لم يكن اجتياح المقاومة الفلسطينية يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري غلاف غزة ومستوطناتها على امتداد 45 كيلومترا ومشاهد الهلع والفرار الجماعي للمستوطنين وعجز الجيش الإسرائيلي مجرد معركة عسكرية رابحة فقط، فمفاعيل تلك المعركة تشير إلى تآكل بنية وجود إسرائيل من خلال هروب الإسرائيليين الكثيف إلى الخارج تحت وطأة المشاكل الداخلية العويصة أيضا ونبوءات متوارثة ومخيفة عن زوال قريب.

"لقد هربنا إلى قبرص مباشرة بعد انطلاق صفارة الإنذار الأولى يوم السبت، أخبرني حدسي أن هذه لم تكن مجرد جولة أخرى، وكانت أعصابي متوترة لمدة 10 أشهر بسبب هذا البلد الذي جن جنونه علينا" هذا ما جاء في شهادة أحد الفارين في تحقيق لصحيفة هآرتس بعنوان "قاتل حماس أو اهرب".

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4إسرائيل تستعد لإخلاء المستوطنات القريبة من غزة ولبنانlist 2 of 48 أيام على "طوفان الأقصى".. إسرائيليون: لن نعود إلى غلاف غزةlist 3 of 4الاحتلال يخلي سديروت من كافة المستوطنينlist 4 of 4سديروت "مدينة أشباح".. ما دلالات إخلائها؟end of list

لم يتعود الإسرائيليون على "النزوح" كان هذا مصطلحا لصيقا بالفلسطينيين والعرب في الأماكن التي تطالها الاعتداءات الإسرائيلية، وبعد 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بات الإسرائيليون ينزحون أيضا، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي أن 500 ألف نزحوا داخل إسرائيل، وهم مستوطنون مهاجرون في الأصل، فيما أخليت مدينة سديروت بالكامل، وهي تضم نحو 20 ألف مستوطن، كما يتم إخلاء المستوطنات القريبة من الحدود الشمالية مع لبنان.

ويشير دخول الإسرائيليين إلى دائرة النزوح وسقوط صواريخ المقاومة في تل أبيب وجنوب القدس وتعطيل جلسات أعضاء الكنيست وهروبهم إلى الملاجئ بالصورة القاتمة إلى زيف مقولة الأمن والاستقرار، ويعطي انطباعا للإسرائيليين عما قد يحصل مستقبلا، فباتوا يتفقدون جوازاتهم البديلة المكتسبة بحكم جنسياتهم الأصلية القديمة أو تلك التي حصلوا عليها لاحقا لاستخدامها عند الضرورة.

وكانت مشاهد الازدحام غير المسبوق في مطار تل أبيب -الذي تعطل بعد قصف المقاومة في ذلك اليوم- والمطارات الأخرى أكبر من أن تفسر بسياقات السفر العادية، فمعظم من يخرجون باتوا لا يعودون، ويضرب كل ذلك عمق العقيدة الصهيونية التي تقوم على عنصر الإحلال والاستقرار وتشجيع الهجرة المكثفة إلى "أرض الميعاد"، والذي كان هاجس الوكالة اليهودية منذ تأسيسها عام 1922.

رد فعل لمسافرين في مطار بن غوريون بعد إطلاق صفارات إنذار أثناء قصف المقاومة (غيتي) لا استقرار على الأرض

استنادا إلى طروحات دينية وقومية وجغرافية وتاريخية للحركة الصهيونية اعتمدت العقيدة الأمنية الإسرائيلية على معطى أساسي، وهو تحقيق الأمن والاستقرار والازدهار لشعب قليل العدد يواجه أغلبية مناهضة لوجوده.

وتشير ظاهرة الهجرة العكسية المتزايدة إلى انكسار أسباب الاستقرار المبنية على الأمن، فبالنسبة للكثيرين لم تعد إسرائيل دولة آمنة ولا يتوفر فيها عنصر الاستقرار الأمن ومبررات البقاء والمستقبل الذي ينشدونه مع التآكل المتسارع لنظريتها الأمنية، وذلك تبعا لما يلي:

