ويل برايس: إسرائيل تشكل تحديا لصفقات الطاقة في الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قال موقع "أويل برايس" الأمريكي إن المنطقة قد تواجه صعوبات بسبب وجود "إسرائيل" كعامل غير مستقر ومتغير في المنطقة، مبينًا أن الدول المحيطة بـ"إسرائيل" تواجه تحديات في التعاون معها في مجالات النفط والغاز والطاقة المتجددة بسبب التوترات السياسية والأمنية المستمرة.
وذكر الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21" أن شركة "بي بي" كانت قد طمأنت المستثمرين، الأربعاء الماضي، بأن صفقتها البالغة 2 مليار دولار مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لشراء حصة 50 في المائة في شركة إنتاج الغاز الإسرائيلية "نيوميد للطاقة" لا تزال تسير على الطريق الصحيح، رغم الحرب المستمرة التي تخوضها "إسرائيل" في غزة.
وفقًا لرويترز، أخبرت أنجا إيزابيل دوتزينراث، رئيسة قسم الغاز والطاقة منخفضة الكربون في شركة "بريتيش بتروليوم"، المساهمين في يوم المستثمر الخاص بالشركة في دنفر أنهم ما زالوا "متفائلين للغاية" بشأن الصفقة. وبحسب ما ورد تدرس الشركتان ما إذا كان يجب تحسين عرضهما الأولي. وتعد شركة "نيوميد للطاقة" المساهم الأكبر والمشغل الرئيسي لحقل ليفياثان العملاق للغاز الطبيعي بحصة تشغيلية تبلغ 45.3 في المائة، في حين تمتلك شركة "شيفرون" و"رايتو أويل" حصة 39.7 في المائة و15 في المائة، على التوالي.
واعتبر الموقع أن هذا الطمأنينة لا يعني بالضرورة أن الصفقة قريبة من إتمامها؛ حيث تم طرحها الأسبوع الماضي بعد أن أوصت لجنة مستقلة عينتها شركة "نيوميد" برفع السعر المطلوب بنسبة 10 في المائة -12 في المائة، أو ما يصل إلى 250 مليون دولار تقريبًا، وهو ما قد يبدو امتدادًا بالنظر إلى أن الشركة لديها حاليًا قيمة سوقية قدرها 2.9 مليار دولار و87 مليون دولار نقدًا، إلا أن ديونها تبلغ 1.73 مليار دولار. وفي الوقت نفسه، ظهرت تقارير تفيد بأن المديرين التنفيذيين في شركة "بريتيش بتروليوم" و"أدنوك" يتوقعون المزيد من التأخير في الصفقة حتى يتحسن الوضع السياسي. ويخشى الخبراء من أن يؤدي ارتفاع عدد الضحايا المدنيين إلى جعل استمرار الشركات في العمل غير مقبول سياسيًّا، في ظل الصراع الذي يبدو أنه سيكون واحد من أكثر الصراعات دموية في المنطقة منذ عام 2008.
وأفاد الموقع أن شركة "نيوميد" وشركاؤها اكتشفوا حقل ليفياثان للغاز الطبيعي في منطقة حوض المشرق العربي في عام 2010، والذي يمتد على الحدود البحرية لـ"إسرائيل" ولبنان وفلسطين وجمهورية قبرص وجمهورية شمال قبرص التركية. ومع 22.9 تريليون قدم مكعب من الغاز القابل للاستخراج، يُعد ليفياثان أكبر خزان للغاز الطبيعي في البحر الأبيض المتوسط، وأحد أكبر الأصول المنتجة في المنطقة.
وقال الموقع إن استحواذ شركة "نيوميد" ليس مشروع الطاقة الوحيد الذي من المحتمل أن يتعطل بسبب الحرب في غزة. ففي شهر آب/ أغسطس الماضي، أنشأت مجموعة الطاقة الفرنسية "توتال إنريجيز" أول منصة حفر في موقعها في البحر الأبيض المتوسط قبالة ساحل لبنان بالقرب. وتأمل الدولة التي تعاني من ضائقة مالية أن تساعد مبيعات الغاز المستقبلية البلاد على الخروج من أزمتها المالية العميقة التي أدت إلى خسارة العملة المحلية أكثر من 98٪ من قيمتها.
وقالت توتال إنيرجيز في بيان إن "وصول المعدات يمثل خطوة مهمة في التحضير لحفر البئر الاستكشافي في البلوك 9، والذي سيبدأ قرب نهاية آب/ أغسطس 2023". وتقود شركة "توتال إنيرجيز" مجموعة من شركات الطاقة العاملة في المشروع البحري، والذي يضم شركة النفط والغاز الإيطالية العملاقة "إيني" بالإضافة إلى شركة "كات إينيرجي" المملوكة للدولة.
