ماذا لو تهور الاحتلال الإسرائيلي واقتحم غزة؟!
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
عواصم-سانا
حسب اعترافات جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن عدد قتلاه تجاوز المئات مع خسائر في العتاد وفي المستوطنات، وذلك منذ السابع من تشرين الأول الجاري أي مع بدء عملية “طوفان الأقصى” التي شنتها المقاومة الفلسطينية، والتي شكلت صدمة حادة لكيان الاحتلال وداعميه.
ورغم هذه الخسائر الكبيرة يواصل قادة العدو تهديد الفلسطينيين بتبجح ويطالبونهم بالخروج من منازلهم.
وفي سياق التحذيرات الموجهة لـ (إسرائيل) من ارتكاب هذا العدوان الذي لن تحمد عقباه، قال ضابط المخابرات السابق في الجيش الأمريكي سكوت ريتر في حديث على قناة يوتيوب إخبارية: إن الفصائل الفلسطينية ستدمّر الجيش الإسرائيلي في حال إطلاق عملية برية على القطاع، مضيفاً: “سيموتون”.
وكرر ريتر قوله: سيموتون.. سيموتون بأعداد كبيرة لم يرَها الإسرائيليون من قبل لأن الفصائل الفلسطينية جاهزة لعملية برية.
كلام ريتر يدل بشكل أو بآخر على أن الأمريكيين يدركون استحالة انتصار الاحتلال الإسرائيلي في أي اجتياح مرتقب لقطاع غزة، وهو ما نراه أيضاً من داخل الكيان نفسه عبر بعض الأصوات التي تحذر بشكل واضح من الدخول في هذه المخاطرة الكارثية، حيث أشار الكاتب الإسرائيلي يعكوف لازوبيك إلى أن الخسائر التي سيتكبدها جيش الكيان في حربه ضد الفصائل الفلسطينية بقطاع غزة ستكون بالآلاف، متسائلاً “هل نضحي بأبناءنا”، ويضيف: لم أذكر إن كان أحد يريد التضحية بأسرانا والمختطفين الذين لا يسأل عنهم أحد إطلاقاً… فهل نذهب نحو الحلّ الوحيد السيء الذي يتبادر إلى أذهاننا؟، في إشارة إلى احتمال الغزو البري.
الرعب من فكرة المقاومة الفلسطينية وقوتها يظهر في طريقة كلام لازوبيك وغيره من محللي العدو الإسرائيلي، حيث يقول: حتى لو ضُربت غزة بأسلحة فتّاكة للقضاء عليها ومحوها.. فإن طفلاً فلسطينياً سيجلس على مدرجات باب العمود في القدس يقارع جيشنا بمجرد وجوده هناك.
وباعترافاتهم تظهر إرادة الفلسطينيين في الدفاع عن أنفسهم بكل قوة وصمود، حيث يقول الرئيس الأسبق لجهاز الموساد أفرايم هليفي واصفاً الأمر باختصار: من المؤسف أن كثيرين ممّن يتولون المسؤولية الآن، لا يعرفون الفصائل الفلسطينية جيداً، ولا يعرفون غزة، ولا يجيدون قراءة خريطة الشرق الأوسط، معتبراً أن أسلوب التبجّح والتهديدات الفارغة غير مجد ولا بد من الامتناع عن الاجتياح الكثيف والشرس، فلدى الفصائل الفلسطينية عشرات الآلاف من المقاتلين المدرّبين بشكل مهني، وفي قيادتهم مجموعة لا بأس بها من ذوي القدرات العالية في القيادة، وهم أذكياء واستراتيجيون.
وأضاف هاليفي: على من اعتاد الاستخفاف بالفصائل الفلسطينية في غزة الكفّ عن ذلك، لأنها ليست مجرد تنظيمات سياسية وعسكرية فحسب، بل أيديولوجيا وقناعات.. وإذا قضيت على قيادتها وحتى على تنظيمها كله – وهذا غير واقعي – فإنك لا تستطيع القضاء على فكرها… وسيخرجون لك من تحت أرض ما، في وقت ما.
رباب أباظة ووليد محسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
كلمات دلالية: الفصائل الفلسطینیة
إقرأ أيضاً:
الفصائل العراقية تترك القرار للحكومة: بداية جديدة؟
3 أبريل، 2025
بغداد/المسلة:
برز الموقف الرسمي للحكومة العراقية كمحور رئيسي في التعامل مع الأحداث في سوريا ولبنان واليمن، متجاوزاً بذلك المواقف الفردية أو الفرعية للفصائل.
