دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) --  يُستخدم نحو 200 ألف كتاب لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي من قبل بعض أكبر الشركات في مجال التكنولوجيا، ولكن، تكمن المشكلة، في عدم إخبار مؤلفي تلك الكتب بذلك.

ويُطلق على النظام اسم "Books3"، وبحسب تحقيق أجرته مجلة "ذا أتلانتيك" (The Atlantic)، تعتمد مجموعة البيانات على مجموعة من الكتب الإلكترونية المقرصنة التي تغطي مختلف أنواعها، بدءًا من الخيال العلمي المثير وحتى الشعر النثري.

وتساعد الكتب أنظمة الذكاء الاصطناعي التوليدية في تعلّم كيفية توصيل المعلومات.

ويمكن استخلاص بعض النصوص التدريبية الخاصة بالذكاء الاصطناعي من المقالات التي تنشر على الإنترنت، لكن الذكاء الاصطناعي عالي الجودة يتطلب نصًا عالي الجودة لاستيعاب اللغة منه، وهنا يأتي دور الكتب وفقًا لمجلة "ذا أتلانتيك".

ويُعد نظام "Books3" بالفعل موضع دعاوى قضائية متعددة ضد شركة "ميتا" وغيرها من الشركات التي تستخدم النظام لتدريب الذكاء الاصطناعي.

الآن، بفضل قاعدة البيانات التي نشرتها مجلة "ذا أتلانتيك" الأسبوع الماضي، وسحبها نظام "Books3"، يمكن للمؤلفين معرفة ما إذا كانت كتبهم تُستخدم على وجه التحديد لتدريب أنظمة الذكاء الاصطناعي تلك.

وبعدما اكتشفت أن عملها قيد الاستخدام، اتجهت ماري تشوي لمنصات التواصل الاجتماعي لتعبّر عن غضبها قائلة: "أنا محبطة ومُحطّمة كليًّا. أنا غاضبة وفي الوقت ذاته أشعر بالعجز التام".

وعبرت تشوي، التي ظهرت روايتها الأولى بعنوان "Emergency Contact" في قاعدة البيانات، عن مشاعرها كذلك في رسالة بالبريد الإلكتروني.

ويعد الكتاب، الذي ييرز قصة امرأة كورية أمريكية شابة تخوض علاقة جديدة، "شخصيًا للغاية" بالنسبة لمؤلفته، وقد قيل لتشوي في البداية إن قصتها "هادئة للغاية وتخاطب فئة معينة ". وأصبح الكتاب لاحقًا من أكثر الكتب مبيعًا ضمن قائمة "نيويورك تايمز"، ونال إعجاب جماهير من مختلف أنحاء العالم.

وأعربت مين جين لي، مؤلفة روايات "باتشينكو" و"طعام مجاني للمليونيرات"، عن أفكار مماثلة على منصات التواصل الاجتماعي، واصفة صراحة استخدام كتبها بـ"السرقة".

وقالت: "لقد أمضيت ثلاثة عقود من حياتي في كتابة كتبي. إن نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي لم تستوعب البيانات أو تستخرج منها. لقد سرقت شركات الذكاء الاصطناعي عملي ووقتي وإبداعي. لقد سرقوا قصصي لقد سرقوا جزءًا مني".

أما عن نورا روبرتس، وهي روائية المؤلفات الرومانسية غزيرة الإنتاج، فوجدت أن لديها 206 من كتبها مستخدمة في قاعدة بيانات "Books3"، وفقًا لمجلة "ذا أتلانتيك". وهذا الرقم يُعد الأعلى لأي مؤلف على قيد الحياة، ويأتي في المرتبة الثانية بعد ويليام شكسبير.

ووصفت قاعدة البيانات واستخدامها من قبل شركات التكنولوجيا بأنها "خطأ من كل النواحي".

وقالت روبرتس في بيان لـ CNN: "نحن بشر، نحن كتّاب، ويتم استغلالنا من قبل أشخاص يريدون استخدام أعمالنا، مرة أخرى من دون إذن أو تعويض، من أجل كتابة كتب ونصوص ومقالات لأنها وسيلة رخيصة وسهلة".