ووفق الموقع؛ جاءت عمليات الحفر بعد اتفاق تاريخي بوساطة أمريكية العام الماضي شهد قيام لبنان والاحتلال ترسيم حدود بحرية لأول مرة على الإطلاق. وفي شهر أيار/ مايو الماضي، قال وزير الطاقة اللبناني وليد فياض إنهم يأملون في تحديد ما إذا كانت المنطقة الاستكشافية تحتوي على احتياطيات غاز قابلة للاستخراج بحلول نهاية العام الحالي.
ومن المؤسف أن الحرب من المرجح أن تجعل التعاون بين البلدين شبه مستحيل، فقبل يومين، ضرب القصف الإسرائيلي بلدات في جنوب لبنان ردا على هجوم صاروخي جديد شنه حزب الله، مع استمرار العنف عبر الحدود لليوم الرابع. وكشف الجيش الإسرائيلي أيضًا أنه ضرب موقعًا لحزب الله بضربة جوية، كما هاجم لبنان بعد استهداف موقع عسكري بالقرب من بلدة عرب الأهرام الإسرائيلية بنيران مضادة للدبابات. وقامت الولايات المتحدة بنقل إحدى أكبر حاملات الطائرات في العالم ومجموعة هجومية مصاحبة لها إلى شرق البحر الأبيض المتوسط بهدف ردع حزب الله وإيران عن استغلال الوضع.
وأشار الموقع إلى أنه من المرجح جدًا أن تؤدي الادعاءات الأخيرة بأن إيران ساعدت حماس في التخطيط للهجوم الإسرائيلي إلى توتر العلاقات بين واشنطن وطهران بشكل خطير. ورأى بنك ستاندرد تشارترد أن الولايات المتحدة لديها ثلاثة خيارات سياسية واسعة فيما يتعلق بإنتاج النفط الإيراني: الوضع الراهن، مع إنتاج يبلغ 3 ملايين برميل في اليوم أو أعلى. أو عتبة ما قبل عام 2023 التي تقترب من 2.5 مليون برميل في اليوم. أو صادرات قريبة من الصفر مع إنتاج أقل من 2 مليون برميل في اليوم كما تم التوصل إليه في نهاية إدارة ترامب.
واختتم الموقع التقرير بالقول إن الخيار رقم 1 كان السياسة الأكثر ملاءمة للولايات المتحدة من حيث تأثير السوق والجغرافيا السياسية قبل أسبوع واحد فقط. ومع ذلك، فإن التطورات الأخيرة في الشرق الأوسط سلطت الضوء على الخيارين رقم 2 ورقم 3 كأهداف سياسية محتملة. وقد زاد إنتاج وصادرات النفط الإيراني بشكل حاد في ظل إدارة بايدن، حيث وصل الإنتاج إلى 3 ملايين برميل يوميا، بما في ذلك 500 ألف برميل يوميا في العام الحالي، في حين أن الصادرات أقل بقليل من 2 مليون برميل يوميا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الغاز الحرب لبنان لبنان الاحتلال الإمارات غاز حرب سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی المائة
إقرأ أيضاً:
ماذا يخطط ترامب لمنطقة الشرق الأوسط؟
من يشاهد الفيلم التسويقي عن غزة والذي يلعب بطولته كل من ترامب وملهمه آيلون ماسك وذراعه التنفيذي نتنياهو، مع ما يتضمنه من مشاهد خيالية عن أبنية مرتفعة بنماذج ناطحات سحاب، أو من مشاهد ولا في الأحلام لمنتجعات سياحية بنماذج غربية، مع مروحة من الصور غير الواقعية يحاول أن يرسمها هذا الفيلم ، لا يمكن إلا أن يتوقف حول الهدف من هذا التسويق، والذي لا يمكن أن يكون فقط للدعابة أو للتسلية، وخاصة في هذا التوقيت الاستثنائي من المشاريع السياسية الصادمة التي يروج لها ترامب، والتي يعمل فعلياً على السير بها وتنفيذها.
فماذا يمكن أن يكون الهدف أو الرسالة من هذا الفيلم التسويقي؟ وأية رسالة أراد إيصالها الرئيس ترامب؟ وما المشاريع الأمريكية الغامضة (حتى الآن) والتي تنتظر منطقة الشرق الأوسط برعاية أمريكية؟
بداية، وبكل موضوعية، لا يمكن إلا النظر بجدية إلى المستوى الحاسم بنسبة كبيرة، والذي يفرضه ترامب في أغلب الملفات التي قاربها حتى الآن، وبفترة قصيرة جداً بعد وصوله إلى البيت الأبيض رئيساً غير عادي.
أول هذه الملفات كان التغيير الفوري لاسم خليج المكسيك إلى خليج أمريكا، مع كامل متتمات هذا التغيير في المراجع العلمية والجغرافية المعنية كافة، وذلك حصل خلال رحلة جوية له فوق الخليج المذكور.
