كشفت مصادر مطلعة عن أن قطر تلعب دور وساطة بين الولايات المتحدة و"حماس" لإطلاق أسرى احتجزتهم الحركة خلال عملية "طوفان الأقصى"، فيما اعتبر خبير أنه "لا غنى" لواشنطن عن الدوحة في الشرق الأوسط، بحسب تقرير لفيونا ماكدونالد، في وكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg) ترجمه "الخليج الجديد".

وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، مؤخرا، أنها أسرت ما بين 200 و250 إسرائيليا في مستوطنات غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.

وترغب الحركة في مبادلة هؤلاء الأسرى الإسرائيليين، وبعضهم يحملون أيضا الجنسية الأمريكية، مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.

وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في تصريح متلفز مؤخرا، أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لضمان إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين  الذين أسرتهم "حماس".

وقالت ماكدونالد إن "قطر ليست أكبر من ولاية كونيتيكت (الأمريكية)، وكان يُنظر إليها ذات يوم على أنها دولة منشقة بسبب علاقاتها الودية مع إيران والجماعات الإسلامية مثل حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية".

واستدركت: لكن "الآن تستفيد قطر من تلك العلاقات نفسها من خلال ممارسة دبلوماسية الرهائن الحساسة التي لا تستطيع الولايات المتحدة إدارتها بدون الدوحة".

وبحسب مسؤولين مطلعين على المناقشات، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، "يتفاوض القطريون مع حماس؛ لمحاولة تأمين إطلاق سراح حوالي 200 شخص تم أسرهم من إسرائيل ونقلهم إلى غزة".

و"في الوقت نفسه، كانوا (القطريون) يحاولون منع جبهة شمالية ثانية من الانفتاح في الحرب بين حماس وإسرائيل، عبر الاتصال مع كل من إيران وجماعة حزب الله المسلحة"، كما أضافت ماكدونالد.

اقرأ أيضاً

جراء القصف الإسرائيلي.. القسام تعلن مقتل 9 أسرى جدد

مكتب حماس بالدوحة

ماكدونالد قالت إن "الولايات المتحدة تعترف سرا بأنها لا تفعل أي شيء في (منطقة) الخليج بدون قطر، التي تستضيف بعض القادة السياسيين لحماس، فضلا عن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط".

وقال أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية: "القطريون هم الأداة الدبلوماسية التي لا غنى عنها حاليا في قضايا الرهائن.. قليل من الأطراف الإقليمية الأخرى لديها عمق العلاقة المطلوبة لتحريك البوصلة بشأن هذه القضية."

و"تم افتتاح مكتب سياسي لحماس في قطر عام 2012، بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية، بعد طلب أمريكي بفتح قناة مع حماس"، بحسب مسؤول قطري أوضح أن "المكتب تم استخدامه في جهود الوساطة عبر العديد من الإدارات الأمريكية، لتحقيق استقرار الوضع في غزة وإسرائيل"، بحسب ماكدونالد.

وقالت المصادر إن "الولايات المتحدة تحدثت أيضا مع شركائها، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حول لعب دور في قضية الرهائن، على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بعد".

لكن ماكدونالد اعتبرت أنه "حتى مع لعب قطر دور وساطة في قضية الرهائن، فإن إعادتهم لن تكون سهلة. وليس من الواضح أين يتم احتجازهم في غزة، ولا علاقة إسرائيل بإعادتهم إلى وطنهم".

ومرارا، أعلنت "حماس" أنها لن تتفاوض بشأن الأسرى طالما الغارات الإسرائيلية متواصلة على غزة؛ ما أودى حتى الأربعاء بحياة نحو 4 آلاف فلسطيني، بينهم حوالي ألف طفل، مقابل مقتل قرابة 1400 إسرائيلي.

اقرأ أيضاً

قطر تنفي بدء وساطة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل: ليس أوانه

ملء فراغ الكويت

و"بينما يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن للقيام بزيارة (الأربعاء) إلى المنطقة (إسرائيل)، تعمل الولايات المتحدة وقطر على مدار الساعة للضغط من أجل اتخاذ خطوات ملموسة نحو تأمين إطلاق سراح الرهائن"، وفقا لمصدر مطلع على المحادثات.

وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، ساعدت قطر، الدولة الغنية بالطاقة، في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران في تبادل إطلاق سراح خمسة سجناء من كل طرف.

و"السعودية والإمارات ليستا قريبتين جدا من الولايات المتحدة، على الرغم من أن إدارة بايدن تعتبرهما شريكين مفيدين، فيما تراجعت الكويت، التي اشتهرت ذات يوم بنفوذها الدولي، منذ وفاة أميرها السابق (صباح الأحمد الجابر الصباح) عام 2020"، كما زادت ماكدونالد.

وتابعت أن "انحسار نفوذ الكويت، وخروج قطر أقوى من مقاطعة جيرانها الخليجيين (السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر) التي استمرت ثلاث سنوات وانتهت في 2021، ساعدا الدوحة على ملء الفراغ".