– لم تعد المواجهات العسكرية محدودة، بل أصبحت ضربات المقاومة تستهدف كل إسرائيل وبشكل موجع.
– أصبحت المواجهات متواترة، والخسائر الإسرائيلية في ارتفاع تدريجي.
– عدد القتلى والجرحى في ازدياد متواصل، ولم يعد أحد بمنأى عن ذلك.
– لم تعد القوة العسكرية أو الاستخباراتية الإسرائيلية قادرة على تجنيب الإسرائيليين الموت.
– فقد الجيش الإسرائيلي قدرة الردع، وظهرت حقيقة ضعفه.
– قتلت إسرائيل آفاق السلام الذي كان مشجعا للبعض على البقاء أو القدوم.
– زيادة قوة "الحزام المعادي لإسرائيل"، حيث أصبح يشكل تهديدا وجوديا لها.
– تفاقم المشاكل الداخلية الإسرائيلية سياسيا وانعكاسها على الوضع الاقتصادي والأمني.
– سيطرة اليمين على مفاصل السلطة واعتماد سياسة عنصرية متطرفة مثّلا عنصرا طاردا.
-أدت الأوضاع الداخلية والخارجية إلى زيادة منسوب التشاؤم والإحباط لدى الإسرائيليين.

واستنادا إلى ذلك لم يعد "المشروع الإسرائيلي" حتى بأبعاده الدينية التاريخية مغريا وعنصر جذب لليهود للبقاء، كما أن عنصر استقرار السكان على الأرض باعتباره من عناصر تكوين الدولة لم يعد قائما بحكم الضغوط الأمنية والعسكرية الخارجية وعدم اليقين في مستقبل الدولة ذاتها، وبالتالي فإن فكرة الرحيل أو الهجرة العكسية كانت البديل بالنسبة للكثير من السكان.

مستوطنون يغادرون مدينة سديروت بعد صدور أمر من الجيش الإسرائيلي بإخلائها (رويترز) لنغادر البلاد معا

لا يعد رحيل المهاجرين اليهود من إسرائيل ظاهرة جديدة، ولكنها أصبحت لافتة في السنوات الأخيرة وتعرف باسم "يورديم"، وهو مصطلح عبري يستخدم لوصف اليهود الذين يغادرون إسرائيل.

وتشير الإحصائيات إلى أنه بين عامي 1948 و1950 غادر 10% من المهاجرين اليهود الدولة الناشئة حديثا آنذاك، وحتى عام 1967 هاجر أكثر من 180 ألف إسرائيلي رغم الإجراءات التي سعت إلى الحد من الهجرة العكسية.

وحسب بيانات وزارة الهجرة واستيعاب القادمين الجدد الإسرائيلية والوكالة اليهودية، فقد انخفضت وتيرة الهجرة إلى فلسطين بشكل حاد في النصف الأول من عام 2022، وتراجعت نسبة استقدام اليهود بنحو 20% من أميركا وأوروبا، وإذا كانت سنة 2022 قد شهدت زيادة في معدل قدوم اليهود الأوكرانيين والروس فإن ذلك يعود إلى ظروف تتعلق بالحرب هناك.

وتشير إحصائيات إلى نحو 1800 يهودي روسي من أصل 5600 ممن استفادوا من "قانون العودة" الإسرائيلي قد رجعوا إلى روسيا بجوازات سفرهم الإسرائيلية بعد فترة قصيرة من اندلاع الحرب بين روسيا وأوكرانيا.

كما أشار استطلاع للرأي إلى أن 33% من سكان إسرائيل يفكرون فعليا بالهجرة والانتقال للعيش في أوروبا وأميركا بسبب حكومة نتنياهو المتطرفة وسياساتها التي لا تحظى بالدعم الشعبي، وبما أن نصف سكان إسرائيل تقريبا ما زالوا يحملون عمليا جوازات سفر بلدانهم الأصلية (الأشكناز) فإنهم جاهزون لاستخدامها في حال اقتضى الأمر الهرب.

ونشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية بيانات صادرة عن مركز الإحصاء الإسرائيلي يشير إلى أن عدد اليهود الذين غادروا إسرائيل عام 2015 -أي بعد معركة العصف المأكول- بلغ 16 ألفا و700 شخص عاد منهم 8500 فقط.

كما ذكرت تقديرات إحصائية إسرائيلية أن نحو 800 ألف مستوطن ممن يحملون جوازات سفر إسرائيلية يقيمون بصورة دائمة تقريبا في دول عدة ولا يرغبون بالعودة إلى إسرائيل.

