مفتي لبنان: فلسطين قضية الأمة.. ونثمن كفاح شعبها أمام أعتى الكيانات الإجرامية
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
قال مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، إن قضية فلسطين ليست قضية فصيل بعينه، لكنها قضية كل شاب فلسطيني، بل قضية الأمة كلها، مثمنا كفاح الشعب الفلسطيني أمام أعتى الكيانات الإجرامية، داعيا الجميع للوقوف مع الشعب الفلسطيني بالأعمال والمواقف وليس بالكلمات فقط.
جاء ذلك خلال كلمته بالجلسة الافتتاحية للمؤتمر مضيفا أنه بسبب التشققات والانشقاقات التي حدثت في الأزمنة الحديثة، نحن ما نزال نعمل على الوحدة دون توقف بمقتضى الأمر الإلهي، ومساجدنا ومنتدياتنا عامرة بحمد الله وعنايته ورحمته.
وتابع: كلنا نأتم بالأزهر الذي نشر علماءه في أنحاء الأرض بحمد الله، وهذا إلى جانب قيام الأسر بواجباتها، فالإسلام متأصل في الأعماق، لكن علينا كما ظهر في عقود القرن الواحد والعشرين - ونحن نتحدث عن تحديات الألفية الثالثة – أن نتمكن باستمرار التأهل والتأهيل، من مكافحة التشدد والتطرف والغلو، الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه في القرآن الكريم، كما نهى عنه رسول الله صلوات الله وسلامه عليه.
وأضاف: لقد استقر في وعي علمائنا ومؤسساتنا الدينية، أن المهمات الموكولة إلينا بمقتضى قوله تعالى: ﴿ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون﴾ تتمثل في معظم البلاد الإسلامية، وفي المغتربات في أربعة أمور، وهي الحفاظ على وحدة العقيدة والعبادة، وأيضا التعليم الديني للصغار والكبار، وكذلك الفتوى، وأخيرا الإرشاد العام، أو الفتوى الشاملة.
وأكد مفتي لبنان أننا قد عانينا من الاختراقات والتطرف في العقود الأخيرة، وقد تراجع الهياج والإرهاب باسم الدين. وعلى مؤسساتنا الاستمرار في نضالها، من أجل الاعتدال والتوسط. والتربية في الأسر شريكة لنا، لا ينبغي تجاهل أهميتها.
وأوضح فضيلته أن هناك دراسات قامت بها مؤسسات علمية أثبتت أن أغلب مجتمعاتنا تميل إلى التماس الحلول عندنا في مؤسسات الفتوى، وليس عند المحاكم ومدونات الأسرة وقوانينها، ولو لم يكن الأمر استوى على سواء هذه الناحية، إلا أنه في حالة نهوض مستمر.
وشدد على أن الدين قوة ناعمة. وقد جاء في القرآن: {والصلح خير}. ونحن نعتمد هذه الوسيلة التي اختارها لنا القرآن الكريم، وهذا سر نجاحنا..
وعرج فضيلته على التحديات التي تتعلق ببدعة تغيير الجنس، مؤكدا ضرورة أن نعمد إلى التحصين بالتربية العطوف، وبالتعاون مع الجهات الرسمية، وناصحا بقراءة وثيقة الفاتيكان، الصادرة عام 2019 عن الموضوع.
وأضاف: لقد صار الإرشاد العام، أو الفتوى الشاملة ضرورة قصوى، مثل الفتاوى الجزئية أو الخاصة، وستعالجه المجامع الفقهية، وينبغي أن تكون لمؤسستنا ريادة في ذلك، لقد أهملنا التطرف، وقصرنا مكافحته على السلطات، فصار إرهابا وانشقاقات في الدين، فلنعد إلى مواجهة الموجة الجديدة بوعي وحكمة، لكي يحصل التجاوز: ﴿والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون﴾ صدق الله العظيم.
