الأمم المتحدة تدين قصف مستشفى المعمداني وتؤكد: قلوبنا مع الضحايا
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
السومرية نيوز – دوليات
أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة، اليوم الأربعاء، الهجوم الإسرائيلي على مستشفى بغزة وأعرب عن شعوره بـ"الفزع" إزاء مقتل مئات المدنيين جراء الهجوم. جاء ذلك في منشور للأمين العام عبر حسابه على منصة "إكس"، حول القصف الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمداني بغزة.
وقال غوتيريش "أشعر بالفزع إزاء مقتل مئات المدنيين الفلسطينيين في غارة على مستشفى في غزة اليوم، وهو ما أدينه بشدة"، مضيفا "قلبي مع عائلات الضحايا".
وأردف: "تتمتع المستشفيات (في غزة) والعاملون الطبيون بالحماية بموجب القانون الإنساني الدولي".
وأعلنت وزارة الصحة في غزة أن ما يزيد على 500 فلسطيني قتلوا خلال قصف إسرائيلي استهدف محيط المستشفى الأهلي العربي (المعمداني) في غزة.
وكان هؤلاء قد نزحوا إلى المستشفى ومحيطه تحت وطأة تحذيرات ودعوات من الجيش الإسرائيلي لإخلاء منازلهم.
فيما زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في تغريدة، أن "فصائل فلسطينية هي المسؤولة عن قصف المستشفى".
المصدر: السومرية العراقية
كلمات دلالية: فی غزة
إقرأ أيضاً:
هيئة مستشفى الثورة بالحديدة.. قصص العطاء الإنساني
يمانيون../
في قلب مدينة الحديدة، حيث يلتقي نسيم البحر بحرارة التحديات وحكايات البسطاء، تقف هيئة مستشفى الثورة العام، شاهدا على معاناة البشر وآلامهم، وما خلفته سنوات العدوان والحصار وما قبلهما من مآسٍ وتزايد مؤشرات الفقر وتفاقم الوضع الإنساني والمعيشي لآلاف الأسر.
بين أروقة الطوارئ والأقسام والمراكز الطبية وأصوات الأجهزة، ومن أمام إدارة الهيئة، تبدأ يومياً قصص عشرات الفقراء القادمين من أرياف ومدن الحديدة، يحملون مرضاهم، يتوسلون المساعدة ومنحهم فرصة لإنقاذهم جراء تعذر قدرتهم على دفع تكاليف العلاج.
ورغم الأعباء الكبيرة والإمكانات المادية المحدودة، لا تزال هيئة مستشفى الثورة القبلة الوحيدة للفقراء، بكوادرها الطبية وإدارتها الممتلئة بالرحمة والعطاء الإنساني، لا تُغلق الأبواب أمام الفقراء ومن يحتاج إلى مساعدة.
الإنسانية أولا:
في إحدى ليالي الصيف الحارة، وصلت إلى المستشفى امرأة حامل تُدعى أم محمد، تعاني من مضاعفات خطيرة، كانت حالتها تستدعي تدخلاً جراحياً عاجلاً لإنقاذ حياتها وحياة جنينها، وأمام حالتها المادية الصعبة وعدم توفر أي إمكانات لدفع تكاليف العملية، لم تتردد إدارة المستشفى والأطباء في مساعدتها وبذل كل ما في وسعهم، فخرج الطفل إلى الحياة بصرخة أمل، واستفاقت الأم بابتسامة امتنان.
لم تكن قصة أم محمد الوحيدة، فهذه فاطمة كانت تحمل طفلها الصغير أحمد بين ذراعيها، وهو في غيبوبة يعاني من كسر في الرجل اليمنى جراء حادثة سقوط وصعوبة في التنفس، وسوء تغذية حاد، بحثت فاطمة عن مستشفى يستقبله، فوجدت أبوابا مغلقة وأخرى تتطلب تكاليف لا تقوى عليها.
