لا غنى عن قطر.. تتوسط بين واشنطن وحماس لإطلاق الأسرى
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
كشفت مصادر مطلعة عن أن قطر تلعب دور وساطة بين الولايات المتحدة و"حماس" لإطلاق أسرى احتجزتهم الحركة خلال عملية "طوفان الأقصى"، فيما اعتبر خبير أنه "لا غنى" لواشنطن عن الدوحة في الشرق الأوسط، بحسب تقرير لفيونا ماكدونالد، في وكالة "بلومبرج" الأمريكية (Bloomberg) ترجمه "الخليج الجديد".
وأعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لـ"حماس"، مؤخرا، أنها أسرت ما بين 200 و250 إسرائيليا في مستوطنات غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
وترغب الحركة في مبادلة هؤلاء الأسرى الإسرائيليين، وبعضهم يحملون أيضا الجنسية الأمريكية، مع أكثر من 5 آلاف أسير فلسطيني، بينهم أطفال ونساء، في سجون إسرائيل.
وأعلن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في تصريح متلفز مؤخرا، أن الولايات المتحدة تبذل قصارى جهدها لضمان إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين الذين أسرتهم "حماس".
وقالت ماكدونالد إن "قطر ليست أكبر من ولاية كونيتيكت (الأمريكية)، وكان يُنظر إليها ذات يوم على أنها دولة منشقة بسبب علاقاتها الودية مع إيران والجماعات الإسلامية مثل حماس، التي تصنفها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي على أنها جماعة إرهابية".
واستدركت: لكن "الآن تستفيد قطر من تلك العلاقات نفسها من خلال ممارسة دبلوماسية الرهائن الحساسة التي لا تستطيع الولايات المتحدة إدارتها بدون الدوحة".
وبحسب مسؤولين مطلعين على المناقشات، طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم، "يتفاوض القطريون مع حماس؛ لمحاولة تأمين إطلاق سراح حوالي 200 شخص تم أسرهم من إسرائيل ونقلهم إلى غزة".
و"في الوقت نفسه، كانوا (القطريون) يحاولون منع جبهة شمالية ثانية من الانفتاح في الحرب بين حماس وإسرائيل، عبر الاتصال مع كل من إيران وجماعة حزب الله المسلحة"، كما أضافت ماكدونالد.
اقرأ أيضاً
جراء القصف الإسرائيلي.. القسام تعلن مقتل 9 أسرى جدد
مكتب حماس بالدوحة
ماكدونالد قالت إن "الولايات المتحدة تعترف سرا بأنها لا تفعل أي شيء في (منطقة) الخليج بدون قطر، التي تستضيف بعض القادة السياسيين لحماس، فضلا عن أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط".
وقال أيهم كامل، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مجموعة أوراسيا الاستشارية للمخاطر السياسية: "القطريون هم الأداة الدبلوماسية التي لا غنى عنها حاليا في قضايا الرهائن.. قليل من الأطراف الإقليمية الأخرى لديها عمق العلاقة المطلوبة لتحريك البوصلة بشأن هذه القضية."
و"تم افتتاح مكتب سياسي لحماس في قطر عام 2012، بالتنسيق مع الحكومة الأمريكية، بعد طلب أمريكي بفتح قناة مع حماس"، بحسب مسؤول قطري أوضح أن "المكتب تم استخدامه في جهود الوساطة عبر العديد من الإدارات الأمريكية، لتحقيق استقرار الوضع في غزة وإسرائيل"، بحسب ماكدونالد.
وقالت المصادر إن "الولايات المتحدة تحدثت أيضا مع شركائها، بما في ذلك اللجنة الدولية للصليب الأحمر، حول لعب دور في قضية الرهائن، على الرغم من أنه لم يتم اتخاذ أي إجراء بعد".
لكن ماكدونالد اعتبرت أنه "حتى مع لعب قطر دور وساطة في قضية الرهائن، فإن إعادتهم لن تكون سهلة. وليس من الواضح أين يتم احتجازهم في غزة، ولا علاقة إسرائيل بإعادتهم إلى وطنهم".
