بالدلائل.. الرئاسة التركية تفند مزاعم إسرائيل حول مجزرة المعمداني
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
فند مركز مكافحة التضليل التابع لدائرة الاتصال في الرئاسة التركية، الادعاء المتداول على مواقع التواصل بأن "الحساب الرسمي لغزة يعترف بأن حماس هي التي نفذت الهجوم على مستشفى المعمداني".
جاء ذلك في بيان صادر عن المركز، ليل الثلاثاء-الأربعاء، بشأن المزاعم المتداولة عن قصف مستشفى المعمداني في غزة ما أسفر عن مقتل مئات الفلسطينيين.
وقال البيان إن الادعاء الذي تداولته حسابات وسائل التواصل الاجتماعي بأن (الحساب الرسمي لغزة يعترف بأن حماس هي التي نفذت الهجوم على المستشفى) "غير صحيح".
وذكر البيان أن حساب "Gaza Report" الذي تم الاستشهاد به كأساس لهذا الادعاء ليس هو الحساب الرسمي لغزة أو أي مؤسسة فلسطينية، و"تبين أن الحساب يتم استخدامه لأغراض التلاعب".
اقرأ أيضاً
بعد ساعات من مجزرة المعمداني.. رئيس الوزراء اليوناني يلغي زيارة إلى إسرائيل
ودعا البيان إلى "عدم الاكتراث للادعاءات التي لا أساس لها".
كما فنّد المركز صحة ما يتم تداوله في بعض وسائل التواصل الاجتماعي، حول ظهور "سقوط إحدى القذائف التي أُطلقت باتجاه إسرائيل على المستشفى خلال البث المباشر لقناة الجزيرة".
وقال المركز في هذا الخصوص: "الادعاءات التي تناقلتها بعض الحسابات في وسائل التواصل الاجتماعي بخصوص سقوط إحدى القذائف التي أُطلقت باتجاه إسرائيل على المستشفى، في البث المباشرة لقناة الجزيرة، غير صحيحة، وفي الخبر الذي يتم تداوله كمستند لهذا الادعاء، يتم الحديث فيه عن الهجمات الإسرائيلية".
وذكر مركز التركي لمكافحة التضليل أن مسؤولة الإعلام الرقمي السابقة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حنانيا نفتالي، نشرت منشورا أعلنت فيه أن "سلاح الجو الإسرائيلي ضرب مستشفى في غزة"، بعد الهجوم الإسرائيلي على المستشفى الأهلي المعمدان في غزة مباشرةً.
اقرأ أيضاً
طالبوا بقطع النفط وطرد سفراء الاحتلال.. ناشطون ينددون بمجزرة مستشفى المعمداني في غزة
وحذفت نفتالي هذا المنشور بعد فترة قصيرة، ونشرت آخر تزعم فيه أن الصاروخ الذي أصاب المستشفى أُطلق من غزة، في محاولة منها لتضليل الرأي العام العالمي.
وذكر مركز مكافحة التضليل أن الحساب المفتوح باسم فريدة خان الذي يعرّف عن نفسه بأنه يعمل صحفياً في قناة "الجزيرة"، والذي قال إن "الصاروخ الذي أصاب المستشفى أُطلق من غزة"، اتضح أنه حساب لا علاقة له بقناة الجزيرة وتم استخدامه لأغراض التلاعب".
كذلك فنّد المركز ما تم تداوله من ادعاءات حول قيام تركيا بإرسال الفواكه والخضار إلى إسرائيل قائلا: "على عكس ما ورد في الأخبار المعنية، فإن تركيا كدولة، لا تقدم أي مساعدة لإسرائيل، وتصوير تقديم التبادلات التجارية البحرية بين الشركات المستقلة وفقًا للاتفاقيات المبرمة بينها، على أن تركيا تقدم المساعدة لإسرائيل، ما هو إلا تضليل".
وفي وقت سابق، الثلاثاء، قال متحدث وزارة الصحة في غزة أشرف القدرة، لـ"الأناضول"، إن "ما يزيد على 500 شهيد" سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف المستشفى الأهلي العربي "المعمداني".
فيما اكتفى متحدث باسم الجيش الإسرائيلي بالقول إنه "لا تتوافر كافة التفاصيل" حتى الآن بشأن ما حدث في المستشفى، وفقا لهيئة البث الحكومية، قبل أن يخرج، الأربعاء، في مؤتمر صحفي، ليزعم أن حركة "الجهاد الإسلامي" هي التي قصفت المستشفى عبر أحد صواريخها، وهو الزعم الذي فنده الكثيرون في العالم.