واختتم فضيلته كلمته بتوجيه التحية للمؤتمر مثمنا التشاور في أمر مواجهة التحديات، من أجل الحلول والتجاوز.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الشيخ عبد اللطيف دريان الشعب الفلسطيني مفتي الجمهورية اللبنانية
إقرأ أيضاً:
مفتي الجمهورية: وسائل الإعلام تلعب دورا مهما في التصدي للشائعات والأفكار المتطرفة
الْتقَى الأستاذ الدكتور نظير عيَّاد مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، بعدد من الإعلاميين والصحفيين في جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، حيث أكَّد خلال اللقاء على الدَّور المحوري الذي تقوم به المؤسسات الدينية في تعزيز الوعي الفكري والديني والمشاركة في عملية البناء والتنمية.
المفتي: المؤسسات الدينية شريك أساسي في بناء الوعي وتعزيز الاستقرار المجتمعيوأعرب المفتي عن تقديره الكبير للدَّور الذي يقوم به الإعلام والصحافة في نقل الصورة الصحيحة والتصدي للشائعات والأفكار المتطرفة، مؤكدًا أنَّ التعاون المستمر بين المؤسسات الدينية والإعلامية هو السبيل الأمثل لتحقيق وعي مجتمعي مُتَّزن قائم على العلم والمعرفة والفهم الصحيح للدين.
وأوضح أنَّ دار الإفتاء المصرية تبذل جهودًا كبيرة لمواكبة التحديات المعاصرة والتعامل مع القضايا المجتمعية والفكرية والدينية بواقعية ومنهجية علمية رصينة، مشيرًا إلى أن التصدي للقضايا المعاصرة يتطلب فهمًا دقيقًا للنصوص الشرعية مع مراعاة الواقع، وذلك دون المساس بقدسية هذه النصوص أو تجاهلها تحت دعاوى الحداثة.
المفتي: التعاون بين المؤسسات الدينية والإعلامية ضرورة لمواجهة الشائعات وتصحيح المفاهيم المغلوطةوأوضح أن جناح دار الإفتاء المصرية بمعرض الكتاب هذا العام يشهد نقلة نوعية في محتواه وطريقة عرضه، ولم يَعُدْ مقتصرًا على عرض الإصدارات العلمية وبيعها، بل أصبح مِنصَّة تفاعلية لمناقشة القضايا المجتمعية الشائكة من خلال ندوات وفعاليات يشارك فيها خبراء في مختلف المجالات، حيث عقدت الدار عدة ندوات مثل:
- الفتوى والدراما، لمناقشة العَلاقة بين الشريعة والفنون.
- الفتوى والظواهر المجتمعية، بمشاركة متخصصين في علم الاجتماع والشريعة.
- الفتوى والصحة النفسية؛ لبحث تأثير الفتاوى على التوازن النفسي للمجتمع.
- الفتوى وفقه التعايش؛ لتعزيز قِيَم التسامح والمواطنة والتعايش المشترك.
وأشار المفتي إلى أن الدار تُولي اهتمامًا خاصًّا بتصحيح المفاهيم المغلوطة التي يجري ترويجها باسم الدين، وذلك من خلال تقديم الفتاوى المتخصصة التي تتناول قضايا العصر، مثل: الجهاد، والتحول الجنسي، وقضايا المرأة، والفتاوى الطبية، وفقه الدولة، وحقوق المواطنة، مؤكدًا أن هذه الفتاوى تستند إلى قواعد علمية رصينة وتصدر عن أهل التخصص، وهو ما يضمن دقة الطرح وسلامة الاستنتاجات.
