قانونيون: تأسيس منظومة قانونية عربية لمواجهة الأوضاع الإنسانية المأساوية في المنطقة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أكد عدد من الخبراء والأساتذة الجامعيين والمهتمين بالقانون الدولي الإنساني في المنطقة العربية، أن الاعتداءات الإسرائيلية الوحشية السافرة على قطاع غزة تعد جريمة حرب متكاملة الأركان تنافي كل القوانين والاتفاقيات والأعراف الدولية، وتوافقت آراءهم على أهمية كشف انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي الإنساني في غزة، مطالبين المجتمع الدولي بتحمل مسؤوليته الكاملة في وضع حد لهذه الانتهاكات.
وشدّدوا في اللقاء الذي نظمه المركز العربي للقانون الدولي الإنساني بالمنظمة العربية للهلال الأحمر والصليب الأحمر “آركو”، لأعضاء قاعدة بيانات القانون الدولي الإنساني للمركز العربي للقانون الدولي الإنساني ــ على ضرورة تطبيق مبادئ القانون الدولي الإنساني، ونشر دورية متخصصة تعني بالتعريف بالقانون الدولي الإنساني ونشره والترويج له وخدمة قضايا المنطقة العربية في هذا المجال.
وأشاروا إلى ضرورة توثيق الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين منذ بداية 1948م وحتى الآن، ونشرها باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية وتأسيس منظومة عربية قانونية متكاملة تعمل على مواجهة الأوضاع الإنسانية المأساوية الصعبة الناتجة عن النزاعات المسلحة في عدد من دول المنطقة ومنها فلسطين ومرورًا بليبيا والعراق وسوريا، وتوفير منظومة قانونية شاملة توضع تحت تصرف الجهات المختصة من أجل تقديمها أمام المحكمة الجنائية الدولية لمواجهة جرائم الحرب الإسرائيلية في غزة، مطالبين بإقامة محكمة جنائية مستقلة في المنطقة العربية، واستغلال أي فرص متاحة للتنديد بالجرائم الوحشية التي ترتكبها إسرائيل وكشف خروقات القانون الدولي الإنساني، ومن هذه الفرص اللقاء السنوي للحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في جنيف، والاجتماع الدولي السنوي للجنة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر، والمؤتمر الإقليمي لآسيا والمؤتمر الدبلوماسي في 2024م، وغير ذلك من المؤتمرات الدولية.
وكان الدكتور عبدالله بن محمد الهزاع مستشار الأمين العامة للمنظمة العربية، قد افتتح اللقاء بكلمة نيابة عن الأمين العام الدكتور صالح بن حمد التويجري.
وقال: نؤكد على أنكم سند قوي للمركز العربي للقانون الدولي الإنساني، ونتطلع إلى ما تطرحونه من آراء وأفكار تدعم الحقوق العربية في أي مكان خاصة في أماكن النزاعات المسلحة والتي من أشدها الاعتداءات الإسرائيلية المتوحشة على الفلسطينيين في قطاع غزة، ونشير هنا إلى أنه ليس من حاجة إلى التأكيد على أن القانون الدولي الإنساني أصبح مطلبًا أساسيًا وليس ترفًا ثقافيًا، وبالتالي علينا جميعًا كمتخصصين وغير متخصصين أن نسعى إلى تأصيل ثقافة القانون الدولي الإنساني الذي يشكل القوة الناعمة، وكما أن السلاح هو لحماية المجتمعات، كذلك فإن القانون الدولي الإنساني هو أيضًا لحماية المجتمعات كقوة ناعمة ومؤثرة سواء على مستوى متخذي القرار أو حتى بين أفراد المجتمع الذين عليهم أن يفهموا حقوقهم في مجال القانون الدولي الإنساني، وغني عن القول أن أصل القانون الدولي الإنساني ونشأته من ديننا الإسلامي فالقرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة آيات أحاديث كثيرة تؤصّل أو أصّلت مبادئ القانون الدولي الإنساني.
مضيفًا نحن علينا كأمة عربية وإسلامية أن نسعى فعلًا إلى تأصيل مبادئ هذا القانون وتطبيقها؛ ونحن في عقيدتنا مطبقون لهذا القانون ونناشد المجتمع الدولي أن يلتزم أيضًا بمبادئه، ونعول على المشاركين في هذا اللقاء آمالًا كبيرة لتعزيز مبادئ القانون الدولي الإنساني والدفاع عن حقوق الأمة في أي مكان تتعرض لانتهاكات القانون الدولي الإنساني.
مشيرًا إلى أن الآراء والمقترحات المطروحة في هذا اللقاء ستطرح في اجتماع اللجنة التنفيذية في القاهرة يوم الخميس القادم 19 أكتوبر 2023م والمخصصة موضوعاته للاعتداءات الإسرائيلية على غزة.
من جهته استعرض بشير بوزيان الرحماني، انتهاكات القانون الدولي الإنساني أثناء الاعتداءات الوحشية على قطاع غزة، وتمثلت في الاعتداء على الأعيان الطبية وقصف المستشفيات والأعيان المدنية من مبان حكومية ومدارس ودور العبادة من مساجد وكنائس وكذلك الاعتداء وسائل الإعلام والغدر والتهجير القسري والإبادة الجماعية الممنهجة ضد سكان قطاع غزة وغيرها من الانتهاكات.