وفي أعقاب انتخابات نوفمبر/تشرين الثاني الماضي وتشكيل الحكومة التي وصفت بأنها الأكثر تطرفا في تاريخ إسرائيل وضمت عتاة المتطرفين مثل بتسلئيل سموتريتش (حزب الصهيونية الدينية) وإيتمار بن غفير (حزب القوة اليهودية) ارتفع عدد المواطنين الإسرائيليين الذين يسعون للحصول على الجنسيات الأوروبية بشكل ملحوظ.

وأشارت تقارير إلى ارتفاع الإقبال على نيل الجنسية الفرنسية بنسبة 13%، وسجلت السلطات البرتغالية زيادة بنسبة 68% في طلبات الحصول على الجنسية من الإسرائيليين، كما سجلت السلطات البولندية والألمانية زيادة بنسبة 10% في نفس الطلبات خلال الشهرين الماضيين.

وبحسب صحيفة معاريف الإسرائيلية، فإنه حتى عام 2020 غادر أكثر من 756 ألف يهودي إسرائيل للعيش في بلدان أخرى، ويعود ذلك إلى تدهور الوضع الاقتصادي وعدم المساواة والإحباط بسبب تعثر مسار السلام، بالإضافة إلى تصاعد عمليات المقاومة الفلسطينية.


نبوءة الزوال

في رد فعلها الهستيري على خسائر اليومين الأولين من حرب أكتوبر 1973 عبرت رئيسة الوزراء غولدا مائير عن خوفها بالقول "هذا خراب الهيكل الثالث"، مستحضرة نبوءة قديمة عن زوال الممالك اليهودية.

وتؤمن أغلبية القيادات الإسرائيلية والجمهور الإسرائيلي بلعنة عقد الثمانين، حيث تشير الروايات الإسرائيلية إلى أن أغلبية ممالك بني إسرائيل بعد النبي سليمان انهارت خلال العقد الثامن، فيما سيحل هذا العقد الثامن سنة 2027، أي أن عمر إسرائيل لن يدوم أكثر من 80 عاما وسيكون قبل 14 مايو/أيار 2028، إذ تأسست إسرائيل يوم 14 مايو/أيار 1948.

ويشير رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إيهود باراك نفسه إلى ذلك بقوله في مقال بصحيفة يديعوت أحرونوت "على مر التاريخ اليهودي لم تعمّر لليهود دولة أكثر من 80 سنة إلا في فترتين: فترة الملك داود وفترة الحشمونائيم، وكلتا الفترتين كانت بداية تفككها في العقد الثامن، ويتوجب استخلاص العبر من التشرذم والانقسام اللذين عصفا بممالك اليهود السابقة، والتي بدأت بالاندثار على أعتاب العقد الثامن".

وإذا كانت هذه النبوءة تعيد الانهيار إلى أسباب داخلية فإن الأزمة غير المسبوقة التي تشهدها المؤسسات الإسرائيلية في ظل حكومة بنيامين نتنياهو المتطرفة والانقسام غير المسبوق في المجتمع الإسرائيلي وحالة التوتر والإحباط والخشية من "تفكك الهوية" والقلق الوجودي، إضافة إلى الحرب بمفاعيلها غير المسبوقة تدفع الإسرائيليين إلى البحث عن ملاذات أخرى آمنة، ومن المرجح أن ترتفع موجات الهجرات العكسية بوتيرة غير مسبوقة بناء على تلك النبوءات التي تثير رعب الإسرائيليين والتي يعززها الواقع.

ويشير الباحث الفلسطيني جورج كرزم في كتابه "الهجرة اليهودية المعاكسة ومستقبل الوجود الكولونيالي في فلسطين" الصادر عام 2018 إلى أن "أكثر من نصف اليهود الإسرائيليين قد أعلنوا في ظروف سلمية أنهم يفكرون بترك إسرائيل، وأن نحو 70% من الإسرائيليين يتوجهون للحصول على جنسية أخرى أو فكروا في ذلك".

أما في ظروف الحرب -مثل التي تجري حاليا- أو في ظروف مواجهة طويلة الأمد مع إسرائيل وفقدان أسباب البقاء فإن هذا العدد سيتضاعف، وفي حال نفّذ نصف العدد المذكور فكرتهم في الهجرة العكسية فإن إسرائيل ستفقد عمليا ربع سكانها على الأقل، مما يعني تآكل إسرائيل وتفوق عدد السكان العرب تدريجيا بفعل الزيادة السكانية المرتفعة لديهم.