وقالت المصادر إن "الدوحة كانت أيضا على اتصال متكرر مع الإسرائيليين على المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية في الأيام الأخيرة، مستفيدة من علاقة تعود إلى عقود".

"وقد كانوا (القطريون) من عوامل تخفيف التصعيد، لكن مهما كانت جهودهم، فلا يضمنون إعادة الرهائن إلى وطنهم، فمن الصعب تحقيق ذلك، خاصة عندما تكون المخاطر كبيرة"، بحسب سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" البحثي في لندن.

اقرأ أيضاً

لا تفاوض تحت النار.. "القسام" تغلق باب تبادل الأسرى مع إسرائيل

المصدر | فيونا ماكدونالد/ بلومبرج- ترجمه وتحرير الخليج الجديد

المصدر: الخليج الجديد

كلمات دلالية: قطر حماس إسرائيل أمريكا أسرى وساطة غزة الولایات المتحدة الشرق الأوسط إطلاق سراح

إقرأ أيضاً:

تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين "حماس" وإسرائيل

أعلنت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، أسماء المعتقلين المقرر الإفراج عنهم اليوم الخميس، ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار.

وتضم القائمة 110 معتقلين، منهم 32 محكوما بالمؤبد، و48 من ذوي الأحكام العالية، و30 طفلا.

ووفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى فإن استقبال الدفعة الثالثة من الأسرى بالمرحلة الأولى، سيكون في منطقة "الردانة" برام الله، ومن المتوقع أن يكون منتصف النهار.

وسلّمت حركة حماس مساء الأربعاء قائمة بأسماء الأسرى الإسرائيليين الذين سيجري الإفراج عنهم الخميس.

وصرّح مصدر في الحركة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية قائلا: "سلمنا الوسطاء قائمة الرهائن الذين من المفترض أن يتم إطلاق سراحهم يوم الخميس"، مضيفا أنه "سيجري إطلاق سراح كل من أربيل يهود (29 عاما)، و جام بيرغر (19 عاما)، وجادي موزيس (80 عاما)".

ونوه المصدر إلى أنه مقابل المجندة أغام بيرغر ستطلق إسرائيل سراح 30 أسيرا فلسطينيا من ذوي الأحكام المؤبدة والمتهمين بقتل إسرائيليين بالإضافة إلى 20 أسيرا آخرين محكومين بمدد مختلفة.

فيما ستعمل إسرائيل على تحرير 30 قاصرا فلسطينية وامرأة من السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح أربيل يهود.

أما جادي موزيس فسيتم إطلاق سراح 30 أسيرا فلسطينيا بينهم 27 أسيرا يقضون أحكاما بمدد مختلفة وثلاثة آخرين محكومين بالمؤبد مقابل إطلاق سراحه، بحسب المصدر الفلسطيني المطلع على عملية التفاوض غير المباشرة بين إسرائيل وحماس.

وتعد عملية إطلاق سراح الرهائن جزءا من اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس الذي أوقف الحرب في قطاع غزة مقابل إطلاق سراح العشرات من الرهائن المحتجزين في القطاع ومئات الأسرى الفلسطينيين المحتجزين لدى إسرائيل.

ويأتي الإعلان عن الجولة الجديدة من تبادل الرهائن والسجناء في الوقت الذي يتدفق فيه مئات الآلاف من الأشخاص في غزة نحو شمال القطاع الذي دمرته الحرب للعودة إلى ما تبقى من منازلهم، بعدما أمرتهم إسرائيل بإخلاء المنطقة في وقت سابق في إطار حربها ضد حماس.

وبحسب اتفاق وقف إطلاق النار، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الجاري، فإن المرحلة الأولى تستمر لمدة 42 يوما، يتم خلالها التفاوض على مرحلتين إضافيتين، وذلك بوساطة مصرية وقطرية، وبدعم من الولايات المتحدة.

مقالات مشابهة

  • بدء وصول 110 أسيرًا فلسطينيًا من سجون الاحتلال إلى منازل عوائلهم
  • هذه هي الرسائل التي بعثت بها الولايات المتحدة لنتنياهو بشأن مراحل اتفاق غزة
  • هيئة البث الإسرائيلية: الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين سيجري ليلا
  • ساحة تسليم الأسرى.. حماس تحدد "رسالة القوة"
  • الكويت تعزي الولايات المتحدة في ضحايا حادث تصادم الطائرتين
  • سجون الاحتلال: نستعد لإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين وفقا لصفقة التبادل
  • اليوم.. حماس وإسرائيل تتبادلان الأسرى ضمن الدفعة الثالثة من اتفاق إطلاق سراح الرهائن
  • تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين حماس وإسرائيل
  • خبير: الولايات المتحدة تريد الهدوء والاستقرار في المنطقة
  • تفاصيل عملية تبادل الأسرى الجديدة بين "حماس" وإسرائيل