بريسايت وتوتم تكنولوجيز تؤسسان مشروعاً مشتركاً لتطوير ونشر تحليلات البيانات الخاصة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أبوظبي في 18 أكتوبر /وام/ أعلنت "بريسايت"، الشركة التابعة لمجموعة جي 42، وشركة "توتم تكنولوجيز" العالمية لإدارة الهوية والبيانات البيومترية، عن خططهما لتأسيس مشروع مشترك يهدف إلى تطوير ونشر تقنياتهما المشتركة.
يعدّ هذا المشروع خطوة مهمة لترسيخ التعاون الوثيق بين الشركة المزودة لحلول التكنولوجيا والمدرجة في سوق أبوظبي للأوراق المالية، والشركة المختصة بتوفير البيانات البيومترية ومزود حلول الهوية الرقمية المدرجة في بورصة سنغافورة.
وستنشئ الاتفاقية بين الشركتين شركة تستفيد من إمكانيات الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضخمة من "بريسايت" لتمكين النشر الموسع لمنتجات وحلول الهوية الرقمية الخاصة بـ "توتم" عبر الحوسبة السحابية وعند الطلب ما يتيح للجهات الحكومية والمؤسسات تحويل البنية التحتية ذات الطبيعة الحساسة من خلال حلول جديدة ذكية تعتمد على البيانات الأمر الذي يفتح آفاقاً جديدة للعمل والتشغيل وممارسة الأعمال التجارية باستخدام الهوية الرقمية المعتمدة على البيانات البيومترية.
وتتيح الشركة المشتركة بين "بريسايت" و"توتم" فرصة متميزة للجهات الحكومية المحلية التي تسعى للانتقال إلى برامج الهوية الرقمية الوطنية أو تتطلع إلى تنفيذها لكنها غير راضية عن عمليات التنفيذ القديمة والمكلفة .
وتقدّم الشركة الجديدة نهجاً يجمع بين القطاعين العام والخاص لتحويل الهوية الرقمية الوطنية من مركز مكلف إلى مركز ربحي بما يسهم في دفع جهود التحوّل الرقمي المدرّ للدخل على مستوى الدولة.
تأتي الشركة الجديدة بحلول رائدة بعيداً عن الخيارات المكلفة التي تؤدي إلى تقييد البائعين، وتكاليف الصيانة الباهظة التي تعيق إمكانية التشغيل البيني.
وتمنح الشركة الأولوية للمعايير المفتوحة والتقنيات الجاهزة لإنشاء أساس موائم للمستقبل، ودفع التحول الرقمي الوطني على مستوى الدولة وخاصة في أسواق الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب شرق آسيا ويشمل ذلك إحداث تغيير جذري في الصناعات التقليدية من خلال الاستفادة من مصادقة "اعرف عميلك إلكترونياً" "eKYC" بدون أجهزة، وبناء أنظمة وأطر عمل رقمية جديدة قد لا تتطلب اتصالاً بالإنترنت لنشر المصادقة البيومترية بدون تلامس، ما يسهم في إطلاق العنان لقوة الهوية الرقمية المؤمّنة بالحيوية في الوقت الفعلي والمدعومة بالتصنيف العمري.
وحول هذه الشراكة قال توماس براموتيدهام، الرئيس التنفيذي لشركة "بريسايت": " سعداء بإبرام الشراكة مع شركة "توتم" لتطوير ودمج ونشر حلول الذكاء الاصطناعي البيومترية في قطاعات السلامة العامة والرعاية الصحية والتكنولوجيا المالية في المنطقة.. ونتطلع إلى ما ستسهم به هذه الشراكة في إطار دعم عملائنا والمنطقة بشكل عام في رحلات التحول الرقمي، ورفع مستوى المنظومة الرقمية لتقديم قيمة طويلة الأمد ومستدامة من خلال تقنياتنا المدمجة".
وأضاف: "تعدّ منصة الهوية الرقمية القوية والديناميكية حجر الزاوية الرئيس لتطوير مجتمع رقمي أقوى وأكثر شمولاً وأماناً ومرونة.. ونحن نقدّر عالياً مساهمة "توتم" في تعزيز ميزات شركتنا وإضافة خبرة تنفيذية قوية ومنصات تقنية رائدة لإدارة الهوية والبيانات البيومترية، ونتطلع بحماس إلى شراكتنا المستقبلية".
من جانبه قال بيير برونييه الرئيس التنفيذي لشركة "توتم تكنولوجيز": "فخورون بالإعلان عن هذا المشروع المشترك مع "بريسايت" الذي يعدّ إنجازاً بارزاً ومهمّاً في رحلة "توتم" التي تتبنّى نهجاً فريداً يسهم في تسهيل انتقال الدول إلى أنظمة الهوية الوطنية الرقمية الأولى من خلال اعتماد نموذج الشراكة بين القطاعين العام والخاص.. ويأتي المشروع المشترك في هذا السياق ليسمح لنا بمعالجة التحدّيات الناشئة عن البنية القديمة لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وإعدادنا بشكل أفضل لاعتماد التكنولوجيات الناشئة والضرورات الاجتماعية والتكيف معها، كما سيمكننا هذا المشروع من التنفيذ والتشغيل الفعالين من حيث التكلفة، وسيسهم في توسيع نطاق الهويات التأسيسية وفوائدها لتوفير قيمة متزايدة للجهات الحكومية والمستخدمين على حد سواء".
وأضاف برونييه: "ستعتمد التقنيات التي نسعى إلى تطويرها بالاشتراك مع "بريسايت" على بنية معيارية تسمح بالتكامل السلس بين الوزارات، وهي تعتمد على الحوسبة السحابية وواجهة برمجة التطبيقات (API).. ومن خلال هذا النهج، يمكن المضيّ بالتنفيذ الأوّلي للمشروع بسرعة نسبية وبتكلفة معقولة، من أجل تعزيز منصة أساسية قوية تدعو إلى قابلية التوسع المعيارية وزيادة الوظائف والاتصال، ما يسهم في ترسيخ الأساس لمنظومة قوية لخدمات المواطنين الإلكترونية وحلول المؤسسات الرقمية".
المصدر: وكالة أنباء الإمارات
كلمات دلالية: البیانات البیومتریة الهویة الرقمیة یسهم فی من خلال
إقرأ أيضاً:
الهوية العُمانية في الميادين الدبلوماسية
د. إسماعيل بن صالح الأغبري
لكل دولة من الدول هويتها الدبلوماسية التي تميزها عن غيرها، تحدد آليات علاقاتها مع دول العالم وترسم خطواتها الدبلوماسية في كيفية معالجة الحوادث المستجدة، ولسلطنة عُمان هويتها في ميادين مختلفة ومنها الميدان الدبلوماسي، فالتخفيف من الاحتقانات التي قد تقع بين الدول أو بين أطراف الدولة الواحدة معلم من معالم الهوية العُمانية، ولذا فإنَّ دبلوماسيتها ذات بصمات إيجابية في حلحلة بؤر النزاع بين هذه الأطراف كما وإن هذه الهوية تتجلى في عدم تأجيج الفتن والنزاعات وذلك عن طريق إقامة علاقات طبيعية مع الدول خالية من المناكفات، بعيدة عن المزايدات، ثم استثمار علاقاتها الإيجابية للقيام بدور تصالحي بين الدول المتباينة في الرؤى ووجهات النظر متى ما تراضت الأطراف التحاكم إليها أو الاحتكام إلى دبلوماسيتها المشهود لها بالحكمة والحنكة.
دبلوماسية سلطنة عُمان لا تفرض نفسها على بقية الدول المتباينة ولكن إن طلب منها الفرقاء تسهيلا أو تذليلا لعقبات أو تصفية لأجواء أو استضافة لحوارات داخل الأرض العُمانية أو خارجها في حرمها الدبلوماسي فإنها تقوم بذلك خدمة للسلم الإقليمي والدولي معًا.
إيمان الدبلوماسية العُمانية بأنَّ أي اضطراب في علاقات الدول الإقليمية والعالمية سيؤثر سلباً على الاستقرار السياسي العالمي تماماً كاهتزاز طرف الحبل فإنَّ ذلك ينذر باهتزاز أول الحبل ووسطه وآخره.
الدبلوماسية العُمانية تنحاز لرجل إطفاء الحرائق المشتعلة أو الموشكة على الاشتعال، وتتجنب الاصطفاف مع أي فريق يصعد من خطاباته أو يعكر صفو الاستقرار السياسي والدبلوماسي بين الدول.
ولهذه الهوية العُمانية في الميدان الدبلوماسي نماذج كثيرة، ولا أدل على ذلك من المفاوضات الجارية حاليا بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية، فالبلدان ارتضيا مسقط عاصمة سلطنة عُمان موئلا ومكانا جامعاً لهما للقاء غير مباشر حسب المعلن عنه، ثم إن الطرفين يثقان بالدبلوماسية العُمانية لخبرتهما بها خاصة فيما يتعلق بالاتفاق النووي الموقع بين الطرفين عام 2015م.
مكان التفاوض بين البلدين مسقط، وهي تؤمن بضرورة تذليل العقبات وبذل ما أمكن من تسهيلات لأن المنطقة منطقة الخليج، شريان الذهب الأسود إلى قارات العالم، وشرارة واحدة ولو بالخطأ تعني تطاير ألسنة اللهب إلى كافة الدول، وتأخر تصدير قطرة منه يعني مساسا بالاقتصاد العالمي، وتعطل كثير من المصانع الإقليمية والدولية.
مسقط تدرك أن الطرفين ليسا نكرة بين دول العالم، فأمريكا تمثل القطب العالمي الأوحد حتى الساعة، ولديها من المقدرات والقدرات في مختلف المجالات ما يجعلها قادرة على إحداث ألم شديد سياسي وعسكري واقتصادي وسط هذا العالم المترامي الأطراف.
وبالنسبة لإيران فهي أيضاً قوة لا يستهان بها عسكريا على أقل تقدير، قادرة على وضع بصماتها المؤثرة على الدول القريبة والبعيدة معاً لامتدادها الجغرافي ولها تأثيرها الثقافي على عدد من دول العالم الإسلامي أما عن قدراتها العسكرية خاصة الصاروخية فهي في تنامٍ مستمر.
أما بالنسبة للدولتين المتفاوضتين فإنَّ الولايات المتحدة الأمريكية وفي عهد الجمهوريين تحديداً لا ترغب في ميلاد قوة خارجة عن ضبط إيقاعهم، ويتصورون إمكانية وقوع ذلك من إيران إن لم يصلوا معها إلى اتفاق خاصة وأنهم يعتقدون أن إيران ذات أيدولوجية ككوريا الشمالية مع اختلاف مرجعية الأيدولوجيتين، فالمجاهرة بعداء إسرائيل وعدم الاعتراف بها دولة قائمة بناء على منطلقات شرعية مع بقاء إيران الدولة الوحيدة المتمكنة حالياً من تهديد إسرائيل عسكرياً يعزز إصرار الأمريكيين على الضغط على إيران.
الطرفان: إيران وأمريكا لا يريد أي منهما أن يظهر وكأنَّ خصمه كسر إرادته مراعاة لمنطلقات كل منهما، فالجمهوريون حصدوا الأصوات بناءً على ما رفعوه من شعارات منها: أمريكا أولا، وكذلك إعادة الهيبة لأمريكا أو لنقل ترسيخ الهيمنة الأمريكية كقوة عظمى في هذا العالم.
والإيرانيون لهم نظام حكم ذو نزعة استقلالية، يتكئون في ذلك على مواريثهم الحضارية وعلى الأيدلوجية الإسلامية الحاكمة، ومن الصعب عليهم الظهور بمظهر المغلوب على أمره أو التنازل عن مبادئ قامت عليها الجمهورية الإسلامية في إيران، وعلى ذلك فإنَّ الطرفين لا بد لكل منهما التزحزح عن بعض ما يرفعه لتحقيق اختراق لازم، يسفر عن نتائج إيجابية مرتقبة من العالم.
وختاماً فإنَّ الدبلوماسية العُمانية بساط أخضر واسع، يمكنها احتواء الأطراف المختلفة، وكذلك فإن الإرادة العُمانية الجادة في سبيل إطفاء فتيل الأزمات تعين على التقريب بين وجهات النظر.
قلما دخلت الدبلوماسية العُمانية في معترك الوساطات إلا وأسفر ذلك عن توصل الأطراف إلى حل جامع لهذه الأطراف، وإن لم تصل الأطراف إلى المرجو من التفاوض فلا أقل من تهدئة بينهما.
إذا تنفس الصبح في مسقط، وانبلج فجر المفاوضات، وأشرقت شمس التقاء الأطراف، وبزغ النجم المرتقب فإنَّ ذلك حصاد الدبلوماسية العُمانية المشهود لها، وبذلك تكون سلطنة عُمان قد أسدت خدمة جليلة للخليج من حيث استقراره وإمكانية تصدير نفطه، وتكون كذلك أسدت للعالم خدمة جليلة من حيث تجنيب العالم ويلات الصدام المسلح أو الحروب الاقتصادية. الدول تنتظر بفارغ الصبر صبح مسقط بشرط أن يتخلى كل طرف من المتفاوضين عن بعض ما يُؤمن به ليلتقيا في نقاط مشتركة، ليس أحد منهما أُريق ماء وجهه.
رابط مختصر