موقع أميركي: إدانة الغرب لطوفان الأقصى نفاق لتبرير عنف إسرائيل الأقبح
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
نشر "موقع موندويس" الأميركي مقالا يرى كاتبه أن العنف "المميت" الذي تمارسه إسرائيل، وبدأت آثاره تتكشف في قطاع غزة، لا يقارن أخلاقيا حتى مع أفظع الأعمال التي يرتكبها شعب "مستَعمر" يأمل في التحرر من الاحتلال.
واستهل المقال بتصريح الرئيس جو بايدن الذي أدان فيه التوغل الأخير لمقاتلي حركة حماس إلى داخل غلاف غزة، واصفا ذلك بأنه "عمل من أعمال الشر المطلق".
ومع أن كاتب المقال ديفيد لويد يؤكد أن أي أحد متمسك فعليا بالسلام ونبذ العنف، وبالأمن الحقيقي والعدالة، سوف يدين قتل المدنيين العُزَّل بغض النظر عمن يكون مرتكب الجريمة، إلا أنه يعتقد أن من الصعب فعل ذلك عندما تُستغل الإدانة "بصورة لا تخلو من نفاق" لتبرير عنف "أشد وأقبح بكثير".
وبحسب المقال يبدو "الشر المحض" صفة غنية بالدلالات عندما "تخرج من في (فم)" الرئيس (بايدن) الذي لما كان عضوا ديمقراطيا بمجلس الشيوخ لم يعارض قط العقوبات القاسية التي فرضتها إدارة الرئيس بيل كلينتون على بغداد وتسببت في وفاة نصف مليون طفل عراقي، وهو من صوّت أيضا لصالح قرار الحروب على أفغانستان والعراق.
"المصير الجائر"
كما أن "الشر المحض" صفة غنية بالدلالات تصدر من الرجل الذي كان نائبا للرئيس باراك أوباما حيث تبنى برنامج الطائرات المسيرة المسؤول عن مقتل عدد لا يحصى من المدنيين الأفغان.
ولعله أمر "مقزز" -على حد تعبير كاتب المقال- أن يتحدث بايدن بعبارات ملطفة "غير مستساغة" عن الاستمرار في شن ما يُطلق عليها الحرب على الإرهاب "من وراء الأفق" أي "حرب تُشن بأدوات قتل يُتحكم فيها عن بُعد".
وعبارة "الشر المحض" لن تكون أقل غنى إذا ما خرجت من في أي سياسي أميركي دعا لمواصلة إمداد إسرائيل بالذخائر التي تحتاجها في تنفيذ حملاتها "الوحشية" المستمرة ضد قطاع غزة والضفة الغربية، والتي سبقت بوقت طويل العقاب الجماعي لسكان غزة "الضعفاء" والناجم عن الحملات العسكرية الحالية "التي لا ترحم ولا هوادة فيها".
لكن الكاتب يوضح أن ذلك لا يبرر مساواة إسرائيل وحركة حماس في قتل المدنيين من الجانبين. كما لا يعني -في رأيه- وضع حماس "أخلاقيا" على قدم المساواة مع إسرائيل "الدولة التي وُلِدت من رحم أعمال إرهابية دموية ويقودها بشكل منتظم إرهابيون سابقون..".
وختم مقاله بأن الفزع من المصير "الجائر" الذي ينتظر سكان غزة وفي جميع أنحاء فلسطين التاريخية، لا يضاهيه سوى الاشمئزاز من التصريحات "المنافقة" التي تضمر "الشر المحض" تحت طيات "الغضب الطاهر".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مسؤول أميركي يعلق لـالحرة على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري بحق المستوطنين
أكد متحدث باسم الخارجية الأميركية لقناة "الحرة"، السبت، أن "الإعلان عن وقف تطبيق الاعتقالات الإدارية على المستوطنين الإسرائيليين المتطرفين يمثل تراجعا عن إحدى الأدوات المحدودة التي كانت الحكومة الإسرائيلية تستخدمها فعليا للسيطرة على الأنشطة غير القانونية التي يقوم بها المستوطنون المتطرفون".
وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الجمعة، أنه قرر إنهاء استخدام الاعتقال الإداري بحق المستوطنين اليهود في الضفة الغربية.
وقال المتحدث الذي فضل عدم الكشف عن اسمه في رد على استفسارات "الحرة" إن الولايات المتحدة "لا تزال تشعر بقلق عميق إزاء تزايد عنف المستوطنين المتطرفين في الضفة الغربية، بما في ذلك الاعتداءات على المدنيين، والتهجير القسري للمجتمعات الفلسطينية، والتدمير المتعمد للمنازل والمزارع".