ملفات الرسوم الجمركية مع كندا والمكسيك ودول أخرى، والتي دخلت حيز التنفيذ مباشرة بعد توقيعه الأوامر التنفيذية الخاصة بها، بمعزل عما يمكن أن يكون لهذا الملف من ارتدادات سلبية على تجارة الولايات المتحدة نفسها.
ملف التهديد الجدي بالسيطرة على جزيرة غرينلاند وتداعياته التي ما زالت قائمة، مع ملف التهديد الجدي بالعمل لجعل كندا الولاية 51 للولايات المتحدة الأمريكية.
ملف قناة بنما وفرض انتزاع المميزات التجارية التي كانت الصين قد اكتسبتها من اتفاق رسمي مع سلطات بنما بعد إلغاء الأخيرة الاتفاق.
أهم هذه الملفات أيضًا، والتي فرض الرئيس ترامب تغييرًا دراماتيكيًا فيها بوقت قياسي، هو ملف الحرب الروسية – الأوكرانية، حيث وضعها على سكة الحل القريب، بعد أن كان البحث في إمكانية إيجاد حل قريب لها مستحيلاً، وذلك بمعزل عن الصفقات التجارية الضخمة (وخاصة في المعادن الحيوية مثل الحديد والصلب أو النادرة مثل الليثيوم) ، والتي يبدو أنه على الطريق لفرضها مع أوكرانيا، واجتماع البيت الأبيض الأخير، العاصف وغير المتوازن مع الرئيس الأوكراني، والذي اضطر مرغمًا لإنهاء زيارته إلى واشنطن بعد أن أهين وهُدّد بعدم العودة إلا بعد إعلان استعداده لقبول الصفقة كما هي، والتي ستكون بديلًا عن استمرار هذه الحرب، ولو على حساب أوكرانيا وأراضيها، وأيضاً ستكون على حساب اقتصاد وموقع الأوروبيين حلفائه التاريخيين في حلف شمال الأطلسي.
أما في ما خص فيلم ترامب التسويقي عن غزة، والمقارنة مع الجدية التي أظهرها في متابعة ومعالجة الملفات الدولية المذكورة أعلاه، فيمكن استنتاج عدة مخططات ومشاريع أمريكية مرتقبة، في غزة بشكل خاص، أو في فلسطين وسورية ولبنان بشكل عام، وذلك على الشكل الآتي:
مشروع تهجير أبناء غزة بحجة تسهيل وتنفيذ إعادة الإعمار، رغم ما واجهه من رفض فلسطيني وعربي وإقليمي،ما زال قائماً بنسبة نجاح مرتفعة، والتسريبات حول دعمه قرارًا مرتقبًا لنتنياهو بالانسحاب من تسوية التبادل قبل اكتمالها، بعد فرض شروط جديدة، تؤكد أن ما يُخطط أمريكياً وإسرائيلياً لغزة هو أمر خطير، ولتكون المعطيات التي خرجت مؤخراً وقصدًا للإعلام، عن موافقة أمريكية سريعة لإسرائيل، لحصولها على صفقة أسلحة وذخائر وقنابل شديدة التدمير على وجه السرعة، تؤشر أيضاً وبقوة، إلى نوايا عدوانية إسرائيلية مبيتة، بدعم أمريكي أكيد.
أما بخصوص ما ينتظر سورية من مخططات، يكفي متابعة التوغل الإسرائيلي الوقح في الجنوب السوري، دون حسيب أو رقيب، لا محلي ولا إقليمي ولا دولي، والمترافق مع استهدافات جوية كاسحة لكل ما يمكن اعتباره موقعًا عسكريًا، أساسيًا أو بديلًا أو احتياط، وكل ذلك في ظل تصريحات صادمة لمسؤولين إسرائيليين، بمنع دخول وحدات الإدارة السورية الجديدة إلى كل محافظات الجنوب، وبحظر كل أنواع الأسلحة والذخائر من مختلف المستويات في جنوب سورية، مع التصريح الواضح بتأمين حماية كاملة لأبناء منطقة السويداء دفعاً لهم لخلق إدارة حكم ذاتي مستقل عن الدولة السورية.
أما بخصوص لبنان، فالعربدة الإسرائيلية مستمرة، في ظل الاحتلال والاستهدافات الواسعة وعلى مساحة الجغرافيا اللبنانية، رغم وجود لجنة مراقبة خماسية عسكرية، برئاسة ضابط أمريكي وعضوية فرنسي وأممي ولبناني وإسرائيلي. وليكتمل المشهد الغامض (الواضح) حول مخططات الرئيس ترامب المرتقبة للمنطقة، يكفي متابعة تصريح المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف عن تفاؤله بشأن الجهود المبذولة لانضمام السعودية إلى اتفاقيات أبراهام، مرجحًا أيضاً انضمام لبنان وسورية إلى الاتفاق، بعد الكثير من التغييرات العميقة التي حدثت في البلدين المرتبطين بإيران”.