من جانبه قال الدكتور محمد النادي رئيس المركز العربي للقانون الدولي الإنساني: هناك انتهاكات صارخة لمبادئ القانون الدولي الإنساني في فلسطين، كما أن ما نسبته 60% من النزاعات المسلحة وحالات العنف الأخرى تشهدها المنطقة العربية والإسلامية وهي مرشحة للمزيد من الصراعات والنزاعات المحلية والدولية، مما يستدعي وجود هيئة علمية أكاديمية تساهم في البحوث والدراسات وتحليل النزاعات وتقديم الرأي والمشورة حول أهمية القانون الدولي الإنساني في حماية المدنيين الذين هم أكثر عرضة للانتهاكات وكذلك تعزيز القانون الدولي الإنساني في المنطقة العربية بما يساعد في التقليل من الانتهاكات، وبناء السلام والاستقرار بالإضافة إلى إبراز الفكر العربي الإسلامي في مجال القانون الدولي الإنساني ودور الباحثين والمفكرين العرب والمسلمين ومساهمتهم في التأسيس لهذا القانون.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: القانون الدولی الإنسانی فی المنطقة العربیة فی المنطقة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية تعلن عن إطلاق المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام
أعلنت جامعة الدول العربية، السبت، عن إطلاق مؤتمر دولي لمواجهة ظاهرة الزيادة المقلقة في خطاب الكراهية والتمييز ضد المسلمين في تموز/ يوليو القادم.
يأتي الإعلان بالتزامن مع "اليوم العالمي لمكافحة كراهية الإسلام" الذي يوافق الـ15 من آذار/ مارس من كل عام.
وقالت الجامعة إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، بالتعاون مع منظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، ستنظم "المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام" تحت شعار "الإسلاموفوبيا: المفهوم والممارسة في ظل الأوضاع العالمية الحالية".
يأتي هذا المؤتمر، بحسب بيان للجامعة على موقعها الإلكتروني، في إطار مواجهة ظاهرة الزيادة المقلقة في خطاب الكراهية والتمييز ضد أتباع الدين الإسلامي، والتي تفاقمت بشكل كبير نتيجة للأزمات العالمية والنزاعات التي تعمق الانقسامات الثقافية والدينية بين شعوب العالم.
ويسعى المؤتمر، وفق منظميه، إلى تسليط الضوء على هذه الظاهرة وسبل مواجهتها وتعزيز قيم العيش المشترك والاحترام المتبادل بين أتباع الأديان.
وقالت الجامعة في بيانها إن "مكافحة كراهية الإسلام يتطلب استراتيجيات شاملة تعزز قيم التسامح والتنوع الثقافي والديني، بما في ذلك التوعية التعليمية والإعلامية بأهمية الحوار وعدم التمييز، ودعم المبادرات التي تعزز الحوار بين الأديان وتقوية الروابط بين المجتمعات المختلفة، والعمل نحو بناء مجتمع شامل وعادل، يحتفي بالتنوع الديني والثقافي كقوة دافعة نحو التقدم وليس عائقًا للنمو من أجل بناء عالم يسوده السلام والتفاهم".
بمناسبة #اليوم_العالمي_لمكافحة_كراهية_الإسلام، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية تعلن عن إطلاق "المؤتمر الدولي لمكافحة كراهية الإسلام".https://t.co/s9IZwsMptv pic.twitter.com/Gy8SXCxWRD
— جامعة الدول العربية (@arableague_gs) March 15, 2025من جهتها أعربت السفيرة هيفاء أبو غزالة، الأمين العام المساعد رئيس قطاع الشؤون الاجتماعية، عن التزام جامعة الدول العربية "ببذل كل الجهود من أجل مكافحة جميع أشكال الكراهية والتمييز".
وشددت أن الدين الإسلامي يدعو إلى السلام والعدل والتسامح، وأكدت على أهمية التعاون الدولي لتصحيح الصور النمطية التي لا تزال تحيط بالدين الإسلامي.
وأكدت أبو غزالة أن التعليم والتوعية هما ركيزتان أساسيتان في التصدي للصور النمطية السلبية التي تُروج ضد الإسلام والمسلمين، مما يتطلب جهودًا مشتركة لنشر قيم السلام والانفتاح.
وتدعو جامعة الدول العربية جميع الأطراف الدولية إلى توحيد الجهود للتصدي لكافة أفعال الكراهية الدينية والتعدي على المعتقدات، وأي عمل من شأنه تشويه صورة الأديان والتمييز ضد الأشخاص على أساس دينهم أو معتقدهم ومكافحة كل أشكال التمييز وخطابات الكراهية.
كما تدعو لضرورة تكثيف الجهود الرامية إلى تشجيع الحوار العالمي حول تعزيز ثقافة التسامح والسلام على جميع المستويات، واحترام التنوع الديني لبناء جسور التفاهم والتعايش السلمي، والعمل معًا للخروج من دوامات الكراهية والصراع نحو عالم يحتفي بالتنوع والاحترام المتبادل.
يذكر أن الجمعية العامة للأمم المتحدة اتخذت قرار في 17 آذار/ مارس 2022 باعتماد اليوم الخامس عشر من آذار/ مارس من كل يوما يوما عالميا لمكافحة كراهية الإسلام.