لماذا نتفقد هواتفنا الذكية فور استيقاظنا؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
يمن مونيتور/ قسم الأخبار
في المجتمع السريع الذي نعيش فيه اليوم، أصبح الاستغناء عن الهواتف الذكية أمراً صعباً، وغالباً ما تشكل تلك الهواتف جوانب متعددة من حياة الإنسان.
إحدى العادات البارزة التي تجسد هذا الاعتماد هو الإمساك بالهواتف الذكية في اللحظة التي نستفيق فيها.
تستحق هذا الظاهرة الانتباه لفحص العوامل النفسية والاجتماعية والعملية التي تسهم في انتشارها.
في عالم النفس، يوفر مفهوم “خوف الفوات”، أو FOMO، تفسيراً قوياً عن سبب لجوء الناس إلى هواتفهم فور استيقاظهم. الـFOMO هو قلق اجتماعي متأصل في التخوف من فقدان فرصة للتفاعل الاجتماعي، أو تجربة جديدة، أو معلومات قيمة. وبما أن دوائرنا الاجتماعية ومصادر المعلومات لدينا قد انتقلت عبر الإنترنت، أصبح الهاتف الذكي المدخل الذي نخفف من خلاله من هذا القلق.
نظام الدوبامين المكافئ
تلعب المادة الكيميائية العصبية الدوبامين دوراً حاسماَ في تشكيل سلوكنا. استخدام الهاتف الذكي، وخصوصاً الأنشطة مثل تصفح وسائل التواصل الاجتماعي أو قراءة الرسائل، يؤدي إلى إفراز الدوبامين. ينشئ هذا دورة عادة تجعل من السار استخدام هذه الأجهزة.
وعند الاستيقاظ، يتم إعادة تعيين نظام الدوبامين، وتتجدد الرغبة في المشاركة في الأنشطة الممتعة، مما يدفعنا للإمساك بهواتفنا.
شهدت الهواتف الذكية تحولاً في الـ15 عاما الأخيرة، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من الحياة الحديثة
الاتصال المستمر
العصر الذي نعيش فيه هو عصر الاتصال الدائم، إذ تتدفق الرسائل والتحديثات بلا توقف. ويُعادل البقاء متاحاً باستمرار، الكفاءة والموثوقية، سواءً على الصعيد الاجتماعي أو المهني. ومن ثم، يعتبر فحص هواتفنا أول شيء في الصباح طقساً حديثاً للمشاركة الاجتماعية والجاهزية المهنية.
سلوك الأقران
البشر كائنات اجتماعية تتأثر بشكل طبيعي بأفعال وعادات من حولهم. ويتطلع الناس للتحقق من هواتفهم عند الاستيقاظ؛ لأنهم يرون الآخرين يفعلون الشيء نفسه.
وظائف عملية
الهواتف الذكية ليست مجرد أجهزة اتصال بسيطة، لقد تحولت إلى أدوات متعددة الوظائف تلبي مجموعة من احتياجات الإنسان – سواءً كان ذلك في ضبط المنبه، أو تقديم الأخبار الصباحية، أو مساعدة الناس في تنظيم تنقلاتهم اليومية. وتعد تلك الوفرة من الوظائف جزءًا لا يتجزأ من الروتين الصباحي.
المستقبل
بالنظر إلى الدمج المتزايد للواقع المعزز، وخوارزميات الذكاء الصناعي، والتطورات الأخرى، من المتوقع أن يصبح دور الهاتف الذكي أكثر أهمية في حياة الإنسان.
ومع تطور التكنولوجيا، قد تنمو أيضاً الأسباب التي تقف وراء هذا الطقس الصباحي وتزيده تعقيداً.
قد يأتي يوم يصبح فيه الاستيقاظ دون التحقق فوراً من هاتفك الذكي أمرًا لا يمكن تصوره، يذكر بعصر غابر.
يعتبر الإمساك بالهواتف الذكية لدينا عند الاستيقاظ نتيجة لتفاعل معقد من العوامل النفسية، والاجتماعية، والعملية. مع تطور الأمور في المستقبل، يبقى الأمر معلقًا على كيفية تشكيل التطورات التكنولوجية لهذه العادة التي تبدو بسيطة، ولكن لها تأثيراً عميقاً على حياتنا.
الشرق، ChatGPT
المصدر: يمن مونيتور
كلمات دلالية: الذكاء الأصطناعي النوم الهواتف الهواتف الذکیة
إقرأ أيضاً:
هاتف في القبر.. هل الميت خارج التغطية؟
#سواليف
زاد تعلق البشر بالهواتف النقالة في العقود الأخيرة بشكل سريع ووصل مستويات فاقت حد التصور حتى أن البعض لا يستطيع مفارقة هاتفه الذكي النقال الذي يربطه بالآخرين وبالعالم ولا للحظة.
