السومرية نيوز – فن

القضية الفلسطينية لم تكن يوماً ما قضية بلد واحد، وإنما دائماً ما كانت تمثل أهم القضايا العربية والإسلامية والإنسانية في العصر الحديث. فبعد النكبة سنة 1948، والشعب الفلسطيني يعيش حالة من الاضطهاد، في أرضه وممتلكاته، وحريته، وحياته، التي دائماً ما يدفعها ثمناً من أجل البقاء والاستمرار جيلاً بعد جيل.



كل هذا كان دافعاً لصناع السينما من مختلف دول العالم، عرباً كانوا أم أجانب، لإنتاج أفلام، تحكي عن القضية الفلسطينية، من زوايا مختلفة.

فالبعض اختار تسليط الضوء على المعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وآخر تحدث عن المقاومة، فيما كان موضوع آخرين هو اللاجئين الذين عانوا الغربة، تاركين أرضهم غصباً عنهم على أمل العودة وتحريرها من جديد.

نستعرض لكم في السطور المقبلة، بعض الأفلام التي تناولت القضية الفلسطينية من زوايا مختلفة، وكيف تساهم في إبراز حقيقة ما يحدث في فلسطين وتحديات التصدي للاحتلال الإسرائيلي.

فيلم "3000 ليلة"
يحكي فيلم "3000 ليلة"، للمخرجة الفلسطينية مي المصري، عن قصة مدرسة شابة من مدينة نابلس، تسمى ليال، تم اعتقالها من طرف قوات الاحتلال سنة 1980، بتهمة مساعدة شاب فلسطيني أُصيب في اشتباكات خلال مشاركته في عمليات للمقاومة.
وقد تم نقل "ليال" إلى واحد من بين أكثر السجون حراسة في الأراضي المحتلة، رفقة عدة نساء فلسطينيات، وأخريات إسرائيليات محبوسات بموجب جرائم جنائية، بعد أن حُكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات.

إلا أن هذه المدرسة سوف تتعرض لضغط كبير من طرف سجانة، التي ستجربها لتكون جاسوسة لها على سجينة فلسطينية أخرى، تعتبر الأكثر حنكة في السجن وأكثرهن سيطرة على الأوضاع هناك.

كما أنها ستظهر لتخلق صداقات مع سجينات إسرائيليات أخريات، بالرغم من خطورتهن، ومعاملتهن العنصرية الكبيرة، وذلك للتمكن من العيش داخل أسوار السجن.

ستزداد صعوبة الحياة داخل السجن، بعد أن تكتشف ليال انها حامل، إذ سوف تكون مضطرة لتربية طفلها داخل أسوار السجن، والتعايش مع الأوضاع الصعبة هناك، والمعاملات المهينة التي تتعرض لها وطفلها طيلة فترة الحبس.

الفيلم تم إصداره سنة 2015، ومن تأليف مي المصري كذلك، وبطولة كل من ميساء عبد الهادي، ونادرة عمران، وكريم صالح، وهيفاء آغا، وعبير حداد، وهنا شمعون.

وقد عرض في الدورة 59 من مهرجان لندن السينمائي، وتم ترشيحه في قائمة الترشيحات الأولية للأعمال الأردنية لجائزة الأوسكار في فئة الأفلام الأجنبية.

فيلم "الجنة الآن"
تم إصدار فيلم "الجنة الآن"، أو "Paradise Now" سنة 2005، للمخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، وذلك في إطار المسابقة الرسمية لمهرجان برلين السينمائي 55.

وتدور أحداث الفيلم حول صديقين فلسطينيين يعملان في ورشة تصليح سيارات، مواجودة بتل مطل على مدينة نابلس، ينويان القيام بعملية استشهادية.

إذ إن الصديقين يعيشان لحظات حياتهما الأخيرة، وهما ينظران الأوامر لكي يتحولا إلى قنابل بشرية، وتنفيذ عملياتهما، معلقين بين الحياة والموت، في غياب أي لحظة فرحة يمكن أن تواسي قلبيهما المكلومين على بلدهما الذي يعاني من الاحتلال.

ويقدم الفيلم العديد من الأسئلة التي يمكن طرحها عن سبب قيام شباب في مقتبل العمر بعمليات مشابهة، هل هو انعدام خيارات؟ أم تقبل للوضع الحاصل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشونها؟ أم أنه فعلاً طريق للجنة بعد الاستشهاد في سبيل الوطن؟

اختار المخرج هاني أبو أسعد لبطولة فيلمه "الجنة الآن" ممثلين غير معروفين، وهما قيس ناشف، وعلي سليمان، إضافة إلى وجوه أخرى معروفة، من بينها هيام عباس، ولبنى أزابال.

وقد حصل الفيلم على جائزة مهرجان برلين، وجائزة مهرجان الفيلم الأوروبي، وجائزة العجل الذهبي من هولندا، الجولدن جلوب، وجائزة مهرجان دوربان للسينما العالمية في جنوب أفريقيا لسنة 2005.

