استقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، المستشار الألماني أولاف شولتز، اليوم الأربعاء، في قصر الاتحادية.

وصرح المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، المستشار أحمد فهمي، بأن المباحثات بين الزعيمين، تناولت سبل تعزيز العلاقات الثنائية، حيث تم تثمين التطور المستمر في هذا الصدد خلال السنوات الأخيرة، لا سيما على الصعيد الاقتصادي والتجاري، بالإضافة إلى التعاون المثمر في مجالات النقل والطاقة النظيفة، إلى جانب أنشطة الشركات الألمانية، في ضوء مساهمتها في دعم الجهود المصرية الدؤوبة لتحقيق التقدم الاقتصادي والتنمية.

كما تناول اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال الأوضاع الإقليمية الراهنة والتصعيد العسكري في قطاع غزة، وتداعياته الجسيمة المحتملة على الأمن والاستقرار الإقليميين.

وعقد الجانبان مؤتمرا صحفيا، بعد انتهاء المباحثات، وفيما يلي نص كلمة الرئيس:

"اسمحوا لي في البداية، أن أعرب عن بالغ الأسي والألم، وأتقدم بخالص التعازي، في ضحايا القصف الوحشي للمستشفى الأهلي المعمداني، وأؤكد إدانة مصر لكافة الأعمال العسكرية، التي تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكافة القوانين الدولية… وأشدد على رفض جميع الممارسات المتعمدة ضد المدنيين… وأطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقفها… بشكل فوري.

فخامة السيد/ أولاف شولتس..

المستشار الفيدرالى لجمهورية ألمانيا الاتحادية،

السيدات والسادة،

أود أن أرحب بكم فى مصر، فى توقيت غاية فى الدقة والخطورة، فى ضوء التصعيد العسكري الخطير، الذى يشهده قطاع غزة، والتحديات الإقليمية المرتبطة بهذا التصعيد.

فخامة المستشار.. إن زيارتكم لمصر، تعكس عمق العلاقات الاستراتيجية بين بلدينا، والتزام البلدين باستكشاف سبل تدعيم العلاقات الثنائية، فى مختلف المجالات كما تتيح  هذه الزيارة، التنسيق والتشاور المستمر، من أجل تحقيق أهدافنا وغاياتنا المشتركة، والتي يأتي فى مقدمتها؛ تحقيق الأمن والاستقرار فى الشرق الأوسط، وبما ينعكس أيضا على أمن القارة الأوروبية.

السيدات والسادة.. لقد تناولت مباحثاتنا اليوم، مع فخامة المستشار الألماني بشكل تفصيلي، المواجهات العسكرية بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، والتصعيد العسكري فى قطاع غزة، الذى أودى بحياة آلاف من المدنيين من الجانبين، وينذر أيضا بمخاطر جسيمة على المدنيين وعلى شعوب المنطقة، كما أن الوضع الإنساني فى قطاع غزة، آخذ فى التدهور بصورة مؤسفة.. وغير مسبوقة.

إن استمرار العمليات العسكرية الحالية، سيكون له تداعيات أمنية وإنسانية، يمكن أن تخرج عن السيطرة، بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع، فى حالة عدم تضافر جهود كافة الأطراف الدولية والإقليمية، للوقف الفوري للتصعيد الحالي.

لقد تناولت وفخامة المستشار "شولتس"، الجهود المصرية من أجل احتواء الأزمة، من خلال اتصالاتنا المكثفة، مع طرفى الصراع وكافة الأطراف الدولية والإقليمية، على مدار الأيام الماضية.. واتفقنا فى الرؤى، حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة، وفتح آفاق جديدة للتسوية، من أجل تجنب انزلاق المنطقة، إلى حلقة مفرغة من العنف، وتعريض حياة المدنيين للمزيد من المخاطر.

أكدت كذلك، ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل، يضمن حقوق الفلسطينيين، بإقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها "القدس الشرقية".

واتفقنا فى الرؤى مع فخامة المستشار الألماني، على أهمية العمل بشكل مكثف، على استئناف عملية السلام، عقب احتواء التصعيد الراهن، وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية.

كما أعربت لفخامته، عن قلق مصر البالغ، من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية فى قطاع غزة وشددت على ضرورة السماح، بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.

 وأكدت مجددا، استمرار مصر فى استقبال المساعدات الإنسانية، والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة، عن طريق معبر رفح البرى، لدى سماح الأوضاع بذلك أخذا فى الاعتبار، أن مصر لم تقم بإغلاقه منذ اندلاع الأزمة، إلا أن التطورات على الأرض، وتكرار القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني من المعبر.. حال دون عمله.

كما أكدت رفض مصر، لتصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية، أو أية محاولات، لتهجير الفلسطينيين قسريا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة. وأكدت فى هذا الصدد، أن مصر ستظل على موقفها، الداعم للحق الفلسطيني المشروع فى أرضه، ونضال الشعب الفلسطيني.

السيدات والسادة.. لقد تناولت مع فخامة المستشار "شولتس" أيضا، القمة التي دعت لها مصر، لبحث تطورات ومستقبل القضية الفلسطينية وعملية السلام وأكدنا أهمية أن تسفر القمة، عن مخرجات تساهم فى وقف التصعيد الجاري، حقنا لدماء المدنيين، وللتعامل مع الوضع الإنساني الآخذ فى التدهور، وإعطاء دفعة قوية لمسار السلام.

