أبوظبي: «الخليج»

استقبل صقر غباش رئيس المجلس الوطني الاتحادي، دوارتي باتشيكو رئيس الاتحاد البرلماني الدولي، أمس، بمقر المجلس في أبوظبي ومارتن شنغونغ الأمين العام للاتحاد البرلماني الدولي، وتم خلال اللقاء توقيع اتفاقية بين المجلس الوطني الاتحادي والاتحاد البرلماني الدولي لاستضافة المجلس للمؤتمر البرلماني الخاص بمنظمة التجارة العالمية المصاحب للمؤتمر الوزاري الثالث عشر للمنظمة.

وحضر اللقاء الدكتور علي النعيمي ومروان المهيري وميرة السويدي أعضاء المجلس الوطني الاتحادي والدكتور عمر النعيمي الأمين العام للمجلس.

وأكد صقر غباش، عمق العلاقات والشراكة الاستراتيجية بين المجلس الوطني الاتحادي والاتحاد البرلماني الدولي، مشيراً إلى الدور المهم الذي يلعبه الاتحاد البرلماني الدولي في تحقيق التنمية لدول وشعوب العالم ومناقشته أهم القضايا الإقليمية والدولية ومساهمته في تعزيز السلام والتسامح، وكذلك دعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة في خطة عام 2030، وهذه الزيارة تعد الأولى للوفد، مشيراً إلى العلاقة المتميزة التي تربط المجلس الوطني الاتحادي والاتحاد البرلماني الدولي، حيث يعد المجلس أول برلمان في العالم يوقع اتفاقية تعاون مع الاتحاد البرلماني الدولي في عام 2014.

وقال: «تأتي استضافة الإمارات للمؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية والمؤتمر البرلماني المصاحب تجسيداً لعلاقة التعاون والشراكة القائمة بين المجلس الوطني الاتحادي والاتحاد البرلماني الدولي واستمراراً لنجاحات الدبلوماسية البرلمانية الإماراتية خلال مشاركتها في الفعاليات البرلمانية الدولية، كما تأتي الاستضافة انسجاماً مع السمعة والمكانة التي تحظى بها دولة الإمارات من خلال عضويتها في منظمة التجارة العالمية، باعتبارها لاعباً رئيسياً في النظام التجاري العالمي متعدد الأطراف وتتويجاً لجهود ومكانة دولة الإمارات بوصفها بوابة رئيسية التجارة والاستثمار العالمي.

وتعقد المؤتمرات البرلمانية لمنظمة التجارة العالمية، عادة على هامش المؤتمرات الوزارية لمنظمة التجارة العالمية، نظراً لكون البرلمانيين وفق اختصاصاتهم الدستورية يلعبون دوراً مهماً في النظام التجاري متعدد الأطراف ومنظمة التجارة العالمية، خاصة أن الاتفاقيات الناتجة عن المفاوضات الحكومية الدولية في منظمة التجارة العالمية تحتاج في معظم الحالات إلى موافقة المشرعين في البرلمانات الوطنية».

من جهته أشاد دوارتي باتشيكو بالإنجازات الكبيرة التي تحققها دولة الإمارات على مختلف الصعد ن وأيضاً بالدور المتنامي للمجلس الوطني الاتحادي في أعمال الاتحاد البرلماني الدولي من تقديم المقترحات والمبادرات والأفكار التي تتناول مختلف القضايا والتي تحظى بكل التقدير من قبل ممثلي الدول الأعضاء في الاتحاد ما يسهم في تعزيز مكانة دولة الإمارات دولةً رائدة ومبادرة فيما يخدم الإنسانية جمعاء، كما أشاد بجهود دولة الإمارات لاستضافة المؤتمر الوزاري الثالث عشر لمنظمة التجارة العالمية، والمؤتمر البرلماني حول المنظمة، الذي يعد مشروعاً مشتركاً بين الاتحاد البرلماني الدولي والبرلمان الأوروبي، بهدف تعزيز شفافية منظمة التجارة العالمية، مشيراً إلى أن دور الاتحاد البرلماني الدولي بات اليوم أكثر أهمية نظراً للتحديات التي تواجه دول العالم.

المصدر: صحيفة الخليج

كلمات دلالية: فيديوهات المجلس الوطني الاتحادي صقر غباش الاتحاد البرلمانی الدولی لمنظمة التجارة العالمیة دولة الإمارات

إقرأ أيضاً:

الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)

 

عبيدلي العبيدلي

تعطيل طرق التجارة العالمية

تعتمد التجارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بشكل كبير على الطرق البحرية والبرية، والتي تتعرض الآن للتهديد بسبب اندلاع الحرب ضد غزة، والمنطقة المحيطة بها.

