بعد طوفان الأقصى.. حرب إسرائيلية وغربية على الإعلام الفلسطيني
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
رام الله- بالتوازي مع العدوان المتواصل بالطيران الحربي على قطاع غزة، يشن الاحتلال وداعموه حربا على الإعلام والمحتوى الفلسطيني على شبكات التواصل الاجتماعي لدرجة تقييد شبه كامل للحسابات الفلسطينية.
وبينما تكشف نقابة الصحافة الفلسطينية عن انتهاكات "خطيرة ومباشرة" منذ انطلاق معركة طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، فإن مركز "صدى سوشيال" -المهتم برصد الانتهاكات على شبكات التواصل- يكشف عن آلاف البلاغات وحذف الحسابات التي وصلته.
يقول عضو نقابة الصحفيين الفلسطينيين عمر نزّال -للجزيرة نت- إن النقابة وثقت حتى الثلاثاء استشهاد 15 صحفيا في موجة التصعيد الأخيرة، بمن فيهم مصور وكالة رويترز في لبنان عصام عبد الله، وفقدان اثنين.
الاحتلال اقتلع عين الصحفي معاذ عمارنة عام 2019 وهذا الأسبوع اعتقله (رويترز) شهداء وجرحىوأضاف نزال أن عدد الجرحى من الصحفيين تجاوز 20 حالة في غزة، بينما تعرض 40 منزلا تعود لعائلات صحفيين فلسطينيين للقصف، إضافة إلى استهداف مقرات 50 مؤسسة إعلامية.
وفي الضفة، أشار نزار إلى تسجيل عشرات الإصابات والاعتداءات المباشرة في الضفة بما فيها القدس وأراضي 48، واعتقال 4 صحفيين وإغلاق مؤسسة "جي ميديا" الإعلامية، إضافة إلى ضغط فرنسي على القمر الصناعي أوتيلسات أدى إلى حجب فضائية الأقصى.
وبالتوازي مع تصاعد الاعتداءات الإسرائيلية، تتحرك نقابة الصحفيين الفلسطينيين على المستويين العربي والدولي، في محاولة لتشكيل مواقف ضاغطة على الاحتلال وإجباره على وقف استهداف الصحفيين.
ويقول نزال إن نقابة الصحفيين شكلت خلية أزمة، وأنها ترصد الانتهاكات الإسرائيلية وتنقلها بشكل مباشر إلى الاتحاد الدولي للصحفيين والمؤسسات الحقوقية التي ترسلها بدورها للجهات المعنية بالأمم المتحدة.
وأشار إلى "تعاون جيد" من نقابة الصحفيين المصريين التي شكلت لجنة خاصة لإعادة ترويج ونشر كل ما يصدر عن نقابة الصحفيين الفلسطينيين، بما في ذلك الترجمة إلى عدة لغات.
دعم دوليعن مواجهة حملة التضليل الإسرائيلية والتي يشارك فيها إعلام غربي ودولي، قال نزال إن الأمر تجاوز التضليل إلى ملاحقة وفصل صحفيين عبروا عن تعاطفهم مع المدنيين بقطاع غزة، كما حدث في قناة "بي بي سي" البريطانية التي أوقفت 6 من موظفيها عن العمل.
وأشار نزال إلى تأييد واسع لنقابة الصحفيين الفلسطينيين من مختلف النقابات والجهات الصحفية في العالم، بما في ذلك 600 نقابة ينتمي لها 680 ألف صحفي في أنحاء العالم "جميعها أو غالبيتها الساحقة أصدرت مواقف عبرت فيها عن رفضها لجرائم الاحتلال".
من جهته، أفاد مركز "صدى سوشيال" -في تقرير له أول أمس ووصل الجزيرة نت نسخة منه- أن أحدث الانتهاكات من منصات شركة "ميتا" حجب روابط تُحيل القنوات الإعلامية إلى قنواتها البديلة على تليغرام.
وقال "صدى سوشيال" إن الملاحقة وصلت حد حظر استخدام مصطلح "من البحر إلى النهر" أو "from sea to river" في إشارة إلى فلسطين التاريخية، ووضعه تحت معيار "معاداة السامية" "مما يشكل محاولة خطيرة لطمس الحق الفلسطيني والرواية الفلسطينية، والانحياز العلني للرواية الصهيونية".
