سودانايل:
2025-03-10@23:13:47 GMT

بارقة أمل

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

عملت المعارضة السودانية خلال سنوات الحكم الشمولي المتعاقبة على الوطن إلى خلق التحالفات وتشكيل الجبهات، ونجد أن تاريخ المعارضة السودانية مليئ بالتحالفات السياسية وبناء الجبهات، وخلال فترة حكم الرئيس السابق جعفر النميري تكونت تحالفات وجبهات معارضة تهدف إلى إسقاط نظامه الشمولي وإحداث تغيير في البلاد. وبالفعل توصلت تلك التحالفات والجبهات إلى نجاحات في تسهيل الإطاحة بالنميري وتمكين خروج السودان من فترة حكم شمولية طويل في ثورة أكتوبر 1964.

ومنذ تولي الرئيس عمر البشير السلطة في السودان عام 1989، لم تتوقف المعارضة عن محاربة نظامه القمعي والاستبدادي. وقد شهدت السنوات الأخيرة ظهور تحالفات وجبهات جديدة، حيث تسعى للتغيير و لإيقاف الحرب الدائرة في البلاد والتحول إلى نظام مدني ديمقراطي. وتعمل قوى الحرية والتغيير التي تشكلت كنتيجة للتظاهرات الشعبية التي اندلعت في السودان في ديسمبر 2018، والتي كانت تهدف إلى التنديد بديكتاتورية الحركة الإسلامية والغلاء المعيشي والفساد ومطالبة الحكومة بالتنحي. وقد تنوعت تلك القوى وشملت التنظيمات السياسية والشبابية والنقابية والنسائية والهيئات المستقلة، وتعمل حالياً قوى الحرية والتغيير على تشكيل جبهة مدنية عريضة، تتضمن كافة القوى والتيارات المدنية والديمقراطية في السودان. تهدف هذه الجبهة إلى توحيد الجهود والقوى السودانية المدنية المختلفة بهدف العمل على تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد والتوصل إلى نظام ديمقراطي آمن ومستدام.
إن تشكيل جبهة مدنية عريضة تدعو إلى إيقاف الحرب والتحول المدني الديمقراطي في السودان يعتبر عملاً كبيراً يجب الاشادة به. فهذه الجبهة تسعى وتعمل على توحيد الجهود والطاقات السودانية المدنية المختلفة من أجل تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد.لم يحن بعد الحديث عن أهداف هذه الجبهة إنما من الواضح انها تدعو إلى وقف الحرب التي استمرت لفترة ستة أشهر في السودان وأدت إلى تهجير الكثير من الناس وتدمير البنية التحتية للبلاد. ومن طبيعة اسمها انها تهدف أيضاً إلى تحقيق التحول المدني الديمقراطي في السودان، بحيث يكون للمواطنين القدرة على المشاركة الفعالة في صنع القرارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويجب الاشادة بدور هذه الجبهة التي تعمل في ظروف حرجة وفي وضع أكثر تعقيداً حيث نزح أغلب السودانيين والسودانيات خارج الوطن. كما أنها تعزز دعم العملية السلمية في السودان، وتسعى لتوحيد و تكامل الجهود المدنية المختلفة لتحقيق السلام والاستقرار في البلاد. فقد كانت ثورة ديسمبر المجيدة بداية لمسيرة جديدة في تاريخ السودان، ولكنها تعرضت للاختطاف من قبل قوى خارجية وداخلية تسعى للعودة إلى الاستبداد والعنف.
لذلك، فإن تشكيل جبهة مدنية عريضة تعمل على تحقيق التحول المدني الديمقراطي وإيقاف الحرب في السودان هو خطوة مهمة نحو تحقيق الاستقرار والسلام في البلاد. يجب على المجتمع الدولي والمحلي أن يدعموا هذه الجهود ويساندون هذه الجبهة من أجل إحلال السلام والعدالة في السودان.

د. سامر عوض حسين
18 أكتوبر 2023

samir.alawad@gmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: فی السودان هذه الجبهة فی البلاد

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الإفريقي يعرب عن قلقه إزاء التوترات في جنوب السودان .. في بيان لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد

جوبا/ الأناضول/أعرب رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد، عن بالغ قلقه إزاء التوترات والاشتباكات المتزايدة في جمهورية جنوب السودان، جاء ذلك في بيان صادر عن المفوضية، السبت، علّق فيه محمد على استهداف مروحية أممية في منطقة ناصر بولاية أعالي النيل وحالات العنف التي تشهدها مناطق أخرى في البلاد.

وحذّر محمد من أن مثل هذه الحالات تهدّد عملية السلام في جنوب السودان، مُديناً في هذا السياق تزايد أعمال العنف في البلاد.

ودعا جميع الأطراف إلى التحلي بأعلى درجات ضبط النفس، والمسؤولين إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية المواطنين ومحاسبة المتورطين في أعمال العنف.

كما شدد محمد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار وإنهاء العداوات وإطلاق حوار وطني بين الأطراف.

والجمعة، قالت بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان "أونميس"، إن مروحية أممية تعرضت لإطلاق نار أثناء قيامها بعملية إجلاء في منطقة ناصر بولاية أعالي النيل، ما أسفر عن مقتل أحد أفراد الطاقم وإصابة اثنين بجروح خطيرة.

- التوتر في جنوب السودان

وحصلت جمهورية جنوب السودان التي تعتبر أحدث دولة في العالم، على استقلالها عن السودان في استفتاء أجري عام 2011.

وانزلقت البلاد إلى حرب أهلية بعد أن أقال الرئيس سلفا كير ميارديت نائبه رياك مشار في 16 ديسمبر/كانون الأول 2013، بزعم أنه كان يخطط لـ"محاولة انقلاب".

ورغم توقيع اتفاقيتي سلام في عامي 2018 و2022، فإن النظام العام والأمن لا يمكن الحفاظ عليهما في البلاد، وتحدث أعمال عنف بين الحين والآخر بين القبائل والمجموعات المختلفة.

وفي الآونة الأخيرة، سيطرت قوة ميليشيا تسمى "الجيش الأبيض"، والتي تتكون في معظمها من قبيلة النوير التي ينتمي إليها مشار، على مدينة ناصر في ولاية أعالي النيل الشمالية في البلاد.

وفي أعقاب ذلك، تم اعتقال عدد من الجنرالات والوزراء من الحركة الشعبية لتحرير السودان المعارضة بقيادة مشار.  

مقالات مشابهة

  • رمضان يخفف من قساوة التحديات التي يواجهها رواد الأعمال السودانيون
  • المجاعة فى السودان بالعقل يا إبراهيم جابر
  • تجمع قوى تحرير السودان يدعو للاصطفاف خلف الجيش وتعزيز الجبهة الداخلية
  •  مقتل 9 مدنيين في قصف مدينة استعادها الجيش السوداني  
  • أميركا تسحب موظفيها غير الأساسيين من جنوب السودان
  • أحزاب سياسية ومنظمات مجتمع مدني يرفضون الحكومة ” الموازية”
  • المتحدث باسم وزارة الدفاع: ‏بعد استعادة الأمن والاستقرار في مدن الساحل.. البدء في المرحلة الثانية التي تهدف إلى ملاحقة فلول وضباط نظام الأسد البائد في الأرياف والجبال
  • الاتحاد الإفريقي يعرب عن قلقه إزاء التوترات في جنوب السودان .. في بيان لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي موسى فقي محمد
  • مسؤولة أممية تحذر من تراجع "مقلق" في جنوب السودان
  • الثامن من مارس: والجالسات على أرصفة العدالة في السودان