 قناة السويس:

تتعامل قناة السويس المصرية، وهي واحدة من أهم الشرايين التجارية في العالم، مع ما يقرب من 12% من التجارة العالمية و30% من شحنات النفط العالمية. ومع ذلك، أدى النزاع إلى: زيادة بنسبة 15% في تكاليف الشحن بسبب زيادة أقساط التأمين وتغيير المسار. وانخفاض بنسبة 66% في حركة السفن عبر القناة منذ بدء التصعيد في أواخر عام 2023.

وشهدت مصر، التي تعتمد على قناة السويس بنسبة 10% من ناتجها المحلي الإجمالي، انخفاضا في الإيرادات الشهرية بنسبة 40% في أوائل العام 2024، من 2.1 مليار دولار إلى 1.26 مليار دولار.

2- البحر الأحمر وخليج عدن:

يواجه البحر الأحمر، وهو طريق تجاري حيوي لدول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، هجمات متزايدة على السفن التجارية، لا سيما بالقرب من اليمن، حيث تصاعدت التوترات.

وأدت الإجراءات الأمنية الإضافية للسفن العابرة للمنطقة إلى ارتفاع تكاليف الشحن بنسبة 20%، مما أثر على الميزان التجاري لدول مجلس التعاون الخليجي.

3- الاختناقات اللوجستية الإقليمية:

أدى إغلاق الحدود بين إسرائيل وغزة ومصر إلى تعطيل تدفق البضائع، مما أثر بشكل خاص على واردات غزة من الإمدادات الأساسية وصادرات إسرائيل من المنتجات الزراعية التي تبلغ قيمتها ملياري دولار سنويًا.

التأثير على الاتفاقيات التجارية الإقليمية والعلاقات الاقتصادية

1- نكسات اتفاقيات إبراهام:

أدت اتفاقيات إبراهام، الموقعة في العام 2020، إلى تطبيع العلاقات التجارية بين إسرائيل ودول عربية، بما في ذلك الإمارات العربية المتحدة والبحرين، إلى نمو التجارة الثنائية بنسبة 25% سنويا، لتصل إلى 3 مليارات دولار في العام 2023.

وبعد تصاعد النزاع، علقت البحرين العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية مع إسرائيل، وأوقفت ما يقدر بنحو 600 مليون دولار من التجارة السنوية.

وأفاد مجلس الأعمال الإماراتي الإسرائيلي بانخفاض بنسبة 40% في الاتفاقيات التجارية الجديدة في الربع الرابع من العام 2023 مقارنة بالفترة نفسها من عام 2022.

2- التجارة مع الدول المجاورة:

تأثر كل من الأردن ولبنان، اللذان يعتمدان بشكل كبير على التجارة الإقليمية، وانخفضت صادرات الأردن إلى إسرائيل، التي تقدر قيمتها بـ  700 مليون دولار سنويا، بنسبة 50%. وشهد الاقتصاد اللبناني المتعثر انخفاضا في التجارة البينية بنسبة 12%، مما أدى إلى تفاقم العجز التجاري البالغ 3.6 مليار دولار.

3- السياحة وتجارة الخدمات:

تأثرت السياحة، التي تعد محركا مهما لصادرات الخدمات في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بشدة؛ حيث انخفضت عائدات السياحة في مصر، التي تساهم بنسبة 9% في الناتج المحلي الإجمالي، بنسبة 30% في الربع الأول من العام 2024 بسبب انخفاض السفر داخل المنطقة.

وشهدت إسرائيل انخفاضا بنسبة 60% في عدد السياح الوافدين؛ حيث خسرت ما يقرب من 1.2 مليار دولار من عائدات السياحة خلال نفس الفترة.

أزمات اللاجئين والتجارة الإنسانية

وخلقت الأزمة الإنسانية الناجمة عن النزاع ضغوطا إضافية على التجارة البينية الإقليمية:

1- تدفق اللاجئين؛ حيث نزح أكثر من 1.8 مليون شخص بسبب النزاع، مما أثر بشكل أساسي الواقع الاقتصادي والاجتماعي في مصر والأردن ولبنان.

ويزيد اللاجئون من الطلب على التجارة الإنسانية، مثل الغذاء والإمدادات الطبية، ولكنه يضغط أيضا على الموازين التجارية للبلدان المضيفة.

وارتفعت واردات الأردن الغذائية بنسبة 15% في العام 2024، مما أدى إلى زيادة العجز التجاري بمقدار 400 مليون دولار.