ختاما؛
أرحب مجددا بفخامة المستشار "أولاف شولتس" فى مصر، وأعرب عن أملى فى أن تكون هذه الزيارة، خطوة رئيسية فى جهودنا لإنهاء الأزمة الحالية، وتحقيق التعايش السلمى بين الشعوب."

b4de6edf-e232-4d21-adbf-c11f8bab8d16 d4a6b8bb-64b8-4692-b128-717139d4ca24 da5e5884-6ed2-4fbd-b032-26a80ebf32f2

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: المستشار الألمانی القضیة الفلسطینیة قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وطلاب الأكاديمية العسكرية (فيديو)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

التقي الرئيس السيسي صباح اليوم الاثين مع عدد من طلاب الأكاديمية الذين أنهوا دراستهم بها، وذلك بحضور الفريق أول عبد المجيد صقر القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربي، والفريق أحمد خليفة رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة، وقادة الأكاديمية العسكرية المصرية، حيث دار حوار مفتوح أجاب فيه الرئيس على استفسارات الطلاب بشأن مختلف الأوضاع المحلية والدولية  وفي هذا السياق أوضح الرئيس أن حماية الأمن القومي عملية مستمرة بلا كلل أو ملل، مؤكداً أن تماسك ووحدة الشعب المصري هما محور الارتكاز والحماية الاستراتيجي للدولة المصرية، والضامن الأساسي للحفاظ على أمن واستقرار الوطن.

جاء ذلك في إطار استعدادات الأكاديمية العسكرية المصرية لتخريج دفعات جديدة من طلابها لعام 2024، وفي ضوء حرص الرئيس عبد الفتاح السيسي علي المتابعة المستمرة لمستويات التأهيل الفكري والثقافي للطلاب.

وأوضح المتحدث الرسمي لرئاسة الجمهورية أن  الرئيس أشار إلى أن الأعوام العشر الماضية برهنت على وعي الشعب المصري وتماسكه في الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، فكان الشعب هو حائط الصد ضد محاولات زعزعة الاستقرار والنيل من المؤسسات الدستورية تجنباً للعواقب السلبية لعدم الاستقرار.

وفيما يتعلق بالظروف الإقليمية، أوضح الرئيس أن التطورات على مدار العقود الماضية أدت بالمنطقة إلى مفترق طرق تاريخي، يتطلب من الجميع الحذر والتأني والدراسة المتعمقة قبل اتخاذ أي قرار، مؤكداً في هذا السياق أن ثوابت السياسة المصرية تقوم على التوازن والاعتدال والإيجابية لإنهاء الأزمات وليس تصعيدها، تحسباً من الانزلاق إلى مخاطر حقيقية تهدد الأمن الإقليمي بأكمله. وأضاف الرئيس أن دول المنطقة لها مصالحها التي يجب ألا تتعارض مع بعضها، منوهاً في هذا السياق إلى أهمية إجراء حوار استراتيجي بينها بهدف البناء والتنمية وتعظيم الاستفادة من مقدرات شعوبها.

ورداً على عدد من الاستفسارات المتعددة من الطلاب، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة تعمل على مسار إصلاحي على مدار العشر سنوات الماضية، من أجل إعداد أجيال قادرة على حمل المسئولية في القطاعات كافة. كما أوضح  الرئيس أهمية مواجهة السلوكيات غير القانونية التي تسعى لاستغلال المميزات التي تكفلها الدولة لفئات محددة كالسيارات المخصصة لذوي الإعاقة على سبيل المثال. كما نوه الرئيس إلى أهمية التوجه المجتمعي نحو دراسة علوم الحاسبات وتكنولوجيا المعلومات لبناء كوادر مصرية متميزة في هذه المجالات الحيوية، بالإضافة إلى فتح ميادين عمل جديدة وغير تقليدية وأكثر ربحية للشباب المصري.

واجتمع الرئيس عبد الفتاح السيسي أمسمع الفريق كامل الوزير نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية الصناعية وزير الصناعة والنقل، والفريق أحمد الشاذلي رئيس هيئة الشئون المالية للقوات المسلحة، واللواء أمير سيد أحمد مستشار رئيس الجمهورية للتخطيط العمراني، واللواء أحمد العزازي رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، حيث اطلع السيد الرئيس على الموقف التنفيذي لعدد من الملفات ذات الصلة بالتنمية الصناعية والعمرانية، في إطار استراتيجية الدولة لتطوير القاعدة الصناعية وتحديثها، وكذا سبل توفير احتياجات القطاع الصناعي من الطاقة الجديدة والمتجددة وخاصة من الهيدروجين الأخضر، وذلك بالإضافة إلى الجهود الجارية لتوطين صناعة معدات ووسائل النقل محلياً.
 

مقالات مشابهة

  • مباحثات أمريكية بحرينية بشأن التطورات في لبنان وغزة وإسرائيل
  • وزير الاقتصاد يلتقي رئيس ديوان المستشارية الاتحادية والوزير الاتحادي لشؤون المهام الخاصة الألماني
  • المستشار الألماني شولتس: إيران تخاطر بإشعال المنطقة بأكملها
  • تفاصيل لقاء السيسي وأعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية (صور)
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وأعضاء المجلس الأعلى للجهات والهيئات القضائية
  • وزير العدل: نقدر اهتمام الرئيس السيسي بتطوير المنظومة القضائية
  • الرئيس السيسي يؤكد ضرورة تطوير منظومة القضاء وتيسير الخدمات المقدمة للمواطنين
  • الرئيس السيسي يستقبل أعضاء المجلس الأعلى للقضاء بحضور وزير العدل
  • رئيس قضايا الدولة يهنئ الرئيس السيسي ووزير العدل بعيد القضاء المصري
  • تفاصيل لقاء الرئيس السيسي وطلاب الأكاديمية العسكرية (فيديو)