وأكد متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي في ديسمبر 2024 أن “بلاده لا تفكر في التدخل العسكري في سوريا”، مشدداً على أن “كل ما يجري في سوريا له تأثير مباشر على الأمن القومي العراقي”، مما يعكس حرص الحكومة على احتواء أي تصعيد قد ينجم عن تحركات مستقلة للفصائل.
هذا النهج عزز من هيبة الدولة وسط مخاوف من أن تؤدي الأحداث الإقليمية إلى تعقيد الوضع الداخلي، خاصة مع وجود فصائل مسلحة تمتلك ارتباطات خارجية.
ورغم هذا النضج النسبي، لا تزال هناك اتهامات متكررة بتضخيم خطر الفصائل المسلحة ودورها في التصعيد الإقليمي، لا سيما فيما يتعلق بارتباطها بإيران.
فقد حذر خبراء مثل علاء النشوع في يناير 2025 من أن “استمرار الوضع قد يؤدي إلى تكرار سيناريوهات مشابهة لما حدث في لبنان وسوريا”، مشيراً إلى ضغوط أمريكية لتغيير التوازن السياسي في المنطقة.
في المقابل، رفض رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في مقابلة مع “بي بي سي” في يناير 2025 هذه الرواية، قائلاً إن “هناك مبالغة في تصوير نفوذ إيران داخل العراق”، مؤكداً أن العلاقات مع طهران هي “علاقات متميزة” لكنها لا تعني تبعية كاملة. هذا التناقض يعكس تعقيد المشهد السياسي العراقي وصعوبة فصل الداخل عن التأثيرات الخارجية.
تحليل ورؤية: بارقة أمل وسط تحديات نزع السلاح
ويبدو أن ترك الفصائل قرار الموقف من الأحداث السورية للحكومة يمثل خطوة إيجابية نحو تعزيز سلطة الدولة، لكنها تبقى خطوة أولية تحتاج إلى تعزيز. فالفصائل، التي تضم عشرات الآلاف من المقاتلين ضمن الحشد الشعبي (حوالي 160 ألف مقاتل وفق إحصاءات رسمية لعام 2023)، لا تزال تمتلك قوة عسكرية وسياسية كبيرة، مما يجعل نزع سلاحها تحدياً معقداً.
و قال عضو ائتلاف دولة القانون هشام الركابي، إنه رغم النظرة المتشائمة إزاء المشهد الحالي، إلا أن هناك بارقة أمل بإمكان تجاوز الأزمة المتعلقة بحل الفصائل المسلحة.
وذكر الركابي في تصريح خلال مشاركته في ندوة سياسية، أنه “عندما اشتعلت الجبهة السورية مؤخراً وبدأت هيئة النصرة بالدخول وتجاوز كل المحافظات وصولاً إلى دمشق، كانت هناك حالة نضج لدى الفصائل في العراق عندما ألقت بالرأي للحكومة وقالت نحن نذهب مع رأي الحكومة والدولة العراقية”، مضيفاً أن “هذه حالة نضج وتفتح باب الأمل للعراق، لكن اليوم نحن بحاجة لمبادرة نزع فتيل هذه الأزمة، وهي نزع سلاح تلك الفصائل، كيف ومتى وأين”.
من جهة أخرى، يرى مراقبون أن نجاح هذه المبادرة يتطلب ضغوطاً دولية وإقليمية متوازنة، إلى جانب ضمانات للفصائل بإدماجها في المؤسسات الرسمية دون تصفية نفوذها السياسي.
وفي لبنان واليمن، تظهر تجارب مماثلة أن الفصائل المسلحة (مثل حزب الله والحوثيين) تمكنت من الحفاظ على قوتها رغم الضغوط، مما يثير تساؤلات حول إمكانية تكرار هذا النموذج في العراق. لكن الوضع العراقي يتميز بتنوع الفصائل وتعدد ولاءاتها، مما قد يسهل التفاوض مع بعضها ويعقد التعامل مع أخرى.
التفاؤل الذي أبداه الركابي قد يكون مبرراً إذا نجحت الحكومة في استثمار هذا “النضج” لفرض هيبتها، لكن ذلك يتطلب خطة واضحة ودعم داخلي وخارجي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts