قالت الدكتورة ليلى عبدالمجيد عميد كلية الإعلام الأسبق بجامعة القاهرة، أن تناول شبكة «BBC» للأحداث منذ بدايتها به تحيز واضح وصريح، وتزييف للحقائق وتناول من جانب واحد فقط وعدم عرض لجوانب الثانية، مشيرة إلى أنّه يوجد عدم مهنية واضح وصريح من قبل الشبكة البريطانية.

تزييف BBC للحقيقة

وأضافت ليلى، لــ«الوطن»، أنّ العاملين العرب بالشبكة الذين عبروا عن رأيهم عبر صفحاتهم الشخصية على «فيس بوك»، تم تحويلهم للتحقيق، وأكدت أن «BBC» تريد إخفاء الحقيقة عن العالم في كافة التقارير والمداخلات التي تعرضها.

وناشدت ليلى عبدالمجيد، القنوات الإخبارية العربية بوضع ترجمة فورية باللغة الإنجليزية كي يصل الصوت الفلسطيني للعالم بأكمله، مؤكدة أنّ الحكام يعرفون كل شيء أما الشعوب يظنون أن الضحية هي إسرائيل وليست فلسطين، لذا يجب أن يوجد صوت عربي باللغة التي يفهما الغرب كي يصل الصوت للجميع، وهذا دور القنوات العربية، لأن القنوات الغربية سواء «BBC» أو غيرها من المحطات الغربية تزيف الحقائق عن قصد.

وقالت ليلى إنّ حديثها لا يعني أن القنوات العربية مقصرة، لكنها تقدم تغطية إعلامية على أعلى مستوى للمواطن العربي، لكن ينقصها أن يصل صوتها إلى الغرب وهذا هو الأهم، مشيرة إلى أنّ الجميع يريد أن يضيق على فلسطين ويعتبرون أنّها كلها حماس، وأن الغرب يفرض رأيه في كل شيء حتى حرية الرأي على السوشيال ميديا يقومون بحذفها.

حقوق الفلسطينيين

وأضافت أن الجانب الإسرائيلي يريد أن يبيد الفلسطينين، ويطالبوننا طوال الوقت بحقوق الإنسان وهما يتغافلون عما يحدث في فلسطين من قتل الأبرياء والأطفال والشباب والنساء، وليس لديهم أي حقوق كأنهم ليسوا بشرا.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: فلسطين القضية الفلسطينية

إقرأ أيضاً:

غزة.. ولحظة احتضار العقل الأخلاقي للغرب

كان الكثيرون في العالم، شرقه وغربه، يراهنون على أن الإنسانية تتقدم نحو عهد عالمي جديد قائم على التواصل والتكافؤ واحترام الكرامة الإنسانية، وكان هذا الرهان مستندا إلى التقدم التكنولوجي الذي يشهده العالم وإلى الطفرات التي حققتها البشرية في كل مجال.. لكن غزة، وما يحدث فيها، كشفت زيف الرهان أو حتى التفاؤل الذي كان يحيط بالبعض. لم يحدث هذا الكشف نتيجة لما حدث في غزة فقط، فالحروب ممكنة ومتوقعة في كل زمان ومكان ـ من غير المعروف لماذا على الجميع أن يؤمنوا بذلك ـ ولكن بالكيفية التي حدث فيها ما حدث، وبالردود عليه، وبالصمت الذي ما زال يحيط به بعد أكثر من 18 شهرا، وكأنه لا يمس النظام الأخلاقي العالمي في جوهره ولا يقوض قيمه ومبادئه.

لم تعد غزة التي تذبح من الوريد إلى الوريد يوميا ساحة قتال ولكنها تحولت إلى اختبار شامل لما تبقى من أخلاقية النظام الدولي. إنها في كل يوم تعرّي التناقض الجوهري بين الخطاب الليبرالي الحديث، القائم على حقوق الإنسان، وحماية المدنيين، والعدالة الكونية، وبين ممارسات ميدانية تُنفَّذ بغطاء سياسي غربي، أو على الأقل، بتواطؤ أخلاقي غربي مؤسسي، أو على الأقل الأقل الأقل بصمت وتوارٍ تحت غطاء الكلمات والمناشدات. وهذه اللحظة التي يراها العالم في غزة على الهواء مباشرة ليست لحظة حرب ولكنها أقرب ما تكون إلى لحظة تأسيس لمعادلة جديدة تعيد تعريف القيم وفق معايير مزدوجة. إن ما يسقط مع استمرار هذه الحرب الهمجية الانتقامية والدموية ليس القانون الدولي فقط ولكن يسقط الضمير الأخلاقي الذي كان الغرب في خطابه السياسي وفي أدبياته الفلسفية يدعي تمركزه حوله.

لكن لا بد من الاعتراف أن ما يحدث الآن هو انكشاف لثغرات بنيوية في فكرة العدالة كما بناها الغرب! وهي العدالة التي تُفصّل بحسب الجغرافيا، وبحسب العرق، والانتماء السياسي. وهي العدالة التي لا ترى في دماء الأطفال قيمة إلا إذا سالت في المكان الصحيح أو كانت عيون أصحابها زرقاء كما كان الخطاب في العتبات الأولى للحرب الروسية على أوكرانيا.

لكن من المهم فتح نقاش عميق على مستوى المفكرين والفلاسفة في العالم، بعيدا عن الخطاب السياسي، لقراءة نتائج هذه الثغرات؛ لأن زيادة هذه الثغرات وانكشافها من شأنه أن يقوض ثقة الشعوب في جدوى القانون الدولي، وهذا من شأنه أن يتحول مع الوقت إلى موجات من الغضب سرعان ما ستعيد إلى السطح خطاب الكراهية والتطرف بين الشرق والغرب، فلا شيء من القيم، قيم التواصل والكرامة الإنسانية، يمكن الإيمان بها من أجل تقارب بين الشرق والغرب على أساس أخلاقي، وهذا مع الوقت يقود إلى إعادة إنتاج التوحش.

والعالم، العالم العربي على أقل تقدير، عندما يشاهد توحش آلة الإجرام الإسرائيلية على مدى أكثر من 18 شهرا وهي تدمر البشر والحجر في غزة دون أدنى محاسبة فإن السؤال الذي سيستحضره عقله ووجدانه هو لماذا يسمح العالم «المتحضر» إذا كان هو كذلك بحدوث هذا؟ ومن هنا يمكن أن تبدأ شرارة الكراهية والحقد في صناعة التطرف ضد هذا «التحضر» الذي يستبيح إبادة الأطفال والنساء. وعند هذه اللحظة لن تفلح الخطابات العقلانية ولا المنطق الفلسفي في أي مشروع تهدئة.. فالفراغ الأخلاقي كبير جدا وكذلك فراغ المرجعيات سواء كانت سياسية أو شرعية التي تتحمل بالضرورة ضبط إيقاع العنف في العالم.

والحقيقة أن السؤال الجوهري في العالم العربي والإسلامي اليوم ليس حول أن إسرائيل تقتل وترتكب جرائم إبادة جماعية، فهذا ديدنها عبر العقود الطويلة ولكنّ السؤال يتمحور حول من يُشرع لها ذلك؟! والحقيقة، أيضا، أن هذا السؤال يصاحبه، مع الأسف، شبه إيمان أن الغرب في صورته المؤسسية وليس الفردية يدافع عن حقوق الإنسان لفظيا ولكنه يمكّن آلة القتل عمليا! وهذا أمر في غاية الخطورة ليس على مستوى بناء الصورة الذهنية عن الغرب ولكن على مستوى ردة الفعل ومستوى التعايش مع الغرب.. فالغرب على المستوى الفردي هذه المرة هو أكبر متضرر مما تفعله إسرائيل فهو لا يعيش في «كيبوتسات» مغلقة كما يفعل الصهاينة في فلسطين المحتلة، ولكنهم منفتحون على العالم وعلى الحياة في كل مكان. وبعيدا عن أهمية دور الغرب في وقف العدوان الصهيوني الظالم على الفلسطينيين فورا فإنه مطالب بشكل ملح بإجراء مراجعة عميقة للدور الذي لعبته السياسة الغربية في هدم النموذج القيمي الذي بنته المنظومات الغربية على مدى عقود طويلة جدا. وعلى الغرب أن ينظر إلى مأساة غزة باعتبارها مرآة تاريخية كاشفة للكثير من القيم الزائفة ومن السياسة القذرة التي يتبناها الغرب ليس من الآن ولكن من زمن المد الإمبريالي على أقل تقدير.. ولا بد أن يقرأ الغرب في الوجدان الشرقي أنه لم يعد ينظر إليه باعتباره امتدادا لخطاب التنوير والعدالة والكرامة والعقلانية لأنه اختار أن يصطف إلى جوار القاتل وإلى خطاب العنصرية.

وإذا كان على الغرب أن يوقظ ضميره فليس ذلك من أجل غزة فقط ولكن من أجل صورته في التاريخ؛ فالحضارات لا تسقط حين تنهزم عسكريا ولكنها تسقط حين تخون ضميرها الأخلاقي وتفقد قدرتها على مراجعة خطاياها.

مقالات مشابهة

  • شقيق حسام عبدالمجيد: الأولوية للزمالك.. والأهلي لم يفاوضنا
  • وسط تصاعد التوترات مع ترامب... رئيسة المفوضية الأوروبية: الغرب كما عرفناه لم يعد موجودًا
  • بلدية عجمان تصدر «ورقة الحقائق» عن إنجازاتها
  • كتلة بدر النيابية :وزير التربية فاسد ويجب استجوابه
  • باحث إسرائيلي: إيران تخدع ترامب.. ويجب تدمير مشروعها النووي لا تجميده
  • المعجزة والكرامة والإهانة
  • برج الحوت .. حظك اليوم الثلاثاء 15 أبريل 2025: تقبل مجرى الأحداث
  • غزة.. ولحظة احتضار العقل الأخلاقي للغرب
  • 285 يومًا من العطاء.. محافظ سوهاج: لن ألتفت للوراء والحلم لم يكتمل بعد
  • ألمانيا: الوضع في غزة كارثي ويجب استئناف وقف النار فورا