إزفيستيا: لماذا تتبع الدول العربية سياسة ضبط النفس مع التصعيد في غزة؟
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مفاوضات مع رؤساء 5 دول شرق أوسطية، منخرطة بشكل أو بآخر في عملية التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة "إزفيستيا" الروسية، كتب فالنتين لوغينوف أن نشاط موسكو في هذه القضية يعود إلى وجود عدد كبير من المواطنين الروس في منطقة الصراع، سواء في إسرائيل أو في قطاع غزة.
وبينما تمضي إسرائيل قُدما في تحقيق هدفها الرئيس، وهو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية حماس، دعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى عدم المساواة بين من سماهم "المتطرفين" وجميع الفلسطينيين. في حين تتبع دول العالم العربي سياسة ضبط النفس.
وأشار الكاتب إلى سلسلة من المفاوضات التي أجراها بوتين في 16 أكتوبر/تشرين الأول، مع رؤساء الدول المشاركة في عملية تسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي بعد التصعيد الأخير في السابع من هذا الشهر. إذ أعلن بوتين عن مفاوضات مع رؤساء سوريا بشار الأسد وإيران إبراهيم رئيسي ومصر عبد الفتاح السيسي ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
ولفت لوغينوف إلى أن روسيا تحافظ على اتصال دبلوماسي مستمر مع ممثلي الأطراف المتحاربة، مع الحفاظ على نهج تقليدي بشأن ضرورة اتباع قرارات مجلس الأمن، التابع للأمم المتحدة بشأن التسوية الفلسطينية الإسرائيلية.
حرب طويلة
وفي هذا الصدد، يقول بوتين، إن "رأي وزارة الخارجية والخدمات الخاصة والمخابرات الأجنبية، وجميع الزملاء المجتمعين هنا مهم بالنسبة لي. مع الأخذ بعين الاعتبار تطور الوضع ووجود العديد من مواطنينا في منطقة النزاع ومعاناة السكان المدنيين، هناك حاجة لتقديم المساعدة الإنسانية في المنطقة لجميع الموجودين في المنطقة".
ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل تستعد لحرب طويلة الأمد مع مقاتلي حماس. حيث يصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حركة حماس بأنها نسخة جديدة من "النازية".
وأضاف أن فلسطين تعتقد أن جوهر المشكلات في الشرق الأوسط يكمن في إخفاق الولايات المتحدة في لعب دور وسيط في الحوار بين إسرائيل وفلسطين، حول قضية السلام على أساس الدولتين. ويكمن الحل في إطلاق حوار جديد بين الدول لإيجاد سبل لحل الخلاف الذي طال أمده.
جمع من الناس حول جثث الفلسطينيين الذين قُتلوا بعد انفجار هز المستشفى الأهلي العربي في وسط غزة في 17 أكتوبر/تشرين الأول 2023 (الفرنسية)وأورد الكاتب أن الوضع في الشرق الأوسط غير مألوف، فخلال التفاقم الحالي للصراع الفلسطيني الإسرائيلي، لم تتخذ دول العالم العربي موقفا صارما تجاه إسرائيلي. وحتى الوقت الراهن، يقتصر المشاركون في العملية الدولية على الدعوة لبدء المفاوضات. ويعزو الخبراء موقف الدول العربية إلى تأثير تطبيع العلاقات الذي جرى بين إسرائيل ودول أخرى في الشرق الأوسط خلال السنوات القليلة الماضية.
وذكر أن إسرائيل كانت قاب قوسين من إقامة علاقات دبلوماسية مع السعودية. ومع ذلك، عُلّقت المفاوضات ذات الصلة مؤقتا من الرياض الأسبوع الماضي. وتابع الكاتب، بأن هذا لا يعني إلغاءها، بل تأجيل النظر فيها.
من جهته، يشكك الباحث في معهد التقييم والتحليل الإستراتيجي الروسي سيرغي ديميدينكو، في أن تصرفات حماس ستؤدي بالفعل إلى إعادة النظر في العمليات الجارية لتطبيع العلاقات في الشرق الأوسط؛ بسبب تغير الأساليب المنهجية لبناء التواصل في المنطقة.
وحسب ديميدينكو، فإن العالم العربي تقبل منذ فترة طويلة وجود إسرائيل، ولم يعُد يسعى إلى تدميرها بعد أن أضحت تمثل واقعا "جيوسياسيا" في الشرق الأوسط، ولا يمكن فعل أي شيء حيال ذلك، مشيرا أن إيران ذاتها لا تشكك في وجود إسرائيل، كما أن القضية الفلسطينية نفسها لم تعُد عائقا أمام بناء العلاقات بين العرب والإسرائيليين.
ويعتقد ديميدينكو أن رد الفعل المقيد إلى حد ما من جانب الغالبية العظمى من اللاعبين في المنطقة، هو السبب وراء ذلك. ويضيف، أن دور الوساطة الرئيس في عملية التسوية يمكن أن تؤدي مصر أو الأردن، اللتان تحافظان على علاقات سلسة إلى حد ما مع الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: فی الشرق الأوسط فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
عضو «الشرق الأوسط للسياسات»: واشنطن منحت إسرائيل الضوء الأخضر للتصعيد في غزة
قال ماركو مسعد، عضو مجلس الشرق الأوسط للسياسات، إنّه قبل شهر ونصف صدر خطاب مشترك من وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين، حذرا فيه قادة إسرائيل بمنحهم مهلة شهرا لتحسين الوضع الإنساني وتسهيل مرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة والضفة الغربية.
وأضاف مسعد، في تصريحات مع الإعلامي رعد عبد المجيد، عبر قناة «القاهرة الإخبارية»: «منذ أكثر من أسبوع، صدر بيان من الخارجية الأمريكية جاء فيه أن دولة الاحتلال استمعت إلى المطالب الأمريكية، ودعمت تدفق المساعدات العسكرية لقطاع غزة».
وتابع: «الاحتلال الإسرائيلي مستمر في مجازره والولايات المتحدة الأمريكية تعترض على قرار مجلس الأمن بوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وهو ما يدل على أن الطرف الأمريكي أعطى الضوء الأخضر للاحتلال الإسرائيلي بالتصعيد لأقصى درجة للوصول إلى المفاوضات والضغط على كل الأطراف بالقبول بما تريده إسرائيل».
وواصل: «أمريكا تعيش فترة انتقالية بين بايدن وترامب، وعلى مدار أكثر من عام لم نرَ أي تغيير أو وقفا لإطلاق النار في قطاع غزة، والولايات المتحدة في وضع حرج، وإسرائيل تقوم بما تريده الآن، حتى تصل إلى أقصى مراحل الضغط على حركة حماس والطرف الفلسطيني والطرف اللبناني، ثم الطرف الإيراني للقبول بالتصور الإسرائيلي بعد انتهاء الفترة الانتقالية في الولايات المتحدة».