اعتبر دان بلومنتثال، باحث أول في معهد أمريكان إنتربرايز مختص بالقضايا الأمنية في شرق آسيا والعلاقات الصينية الأمريكية، هجوم حماس "الهمجي"، على حد وصفه، في 7 أكتوبر "تشرين الأول" الماضي، اعتبره لحظة كاشفة في السياسة الدولية.. وقال إن الهجوم كان بمنزلة فرصة للولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل على ضرب الإسلام المتطرف، وإحباط جهود أعداء واشنطن وخصومها الآخرين أيضاً.

المستفيدون من هجوم حماس

ورأى الكاتب في مقاله بموقع "1945" الأمريكي أن هجوم حماس يعود بالنفع على إيران وروسيا مباشرةً، ويعزز مصالح الصين بشكل غير مباشر.. فدعم طهران للكيان الإرهابي يخدم مخططاتها لإلحاق خسائر فادحة بالدولة اليهودية، فهدف إيران في المنطقة إبادة الإسرائيليين بالكامل، لكن الهدف الأسرع والقابل للتحقق هو إحباط أي مصالحة بين القدس ودول الخليج.

وحسب الكاتب، تعقد طهران الآمال على أن يؤدي رد فعل إسرائيل إلى تشكيك دول الخليج في ولائها الجديد للقدس، أو تخلي المملكة العربية السعودية عن علاقات التطبيع الوليدة، ويتسق ذلك مع هدف روسيا والصين الراميتين إلى الإطاحة بالقيادة الأمريكية العالمية.. ولذلك، يرى الكاتب أنه يتعين على واشنطن أن تساعد إسرائيل على تدمير حماس وغيرها من الوكلاء الإيرانيين، والتعاون مع القدس لتعطيل النفوذ الإقليمي الإيراني.

مقتل 50 بهجمات إسرائيلية ليلية على #غزة https://t.co/2ztygaH00w

— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023 تحالف دعم أوكرانيا يحتشد لدعم إسرائيل

وأضاف الكاتب: "الجانب المشرق إلى الآن في الأحداث الجارية هو أن التحالف نفسه الذي تشكَّل لدعم أوكرانيا ضد روسيا احتشد لدعم إسرائيل، جدير بالذكر أن الهند انضمت هذه المرة إلى هذا التحالف".

وفضلاً عن إيران، فإن روسيا مستفيدة أيضاً من فوز حماس، إذ تأمل أن يتمكن وكلاء إيران من صرف انتباه الولايات المتحدة عن عدوانها على أوكرانيا.. ورجح الكاتب أن تكون إيران استغلت المنظمة الإرهابية لفتح جبهة أخرى تعقد الآمال على أن تكون تحدياً عالمياً بعيد الأجل لواشنطن.

وتستفيد الصين أيضاً من هذه الأحداث.. ففي تقييمها للأحداث، ترى الصين أن حرب روسيا تركز انتباه الولايات المتحدة على الذود عن أوروبا.. وهي ترى أن دفاع أمريكا عن أوروبا يأتي على حساب دفاعها عن آسيا، والآن تشعر الصين بالرضا بحقيقة أن مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات الأمريكية تتمركزان بعيداً عن الصين.

بابا #الفاتيكان يأسف للوضع "البائس" في #غزة https://t.co/oaOpGRjbji

— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023 الصين تهدد الموقف الأمريكي في الخليج

وتهدد الصين أيضاً موقف الولايات المتحدة في الخليج في الوقت الذي تُقيم فيه علاقات متينة مع طهران.. فقد عادت شحنات النفط الإيرانية إلى الصين خلال العامين الماضيين إلى مستويات ما قبل العقوبات التي فُرضت على إيران، والصين أكبر شريك لإيران، وانضمت إيران رسمياً إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تُعد الكتلة الأمنية التي تقودها الصين وروسيا.. وتتطور العلاقات العسكرية بين الصين والجمهورية الإسلامية أيضاً.. فقد اتفق البلدان على التعاون في إستراتيجياتهما العسكرية، وأجرت الصين وروسيا مناورات بحرية لخمسة أيام في خليج عُمان في وقت سابق من العام الجاري.

ويتوقع قادة إيران الاعتماد على الدعم الدبلوماسي الصيني أيضاً، فعندما سافر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير "شباط" الماضي، وقّع البلدان 20 اتفاقية بمليارات الدولارت، ويمكن لإيران الآن الاعتماد على الصين بصفتها صمام أمان اقتصادي لها، وبوسعها تفادي العزلة العسكرية والدبلوماسية على الرغم من أنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم.

وفي ظل دعم اثنين من حلفاء الصين لحماس، تبدو دعوة الصين إلى "حل الدولتين" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منطقيّة.. وربما تُقدّر الصين أن مناورتها هذه لها منافع سياسية قريبة من حدودها، فإندونيسيا وماليزيا اللتان تتودد إليهما الصين والولايات المتحدة أكثر تعاطفاً مع موقف بكين من موقف واشنطن.. وحتى حين كانت إسرائيل تميط اللثام عن ذبح الأطفال واغتصاب النساء، ألقى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو باللوم على "الاحتلال" الإسرائيلي، ولا تزال جاكرتا وكوالالمبور معاديتين بشدة للدولة اليهودية.

