تتوالى المجازر ويتزايد أعداد الشهداء يومًا بعد يوم، حيث جاء عام 1948 كسواد الليل الحالك الذي لم ترى بعده فلسطين نور الشمس حتى اليوم، لم ترى سوى قطرات الدماء تتساقط من أعين الأطفال، يستيقظون كل يوم على فزع جديد، ليستبدلوا المنبهات بأصوات الانفجارات المرعبة، أصبح الخوف يعانق كل دقيقة جديدة ينتظرونها، فكل دقيقة ستأتي بالكثير من التساؤلات التي تمر عليهم جميعًا لا سيما الأطفال، فمن سيكون عليه الدور للاستشهاد أوالتشريد أو الفزع بصوت قصف أعظم مما قبله، هكذا فرضت إسرائيل قوتها على الفلسطينيين منذ بداية الاحتلال الغاشم.

جرائم الاحتلال الإسرائيلي

واستطاعت قوة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، بمساعدة دول الغرب المعادية للسلام، سلب حرية أطفال ونساء فلسطين وأرضهم، وأبدلت أمنهم خوفًا، عن طريق التفنن في أساليب التعذيب والقتل بدم بارد، فطالت يدها الأطفال الأبرياء الذين كانوا أساس خطتها لإبادة الفلسطينيين، إلا أن الفلسطينيين جميعًا لم يسلموا أيضًا من أذاها، فلم يكن قصف مستشفى المعمداني في مدينة غزة، أمس الثلاثاء، الأول من نوعه بل نقطة لسلسة مجازر فلسطينية وعربية امتدت منذ سنوات مضت، نستعرضها في السطور القادمة جرائم الاحتلال في حق الفلسطينيين والعرب جميعًا.

قصف - أرشيفيةمذبحة اللد واستشهاد 426 شخصًا

ومذبحة اللد هي مذبحة اتكبتها وحدة كوماندوز صهيونية بقيادة «موشيه ديان» في 5 رمضان 1367 هـ الموافق 11 يوليو 1948م في مدينة الّلد بفلسطين، حيث اقتحمت المدينة وقت المساء تحت وابلِِ من القذائف المدفعية، وكانت «عملية داني» -الاسم الرمزي الموحي بالبراءة- للهجوم على مدينتي اللد والرملة الواقعتين في منتصف الطريق بين يافا والقدس، وتُرِك رجال المدينة يواجهون الآلية العسكرية الصهيونية ببنادقهم القديمة، وبعد القتال ونفاد الذخيرة، اضطروا للاستسلام، فأبادته م القوات الصهيونية جميعاً، وأسفرت المذبحة عن استشهاد 426 شخصًا.

مذبحة كفر قاسم وأسفرت عن استشهاد 49 مدنيًا

وفي 29 أكتوبر 1956 نفذ حرس الحدود الإسرائيلي ضد مواطنين فلسطينيين عُزَّل في قرية كفر قاسم مذبحة راح ضحيتها 49 مدنيًا عربيًا: منهم 23 طفلًا دون الـ 18 من عمرهم، وحاولت حكومة إسرائيل بقيادة بن غوريون التستر على المجزرة ومنع نشرها.

القصف على فلسطيناستشهاد 250 فلسطيني فى مجزرة خان يونس

كما نفذ الجيش الإسرائيلي مذبحة خان يونس في 12 نوفمبر 1956 بحق اللاجئين الفلسطينيين في مخيم خان يونس جنوبي قطاع غزة راح ضحيتها أكثر من 250 فلسطينيًا، وبعد 9 أيام من المجزرة الأولى 12 نوفمبر 1956 نفذت وحدة من الجيش الإسرائيلي مجزرة وحشية أخرى راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في نفس المخيم، كما قتل أكثر من 100 فلسطيني آخر من سكان مخيم رفح للاجئين في نفس اليوم. وقد امتدت هذه المذبحة حتى حدود بلدة بني سهيلا.

استشهاد 111 شخص جراء مذبحة رفح

ووقعت مذبحة رفح في 12 نوفمبر 1956، وهي مذبحة نفذها جيش الإسرائيلي في بلدة رفح أثناء احتلاله شبه جزيرة سيناء ومحمية غزة، وراح ضحيتها نحو 111 شخصاً من سكان رفح ومخيم اللاجئين.