وقد نجحت عملية "طوفان الأقصى" -كما كل الحروب السابقة- في كشف عوامل القصور والضعف في بنية إسرائيل بتهشيم الواجهة الهشة التي كانت تعتمد عليها، وبفعل صدمة 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري العسكرية وتفاقم المشاكل الداخلية ونزيف الهجرة العكسية تذهب إسرائيل إلى الفراغ، فلا استقرار ولا أمن ولا ازدهار يدعو للبقاء، وفي ذلك زيادة لعوامل الانهيار الداخلي لبنية وجودها الأساسية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: الجیش الإسرائیلی أکثر من إلى أن

إقرأ أيضاً:

أبو طالب: موقف مصر واضح وحاسم منذ الشرارة الأولى لأحداث طوفان الأقصى

أكد الدكتور حسن أبو طالب مستشار مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أن الموقف المصري واضح وحاسم منذ اللحظة الأولى التي اندلعت فيها أحداث طوفان الأقصى وما قبل ذلك.

وفي تصريح لـ «الأسبوع» حول تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين إلى مصر والأردن، قال الدكتور حسن أبو طالب، إن مصر داعمة للقضية الفلسطينية من خلال أربعة جوانب تتلخص في وقوف مصر مع القضية الفلسطينية قلبًا وقالبًا لإقامة دولتهم المستقلة منذ 1967م، وهذا أمر حاسم في الموقف المصري.

وأشار أبو طالب إلى الجانب الثاني وهو رفض الدولة المصرية جملةً وتفصيلاً حل أو تصفية القضية الفلسطينية من خلال إلقاء أعدائها على أطراف أخرى، مشددا على أن أرض فلسطين ستظل لفلسطين، وغزة ستظل للفلسطينيين، والضفة الغربية والقدس الشرقية ستظل للفلسطينيين، ولا يستطيع أحد أن يغير هذه الحقيقة على الإطلاق.

أما عن الجانب الثالث يقول الدكتور حسن أبو طالب «نحن نعطي الأولوية لتطبيق اتفاق الهدنة التي بدأت قبل عدة أيام، ونحن نعلم جيدًا أنه في الداخل الإسرائيلي يريدون التملص من هذه الهدنة والعودة إلى ممارسة العدوان والإبادة على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وأيضًا فإن ما يحدث في الضفة الغربية هو امتداد لعملية الإبادة التي بدأت في قطاع غزة، فمصر ترفض هذا الامر تمامًا وتذكر على تطبيق الاتفاق وأن تلتزم به إسرائيل وتلتزم به حركة حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى كما تم الإعلان عنه والاتفاق عليه».

وتابع «الجانب الرابع يهدف إلى نظر مصر بأن هذا الاتفاق يجب أن يتبعه جهد فائق سواء من الولايات المتحدة أو من إسرائيل أو من الجانب الفلسطيني وأيضًا من بعض الدول العربية للتوصل إلي حل للدولتين، وأن هذا ما سيحقق الاستقرار والتوازن والأمن لكل الأطراف في المنطقة، لهذا نحن نرى ما قاله الرئيس ترامب باعتباره محاوله لإجهاض القضية الفلسطينية، وهذا أمر مرفوض تماما».

وعن موقف مصر والأردن في حال إصرار ترامب على تصريحاته، أشار أبو طالب إلى أن الرئيس الأمريكي يعطي الضوء الأخضر لهز أمان المنطقة، ولكي ينظر أيضًا إلى ردود الأفعال المترتبة على تصريحاته.

وقال أبو طالب «نحن قد عبرنا في هذا الشأن عن رد الفعل الغاضب والرافض لهذا الامر، بل أيضًا قامت الأردن من ناحيتها برفض هذا الأمر، ومن ناحية أخرى قامت السلطة الوطنية الفلسطينية والفصائل الفلسطينية والعشائر الفلسطينية الموجودة في غزة والضفة الغربية برفض هذا الأمر، بل أن الجانب الأوروبي أيضًا أكد من خلال متحدثين رسميين لهم رفضهم هذا الأمر، أيضًا قامت المفاوضة الدولية لحقوق الانسان باعتراضها على هذا الأمر، بالتالي فهذا الأمر لا يمثل قدراً علينا الالتزام به».

وأضاف: ما يقوله الرئيس ترامب ليس قدرًا نهائيًا، إنما القدر النهائي هو الذي نسعى إليه والذي نستطيع أن نحققه وهو حماية الشعب الفلسطيني وأرضه وإعطائه المزيد من الدعم لكي يصمد في مواجهة مثل هذه الأفكار السلبية والمرفوضة تماما.