وعلى النقيض تماماً، انضمت الدول الديموقراطية الآسيوية إلى الولايات المتحدة وأوروبا في مؤازرة إسرائيل.. فقد أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وتايوان وسنغافورة دعمها لإسرائيل.. فهذه الدول جزء من العالم المتحضر الذي يشعر بالاشمئزاز من فظائع حماس، وفق الكاتب، وسيستفيد الجميع إذا وجّهت إسرائيل والولايات المتحدة ضربة قاصمة للإسلاميين.

وباستثناء الهند، فالتحالف العالمي الذي تآزر إلى الآن مع إسرائيل يصارع التحالف الداعم لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي.. وستحتاج إسرائيل، شأنها شأن أوكرانيا، إلى دعم التحالف لتحقيق أهدافها الإستراتيجية التي تشمل تدمير حماس وقطع دابر إيران المتطرفة.

تدمير إسرائيل لحماس ومحاسبة إيران هدفان إستراتيجيان

وأوضح الكاتب أن تحقيق هذه الأهداف سيستغرق وقتاً طويلاً، وقال: يجب أن توازي إستراتيجية إسرائيل طويلة الأجل ما فعلته الولايات المتحدة بالقاعدة وداعش.. فإسرائيل ليست بحاجة إلى تدمير حماس على الأرض في غزة وحسب، وإنما أيضاً تعقب جميع الذين ساعدوا في التخطيط لهذا الهجوم وتمويله والإطاحة بهم، وستكون مساعدات الولايات المتحدة وحلفائها محورية في هذا المسعى.

وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، يضيف الكاتب، يجب أن يكون تدمير إسرائيل لحماس ومحاسبة إيران هدفين إستراتيجيين حيويين.. كما أن انطلاق حملة عسكرية واستخباراتية ودبلوماسية لدعم إسرائيل ستجعل إيران تدفع ثمن دعمها للإرهاب، وستخدم مصالح واشنطن في محاربة الإرهاب، وتحبط في الوقت عينه جهود موسكو وبكين الساعية إلى دعم إيران.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الصين أمريكا الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

الصين تحث الولايات المتحدة على رفع حصارها ضد كوبا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية قوه جيا كون، إن بكين تعارض تدخل الولايات المتحدة في الشؤون الداخلية لكوبا تحت مسمى الحرية والديمقراطية ومكافحة الإرهاب، وتحث الولايات المتحدة مجددا على رفع حصارها ضد كوبا على الفور وإزالة كوبا من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" والعمل على تحسين العلاقات الأمريكية- الكوبية والحفاظ على السلام والاستقرار في نصف الكرة الغربي.
جاء ذلك في تصريحات صحفية نقلتها وكالة الأنباء الصينية "شينخوا"، اليوم /الأربعاء/؛ ردا على سؤال حول إعادة إدراج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لكوبا على قائمة الدول الراعية للإرهاب، بعد ساعات فقط من توليه منصبه.
وأضاف متحدث الخارجية الصينية، أن الاستخدام المتكرر لما تسمى قائمة "الدول الراعية للإرهاب" لفرض عقوبات أحادية الجانب على كوبا يفتقر تماما إلى الصحة، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة أزالت تصنيف كوبا ثم أعادت تعيينه بعد ستة أيام فقط، وهذا يجعل الناس يشككون في مصداقية الولايات المتحدة كدولة.
وأشار إلى أن "الحصار الكامل الذي فرضته الولايات المتحدة على كوبا طيلة العقود الستة الماضية أو نحو ذلك ينتهك بشكل خطير القانون الدولي والأعراف الأساسية الحاكمة للعلاقات الدولية، ويدمر اقتصاد كوبا وسبل عيش شعبها". 
وردا على إذا كانت الصين ستفكر في إسقاط العقوبات المفروضة على ماركو روبيو، الذي فرضت عليه الصين عقوبات في عام 2020 وتم تأكيده على أنه وزير الخارجية المقبل في إدارة ترامب.. قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، إنه من الضروري أن يحافظ كبار المسؤولين الصينيين والأمريكيين على التواصل بطريقة مناسبة.
وأضاف أن "بلاده ستدافع بحزم عن المصالح الوطنية"، مشيرًا إلى أنه في الوقت نفسه، من الضروري أن يحافظ كبار المسؤولين الصينيين والأمريكيين على التواصل بطريقة مناسبة.

مقالات مشابهة

  • خبير في السياسات الدولية: سياسة إسرائيل تمثل تهديدا للسلام في الشرق الأوسط
  • بعد تنصيبه | ملفات كثيرة منتظرة بعد فوز ترامب .. ما مصيرها؟
  • الصين تحث الولايات المتحدة على رفع حصارها ضد كوبا
  • أحمق ساهم بتفجير الشرق الأوسط.. ترامب يشعل ضجة بقرار وقف حماية جون بولتون رغم تهديدات إيران
  • ما خسرته إيران ربحه العرب
  • توماس فريدمان يوجه رسالة إلى ترامب: هكذا يمكنك التعامل مع الشرق الأوسط
  • الصين: سنواصل دعم منظمة الصحة العالمية بعد انسحاب الولايات المتحدة
  • الشرع: ترامب سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط
  • مبعوث ترامب للشرق الأوسط: سنعمل على إنهاء الصراع في المنطقة
  • الشرع مهنئا ترامب: سيجلب السلام إلى الشرق الأوسط