وحين وصلت إلى هيئة مستشفى الثورة، لم يكن لديها سوى الدعاء، لكن ما وجدته هناك غيّر كل شيء، تم استقبالها رغم الازدحام، وأجريت لطفلها الفحوصات اللازمة، ولم تمض دقائق حتى بدأ الفريق الطبي بإجراء العملية وتقديم العلاج الطارئ، وسط جهود الممرضين الذين لم يتوقفوا لحظة عن إنقاذ حياة الطفل.
في زاوية أخرى، كانت أم صالح، امرأة مسنة، قادمة من مديرية المنيرة، تجلس على كرسي خشبي، تمسك بيدها وصفة طبية لا تستطيع شراءها، اقتربت منها إحدى الممرضات، وسألتها بلطف عن مشكلتها، بعد دقائق، كانت الأدوية بين يديها، قدمها لها أحد المحسنين الذين يساهمون في دعم المستشفى.
نجاح من بين الركام:
لم ينهار هذا المستشفى الذي يعد الملجأ الوحيد لأبناء محافظة الحديدة والعديد من مناطق المحافظات المجاورة، أمام وطأة الظروف القاسية، حيث بدأت قصته في النجاح والتحول إلى معجزة إنسانية من بين ركام التحديات والصعاب وفي ظل سنوات العدوان على البلاد.
في عام 2018، كانت الأوضاع الصحية في الحديدة كارثية، خاصة مع تصاعد العدوان الذي جعل المستشفى يواجه نقصاً حاداً في الأدوية والتجهيزات الطبية، بينما كانت أروقة الطوارئ تعج بالمرضى والمصابين.
ووسط هذه التحديات، كان رئيس الهيئة الدكتور خالد سهيل، يعمل بلا كلل أو ملل، حتى مع قلة الإمكانيات، فكان يرى في عيون الأمهات الحزن والخوف على أطفالهن المرضى، وفي أنين الجرحى صرخات استغاثة تستدعي التحرك الإنساني وتحمل المسؤولية بجدارة.
بداية التحول:
في عام 2022، وبعد جهود حثيثة من إدارة هيئة المستشفى والسلطات المحلية، تم افتتاح مركز الحميات وطب المناطق الحارة والأمراض المعدية، هذا المشروع شكّل نقطة تحول، توالت بعده العديد من المشاريع وتزويد المستشفى بالأجهزة الطبية والمخبرية وتدشين العمل بأحدث الأجهزة التشخيصية والرنين المغناطيسي والقسطرة.
وشهد المستشفى نقلة نوعية في تطوير أقسام الطوارئ والعناية المركزة، وافتتاح مراكز العلاج الطبيعي والحروق والأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية وغيرها، وتوسعة خدمات رعاية المرأة والأطفال، وإدخال خدمات جديدة، وإجراء عمليات جراحية معقدة بأيدي كوادر طبية محلية مما منح المرضى فرصة أفضل للعلاج.
كانت الإدارة تشاهد بأمل كيف أصبح المستشفى قادرا على استقبال المزيد من المرضى وعلاج حالات لم يكن يستطيع التعامل معها سابقا، لتؤكد أن هذا التطور لم يكن مجرد أرقام وإحصائيات، بل يعني إنقاذ أرواح، وإعادة الأمل لأسر وحالات مرضية كانت تظن أن لا نجاة لها.
رسالة حياة:
اليوم، وبعد كل ما شهدته هيئة مستشفى الثورة من إنجاز ونجاح كبير، أصبحت نموذجا للصمود والتحدي، حيث تستمر مشاريع التطوير وتوسعة الخدمات والعديد من الجهود التي لم تذهب سدى، لأن في كل طفل يشفى، في كل أم تجد الأمان، وفي كل حياة تنقذ، قصة إنسانية تكتب بحروف الأمل.
وهكذا تستمر هيئة مستشفى الثورة العام في الحديدة كقلعة طبية إنسانية، تقدم الأمل لكل من يحتاجه، وتساهم في تقديم خدمات مجانية للمرضى غير القادرين على تحمل التكاليف، إنها ليست منشأة طبية فحسب، بل نبض حياة تمنح الأمل للمرضى، وتؤكد أن الإنسانية أكبر قوة يمكن أن تنتصر على كل التحديات.
سبأ – جميل القشم