وهذا الاستغلال للكتّاب لم يصدم المؤلف نيك شارما، صاحب كتاب الطهي الخاص به وعنوانه "Season"، إذ كتب في منشور على منصات التواصل الاجتماعي: "أشعر بالرعب ولكني لست متفاجئًا من استغلالي. من الواضح أنه لم يُطلب حتى الحصول على إذن مني أو على أي تعويض مقابل استخدام عملي لتدريب الذكاء الاصطناعي".

وقال شارما لاحقًا في رسالة بالبريد الإلكتروني إن "الذكاء الاصطناعي أمر لا مفر منه،  لذلك لم أتفاجأ".

وتابع أن الأمر الأكثر إثارة للغضب هو أنه لم يتم التواصل مع أي شخص بشأن إذن الاستخدام أو دفع أي مقابل. وقال إن التعليم في نهاية المطاف ليس مجانيا في الولايات المتحدة؛ ويتم دفع أجور للمعلمين، كما يتم شراء الكتب المدرسية.

ولفت شارما إلى أن السياسة الحكومية بشأن استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لا تزال في مهدها، مضيفا: "بالتالي، تستفيد شركات التكنولوجيا استفادة كاملة قدر استطاعتها". 

ولم تستجب شركة "ميتا"، التي استخدمت قاعدة بيانات "Books3" وفقًا لمجلة "ذا أتلانتيك"، لطلب التعليق.

وأشار متحدث باسم "بلومبيرغ" في بيان له إلى أن الشركة "استخدمت عددًا من مصادر البيانات المختلفة"، بما في ذلك "Books3"، لتدريب نموذج "BloombergGPT" الأولي، وهو نموذج للذكاء الاصطناعي للقطاع المالي. ولكن وفقًا لما قاله المتحدث الرسمي، فإن "بلومبيرغ لن تُدرج مجموعة بيانات Books3 ضمن مصادر البيانات المستخدمة لتدريب الإصدارات التجارية المستقبلية من BloombergGPT".

وعلى ما يبدو، ليس كل المؤلفين يشعرون بالانزعاج من استخدام الذكاء الاصطناعي لأعمالهم. إذ كتب جيمس تشابل، الذي استخدم كتابه الأكاديمي عن الكنيسة الكاثوليكية الحديثة في قاعدة البيانات، على منصات التواصل الاجتماعي إنه “لا يهتم لهذا الأمر على الإطلاق”، بل يريد أن يُقرأ كتابه.

ولم يستجب تشابل لطلب الحصول على مزيد من التعليقات.

وسرعان ما تحول الذكاء الاصطناعي، في أيدي الشركات الكبيرة، إلى مصدر قلق كبير للعديد من الكتّاب.

وقد قامت نقابة الكتاب الأمريكية بإضراب جزئي هذا الصيف للمطالبة بفرض قيود على استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة الأفلام والبرامج التلفزيونية.

وتستخدم أداة "شات جي بي تي" (ChatGPT) على وجه الخصوص في مختلف المجالات بدءًا من كتابة المهام وحتى الملخصات القانونية.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي كتب التواصل الاجتماعی الذکاء الاصطناعی قاعدة البیانات

إقرأ أيضاً:

خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي

دبي (الاتحاد)
يواصل مجلس دبي الرياضي العمل على تعزيز دور الذكاء الاصطناعي في المجال الرياضي بدبي، وفي هذا الإطار، زار مجمّع حمدان الرياضي وفد من صناع القرار وممثلي الشركات الدولية المتخصصة في الذكاء الاصطناعي الرياضي وفي مقدمتها شركة مايكروسوفت، الذين شاركوا في ملتقى دبي الدولي للذكاء الاصطناعي في الرياضة.
وتأتي الزيارة في إطار جهود مجلس دبي الرياضي لتعزيز الاستفادة من النجاح الهائل في مجال استخدامات الذكاء الاصطناعي لتطوير عمل المنشآت الرياضية في العالم التي أحدثت طفرة في جودة الخدمات والاستفادة من البيانات ومستوى البث التلفزيوني والتسويق والترويج وباقي الخدمات التي تقدّم للمشاركين والمشاهدين والجمهور في الفعاليات الرياضية الدولية.
واطلع أعضاء الوفد على الإمكانيات الفنية واللوجستية والتقنيات المتنوعة التي يضمها المجمع الأيقوني وكذلك على برنامج معسكرات المنتخبات والفرق التي تتدرب فيه خلال الفترة الماضية واللاحقة واستعراض أجندة الفعاليات خلال الفترة المقبلة، كون المجمع تم تصميمه وتنفيذه ليكون مؤهلاً لاستضافة مختلف أنواع الفعاليات الرياضية والبطولات العالمية المختلفة، كما يضم أقساماً تدريبية عديدة تحقق الهدف الذي تسعى إليه المنتخبات والفرق المختلفة التي تفضل إقامة المعسكرات التدريبية في دبي لمنح لاعبيها فرصة زيارة المدينة والاستمتاع بمنشآتها السياحية والعمرانية، التي ذاع صيتها في عموم العالم وكذلك التدرب في المنشآت الرياضية بمواصفات عالمية.
كما اطلع الوفد على مرافق المجمع المصممة وفق أعلى المعايير الدولية والتخطيط الدقيق والتقنيات الصديقة للبيئة المستخدمة فيه التي تعزز الاستدامة، وأحدث معدات التدريب والبنية التحتية الرقمية، وتابعوا شرحاً لأساليب التخطيط وإدارة تنظيم الفعاليات الرياضية الكبرى والابتكار في تعزيز أداء الرياضيين وسلامتهم وخبرتهم الشاملة، والإمكانيات المتوفرة فيه التي توفر التكامل والتنوع بين الرياضات المتعددة وتستوعب أكبر عدد من البطولات.
وجاءت زيارة الوفد ضمن فعاليات ملتقى دبي الدولي للذكاء الاصطناعي في الرياضة الذي نظمه مجلس دبي الرياضي، وشارك فيه نخبة من صناع القرار في شركات التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي العالمية وفي مقدمتهم سيباستيان لانسيسترمير، مدير إدارة الرياضة والشراكات الاستراتيجية في شركة مايكروسوفت، وأرماند بينود مدير تطوير الأعمال في مركز الابتكار الرياضي الدولي، وإينيجو بونيلا مدير التطوير في شركة سبورتيان المختصة في الذكاء الاصطناعي الرياضي التي تعمل على تحليل البيانات والأرقام في الدوري الإسباني لكرة القدم «لاليجا»، ومجموعة أخرى من كبريات الشركات المختصة في استخدامات الذكاء الاصطناعي والابتكار في الرياضة.

أخبار ذات صلة «قريبون منكم» يعزز التواصل مع موظفي شرطة دبي «الذكاء الاصطناعي» تكرم الشركاء

مقالات مشابهة

  • بالفيديو.. مختصة: الذكاء الاصطناعي لا يمكنه التحقق من جودة البيانات
  • طلاب جامعة بنها يبتكرون نظاما جديدا لمراقبة السيارات يساهم فى الحد من الحوادث
  • ضرورة محاربة أمية الذكاء الاصطناعي
  • خبراء «الذكاء الاصطناعي» يزورون مجمع حمدان الرياضي
  • غيتس يحذر من استغلال الذكاء الاصطناعي لأغراض كارثية
  • الأكاديمية العربية للعلوم تنظم ورشة عمل حول “ أخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي”
  • الخبراء العرب والدوليين يتحاورون بشأن تعزيز الوعي بأخلاقيات استخدام الذكاء الاصطناعي
  • “تطور الذكاء الاصطناعي في مجال التجسس والأمان: تحديات وفرص
  • دعوى قضائية ضد OpenAI وMicrosoft
  • “سدايا” تفتح باب التسجيل في برنامج “NVIDIA” لتدريب المدربين المعتمدين في الذكاء الاصطناعي التوليدي