كما كشف فضيلة المفتي عن عدد من الإصدارات العلمية الجديدة التي أطلقتها الدار هذا العام، والتي تسلِّط الضوءَ على مختلف القضايا الفكرية والاجتماعية، مثل فتاوى وقضايا تشغل الأذهان في ثلاثة أجزاء، تتناول القضايا الشائكة المتعلقة بالعقيدة، والتكفير، والعبادات، والفنون وغيرها، وكتاب فتاوى المرأة، وهو إصدار شامل يوضح الأحكام الشرعية المتعلقة بشؤون المرأة المختلفة بأسلوب واضح وسَلس، وكتاب دليل الأسرة في الإسلام، وهو كتاب يهدُف إلى تعزيز القيم الأسرية الصحيحة ومواجهة المفاهيم الدخيلة التي تهدف إلى تفكيك بِنية الأسرة التقليدية، وكتاب أصول الفقه تاريخه وتطوره، وهو إصدار علمي يوثق مراحل تطور علم أصول الفقه، ويوضح دَوره في ضبط عملية الفتوى، وكتاب الدليل الإرشادي للإجابة عن أسئلة الأطفال الوجودية، وكتاب فقه الدولة وغيرها من الإصدارات المهمة.
الفتوى المؤسسية تعني الرجوع إلى العلماء المتخصصين في المؤسسات الدينية الرسميةوفي ردِّه على مداخلات الصحفيين، أوضح عياد أن التمييز بين الفتوى الصحيحة وغير الصحيحة يعتمد على أمرين أساسيين؛ الأول هو الرجوع إلى الفتوى المؤسسية الصادرة عن الجهات الدينية المعتبرة، والثاني هو الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة والمنصات الرقمية الموثوقة في نشر الفتاوى وتصحيح المفاهيم المغلوطة.
وأضاف أن الفتوى المؤسسية تعني الرجوع إلى العلماء المتخصصين في المؤسسات الدينية الرسمية، مصداقًا لقوله تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]، مشيرًا إلى أن الإنسان في مختلف مجالات الحياة يلجأ إلى أهل التخصص، فالمريض يذهب إلى الطبيب، ومن يريد تشييد بناء يستعين بالمهندس، وكذلك الأمر في الشأن الديني، حيث ينبغي الرجوع إلى العلماء المعتبرين لضمان صحة الفتوى ومواءمتها لمقاصد الشريعة.
وأشار إلى أنَّ مصر تتميز بوجود مؤسسات دينية راسخة تحظى بالاحترام والثقة، على رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف المصرية، والتي تعمل جميعها على تقديم الفتاوى الصحيحة المستندة إلى العلم الشرعي والمنهج الوسطي، مؤكدا أن دار الإفتاء تعمل على توسيع نطاق خدماتها الإفتائية من خلال افتتاح فروع جديدة في مختلف المحافظات؛ وذلك بهدف تيسير وصول المواطنين إلى الفتاوى الصحيحة من مصادرها الموثوقة، ضمن خطة تنموية تهدُف إلى محاربة الجهل والتصدي للأفكار المغلوطة.
وأكَّد أنَّ الوسائل الإلكترونية أصبحت ضرورة لا يمكن التغافل عنها في نشر المعرفة الدينية الصحيحة والتواصل مع الجمهور، مشيرًا إلى أنَّ دار الإفتاء المصرية أدركت أهمية هذه الأدوات وسخَّرت التكنولوجيا الحديثة لخدمة الفتوى الشرعية، منها الفتوى الهاتفية عبر الخط الساخن، والفتوى المكتوبة، والفتوى الشفوية، إضافة إلى الفتوى الإلكترونية عبر موقع الدار الرسمي وصفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي.
وشدَّد فضيلة المفتي على أن اتِّباع الفتوى الصحيحة مسؤولية كبيرة، مما يستوجب على كل فرد الرجوع إلى مُفْتٍ معتمد ينتمي إلى مؤسسة دينية معروفة، حتى إذا ما وُجد خلل أو خطأ في الفتوى، تكون هذه المؤسسة قادرة على تصحيح المسار وضبط الفتوى بما يحقق الأمن والسلم المجتمعي.