استهداف الأطفال فى مدرسة بحر البقر بالشرقية وأسفر عن استشهاد 30 تلميذا

وشنت القوات الجوية الإسرائيلية، في 8 أبريل عام 1970، الهجوم على مدرسة بحر البقر، حيث قصفت طائرات من طراز فانتوم مدرسة بحر البقر المشتركة في قرية بحر البقر بمركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مصر، أدى الهجوم إلى مقتل 30 طفلاً وإصابة 50 آخرين وتدمير مبنى المدرسة تماماً.

مذبحة الأقصى الأولى ومقتل 21 وإصابة 150

غابت إسرائل 30 عامًا بعد مذبحة مدرسة بحر البقر لتتفنن من جديد في إظهار قوتها بقتل الأبرياء، ليأتي يوم الإثنين الموافق 8 أكتوبر من عام 1990 وبالتحديد في تمام 10:30 صباحا بمحاولة من متطرفين يهود يطلق عليهم جماعة أمناء جبل الهيكل بوضع حجر الأساس لما يسمى الهيكل الثالث في ساحة المسجد الأقصى، فقام أهل القدس على عادتهم لمنع المتطرفين اليهود من ذلك، فوقع اشتباك بين المصلين وعددهم قرابة 4 آلاف مصلِ وبين المتطرفون اليهود الذين يقودهم غرشون سلمون، فتدخل على الفور جنود الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وأمطروا المصلين بزخات من الرصاص دون تمييز، مما أدى إلى مقتل 21 وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً، وتم إعاقة حركة سيارات الإسعاف وأصيب بعض الأطباء والممرضين أثناء تأدية واجبهم، ولم يتم إخلاء القتلى والجرحي إلا بعد 6 ساعات من بداية المذبحة.

قصف قوات الاحتلال وسط غزةاستهداف سيارة إسعاف مدنية في جنوب لبنان

وجاء عام 1996 حاملًا معه الكثير من العدوان لإسرائيلي فكان مليئًا بالدماء، ففي 13 أبريل 1996، وفي خضم عدوان نيسان الذي شنته إسرائيل على لبنان، قصفت طائرة تابعة للجيش الإسرائيلي سيارة إسعاف مدنية في قرية المنصوري جنوب لبنان، وأدى القصف لمقتل امرأتين و4 أطفال، فعند الساعة 1:30 بعد الظهر، كان المزارع اللبناني عباس جحا يقود سيارة إسعاف من نوع فولفو، لينقل أبنائه بالإضافة إلى مجموعة من الجرحى إلى صيدا، إلا أن طائرة إسرائيلية مصنوعة في الولايات المتحدة لحقت به وقصفت صاروخين على السيارة لتقتل 6 أشخاص من أصل 16 راكبًا، وكانت ترواح أعمار الأطفال بين 7 أشهر و9 سنوات.

مجزرة قانا الأولى واستشهاد 106 مدنيين

لم تلتقط إسرائيل أنفاسها بعد مجزرة المنصوري، حيث دفعها تعطشها للمزيد من الدماء لاستكمال مسيرتها في ارتكاب المذابح، فجاءت مجزرة قانا الأولى في 18 أبريل 1996 والتي وقعت في مركز قيادة فيجي التابع لقوات اليونيفل في قرية قانا جنوب لبنان، حيث قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المقر بعد لجوء المدنيين إليه هربًا من عملية عناقيد الغضب التي شنتها إسرائيل على لبنان، وأدى قصف المقر إلى استشهاد 106 مدنيين وإصابة الكثير بجروح، وقد اجتمع أعضاء مجلس الأمن للتصويت على قرار يدين إسرائيل ولكن الولايات المتحدة أجهضت القرار باستخدام حق النقض الفيتو.

مذبحة الأقصى الثانية واستشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 300

واختتمت إسرائيل مجمل انتصاراتها في هذا العام بضربة جديدة تستقي من خلالها المزيد من الدماء، فكانت مذبحة الأقصى الثانية وتسمى انتفاضة النفق، وحدثت هذه المذبحة بعد إعلان سلطات الاحتلال فتح النفق المجاور للجدار الغربي للمسجد الأقصى يوم الاثنين 23/9/1996م، حيث وقعت اشتباكات عنيفة الفلسطينيين والشرطة الفلسطينية ضد جنود الاحتلال اليهودي في كافه أرجاء فلسطين دفاعاً عن المسجد الأقصى المبارك، وأسفرت هذه المواجهات العنيفة عن استشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 300 و مقتل 15 إسرائيلي و إصابة 78، واستمرت مواجهات ثلاثة أيام.