وأثار قصف المستشفى موجة تنديد واسعة في العديد من العواصم، مع دعوات إلى ضرورة توفير الحماية للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي.
المصدر | الأناضولالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: مذبحة مستشفى المعمداني غزة تركيا أكاذيب مجزرة إسرائيلية على المستشفى
إقرأ أيضاً:
من هو الشهيد محمد الضيف؟.. مرعب إسرائيل الذي أرهق الإحتلال لثلاثة عقود
أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس، مساء الخميس 30 يناير 2025، استشهاد قائدها العام محمد الضيف، بعد مسيرة طويلة، توجها بعمليتي "سيف القدس" (2021) و"طوفان الأقصى" (2023).
ولم توضح القسام، في كلمة مصورة لمتحدثها أبو عبيدة، ظروف استشهاد الضيف الملقب بـ"أبو خالد"، واكتفت بالإشارة إلى أنه ارتقى في ساحات القتال بقطاع غزة ضد إسرائيل "مقبلا غير مدبر".
ونعاه أبو عبيدة قائلا إنه "استشهد هو وثلة من الرجال العظماء أعضاء المجلس العسكري العام للكتائب في خضم معركة طوفان الأقصى حيث مواطن الشرف والبطولة والعطاء".
وأضاف أن هؤلاء القادة "حققوا مرادهم بالشهادة في سبيل الله التي هي غاية أمنياتهم كختام مبارك لحياتهم الحافلة بالعمل في سبيل الله، ثم في سبيل حريتهم ومقدساتهم وأرضهم".
وشدد على أن "هذا ما يليق بقائدنا محمد الضيف الذي أرهق العدو منذ أكثر من 30 سنة، فكيف بربكم لمحمد الضيف أن يُذكر في التاريخ دون لقب الشهيد ووسام الشهادة في سبيل الله؟".
وعلى مدى سنوات، نفذت إسرائيل محاولات عديدة لاغتيال الضيف، لكنها فشلت في تحقيق هدفها، رغم إصابته في إحدى تلك المحاولات.
آخر محاولة لاغتياله أعلنتها إسرائيل كانت في 13 يوليو/ تموز 2024، حين شنت طائرات حربية غارة استهدفت خيام نازحين في منطقة مواصي خان يونس جنوب غزة، التي صنفها الجيش الإسرائيلي بأنها "منطقة آمنة"، ما أسفر عن استشهاد 90 فلسطينيا، معظمهم أطفال ونساء، وإصابة أكثر من 300 آخرين.
لكن "القسام" نفت آنذاك صحة اغتياله، قائلة: "هذه ليست المرة الأولى التي يدعي فيها الاحتلال استهداف قيادات فلسطينية، ويتبين كذبها لاحقا، وإن هذه الادعاءات الكاذبة إنما هي للتغطية على حجم المجزرة المروعة".
** فمن محمد الضيف؟
ولد محمد دياب إبراهيم الضيف عام 1965، لأسرة فلسطينية لاجئة عايشت كما آلاف العائلات الفلسطينية آلام اللجوء عام 1948؛ لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وفي سن مبكرة، عمل الضيف في أكثر من مهنة ليساعد أسرته الفقيرة، فكان يعمل مع والده في محل "للتنجيد".
درس الضيف في كلية العلوم في الجامعة الإسلامية بغزة، وخلال هذه الفترة برز طالبا نشيطا في العمل الدعوي والطلابي والإغاثي، كما أبدع في مجال المسرح، وتشبع خلال دراسته الجامعية بالفكر الإسلامي.
وبدأ نشاطه العسكري أيام الانتفاضة الفلسطينية الأولى، حيث انضم إلى حماس في 1989، وكان من أبرز رجالها الميدانيين، فاعتقلته إسرائيل في ذلك العام ليقضي في سجونها سنة ونصفا دون محاكمة بتهمة "العمل في الجهاز العسكري لحماس".
وأوائل تسعينيات القرن الماضي، انتقل الضيف إلى الضفة الغربية مع عدد من قادة "القسام" في قطاع غزة، ومكث فيها مدة من الزمن، وأشرف على تأسيس فرع لكتائب القسام هناك.
في عام 2002، تولى قيادة كتائب القسام بعد اغتيال قائدها صلاح شحادة.
** مدافع عن القدس والأقصى
وعلى مدار حياته وقيادته في القسام، انشغل الضيف بالدفاع عن القدس والمسجد الأقصى في مواجهة اعتداءات إسرائيل.
هذا الأمر جعل اسمه يترد في الهتاف الشهير "إحنا رجال محمد ضيف" الذي بات يردده الفلسطينيون بالمسجد الأقصى في مواجهة الاقتحامات الإسرائيلية له، رغم أنهم لا يهتفون عادة لأي شخصية سياسية سواء كانت فلسطينية أو عربية أو إسلامية.