فيلم "مملكة النمل"
احتفاء بدور المقاومة وإيماناً منه بالقضية الفلسطينية، قدّم المخرج التونسي شوقي الماجري فيلمه السينمائي الروائي الطويل "مملكة النمل" سنة 2012، بالرغم من الصعوبات الإنتاجية التي واجهته قبل الشروع في التصوير، والذي استغرق منه 8 سنوات متواصلة.

وتدور أحداث الفيلم، الذي قام المجاري بكتابته بالمشاركة مع خالد الطريفي، وصوّره بين سوريا وتونس، حول تحديات المقاومة الفلسطينية في إطار يعكس الواقع المرير الذي يعيشه المدنيون، ومحاولاتهم المستمرة بالإمكانات البسيطة لردع المحتل، وإخراجه من أراضيهم.

كما يسلط فيلم مملكة النمل الضوء على عمليات القصف المتواصل الذي تتعرض العائلات الفلسطينية داخل المنازل، من خلال شخصيات أساسية وهما الزوجان جليلة وطارق اللذان يعانيان من القمع على مدار 12 عاما بسبب انخراطهما في صفوف المقاومة.

وسيتم اعتقال الزوجين وتعريضهما للتعذيب لمنعهما من مقاومة الاحتلال، هذا الأخير الذي سيقوم بتوجيه رصاصة لابنهما الوحيد، الذي سوف يستشهد كونه واحداً من بين أطفال الحجارة في مدينة القدس.

الفيلم يسلط الضوء كذلك على العلاقات الإنسانية والعاطفية، والروابط القوية التي تجمع أهل فلسطين، بالرغم مما يعيشون من حروب مستمرة في أراضيهم المحتلة.

الفيلم من بطولة صبا مبارك، ومنذر الرياحنة، وعابد فهد، وجميل عواد، وجولييت عواد، وصباح أبو زويتة.

فيلم "إن شاء الله"
اختارت المخرجة الكندية اناييس باربو لافييت، من خلال الفيلم الذي أطلقت عليه اسم "إن شاء الله"، تسليط الضوء على القضية الفلسطينية بطريقة مختلفة، وذلك من وجهة نظر أصحاب الأرض والمحتل.

وتدور الأحداث حول كلوي، وهي طبيبة كندية شابة تعمل مع الهلال الأحمر في أحد مخيمات اللاجئين بالضفة الغربية.

إذ إنها تقضي يومها بالكامل رفقة الفلسطينيين بالقدس، فيما تضطر للعودة إلى الأراضي المحتلة برام الله مساء لتعيش حياتها العادية بعيداً عن العمل، وبين هنا وهناك تبدأ بالمقارنة.

فيما تدخل كلوي في صداقة رفقة سيدتين، الأولى فلسطينية سُجن زوجها ظلماً في السجون الإسرائيلية، والأخرى يهودية مُجنّدة إلى جانب قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وفي ظل كل ما تعيشه وتتلقاه من معلومات من الطرفين، تكوّن كلوي صورة مختلفة عما كانت تعرفه عن القضية الفلسطينية، وتفهم مدى قسوة وعنف الهجوم العدواني الذي تشنه قوات الاحتلال على المدنيين في أراضيهم.

فيلم إن شاء الله من بطولة الممثلة الكندية أومري اليلان، وليونيل كارنيكر، وصابرينا الوزاني، وصالح الزين، ويوسف محمد، وفادي باسل كريم.

فيلم "لما شُفتك"
تسليطاً للضوء على حياة اللاجئين الفلسطينيين الذين نزحوا إلى الأردن، عقب أحداث النكسة سنة 1967، كان هذا موضوعاً لفيلم المخرجة الفلسطينية آن ماري جاسر الذي يحمل اسم "لما شفتك"، وتم إصداره سنة 2012.

وتدور الأحداث حول طفل صغير اسمه طارق، عمره لم يتجاوز 11 سنة، الذي يضطر للهروب رفقة والدته إلى الأردن، بعد أحداث سنة 1967، والمكوث في مخيم مؤقت للاجئين هناك.

إلا أن الأوضاع البائسة والخدمات السيئة هناك، التي لا علاقة لها بحياته القديمة قبل النكسة، تدفعه للهرب من المخيم وحيداً، محاولاً الالتحاق بمخيم للفدائيين للعودة إلى وطنه أملاً في تحريره من المحتل.

ولكن الأم التي كانت تعاني بدورها العديد من التحديات من أجل العيش والتأقلم في حياتها الجديدة، تقوم بالبحث عن طفلها واسترجاعه، ثم تعمل جاهدة للعودة مرة أخرى لبلدها، وكلها أمل في عيش حياة أفضل، واسترجاع ولو جزء بسيط من ذكريات حياتها الماضية.

تم ترشيح هذا الفيلم للمنافسة في قائمة الأفلام الأجنبية في جائزة الأوسكار في دورته الـ85، لكنه لم يتمكن من تجاوز التصفيات، فيما حصل على جائزة أفضل فيلم عربي لمهرجان أبوظبي، لسنة 2012، وجائزة مهرجان قرطاج السينمائي في تونس لنفس السنة.

