التحالف ضد الفظائع المرتكبة في الشرق الأوسط يمكن أن يقوض الصين
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
اعتبر دان بلومنتثال، باحث أول في معهد أمريكان إنتربرايز مختص بالقضايا الأمنية في شرق آسيا والعلاقات الصينية الأمريكية، هجوم حماس "الهمجي"، على حد وصفه، في 7 أكتوبر "تشرين الأول" الماضي، اعتبره لحظة كاشفة في السياسة الدولية.. وقال إن الهجوم كان بمنزلة فرصة للولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل على ضرب الإسلام المتطرف، وإحباط جهود أعداء واشنطن وخصومها الآخرين أيضاً.
ورأى الكاتب في مقاله بموقع "1945" الأمريكي أن هجوم حماس يعود بالنفع على إيران وروسيا مباشرةً، ويعزز مصالح الصين بشكل غير مباشر.. فدعم طهران للكيان الإرهابي يخدم مخططاتها لإلحاق خسائر فادحة بالدولة اليهودية، فهدف إيران في المنطقة إبادة الإسرائيليين بالكامل، لكن الهدف الأسرع والقابل للتحقق هو إحباط أي مصالحة بين القدس ودول الخليج.
وحسب الكاتب، تعقد طهران الآمال على أن يؤدي رد فعل إسرائيل إلى تشكيك دول الخليج في ولائها الجديد للقدس، أو تخلي المملكة العربية السعودية عن علاقات التطبيع الوليدة، ويتسق ذلك مع هدف روسيا والصين الراميتين إلى الإطاحة بالقيادة الأمريكية العالمية.. ولذلك، يرى الكاتب أنه يتعين على واشنطن أن تساعد إسرائيل على تدمير حماس وغيرها من الوكلاء الإيرانيين، والتعاون مع القدس لتعطيل النفوذ الإقليمي الإيراني.
مقتل 50 بهجمات إسرائيلية ليلية على #غزة https://t.co/2ztygaH00w
— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023 تحالف دعم أوكرانيا يحتشد لدعم إسرائيلوأضاف الكاتب: "الجانب المشرق إلى الآن في الأحداث الجارية هو أن التحالف نفسه الذي تشكَّل لدعم أوكرانيا ضد روسيا احتشد لدعم إسرائيل، جدير بالذكر أن الهند انضمت هذه المرة إلى هذا التحالف".
وفضلاً عن إيران، فإن روسيا مستفيدة أيضاً من فوز حماس، إذ تأمل أن يتمكن وكلاء إيران من صرف انتباه الولايات المتحدة عن عدوانها على أوكرانيا.. ورجح الكاتب أن تكون إيران استغلت المنظمة الإرهابية لفتح جبهة أخرى تعقد الآمال على أن تكون تحدياً عالمياً بعيد الأجل لواشنطن.
وتستفيد الصين أيضاً من هذه الأحداث.. ففي تقييمها للأحداث، ترى الصين أن حرب روسيا تركز انتباه الولايات المتحدة على الذود عن أوروبا.. وهي ترى أن دفاع أمريكا عن أوروبا يأتي على حساب دفاعها عن آسيا، والآن تشعر الصين بالرضا بحقيقة أن مجموعتين قتاليتين من حاملات الطائرات الأمريكية تتمركزان بعيداً عن الصين.
بابا #الفاتيكان يأسف للوضع "البائس" في #غزة https://t.co/oaOpGRjbji
— 24.ae (@20fourMedia) October 18, 2023 الصين تهدد الموقف الأمريكي في الخليجوتهدد الصين أيضاً موقف الولايات المتحدة في الخليج في الوقت الذي تُقيم فيه علاقات متينة مع طهران.. فقد عادت شحنات النفط الإيرانية إلى الصين خلال العامين الماضيين إلى مستويات ما قبل العقوبات التي فُرضت على إيران، والصين أكبر شريك لإيران، وانضمت إيران رسمياً إلى منظمة شنغهاي للتعاون التي تُعد الكتلة الأمنية التي تقودها الصين وروسيا.. وتتطور العلاقات العسكرية بين الصين والجمهورية الإسلامية أيضاً.. فقد اتفق البلدان على التعاون في إستراتيجياتهما العسكرية، وأجرت الصين وروسيا مناورات بحرية لخمسة أيام في خليج عُمان في وقت سابق من العام الجاري.
ويتوقع قادة إيران الاعتماد على الدعم الدبلوماسي الصيني أيضاً، فعندما سافر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى بكين في فبراير "شباط" الماضي، وقّع البلدان 20 اتفاقية بمليارات الدولارت، ويمكن لإيران الآن الاعتماد على الصين بصفتها صمام أمان اقتصادي لها، وبوسعها تفادي العزلة العسكرية والدبلوماسية على الرغم من أنها الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم.