اللافت أن هذا التعلق بالهواتف الذكية بلغ حد الرغبة في أن ترافق #الهواتف النقالة الذكية أصحابها إلى #العالم_الآخر. ظاهرة دفن الهواتف النقالة مع أصحابها انتشرت في عدة مناطق في العالم وزادت بشكل ملحوظ.
مركز أبحاث مختبر المستقبل في لندن، ذكر أن عدد الأشخاص الذين يرتبون لدفن هواتفهم المحمولة معهم آخذ في الارتفاع، مشيرا إلى أنه ” يبدو أن الجميع تحت سن الأربعين الذي يموتون يأخذون هواتفهم المحمولة معهم”.
مقالات ذات صلة صاعقة تقتل عشرات المصلين في أوغندا 2024/11/05تعلق الإنسان المعاصر بهاتفه الذي بات أكثر من مجرد وسيلة اتصال، أصبح بمثابة “البصمة” الحضارية لعصرنا، وهو يعكس طبيعة الحياة اليومية المعاصرة التي تدور حول هذا الجهاز في كل شيء تقريبا.
الهواتف النقالة الذكية أصبحت تغني عن أجهزة التلفزيون وعن الصحف والمجلات الورقية وعن ارتياد أماكن التسوق وتغني البعض حتى عن أماكن للعمل، وهي “نافذة” مفتوحة يرى منها الشخص العالم بشكل مباشر ومن خلالها يرتبط بالآخرين ويقيم علاقات مع أناس في اقصى الأرض. الهواتف المحملة بذلك مثل البلورة السحرية.
ما يمكن وصفها بـ”موضة” #دفن_الهواتف المحمولة مع أصحابها، بدأت من جنوب إفريقيا وكان أول شخص حمل هاتفه المحمول معه إلى القبر، من سكان كيب تاون. الرجل كان يؤمن بالقوى الخارقة وكان مرتعبا جدا أن يتم تنويمه بواسطة التعويذ والسحر وأن يدفن بعد ذلك حيا، ولذلك طلب أن يدفن هاتفه معه حتى يتمكن بالاتصال وطلب النجدة، إذا ما استيقظ في ظلمة قبره.
كان القدماء في بعض الحضارات يدفنون السيوف والرماح مع المقاتلين، وفي مصر القديمة يدفن الفراعنة مع الكثير من الكنوز والمقتنيات وحتى الطعام، ويبدو أن عصرنا سيعرف بطقوس دفن “الهواتف المحمولة”.
مع انتشار هذه “الموضة” ظهرت مؤسسات دفن متخصصة تعرض خدماتها على الراغبين. شركات دفن ترتب كل شيء بدقة عصرية وتضع مع المتوفي ليس فقط هاتفه النقال بل عدة بطاريات احتياطية في النعش، وذلك لأن بطارية الهاتف المحمول تصاب بالعطب نتيجة الرطوبة في القبر!
في استراليا على سبيل المثال، يرغب الكثيرون في أن تدفن معهم الأشياء التي تمثل أسلوب حياتهم، مثل الهاتف والكمبيوتر المحمولين. البعض من هؤلاء يرغب في أن يدفن مثل المشاهير مع المجوهرات الثمينة أيضا في استعادة للطقوس الجنائزية المصرية القديمة.
هذه الظاهرة تزدهر في إيرلندا البلد الذي يستعمل أكثر من 94 بالمئة من سكانها هواتف محمولة. لا أحد يعد أهله وأحبته بمكالمة من العالم الآخر، ولكن البعض ضمنيا يتحوط لمثل هذا الأمر المستحيل. في إيرلندا يوصي البعض بأن تدفن معه أيضا سجائره وأعواد الثقاب أو الدمى المحبوبة.
تجري مثل هذه الطقوس في الولايات المتحدة. في ولاية ساوث كارولينا يضع أقارب المتوفي خفية في سترته قبل حرق الجثة، هاتفه المحمول. هذه الظاهرة انكشفت نتيجة لسماع صوت فرقعة ناتجة عن انفجار بطاريات الهواتف المحمولة. وكالات دفن توفر لزبائنها خدمة تتمثل في وضع هواتفهم النقالة في جرة مع الرماد. هذا ليس كل شيء. رغم غرابة الظاهرة بالنسبة للبعض إلا أنها تعكس أمرا واحدا أبديا يتمثل في تعلق الإنسان بالحياة. رنين الهاتف المحمول بالنغمات المفضلة ربما يراه مثل هؤلاء المتعلقين جدا بأجهزتهم، بمثابة أمل في جرس منبه يوقظ صاحبه في حياة أخرى.