صحفيون استهدفوا بالقصف على قطاع غزة (نقابة الصحفيين الفلسطينيين) ملاحقة وحذفواستنادا لمعطيات المنصة، قال المركز إن شركة "ميتا" حذفت 795 ألف منشور على منصاتها المختلفة الأيام الثلاثة الأولى من الحرب، وأعلنت أنها حظرت عددًا من الأوسمة (الهاشتاغات) على منصة إنستغرام.
ووفق "صدى سوشيال" كان وسم #طوفان_الأقصى، وهو اسم الذي اخترته حماس للمعركة، من ضمن الأوسمة المحظورة.
وأشار المركز إلى رصد أكثر من 8 آلاف منشور تحريضي عبري (إسرائيلي) وبلغات أجنبية ضد الفلسطينيين، وصلت حد الدعوة إلى قتلهم وإبادتهم.
وتابع أن أكثر من 138 رسالة تهديد عبرية وصلت في رسائل الخاصة مستخدمين فلسطينيين بقطاع غزة والضفة الغربية، تهدد بالقتل المباشر والملاحقة.
وعن منصة واتساب، قال "صدى سوشيال" إنها حظرت أكثر من 12 مكالمة عبر تطبيقها، وحذفت أكثر من 35 رقمًا بدعوى مخالفتهم معايير المجتمع، بعض هذه الأرقام لصحفيين ومستخدمين من قطاع غزة.
ويرى المركز في هذه الملاحقة محاولة "لطمس الرواية الفلسطينية والذاكرة الرقمية للشعوب".
????منذ 7/10/2023،خلال عشرة أيام،استجابت منصات التواصل الاجتماعي مع 4450طلبًا تقدمت به النيابة العامة الإسرائيلية لإزالة المحتوى الفلسطيني،كما جاء في بيان النيابة أمس الإثنين.#أوقفوا_الإبادة_الرقمية_لفلسطين pic.twitter.com/AZrXBPRVDi
— صدى سوشال – Sada Social (@SadaSocialPs) October 17, 2023
تجاوب دون المطلوبمن جهته، قال مدير "صدى سوشيال" إياد الرفاعي للجزيرة نت إنه من أصل نحو 5200 محتوى على مختلف المنصات -طلبت إسرائيل إزالتها- تم التجاوب مع نحو 4400.
وأضاف الرفاعي أن المركز توجه ويتوجه بطلبات لتلك المنصات لمراجعة المحذوفات من جهة، وطلب حذف محتوى إسرائيلي يتضمن تحريضا على الفلسطينيين من جهة ثانية.
وتابع "مقابل تعاون شبه كامل مع الطلبات الإسرائيلية بحذف المحتوى الفلسطيني، فإنه ليس كما يجب فيما يتعلق بالمحتوى الإسرائيلي الذي نطلب إزالته".
وبهذا الصدد، أشار الرفاعي إلى اتفاقية تعاون مع منصة "كاشف" المختصة برصد الأخبار الكاذبة، لتزويد "صدى سوشيال" بأخبار كاذبة بالإنجليزية لتقديم طلب بإزالتها.
وأشار إلى أن التضييق وتقليل الوصول بالنسبة للمحتوى الفلسطيني وصل المحتوى الإخباري "في انحياز واضح من إدارات المنصات للرواية الإسرائيلية، وهذا يعني تفرد فضاء الإنترنت بالرواية الإسرائيلية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نقابة الصحفیین الفلسطینیین أکثر من
إقرأ أيضاً:
"طوفان الأقصى" تعصف باستقرار المستوطنين وتدفعهم للهجرة
الضفة الغربية - خاص صفا
عقب عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/ تشرين أول 2023، دخلت "إسرائيل" منعطفاً لم تسلكه منذ عام 1948، وباتت الدولة التي كان يروج ساستها أنها المكان الأكثر أماناً، تحت نار صواريخ المقاومة وضغط الحرب.
وأفادت تقارير بمغادرة نحو نصف مليون "إسرائيلي" بعد بدء الحرب على قطاع غزة، وتجاوز عدد "الإسرائيليين" الذين قرروا العيش خارج حدود دولة الاحتلال أعداد العائدين بنسبة 44%.
وأظهرت البيانات انخفاضاً بنسبة 7% في عدد العائدين إلى "إسرائيل" بعد العيش في الخارج، حيث عاد 11 ألفاً و300 إسرائيلي فقط خلال عام 2023، مقارنة بمتوسط 12 ألفاً و214 في العقد الماضي.