وبدأ الشبان الفلسطينيون في ترديد هذا الهتاف بمنطقة باب العامود، أحد أبواب بلدة القدس القديمة، في بداية شهر رمضان عام 2021 الذي وافق آنذاك 13 أبريل/ نيسان، حينما كانوا يحتجون على إغلاق الشرطة الإسرائيلية المنطقة أمامهم.
وبعد احتجاجات استمرت أكثر من أسبوعين، تخللها إطلاق أكثر من 45 صاروخا من غزة، على تجمعات إسرائيلية محاذية له، تراجعت إسرائيل وأزالت حواجزها من باب العامود.
وآنذاك، حذر الضيف إسرائيل من مغبة الاستمرار في سياساتها في القدس.
ولاحقًا، تكرر اسم الضيف في مظاهرات تم تنظيمها في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية، احتجاجا على قرارات إخلاء عشرات العائلات الفلسطينية من منازلها في الحي لصالح مستوطنين.
وعلى إثر ذلك، خصّ الضيف، في بيان صدر في 4 مايو/ أيار 2021، سكان الشيخ جراح بأول إطلالة بعد سنوات من الاختفاء الإعلامي.
إذ قال إنه يحيي "أهلنا الصامدين في حي الشيخ جراح في القدس المحتلة"، مؤكدا أن "قيادة المقاومة والقسام ترقب ما يجري عن كثب”.
ووجه "تحذيرا واضحا وأخيرا للاحتلال ومغتصبيه بأنه إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جراح في الحال، فإننا لن نقف مكتوفي الأيدي وسيدفع العدو الثمن غاليا”.
وبعد أكثر من عامين من ذلك التاريخ، عاد الضيف للدفاع عن المسجد الأقصى، عبر عملية "طوفان الأقصى"، في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، الذي يُعتبر من مهندسيها.
إذ كان من أبرز مبررات إقدام "القسام"، على تلك العملية، تمادي إسرائيل في العدوان على القدس والمسجد الأقصى.
وعلى مدى نحو عقدين من الزمن، جاء الضيف على رأس قائمة الأشخاص الذين تريد إسرائيل تصفيتهم، حيث تتهمه بالوقوف وراء عشرات العمليات العسكرية في بداية العمل المسلّح لكتائب القسام.
ويفتخر جل الفلسطينيين بالضيف وبما حققه من أسطورة في التخفي عن أعين إسرائيل عقودا من الزمن، ودوره الكبير في تطوير الأداء العسكري اللافت لكتائب القسام، وخاصة على صعيد الأنفاق والقوة الصاروخية.
ويعزو جهاز الأمن العام الإسرائيلي "الشاباك" فشله لسنوات طويلة في تصفية الضيف إلى شخصيته، وما يتمتع به من حذر، ودهاء، وحسن تفكير، وقدرة على التخفي عن الأنظار، لدرجة أنه سماه "ابن الموت".
** "كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا"
وسابقا، نجا الضيف من عدة محاولات اغتيال منها في أغسطس/ آب 2014، حيث قصفت إسرائيل منزلا شمالي مدينة غزة بخمسة صواريخ، ما أدى إلى مقتل 5 فلسطينيين بينهم زوجة القيادي الضيف (وداد) وابنه علي.
كذلك، حاولت إسرائيل اغتيال الضيف عام 2006، وهو ما تسبب، وفق مصادر إسرائيلية، في خسارته لإحدى عينيه، وإصابته في الأطراف.
وحاولت إسرائيل اغتياله للمرة الأولى عام 2001، لكنه نجا، وبعدها بسنة تمت المحاولة الثانية والأشهر، والتي اعترفت إسرائيل فيها بأنه نجا بأعجوبة وذلك عندما أطلقت مروحية صاروخين نحو سيارته في حي الشيخ رضوان بغزة.
وكان آخر المشاهد المسجلة للضيف ظهوره ضمن وثائقي "ما خفي أعظم" على قناة الجزيرة، وهو يضع اللمسات الأخيرة لعملية "طوفان الأقصى".
وحينها ردد كلمات لخصت مسيرته وهو يشير إلى خريطة فلسطين، جاء فيها:
كما أنتِ هنا مزروعٌ أنا
ولِي في هذه الأرض آلافُ البُذُور
ومهما حاوَل الطُّغاةُ قلعَنَا ستُنبِتُ البُذُور
أنا هنا في أرضِي الحبيبة الكثيرة العطاء
ومثلُها عطاؤُنا نواصِلُ الطَّريق لا نوقفُ المَسير