ما أهداف زيارة بايدن إلى دولة الاحتلال في ظل تواصل العدوان؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يسعى الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي إلى حشد أكبر تأييد لعمليات الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق المدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما، حيث يتعرض أكثر من 2 مليون نسمة لأكبر مذبحة بشرية بسلاح ودعم أمريكي كبير، يتوج بزيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى "إسرائيل".
وعملت آلة الاحتلال الحربية على مضاعفة معاناة المواطنين، عبر ارتكاب مئات المجازر البشعة بحق عائلات كاملة تمت إبادته وقتل جميع أفرادها من الأطفال والنساء والرجال، وتدمير مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية وحرق الأشجار بالتزامن مع استحالة وصول العديد من المزارعين لأراضيهم ما تسبب بأضرار جسيمة وجفاف لكثير من المزروعات الضرورية كما أن الأضرار طالت الحيوانات ومزارع الدواجن، وكل ذلك بالتزامن مع رفضه دخول أي مساعدات إنسانية لسكان القطاع واستمرار إغلاق المعابر.
هزيمة ساحقة
وفي قراءته لزيارة بايدن، أوضح مدير عام المركز الفلسطيني لأبحاث السياسات والدراسات الاستراتيجية "مسارات"، الخبير السياسي هاني المصري، أن "الولايات المتحدة الأمريكية أثبتت مرة أخرى أنها شريك كامل ضد الشعب الفلسطيني ومع الاحتلال الإسرائيلي".
وأضاف في حديثه لـ"عربي21": "الذي يفسر هذه المرة، هذه الزيارة أخذت أبعادا أكبر من السابق؛ أن إسرائيل بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، كانت في مرحلة ضعف وخطر ومهانة وأخزيت على يد فصيل (المقاومة في غزة بقيادة حماس)، استطاع أن يلحق بها هزيمة ساحقة".
وذكر المصري، أن "الأمر بالنسبة لبايدن؛ هناك مشروع التطبيع الذي في المنطقة، والذي يحدث الآن على الأقل سيؤخر هذا المشروع إن لم يلغيه، وهنا إلى جانب شعور إسرائيل بالخطر، والأمر الثالث موضوع الانتخابات الأمريكية، حيث يراهن بايدن على هذا المشروع من أجل تعزيز صورته في تلك الانتخابات".
ورأى أن المشهد الحالي وعملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال، "جعلت من الصعب على بايدن الفوز في الانتخابات الأمريكية القادمة".
وبشأن التوقعات لما بعد الزيارة، أكد السياسي الفلسطيني، أن "الرئيس الأمريكي يسعى إلى توفير غطاء عربي للحرب ضد قطاع غزة، مع حرصه على عدم تصعيد الحرب ضد إسرائيل عبر فتح الجبهة الشمالية (لبنان وسوريا)، فهو يريد أن يحتوي حلفاء أمريكا ويضمن مساعدتهم في عدم امتداد النار إلى الضفة الغربية المحتلة، إضافة إلى ضبط الأوضاع في الأردن ومصر، لأن الشارع العربي يغلي وبالتالي يحاول أن يساعد إسرائيل من خلال احتواء الموقف العربي وأي ردود عربية رسمية على ما يجري".
أسلحة فتاكة
من جانبه، أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة، مخيمر أبو سعدة، أن "الولايات المتحدة الأمريكية هي شريكة في العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ اليوم الأول، أعلنت واشنطن عن دعمها الكامل والمطلق لإسرائيل فيما يسمى الدفاع عن النفس وحركت حاملات طائرات إلى شرق المتوسط، إضافة إلى إرسال أنواع جديدة من الأسلحة الفتاكة إلى إسرائيل".
وأوضح في حديثه لـ"عربي21"، أن "زيارة وزير الخارجية الأمريكي قبل أيام إلى تل أبيب، قال: "أنا قادم كيهودي قبل أن أكون وزير خارجية"، والآن يأتي بايدن، وكل هذا يؤكد أن الولايات المتحدة، هي شريكة في المجازر التي تحدث للشعب الفلسطيني في غزة".
ونوه أبو سعدة، أن "الدول والحكومات العربية مغلوب على أمرها، وكل منهم لديه قصته ومشاكله الداخلية وأزماته الاقتصادية، ولكن على الأقل أن تتحرك الشعوب العربية لنجدة الفلسطينيين في غزة وإنقاذهم من المجازر الإسرائيلية المستمرة ضد الأطفال والنساء".