وفي ظل دعم اثنين من حلفاء الصين لحماس، تبدو دعوة الصين إلى "حل الدولتين" لإنهاء الصراع الإسرائيلي الفلسطيني منطقيّة.. وربما تُقدّر الصين أن مناورتها هذه لها منافع سياسية قريبة من حدودها، فإندونيسيا وماليزيا اللتان تتودد إليهما الصين والولايات المتحدة أكثر تعاطفاً مع موقف بكين من موقف واشنطن.. وحتى حين كانت إسرائيل تميط اللثام عن ذبح الأطفال واغتصاب النساء، ألقى الرئيس الإندونيسي جوكو ويدودو باللوم على "الاحتلال" الإسرائيلي، ولا تزال جاكرتا وكوالالمبور معاديتين بشدة للدولة اليهودية.
وعلى النقيض تماماً، انضمت الدول الديموقراطية الآسيوية إلى الولايات المتحدة وأوروبا في مؤازرة إسرائيل.. فقد أعلنت اليابان وكوريا الجنوبية وأستراليا ونيوزيلندا وتايوان وسنغافورة دعمها لإسرائيل.. فهذه الدول جزء من العالم المتحضر الذي يشعر بالاشمئزاز من فظائع حماس، وفق الكاتب، وسيستفيد الجميع إذا وجّهت إسرائيل والولايات المتحدة ضربة قاصمة للإسلاميين.
وباستثناء الهند، فالتحالف العالمي الذي تآزر إلى الآن مع إسرائيل يصارع التحالف الداعم لأوكرانيا ضد الهجوم الروسي.. وستحتاج إسرائيل، شأنها شأن أوكرانيا، إلى دعم التحالف لتحقيق أهدافها الإستراتيجية التي تشمل تدمير حماس وقطع دابر إيران المتطرفة.
تدمير إسرائيل لحماس ومحاسبة إيران هدفان إستراتيجيانوأوضح الكاتب أن تحقيق هذه الأهداف سيستغرق وقتاً طويلاً، وقال: يجب أن توازي إستراتيجية إسرائيل طويلة الأجل ما فعلته الولايات المتحدة بالقاعدة وداعش.. فإسرائيل ليست بحاجة إلى تدمير حماس على الأرض في غزة وحسب، وإنما أيضاً تعقب جميع الذين ساعدوا في التخطيط لهذا الهجوم وتمويله والإطاحة بهم، وستكون مساعدات الولايات المتحدة وحلفائها محورية في هذا المسعى.
وبالنسبة للولايات المتحدة وحلفائها، يضيف الكاتب، يجب أن يكون تدمير إسرائيل لحماس ومحاسبة إيران هدفين إستراتيجيين حيويين.. كما أن انطلاق حملة عسكرية واستخباراتية ودبلوماسية لدعم إسرائيل ستجعل إيران تدفع ثمن دعمها للإرهاب، وستخدم مصالح واشنطن في محاربة الإرهاب، وتحبط في الوقت عينه جهود موسكو وبكين الساعية إلى دعم إيران.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل الصين أمريكا الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
إسرائيل: حماس أعادت جثة غير معروفة
اتهم سفير إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون حماس بإعادة جثة غير معروفة بدلاً من أم طفلين قتيلين، "كما لو كانت شحنة لا قيمة لها".
وقال في بيان صدر في وقت متأخر من يوم الخميس: "هذا مستوى جديد من الانحدار، شر وقسوة لا مثيل لهما".
وأضاف دانون: "لا توجد كلمات يمكن أن تصف مثل هذه الفظاعة. لم تقم حماس فقط بقتل أرييل وكفير بيباس بدم بارد - صبي يبلغ من العمر 4 سنوات ورضيع يبلغ من العمر 10 أشهر - بل تواصل انتهاك كل قيمة أخلاقية أساسية حتى بعد وفاتهم".
وطالب دانون مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإدانة "هذه الجريمة الشنيعة"، كما طالب بإعادة الأم شيري بيباس، إلى عائلتها على الفور.
There are no words that can describe such an atrocity. Hamas not only murdered Ariel and Kfir Bibas in cold blood – a four-year-old boy and a ten-month-old baby – but continues to violate every basic moral value even after their death.
Instead of returning Shiri, the mother of… pic.twitter.com/pK5pgD2Yr1
ومنذ هجوم حماس على المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة في 7 أكتوبر(تشرين الأول) 2023، رفض مجلس الأمن إدانة الحركة الفلسطينية.