قصفمذبحة الأقصى الثالثة واستشهاد محمد الدرة

وجاء عام 2000 حاملًا معه صورة ستظل عالقة في الأذهان إلى أن تقوم الساعة، ألا وهي صورة الطفل الذي أكل الخوف قلبه وهو يحتمي بوالده ظنًا منه أن ذلك سيرحمه من أيدي الوحوش التي لا تملك قلبًا في جوفها، إنه الطفل محمد الدر أحد الأطفال الأبرياء الذين راحوا ضحايا مذبحة الأقصى الثالثة، وبدأ الأمر بزيارة شارون إلى المسجد الأقصى يوم الخميس 28/9/2000، الأمر الذي اعتبره الفلسطينيون تدنيسًا لأرض المسجد الطاهر، هذا ما دفع الشباب الفلسطيني المسلم بالتصدي له لإفشال زيارته رغم أنه كان بحماية 9000 جندي محتل.

وفي اليوم التالي الجمعة 29/9/2000 قام جنود الاحتلال بفتح النيران على رؤوس المصلين قبل التسليم من صلاة الجمعة وجرت مواجهات في ساحات الأقصى بين المصلين وجنود الاحتلال أسفرت عن أروع مذبحة في تأريخ الإنسانية راح ضحيته 250 فلسطيني بين شهيد و جريح، ثم امتدت الاشتباكات إلى كل أرجاء فلسطين والضفة الغربية وقطاع غزة ومناطق الـ 48 مما شكل بداية للانتفاضة المباركة الثانية، وقدم فيها المسلمون في الأرض المباركة مئات الشهداء وآلاف الجرحى دفاعًا عن دينهم وأقصاهم.

مجزرة قانا واستشهاد 55 شخصًا

وجاءت مجزرة قانا الثانية حدثت في 30/ 7/ 2006، وحدثت أثناء العدوان الإسرائيلي على لبنان 2006، سقط جراءها حوالي 55 شخصًا، وكالعادة حصد الأطفال نصيب الأسد في عدد الشهداء، فكان عدد كبير من الضحايا من الأطفال الصغار الذين كانوا في مبنى مكون من 3 طوابق في بلدة قانا، حيث انتشلت جثة 27 طفلًا من بين الضحايا الذين لجأوا إلى البلدة بعد أن نزحوا من قرى مجاورة تتعرض للقصف بالإضافة إلى سكان المبنى، وقصفت إسرائيل المدينة للمرة الثانية بحجة أنها كانت منصة لاستخدام الصواريخ التي كانت تطلق على إسرائيل من حزب الله خلال عملية الصيف الساخن في لبنان وأكد حزب الله أن المبنى لم يكن فيه مقاتلين من حزب الله وأن جل من قتلوا هم من النساء والأطفال والشيوخ، فيما حمّلت إسرائيل على لسان الناطق باسم الجيش المسؤولية لحزب الله.

قصف غزةمجزرة عائلة البطش وأسفرت عن مقتل 18 مدنيا فلسطينيا

وأما عن عام 2014، فلم يسلم من أيدي العدو الملطخة بالدماء، فجاءت مجزرة عائلة البطش التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب على غزة 2014، وذلك مساء يوم الأحد 12 يوليو 2014 وبالتزامن مع خروج المواطنين من صلاة التراويح من مسجد الحرمين في منطقة الشعف، حيث قصفت الطائرات الإسرائيلية منزل المواطن ماجد البطش بصاروخين على الأقل وهو عامل في مدرسة الأرقم في غزة، وأدى إلى مقتل 18 مدني فلسطيني.

وجاءت المجزرة الإسرائيلية بحق عائلة البطش، عقب قصف كتائب القسام مدينة تل أبيب بـ 10 صواريخ جي 80، بعد أن أعلنت مسبقاً أنها ستقصف المدينة في الساعة التاسعة مساءً السبت ما أثار حالة ارتباك وهلع في المدينة.