ومرارا، أعلنت "حماس" أنها لن تتفاوض بشأن الأسرى طالما الغارات الإسرائيلية متواصلة على غزة؛ ما أودى حتى الأربعاء بحياة نحو 4 آلاف فلسطيني، بينهم حوالي ألف طفل، مقابل مقتل قرابة 1400 إسرائيلي.
اقرأ أيضاً
قطر تنفي بدء وساطة لتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل: ليس أوانه
ملء فراغ الكويت
و"بينما يستعد الرئيس الأمريكي جو بايدن للقيام بزيارة (الأربعاء) إلى المنطقة (إسرائيل)، تعمل الولايات المتحدة وقطر على مدار الساعة للضغط من أجل اتخاذ خطوات ملموسة نحو تأمين إطلاق سراح الرهائن"، وفقا لمصدر مطلع على المحادثات.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، ساعدت قطر، الدولة الغنية بالطاقة، في التوسط بين الولايات المتحدة وإيران في تبادل إطلاق سراح خمسة سجناء من كل طرف.
و"السعودية والإمارات ليستا قريبتين جدا من الولايات المتحدة، على الرغم من أن إدارة بايدن تعتبرهما شريكين مفيدين، فيما تراجعت الكويت، التي اشتهرت ذات يوم بنفوذها الدولي، منذ وفاة أميرها السابق (صباح الأحمد الجابر الصباح) عام 2020"، كما زادت ماكدونالد.
وتابعت أن "انحسار نفوذ الكويت، وخروج قطر أقوى من مقاطعة جيرانها الخليجيين (السعودية والإمارات والبحرين بالإضافة إلى مصر) التي استمرت ثلاث سنوات وانتهت في 2021، ساعدا الدوحة على ملء الفراغ".
وقالت المصادر إن "الدوحة كانت أيضا على اتصال متكرر مع الإسرائيليين على المستويات السياسية والعسكرية والاستخباراتية في الأيام الأخيرة، مستفيدة من علاقة تعود إلى عقود".
"وقد كانوا (القطريون) من عوامل تخفيف التصعيد، لكن مهما كانت جهودهم، فلا يضمنون إعادة الرهائن إلى وطنهم، فمن الصعب تحقيق ذلك، خاصة عندما تكون المخاطر كبيرة"، بحسب سنام فاكيل، مديرة برنامج الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في مركز "تشاتام هاوس" البحثي في لندن.
اقرأ أيضاً
لا تفاوض تحت النار.. "القسام" تغلق باب تبادل الأسرى مع إسرائيل
المصدر | فيونا ماكدونالد/ بلومبرج- ترجمه وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: قطر حماس إسرائيل أمريكا أسرى وساطة غزة الولایات المتحدة الشرق الأوسط إطلاق سراح
إقرأ أيضاً:
وزير المالية الإسرائيلي يرفض إنهاء العدوان على غزة حتى القضاء علي حماس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش، إن إسرائيل لن تنهي العدوان علي قطاع غزة حتى يتم "القضاء" على حركة حماس، لكنه نفي أن هذا يعني أن الرهائن لن يعودوا إلى ديارهم أبدا، بحسب ما ذكرت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اليوم السبت.
وأضاف سموتريش: "هدفي الحرب: تدمير حماس وإعادة الرهائن إلى الوطن. إنه يجب تحقيق الهدف الأول، من بين أسباب أخرى، لضمان عدم تكرار 7 أكتوبر وإظهار لأعداء إسرائيل أنها فازت".
وتابع وزير المالية الإسرائيلي: "سننهي هذه الحرب عندما يتم القضاء على حماس، وتدميرها، ولن يكون هناك حكم لحماس في قطاع غزة ".
كما قال إنه يعتقد أن إسرائيل يجب أن تستأنف الاستيطان اليهودي في غزة.