضية الفلسطينية عن مسارها الساعي لإقرار السلام القائم على العدل، وعلى مبادئ أوسلو، والمبادرة العربية للسلام، والعمل على تصعيد يؤدي إلى حرف هذا المسار، وإلى صراعات صفرية لا منتصر فيها ولا مهزوم، تخل بمبادئ القانون الدولي والإنساني، وتخالف مبادئ الأديان والأخلاق".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل القضیة الفلسطینیة فی قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
مطران القدس: جهود مصر لوقف الحرب لم تتوقف.. ورسالة «الميلاد» هذا العام «انتصار المحبة»
أشاد يعقوب أفرام سمعان، مطران القدس للسريان الكاثوليك، بالدور الذى تقوم به مصر لإنهاء حرب الإبادة الجماعية المستمرة بحق الفلسطينيين، سواء على المستوى الدبلوماسى أو الإنسانى، وقال «يعقوب»، فى حوار مع «الوطن»، إن منطقة الشرق الأوسط، وفى القلب منها بلاد الشام، تعيش مفاجآت وأحداثاً سياسيّة متسارعة، أدّت إلى تفاقم معاناة شعوب المنطقة، وأضاف أنه لم يكد أن يخمد حدث ما، حتى تهب الصحف مجدداً بأخبار جديدة مؤلمة.. وإلى نص الحوار:
كيف يمكن لعيد الميلاد أن يحمل رسالة أمل ورجاء؟
- عيد الميلاد هو عيد المحبة والأخوّة الإنسانية الواحدة، وكما يوصى البابا فرنسيس جميعنا إخوة، مستشهداً بالآية المقدسة «ليكون الجميع واحداً» (يو 17: 21)، طفل المغارة الذى ولد فى مغارة متواضعة، علمنا أن المحبة وحدها ستنتصر، هذا الطفل العجيب سيدخل الفرح والسرور إلى قلوب الأطفال والأمهات، وكل فئات وأطياف المجتمع.
وكيف تأثر الفلسطينيون والأماكن المقدسة بما يحدث حالياً من إبادة وحرب؟
- أثرت تلك الحرب بشكل سلبى لا حدود له على دور العبادة، حيث انقطع الحجاج عن المجىء إلى الأراضى المقدّسة فى موسم الأعياد، أما على الصعيد الاجتماعى، فقد تضامن المسيحيون مع إخوتهم فى الإنسانية من مسلمين، ويشاركونهم الألم، ويدعونهم إلى إنهاء هذه الحرب العبثية التى لا فائدة منها للطرفين، لذلك اعتمد المسيحيون فى الأرض المقدسة على مبدأ اختصار مظاهر العيد والاحتفالات من إضاءة وزينة وأجراس ومسيرات فى الشوارع، تضامناً مع إخوتهم فى الإنسانية، كما دمرت تلك الحرب المنازل ودور العبادة والمدارس والمستشفيات والجامعات فى قطاع غزة، فأدّت إلى خسائر مادية مرعبة جداً، كما أن هذه الحرب أخلّت بالرباط الاجتماعى، الذى كان يربط بين المسلمين واليهود، حيث نرى بأم العين فقدان الثقة والاستنفار الأمنى فى كل بقعة، لا سيما فى مدينة القدس الشريف، حيث يعيش مجتمعان يختلطان يومياً فى الطرقات والأسواق، فالعربى يتنفس الغضب، والإسرائيلى يمسك بسلاحه ليشهره كيفما يحلو له، لا سيما بعد قرارات الحكومة الإسرائيلية بالسماح للمستوطنين بحمل السلاح بشكل علنى، وهذا ما يزرع الرعب والخوف فى نفوس المواطنين.
ماذا عن الوضع فى الضفة الغربية؟
- يعيش المواطن الفلسطينى فى حصار اقتصادى، حيث يتعذر عليه إيجاد العمل ليعول عائلته، بسبب إغلاق المعابر، وقد أصبحنا أمام مشهد نرى فيه سيدات فى الخمسين والستين والسبعين من العمر يعملن، بينما أولادهن الشباب عاطلون عن العمل، ناهيك عن آلاف المعتقلين من الشباب فى السجون الإسرائيلية، ولا بد أن أضيف هنا أن العديد من العائلات، لا سيما المسيحية، يعملون ضمن قطاع السياحة الدينية، وقد أدّت هذه الحرب إلى قطع موردهم المادى، خاصةً فى المدن الدينية الرئيسية، التى تعتمد على القطاع السياحى، مثل القدس وبيت لحم والناصرة.
وما تقييمك لجهود الدولة المصرية فى تهدئة الأوضاع فى فلسطين؟
- نشيد بالعمل والدور الذى تقوم به جمهورية مصر العربية، فمنذ اليوم الأول للحرب لم تبخل مصر فى محاولاتها لإيجاد الحلول السلمية والعملية لإيقاف هذه الحرب الطاحنة، وعدم انتشارها خارج قطاع غزة، من خلال الدبلوماسية السياسية والأمنية، فقد شاهدنا مراراً تدخل حكومة مصر أمنياً وسياسياً، وعقدت المؤتمرات والجلسات، واستضافت الجميع، لا سيما الطرف الفلسطينى المتضرر، وسعت مصر، من خلال توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، إلى تقديم الإعانات الإنسانية المختلفة فى قطاع غزة، من دواء وطعام وأمور لوجيستية طبية ولإيواء النازحين، كما لا يمكننا أن ننسى التسهيلات التى قدّمتها مصر فى بداية الحرب، وفتحت الحدود أمام الغزاويين لعبورهم إلى خارج القطاع، خاصةً الذين يحملون جنسيات أخرى، للسفر من خلال أراضيها.
كيف تظهر الكنيسة تضامنها مع النزوح والفقر والتهميش؟
- الكنيسة تحملت عبئاً كبيراً فى هذه الحرب، فقد وقفت بجرأة إلى جانب المتضررين، فمدّت يد العون، وتحدت الظلم، ورفعت الصوت عالياً مجاهرة فى دفاعها عن المحتاج والضعيف، ولا يخفى على أحد تأثير الكنيسة فى إيصال المساعدات، وثقة الجهات الدولية بها لأمانتها، فالكنيسة فى قطاع غزة فتحت أبواب أديرتها وكنائسها بكل طوائفها لإيواء النازحين الذين افترشوا المكان حيث الصلاة، وسكنوا وناموا مطمئنين تحت سقف يحميهم، ووجدوا الدواء والطعام والمبيت، حيث الحضن الدافئ الآمن، وكذلك لا ننسى دور الكنيسة فى عمل المستشفيات التابعة لها.
ماذا عن الوضع فى سوريا؟
- أتابع الاتصال بشكل يومى من مدينة القدس، حيث مقرّ الأسقفية، مع الأساقفة والكهنة والإخوة السوريين فى دمشق وحمص وحلب وسائر المحافظات السورية، وتشير الأخبار حتّى الساعة إلى أن الحكومة التى تم تشكيلها مؤخراً هى حكومة قريبة من الأقليات، ومنفتحة على الجميع، ونتمنى فى المرحلة الزمنيّة القادمة أن تستطيع الحكومة السورية إجراء انتخابات شفافة، تمثّل جميع أطياف الشعب السورى، وأن تكون حكومة منفتحة على الأقليات والإثنيات المختلفة.