وأضاف: "من المفترض أن تتحرك الشعوب العربية على الأقل، كما بدأت بعض العواصم الأوروبية في التحرك من أجل التعاطف مع الشعب الفلسطيني في غزة، من المفترض أن تكون هناك تحركات شعبية عربية للضغط على الإدارة الأمريكية وإسرائيل لوقف هذا العدوان على الفلسطينيين في غزة".
وعن السيناريوهات المتوقعة لما بعد زيارة الرئيس الأمريكي، قال أستاذ العلوم السياسية: "بايدن تحدث صراحة عن تدمير حماس، ولكن دون إعادة احتلال غزة، فهذا يؤكد الدعم الأمريكي الكامل لموضوع القضاء على حماس، وهذا يتم عبر عملية برية، حيث يسعون لعدم عودة حماس كقوة في غزة".
وخلال الأيام الماضية، واصلت طائرات الاحتلال استهداف العديد من مناطق القطاع عبر تدمير ممنهج لمنازل المواطنين وكل ما يمتلكون، إضافة إلى استهداف الأطقم الطبية والمستشفيات وسيارات الإسعاف وأطقم ومقرات الدفاع المدني والمساجد والصحفيين، في سلوك يتنافى مع كافة القوانين والأعراف الدولية، والذي يرتقي لجرائم حرب يعاقب عليها القانون الدولي.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، ارتفاع عدد الشهداء لأكثر من 3300؛ بينهم مئات الأطفال والنساء، إضافة إلى تسجيل نحو 13 ألف إصابة بجراح مختلفة، موضحة أن جرائم الاحتلال أدت إلى إبادة عشرات العائلات الفلسطينية.
وفجر السبت تشرين الأول/أكتوبر 2023، أعلنت كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة "حماس" بدء عملية عسكرية أطلقت عليها "طوفان الأقصى" بمشاركة فصائل فلسطينية أخرى، ردا على اعتداءات قوات الاحتلال والمستوطنين الإسرائيليين المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى، وبدأت العملية الفلسطينية ضد الاحتلال عبر "ضربة أولى استهدفت مواقع ومطارات وتحصينات عسكرية للعدو".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية الاحتلال الإسرائيلي غزة بايدن امريكا غزة الاحتلال الإسرائيلي بايدن طوفان الاقصي سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إضافة إلى قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تعترف بفشلها أمام الحوثيين: الضربات لا تضعف قدراتهم ونحتاج دعم أمريكا (تقرير عبري).. عاجل
كشفت وسائل إعلام عبرية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي يواجه صعوبة في التصدي لقوات الحوثيين في اليمن، على الرغم من الهجوم المتكرر من صنعاء على تل أبيب والتي كان آخرها أول أمس السبت والذي أسفر عن سقوط عشرات الإصابات بين الإسرائيليين وهروب أكثر من 4 ملايين شخص إلى الملاجئ ووقع أضرار مادية تقدر بملايين الدولارات.
صعوبة التصدي لهجمات الحوثيينوبحسب المحلل العسكري لقناة I24NEWS العبرية، فأن التقديرات الإسرائيلية تؤكد صعوبة التصدي لهجمات اليمنية على تل أبيب، وهو ما يستدعي التعاون مع الولايات المتحدة.
وأوضح أن الخطة الإسرائيلية المعلنة لهزيمة الحوثيين ترتكز على أربعة محاور رئيسية، وهي استهداف القيادات، تدمير منظومة إنتاج الأسلحة، تعطيل خطوط الإمداد من إيران، والإضرار بالبنية التحتية الوطنية في اليمن.
وأضاف أن رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتيناهو يحتاج إلى مزيد من الوقت للرد على الحوثيين، بسبب الحاجة إلى جمع معلومات استخباراتية دقيقة لضرب مواقعهم بطريقة أكثر فعالية، وفق ما نقلت قناة القاهرة الاخبارية.
الاحتلال يستعد لضرب أهداف في اليمنيأتي هذا في الوقت الذي كشفت فيه صحيفة معاريف العبرية إن الاحتلال يخطط لضرب أهداف استراتيجية في اليمن.
وأضافت أنه رغم الاستعداد إلا أن جيش الاحتلال يواجه تحديات ضخمة، منها صعوبة تحديد المواقع العسكرية، فحتى الآن لا يمكن الحصول على معلومات دقيقة حول مواقع الأسلحة والصواريخ تحديًا كبيرًا.
وأكدت أن الهجمات الاسرائيلية على إسرائيل محدودة ، حيث أن ضرب الموانئ وخزانات الوقود لا يُضعف قدرات الحوثيين بالشكل المطلوب، مضيفين أن العمليات العسكرية في اليمن تتطلب تنسيقًا استخباراتيًا وعسكريًا عالي المستوى.