وأضاف "أن هذه الأعمال العنيفة تسبب معاناة إنسانية شديدة للفلسطينيين، وتهدد الأمن الإسرائيلي، وتجعل تحقيق حل الدولتين أكثر صعوبة، وتقوض آفاق السلام والاستقرار في جميع أنحاء المنطقة".
أوبنهايمر للحرة: إنهاء الاعتقالات الإدارية بحق المستوطنين تمييز وفصل عنصري قال المدير العام السابق لمنظمة "السلام الآن" ورئيس إئتلاف الدولتين ياريف أوبنهايمر إن قرار وقف الاعتقالات الادارية بحق المستوطنين الإسرائيليين "يثير السخط وهو ضوء أخضر للإرهاب".وقال كاتس في بيان إنه قرر "وقف استخدام مذكرات الاعتقال الإداري ضد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية في واقع تتعرض فيه المستوطنات اليهودية هناك لتهديدات إرهابية فلسطينية خطيرة، ويتم اتخاذ عقوبات دولية غير مبررة ضد المستوطنين".
وأضاف "ليس من المناسب لدولة إسرائيل أن تتخذ خطوة خطيرة من هذا النوع ضد سكان المستوطنات".
وختم المتحدث باسم الخارجية الأميركية قوله إنه "من الأهمية بمكان أن تعمل حكومة إسرائيل على ردع عنف المستوطنين المتطرفين واتخاذ تدابير فعالة لحماية جميع المجتمعات من الأذى. ويشمل هذا التدخل لوقف مثل هذا العنف، وضمان محاسبة المسؤولين عنه".
ووفقا لمنظمة حقوق الإنسان الإسرائيلية بتسيلم، استخدمت إسرائيل الاعتقال الإداري "على نطاق واسع وبشكل روتيني" لاحتجاز آلاف الفلسطينيين لفترات طويلة. وعدلت إسرائيل قانون المقاتلين غير الشرعيين في بداية الحرب في غزة، ما يسمح لها باحتجاز السجناء لمدة 45 يوما بدون عملية إدارية، مقارنة بـ 96 ساعة في السابق.
أوقات "الازدهار".. أسباب تزايد نفوذ المستوطنين في الأراضي الفلسطينية زاد نفوذ المستوطنين الإسرائيليين في الضفة الغربية منذ اندلاع الحرب في غزة، مع توسع الأنشطة الاستيطانية وتوغلهم في عملية صناعة القرار والمؤسسات الأمنية المختلفة.وقالت مصلحة السجون الإسرائيلية لمنظمة "هموكيد" غير الحكومية الإسرائيلية إنه حتى الأول من يوليو، كان هناك 1402 فلسطيني محتجزين بموجب القانون، باستثناء أولئك الذين احتجزوا لفترة أولية مدتها 45 يوما بدون أمر رسمي.
وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن "حوالي 20" مستوطنا محتجزون في الاعتقال الإداري.
وقالت منظمة مراقبة المستوطنات في بيان "إن إلغاء أوامر الاعتقال الإداري للمستوطنين وحدهم هو خطوة مثيرة للسخرية وغير مترابطة، لتبييض وتطبيع الإرهاب اليهودي المتصاعد تحت غطاء الحرب".
ويأتي القرار بعدما أعلنت السلطات الأميركية الاثنين أنها ستفرض عقوبات على المنظمة الاستيطانية "أمانا" التي تنشط من أجل توسيع الاستيطان في الضفة الغربية المحتلة وشركة البناء التابعة لها "بنياني بار أمانا" بسبب علاقاتها مع أفراد وبؤر استيطانية خاضعة للعقوبات جراء ارتكاب أعمال عنف في الضفة الغربية.
وتشهد الضفة الغربية المحتلة تصاعدا في أعمال العنف منذ السابع من أكتوبر 2023 والحرب المستمرة في قطاع غزة.
وسجل مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في تقريره الأخير أكثر من 300 حادثة مرتبطة بالمستوطنين في الضفة الغربية، في الفترة ما بين 1 أكتوبر و4 نوفمبر.
وباستثناء القدس الشرقية المحتلة، يعيش حوالي 490 ألف مستوطن في الضفة الغربية بالإضافة إلى ثلاثة ملايين فلسطيني.