وتتصاعد الهجرة العكسية في "إسرائيل" لأسباب أمنية واقتصادية، ما يضع الاحتلال أمام انعطافة ديموغرافية تهدد مستقل الدولة اليهودية.
وأفاد المختص في الشأن الإسرائيلي نهاد أبو غوش، بأن اتجاهات الهجرة بدأت ترتفع مع وجود حكومة اليمين ومحاولات تغيير النظام السياسي "الإسرائيلي" من خلال مشروع الانقلاب القضائي.
وقال في حديثه لوكالة "صفا"، إن ارتفاع مؤشرات الهجرة بشكل ملحوظ بعد طوفان الأقصى، يأتي بسبب زعزعت فكرة الوطن القومي الآمن لليهود، التي كان يروج لها الاحتلال على مدار عقود لاستقطاب يهود العالم.
أن صواريخ ومسيرات المقاومة وصلت كافة الأراضي المحتلة، وخلقت واقعاً يتنافى مع العقيدة الأمنية للاحتلال، التي ترتكز على تحقيق الأمن والاستقرار للمستوطنين.
وأشار أبو غوش إلى أن الأزمة الاقتصادية والخسائر التي يتكبدها الاحتلال في انفاقه على الحرب، والضغط على جنود الاحتياط واستمرار خدمتهم لفترات طويلة، فضلاً عن تغلغل اليمين المتطرف في مفاصل الحكومة، عوامل ساهمت مجتمعة في تشجيع الهجرة العكسية لليهود.
وبيّن أن الهجرة الداخلية من القدس إلى تل أبيب، كانت دائماً موجودة من قبل الفئات الليبرالية بسبب القيود التي يفرضها اليهود المتدينين "الحريديم" على الحياة اليومية.
وتتركز الهجرة في أوساط الليبراليين العلمانيين، والمهنيين الذين يديرون عجلة اقتصاد الاحتلال، بحسب أبو غوش، مرجحاً الأسباب إلى اتساع سيطرة اليمين المتطرف على الحكومة، وكلفة الحرب وتبيعاتها الاقتصادية التي يدفع فاتورتها المستوطنين.
وأكد على أن الهجرة العكسية هي الكابوس الأكبر الذي من شأنه أن ينهي حلم الدولة للكيان الصهيوني، إذ تتحول "إسرائيل" تدريجياً إلى دولة متطرفة لا ديموقراطية فيها، بعدما كان نظامها الليبرالي الديموقراطي أبرز عناصر قوتها وجذبها ليهود العالم.
وأضاف "إن هيمنة اليهود المتدينين وتغلغلهم في الحكم، وهم فئة غير منتجة ومساهمتها صفرية في الاقتصاد، إلى جانب رفضها الانضمام إلى الجيش، ستحول إسرائيل إلى دولة عالم ثالث تعتمد على المساعدات".
وهدمت الحرب أسطورة الجيش الذي لا يقهر، وأظهرت ضعف "إسرائيل" واعتمادها التام على الدعم الأمريكي، وكشفت حقيقة الاحتلال المجرم للعالم، وفق أبو غوش، مبيّناً أن كل هذه العوامل أسقطت ثقة المستوطنين في حكومتهم ودفعتهم إلى الهجرة إلى أماكن أكثر أماناً واستقراراً.
ويتكتم الاحتلال على حقيقة الأرقام المتعلقة بالهجرة العكسية أو عودة اليهود إلى أوطانهم الحقيقية، إلا أن الأرقام التي تتضح في مفاصل أخرى للدولة مثل مؤسسات التأمين الصحي تظهر عزوفاً وتراجعاً في الرغبة بالعيش داخل "إسرائيل".
وتشير التقديرات إلى أن أكثر من 10 آلاف "إسرائيلي" هاجروا إلى كندا هذا العام، في حين حصل حوالي 8 آلاف إسرائيلي على تأشيرات عمل، وهي زيادة كبيرة عن أعداد العام الماضي، كما تقدم أكثر من 18000 "إسرائيلي" بطلب جنسية ألمانية في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024.
وأفاد تقرير لـ "هآرتس" بأن من يغادرون هم رأس مال بشري نوعي، ومغادرتهم تعرض استمرار النمو الاقتصادي في "إسرائيل" للخطر، إذ بلغت الزيادة في نسبة الأثرياء الباحثين عن الهجرة نحو 250%، ليتراجع أعداد أصحاب الملايين في "إسرائيل" من 11 ألف إلى 200 مليونير فقط.