غزة تحت القصف في رمضان 2019

واستقبلت غزة وأهلها شهر رمضان لعام 2019 في أجواء حزينة، وذلك بتشييع جثامين القتلى وانتشال الجثث من تحت أنقاض المنازل المنهارة جراء القصف الإسرائيلي الذي ضرب المدينة، والذي أدى إلى قتل 27 فلسطينيا، وإصابة أكثر من 180 شخصا.

غزة إسرائيلي تحت القصفمجزرة مستشفى المعمداني وسقوط 500 شهيد

منذ بدء عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الحالي على يد عناصر المقاومة، وتحاول إسرائيل تهجير الفلسطينيين في شمال قطاع غزة من منازلهم، فكثفت قصفها الجوى طوال أيام على مُدن الشمال والوسط لإجبار السكان على النزوح نحو مناطق الجنوب.

وبدوره، استقبلَ مستشفى المعمداني المئات من النازحين الذين فرّوا من منازلهم بسببِ القصف الجوى للطائرات الإسرائيلية التي تجبرهم على تهجيرهم عمدًا، ولم يمنع كونه مشفى ومعروفة إحداثياته من أن يتعرض لقصفٍ إسرائيلي جانبي في وقت متأخر من يوم 17 أكتوبر، ما أدى إلى سقوط قرابة 500 قتيل.

اقرأ أيضاً«طوفان الأقصى».. رئيس الاستخبارات الإسرائيلية: فشلنا وأتحمل المسؤولية

بعد عملية طوفان الأقصى.. نتنياهو يعترف بتحديات تهدد بزوال الكيان الإسرائيلي

طوفان الأقصي.. تفاصيل مثيرة للمرة الأولى عن يوم الصدمة في إسرائيل.. فيديو

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: فلسطين غزة مذبحة قصف غزة أزمة فلسطين آخر أخبار فلسطين مجزرة مجازر إسرائيل الاحتلال الإسرائیلی راح ضحیتها عن استشهاد فلسطینی ا فی قریة أدى إلى

إقرأ أيضاً:

اليمن يرحب بقرار اممي بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة في فلسطين

رحبت الجمهورية اليمنية، بتبني الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار الذي تقدمت به النرويج بالإضافة إلى بلادنا و فلسطين والسعودية ومصر وقطر والاردن وإندونيسيا وماليزيا وأيرلندا والبرازيل وجنوب أفريقيا وعدد من الدول الأخرى، والمتضمن طلب فتوى عاجلة من محكمة العدل الدولية، بشأن خرق الكيان الإسرائيلي بصفته القوة القائمة بالاحتلال لالتزاماته المتعلقة بأنشطة ووجود الأمم المتحدة والدول الأخرى في الأرض الفلسطينية المحتلة.

 

ودعت وزارة الخارجية في بيان نشرته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) إلى سرعة استكمال الإجراءات اللازمة لذلك، في ظل ما يعانيه الشعب الفلسطيني من جرائم وانتهاكات.

 

واكد البيان، على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف العدوان الاسرائيلي المستمر وتوفير المساعدات الانسانية والاغاثية العاجلة للشعب الفلسطيني، وتحقيق تطلعاته المشروعة في الأمن والاستقرار والحياة الكريمة.


مقالات مشابهة

  • 50 شهيدًا ومصابًا في اقتحام قوات الاحتلال لمخيم النصيرات
  • مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى ويؤدون طقوسا تلمودية
  • مستوطنون يقتحمون الأقصى والاحتلال يستدعي عددًا من حراسه
  • العالم يلاحق إسرائيل بتهم ارتكاب جرائم حرب.. واقعة تهريب جندي بسيرلانكا تفضح فظائع الاحتلال في غزة.. عاجل
  • الإعلام بين الماضي والحاضر
  • «عائلة أبو نصر».. «حائط الصد» ضد همجية وتنكيل الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين
  • مظاهرة في نيويورك احتجاجاً على استمرار جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة
  • عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
  • اليمن يرحب بقرار اممي بشأن التزامات إسرائيل المتعلقة بأنشطة الأمم المتحدة في فلسطين
  • أستاذ علاقات دولية: إسرائيل تحول فلسطين إلى جحيم لتصفية القضية