المصدر: السومرية العراقية

كلمات دلالية: القضیة الفلسطینیة إن شاء الله الضوء على

إقرأ أيضاً:

تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية

 

كان الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية واضحاً منذ عقود، ولكنه أثبت وصدق ثباته منذ بداية معركة طوفان الأقصى في 7 من أكتوبر 2023م، عندما أعلن السيد القائد عبدالملك الحوثي- يحفظه الله- أن أبناء غزة وفلسطين عامة ليسوا وحدهم، وأننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عن قضيتهم، والتي هي في الأساس قضية الشعب اليمني.
هذا الموقف العروبي، جاء من دافع الإخوة الإيمانية، ومن باب الواجب علينا أن ندافع عن المقدسات الإسلامية، وندافع عن إخواننا في فلسطين، الذين يتعرضون لأبشع المجازر، ويرتكب بحقهم شتى أنواع القتل والدمار، والإرهاب الوحشي، وتحتل أرضهم وتصادر ممتلكاتهم، وتستباح دماؤهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
القضية الفلسطينية والدفاع عنها هي المحك وهي المعيار لإثبات مدى الإيمان ومدى الالتزام بالتعاليم الدينية، وهي الغربال الذي من خلالها يتضح من هو المؤمن الحق، ومن هو المنافق والعميل والخائن، من خلالها كذلك نعرف من هو العدو الحقيقي لنا كأمة مسلمة، وكذلك طبيعة الصراع مع العدو الذي حدده الله لنا في القرآن الكريم.
ما يجري اليوم في المنطقة بعد السابع من أكتوبر 2023م، والذي أفرز لنا قيادات وأنظمة عربية وإسلامية عميلة للصهيونية، وتنفذ مخططاتها وفقاً لاستراتيجيات مدروسة منذ عقود، حتى وصل بنا الحال إلى ما وصلنا إليه اليوم من ذل وهوان وخضوع واستسلام.
كانت سوريا خلال العقود الماضية تعد إحدى الدول الداعمة للقضية الفلسطينية، والرافضة للتطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وكان لها ثقل في المنطقة، رغم السلبيات التي حدثت أو كانت تحدث من قبل النظام السوري طيلة فترات الصراع العربي الإسرائيلي، لكن اليوم بعد سقوط دمشق في الحضن الإسرائيلي وهذه هي الحقيقة التي علينا أن نسلّم بها، أصبحت إسرائيل في مواقف اقوى من قبل، وضمنت عدم تلقي المقاومة الفلسطينية واللبنانية أي دعم يأتي عن طريق سوريا، وقطعت أحد شريانات دخول السلاح، لكن هذا لن يثني المجاهدين ولن ينال من عزيمتهم وثبات موقفهم تجاه العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضهم ويرتكب بحقهم أبشع المجازر اليومية.
رغم تأثير سقوط سوريا بيد الصهيونية، لكن ذلك لن يغير في ثبات الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية، ولن يغير في سير معركة الجهاد المقدس والفتح الموعود، بل سيزيد من ثبات الموقف اليمني، ويؤكد أننا في معركة مقدسة، ولا تراجع عن الموقف، وأن إخواننا في فلسطين وسوريا كذلك ليسوا وحدهم، بل إننا معهم وسنقف إلى جانبهم، وسندافع عنهم، وإن العمليات العسكرية في البحر الأحمر، وفي الأراضي العربية المحتلة مستمرة، وستزداد وتيرتها، وفق مرحلة التصعيد، وبخصوص ما يروج له العملاء والخونة منتشين بسقوط سوريا، وأن معركة تحرير صنعاء قادمة كما يسمونها، ويسعون لحشد الجيوش بقيادة أمريكا وإسرائيل وبقية الدول الصهيونية ومعهم صهاينة العرب، نقول لهم: إن موقفنا ثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولن يتغير، وسنقاتل حتى النصر أو الشهادة، وصنعاء ليست دمشق…

مقالات مشابهة

  • من «الزاوية العمياء».. الفصائل الفلسطينية تنفذ عمليات موجعة ضد إسرائيل (فيديو)
  • تباث الموقف اليمني تجاه القضية الفلسطينية
  • هذه أبرز الأحداث التي شهدتها إيران خلال 2024.. بينها عملية اغتيال
  • مصر في عيون أبنائها في الخارج: قمة الثمانية تسلط الضوء على الدور المصري المحوري
  • الاحتلال الإسرائيلى يدمر تراث فلسطين.. "أبو عطيوي": الاحتلال يسعى لطمس كافة معالم القضية الفلسطينية
  • وزير الخارجية العراقي: ندعم القضية الفلسطينية ووقف إطلاق النار في غزة
  • كتائب القسام تسلط الضوء على معاناة الأسرى وتوجه رسالة لنتنياهو والمستوطنين
  • تباث الموقف اليمني.. تجاه القضية الفلسطينية
  • منظمة قانون من أجل فلسطين: الهجمات على الأونروا هدفها تقويض القضية الفلسطينية
  • المنظمات الأهلية الفلسطينية: نطالب بإرسال بعثات دولية إلى غزة لمتابعة حجم الكارثة الإنسانية التي يعيشها شعبنا