عندما تخدُمُ سياساتُنا أعداءَنا
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
د. شعفل علي عمير
الشعب العربي بكل مكوناته وأطيافه شعباً يحمل في وجدانه الحب الكبير لفلسطين وشعب فلسطين، الذي يحول دون وصوله إلى نصرة إخوانه المظلومين في فلسطين هم أُولئك الحكام الذي حكموا الشعوب العربية والإسلامية بأُسلُـوب وحشي، مستخدمين كُـلّ الأساليب ليحولوا الشعوب العربية والإسلامية إلى دمىً وبيادقَ يتحكمون فيهم كيفما أرادوا، بل حسبما يريد أعدائهم، وطبقًا للثقافات التي يريدون ترسيخَها في أوساط الأُمَّــة.
قد يتساءل المواطن البسيط عن المهام التي على أَسَاسها أنشئت ما يسمى بالقوات المسلحة في كُـلّ الدول العربية والإسلامية؟ وما هي الفائدة منها؟ لا سيَّما أن النشيط الوطني لكل دولة لا يخلو من ذكر الاستقلال والحرية للدولة، فلا تحقّق الاستقلال ولا نالوا الحرية، أصبح ما ينفق على ما يسمى بالمؤسّسات العسكرية عبئاً على الشعوب.
تجاوَزَ الحُكَّامُ كُـلّ الحدود لدرجة تسخير القوات المسلحة لخدمة أعداء الأُمَّــة وقمع للشعوب العربية والإسلامية، لا يوجد سبب لكل هذا الانبطاح المنحط، فليس هناك مصلحة قد تجنيها بعض الدول من سياستها الموالية لأعداء الأُمَّــة بقدر ما تجنيه الدول الغربية من مصالح حقيقية تتمثل في نهب ثروات الدول التي تقع تحت سيطرتها، حتى منتجات الدول الخاضعة للسياسات الغربية لا تجد لها سوقاً إلَّا في الدول العربية والإسلامية.
نلاحظ بأن الأعداء يستهدفون الدول العربية والإسلامية دولة تلو الأُخرى، وفي الوقت الذي تقام التحالفات بين الدول المعادية تتعمق الخلافات إلى حَــدِّ الصراعات بين الدول العربية والإسلامية دون وعي منهم بخطورة ما ينتظرهم من مخاطرَ، بل إن بعض الحكام يتقربون إلى أعداء الله بالأساليب التي يضر بها دولة عربية أَو إسلامية: إما بمحاصرتها أَو بالحرب المباشرة عليها كما هو حاصل في اليمن.
لو كان البديلُ لهذه السياسات التي تنتهجها بعض الحكومات عكسَ ما هو حاصل لكانت أكثر أمانًا واستقرارًا، سواء على المستوى الاقتصادي أَو الاجتماعي أن ما تنهجه بعض الأنظمة من سياسات لا تخدم نفسها ولا شعوبها بأي حال من الأحوال.
والغريب أننا نسمع من يقول إن بعض الدول العربية تسعى من وراء تطبيعها مع الكيان الصهيوني واتِّباعها للسياسات الغربية والأمريكية بالذات هو توفير الحماية لها! ما المقصود من الحماية؟! هل الحماية من دول أُخرى أم حماية الأنظمة من شعوبها؟
وفي كلتا الحالتين لم ولن ينفع الغرب أية دولة في حالة ثار الشعب على حكامهم وهذا ما عشناه في الماضي القريب، وما يشكل خطراً حقيقياً هو الولاء المطلق والسياسات الخرقاء لحكومات وحكام هذه الدول المطبعة والعلاقات غير المتكافئة التي لا يحكمها المصالح المتبادلة بينها وبين دول الغرب الكافر.
وهنا تأتي أهميّة مراجعة تلك الدول لسياستها قبل أن يصبح مُجَـرّد التفكير في الخروج مما هي فيه من انبطاح وتبعية أمرًا مرتبطًا مباشرة بالجانب الوجودي للدول الغربية، فحينما يكون الاقتصاد الغربي معتمد في تشغيله على الموارد التي توفرها الدول العربية والإسلامية يصبح من الصعب الخروج من دائرة الدول الاستعمارية المهيمنة اقتصاديًّا وعسكريًّا عليها.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الدول العربیة والإسلامیة
إقرأ أيضاً:
مركز الملك سلمان للإغاثة ينفذ 1.072 مشروعًا لتمكين المرأة في 79 دولة حول العالم
أولت المملكة العربية السعودية من خلال مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية اهتمامًا بالغًا بالمرأة في الدول الأكثر احتياجًا حول العالم، وعملت المملكة عبر ذراعها الإنساني على تنفيذ 1.072 مشروعًا مخصصًا للمرأة في 79 دولة بقيمة تجاوزت 723 مليونًا و989 ألف دولار أمريكي في الدول الأكثر احتياجًا تستهدف تقديم العون للنساء وتمكينهن اقتصاديًا لكونهن النواة الأساسية في تكوين المجتمعات وإعداد أجيال المستقبل وبناء الغد.
9وتضمنت مشاريع المركز في هذا الجانب تقديم العون للنساء اليمنيات وتمكينهن اقتصاديًا، وبناء قدراتهن عبر توفير برامج تدريبية في المجال المهني والتجاري، وتزويدهن بالأدوات اللازمة التي تساعدهن على إيجاد فرص مدرة للدخل بما يسهم في تحسين سبل العيش للمستفيدات وأسرهن.
وحرص المركز على تقديم خدمات الحماية للنساء والفتيات المتضررات من العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تعزيز قدرات المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في إدارة حالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، وزيادة الفهم والوعي بحقوق النساء والفتيات من خلال حملات الإعلام والتوعية والتثقيف، وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي والمشورة القانونية لهن، وإيجاد أماكن إيوائية لبعض الناجيات من العنف الاجتماعي.
اقرأ أيضاًتقاريرمسحراتي الأحساء .. مهنة تتوارثها الأجيال
9وللإسهام في تخفيف معاناة المريضات من ذوات الدخل المحدود نفذ المركز مشاريع طبية تطوعية لإجراء عمليات جراحية في تخصص النساء والولادة في عدة دول مثل اليمن، والسلفادور، وموريتانيا، وغامبيا، والكاميرون، وتنفيذ مشاريع أخرى لمعالجة سوء التغذية الحاد للأطفال والنساء الحوامل والمرضعات يشمل تقديم العلاج والرعاية الصحية لهم في بعض الدول المحتاجة.
9يُذكر أن مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية نفذ منذ تأسيسه 3.361 مشروعًا في مختلف القطاعات الحيوية شملت 106 دول حول العالم بقيمة تجاوزت 7 مليارات دولار أمريكي، استفاد منها الملايين من الفئات الأكثر ضعفًا واحتياجًا في الدول المستهدفة دون تمييز، وفي هذا اليوم يحتفي مركز الملك سلمان للإغاثة باليوم العالمي للمرأة الموافق 8 مارس من كل عام تقديرًا لإسهامات المرأة في بناء المجتمع ودورها كشريك رئيسي في مسيرة التنمية المستدامة.
9