وواجه لبنان ارتفاعا بنسبة 20% في أسعار القمح، مما أدى إلى تفاقم أزمته الاقتصادية.

2- تدفقات المساعدات الإنسانية:

تكافح المساعدات الإنسانية، التي تبلغ قيمتها 2 مليار دولار سنويا في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، للوصول إلى غزة بسبب إغلاق الحدود والحواجز اللوجستية. وأدت اختناقات المساعدات إلى تقليص التسليم الفعال للسلع بنسبة 40%، مما أثر على الأمن الغذائي والخدمات الصحية في المناطق المتضررة.

الآثار الأوسع نطاقا على التكامل الإقليمي

كشفت الحرب على غزة هشاشة جهود التكامل الإقليمي:

1- مبادرات جامعة الدول العربية:

شهدت منطقة التجارة الحرة العربية الكبرى التابعة لجامعة الدول العربية، والتي تهدف إلى تعزيز التجارة البينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، تقدما محدودا:

ونمت التجارة بين أعضاء منطقة التجارة الحرة والتجارة الحرة بنسبة 3% سنويا خلال العقد الماضي، ولكن من المتوقع أن تنخفض بنسبة 6% في العام 2024، مما يعكس سنوات من الاندماج التدريجي.

وأدت الحواجز غير الجمركية، مثل القيود الأمنية، إلى إعاقة التدفقات التجارية.

2- التعاون الاقتصادي لدول مجلس التعاون الخليجي:

تعطلت الجهود التي تبذلها دول مجلس التعاون الخليجي لتعزيز سلاسل التوريد الإقليمية. وتأخرت مشاريع البنية التحتية المشتركة، مثل سكة حديد الخليج، التي تهدف إلى تعزيز الربط التجاري، بسبب زيادة انعدام الأمن الإقليمي.

3- التكاليف الاقتصادية طويلة الأجل:

يُقدِّر صندوق النقد الدولي أن عدم الاستقرار الذي طال أمده قد يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي في المنطقة بنسبة 1.2% سنويا، وهو ما يعادل خسارة نحو 65 مليار دولار من الناتج الاقتصادي على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ولا يزال استقرار الشرق الأوسط أمرًا بالغ الأهمية لصحة الاقتصاد العالمي. وتؤكد الدروس المستفادة من الحرب على غزة على الحاجة الملحة إلى نهج منهجية لمعالجة الأسباب الجذرية لعدم الاستقرار، وتحقيق التوازن بين إدارة الأزمات على المدى القصير والتنمية الطويلة الأجل، وتعزيز إطار دولي تعاوني. ومن خلال تبني المرونة والابتكار والدبلوماسية، يمكن للمجتمع العالمي أن يتغلب على هذه التحديات وتحويلها إلى فرص للنمو الاقتصادي والاستقرار المستدامين.أعلى الشكل

إنَّ الحرب على غزة، إلى جانب التوترات الأوسع نطاقا في الشرق الأوسط، لها تداعيات اقتصادية بعيدة المدى على المنطقة والعالم. وفي حين تزدهر صناعة الأسلحة وسط زيادة الإنفاق العسكري، فإن مواطن الضعف الاقتصادية الأوسع نطاقًا- بما في ذلك تقلبات أسعار النفط، وتعطل سلاسل التوريد، وتراجع ثقة المستثمرين- تؤكد تحديات عدم الاستقرار الناجم عن الصراع. تتطلب معالجة هذه القضايا جهودًا دولية متضافرة واستراتيجيات اقتصادية مبتكرة والتزامًا بالتنمية المُستدامة.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • ” الوطني الاتحادي” يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي
  • “صحية الوطني الاتحادي” تواصل مناقشة سياسة تعزيز معدلات الإنجاب
  • «الوطني» يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي
  • الإمارات..الوطني الاتحادي يواصل مناقشة سياسة تعزيز معدلات الإنجاب
  • الوطني الاتحادي يشارك في اجتماع اللجنة التنفيذية للاتحاد البرلماني العربي
  • الشورى يشارك في اجتماع لجنة الاتحاد البرلماني العربي بالقاهرة
  • «التنمية الصناعية» يوقع اتفاقية تعاون مع المعهد المصرفي
  • خبير: مصر في قلب حركة التجارة العالمية بفضل مشاريع النقل والموانئ الاستراتيجية
  • الصراع العربي- الإسرائيلي والاقتصادات العالمية (3-3)
  • المجلس الاتحادي السويسري يعتزم إنشاء محطات طاقة نووية جديدة