وعند سؤاله عن مستقبل القضية الفلسطينية في ظل عهد ترامب، قال الدكتور حسن أبو طالب، إن مواقف الدعم الأمريكية لإسرائيل ليست جديدة، وقد يتغير التعبير عنها في الشكل ولكنها ثابتة في الجوهر العام، فنحن رأينا ما الذي قدمه الرئيس السابق بايدن لمساعدة إسرائيل في استكمال الإبادة والتدمير الذي حدث في قطاع غزة، فلو كان هناك أحد داخل الولايات المتحدة يحترم حقوق الانسان لم يكن ليحدث هذا الدعم الذي حدث بالفعل، وعلينا أن ندرك هذه الحقيقة ونتعامل معها، فنحن نرفض هذه الأفكار التي تريد أن تحرم الشعب الفلسطيني من حقوقه، من وطنه وسيادته على أرضه الأصلية التي لا يمكن الاستغناء عنها.

وقال أبو طالب إن ترامب يريد مساندة اليمين الإسرائيلي لكي يمارس سطوته وهيمنته على المنطقة العربية، ولكنه أمر صعب الحدوث لأن الدول العربية ترفض هذا السلوك الأمريكي المتطرف، فنحن في العالم العربي قد تحدث بيننا اختلافات ولكن عند لحظة المعاينة ويرى الجميع أن هذه الاختلافات تضر المواقف الفردية والجماعية، فنحن قادرون على إلغاء هذه الأفكار السلبية التي يحملها ترامب والنخبة المحيطة به.

وبسؤاله عن إلغاء ترامب الحظر على إرسال قنابل مدمرة تزن حوالي ألفي رطل لإسرائيل، أوضح أن ترامب منذ توليه الرئاسة وقع على أكثر من 200 أمر تنفيذي ألغى فيها الكثير من القرارات التي اتخذتها إدارة الرئيس السابق بايدن، مشيرا إلى أن ما قرره الرئيس ترامب في رفع الحظر عن هذه القنابل المدمرة وإعطائها لإسرائيل، هو جزء من إلغاء قرارات الإدارة السابقة، وفي نفس الوقت هو تقرب لنتنياهو ولليمين المتطرف في الداخل الإسرائيلي، وهو أمر ليس جديدًا على ترامب، ولكن الجزء السيء في هذا الأمر هو أن هذا القرار تحديدًا سيعطي لإسرائيل مبررًا لمزيدٍ من التدمير واستخدام القوة ضد غزة ولبنان والضفة الغربية، بل وأيضًا ضد إيران ومنشئاتها النووية.

وفي ختام حديثه لـ «الأسبوع» أكد أن هذا القرار يزيد من التوتر، واصفا إياه بـ «إشعال عود من الكبريت بجانب برميل من البنزين»، قائلا: هذا القرار غير إيجابي للاستقرار في المنطقة، ولكنه تعبير عن التصرف الأمريكي في مساندة التطرف الإسرائيلي.

اقرأ أيضاًنقابة الصحفيين تدين موقف ترامب وتصريحاته حول تهجير الفلسطينيين

أستاذ علوم سياسية لـ «الأسبوع»: الدولة المصرية ذات سيادة وتصريحات ترامب عن التهجير استفزازية

نقيب المحامين: تصريحات «ترامب» محاولة جديدة لتصفية القضية الفلسطينية

مقالات مشابهة

  • أبو طالب: موقف مصر واضح وحاسم منذ الشرارة الأولى لأحداث طوفان الأقصى
  • افتتاح بطولة طوفان الأقصى في إب
  • جبهة اليمن.. المفاجأة الاستثنائية لـ “طوفان الأقصى”
  • مسير وتطبيق عملي لخريجي دورات “طوفان الأقصى” في مديرية جبن بالضالع
  • طوفان الأقصى.. ومصير التطبيع
  • فشل استخباراتي كبير.. مشاهد جديدة للسنوار قبل استشهاده تهز الإعلام الإسرائيلي
  • القناة 12 الإسرائيلية: ما خفي أعظم كشف فشل الاستخبارات وشجاعة السنوار
  • عاجل- محمد الضيف يظهر لأول مرة ليعلن عن عملية "طوفان الأقصى" وإطلاق آلاف الصواريخ نحو إسرائيل
  • معركة طوفان الأقصى.. معجزة غزة وأهلها
  • ما أبرز الإنجازات والمكتسبات التي حققها طوفان الأقصى للقضية الفلسطينية؟