كتب- محمد غايات:
شارك الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، اليوم في فعاليات الدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي"، بالعاصمة الصينية "بكين"، حيث شارك في جلسة رفيعة المستوى، بعنوان "الربط في اقتصاد عالمي مفتوح".

وخلال الجلسة التى عقدت اليوم، ألقى رئيس مجلس الوزراء كلمة أعرب في مُستهلها، لفخامة الرئيس الصيني "شي جين بينج" ولحكومة وشعب جمهورية الصين الشعبية، عن التقدير البالغ لحفاوة الاستقبال وحسن الضيافة في عاصمة هذه الدولة العريقة "بكين".

وقال الدكتور مصطفى مدبولي: أنتهز تلك المناسبة لتقديم التهنئة كذلك بمناسبة العيد الوطني لجمهورية الصين الشعبية ومرور 74 عامًا على تأسيسها، إذ تعتزُّ مصر بأنها كانت أول دولة عربية وأفريقية تعترف بجمهورية الصين الشعبية وتقيم علاقات دبلوماسية معها عام 1956، وهو ما كان بمثابة انطلاقة لعلاقات وطيدة مع صديق يتشارك معنا ومع شعوب الدول النامية تطلعات تحقيق التنمية والسلام.

وتابع: كما يطيبُ لي أن أتقدّم بالتهنئة لجمهورية الصين الشعبية الصديقة على هذا التنظيم الناجح للدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" في إطار الاحتفال بالذكرى العاشرة لإطلاق مبادرة "الحزام والطريق".

وأكد رئيس مجلس الوزراء، في كلمته، أن مصر والصين دولتان صديقتان تجمع بينهما روابط تاريخية منذ العصور القديمة؛ حيث كان طريق الحرير بمثابة الجسر الذي ربط بين آسيا وأفريقيا، لافتًا إلى أن إعادة إحياء ذلك الممر الهام من خلال مبادرة "الحزام والطريق" منذ عقد من الزمان تُمثّل تطورًا هامًا يعزز الترابط بين مختلف دول المبادرة؛ تحقيقًا للمنفعة لشعبي الدولتين وشعوب العالم، وبما يدفع التعاون المشترك لتحقيق التنمية والتقدم للجميع.

وأضاف الدكتور مصطفى مدبولي: لقد تطورّت علاقاتنا مع الصين خلال السنوات العشر الأخيرة؛ حيث شهدت الارتقاء إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية الشاملة في عام 2014 وإطلاق البرنامج التنفيذي الأول لتلك الشراكة عام 2016، مُنوهًا إلى أن مشاركة مصر في الدورة الثالثة لـ "منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي" إنما تنبعُ من اهتمام الدولة المصرية بمبادرة الحزام والطريق التي أطلقها الرئيس الصيني في عام 2013؛ حيث كانت مصر في طليعة الدول التي انضمت لها إيمانًا باتساق رؤيتها مع الأولويات المصرية في إطار رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة؛ لا سيّما فيما يتعلق بالارتقاء بالبنية التحتية في مجالات النقل والطاقة وغيرها.


وأشار رئيس الوزراء، خلال كلمته، إلى أن الرؤية المصرية الصينية المشتركة أسهمت في الدفع بتنفيذ مشروعات كبرى في مجالات البنية التحتية؛ كان من أهمها تنفيذ مشروع إنشاء القطار الكهربائي للعاشر من رمضان في إطار خطة شاملة لربط المناطق والأقاليم المصرية ببعضها، وكذا ربطها بالمسارات التجارية الدولية لتسهيل حركة النقل والتجارة. قائلًا: يشهد على ذلك ما تم إنجازه من مشروعات لتطوير الطرق والموانئ البحرية والجوية والممرات الملاحية بما في ذلك تدشين مشروع قناة السويس الجديدة، بالإضافة إلى مشروعات توليد الطاقة الكهربائية من المصادر المتجددة، وإنتاج الهيدروجين الأخضر، وكذلك مشروعات الربط الكهربائي بين مصر وغيرها من الدول المجاورة، ونقل وتخزين وتداول الطاقة، وغير ذلك من المشروعات التي تخدم تعزيز الترابط والتبادل بين الدول، والذي يُمثّل الهدف من مبادرة "الحزام والطريق".


وفي هذا الإطار، نوَّه الدكتور مصطفى مدبولي إلى ما توفره مصر من بيئة جاذبة للاستثمار من حيث البنية التحتية المتميزة، وموقع جغرافي استراتيجي في القلب منه قناة السويس؛ بما يسهّل من عملية التصدير إلى الأسواق المجاورة في الدول العربية والأفريقية والأوروبية التي تربطنا بها اتفاقيات تجارة حرة، وبما يسهم في ربط الأسواق الدولية ببعضها ويسهّل من حركة سلاسل الإمداد دون عوائق، تعزيزًا لمفهوم "الربط في اقتصاد عالمي مفتوح". وقال: "لعلّ المنطقة الاقتصادية المصرية الصينية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس من النماذج الواضحة للتعاون المشترك الذي يعود بالنفع على البلدين".


وأضاف: "في هذا الصدد، فإننا نرحب ونشجع دولة الصين الصديقة ودول مبادرة الحزام والطريق على ضخ المزيد من الاستثمارات في مصر والاستفادة من الفرص المتاحة بها في إطار سعينا المشترك لتحقيق التنمية لشعوبنا".


كما أكَّد رئيس الوزراء أن مصر والصين تمثلان أقدم حضارتين في التاريخ الإنساني وقدمتا للعالم إسهامات علمية استفادت منها الحضارات الأخرى وأسهمت في تطور البشرية وصولًا إلى ما نشهده اليوم من طفرة تكنولوجية في كافة المجالات، وشدَّد على قناعة مصر بأن التكنولوجيا ينبغي أن تكون سلعة عامة تتشارك فيها كافة الدول بما يُسهم في تحقيق التنمية العالمية العادلة والشاملة وتمكين الدول النامية من الاستفادة من ثمار التقدم التكنولوجي في تنفيذ أجنداتها التنموية.

ولفت "مدبولي" إلى أن مصر كانت الشريان الرئيس الذي يربط حضارات العالم القديم ما بين آسيا وأفريقيا وأوروبا، وستستمر في تأدية دورها التاريخي في ربط مناطق العالم ببعضها من خلال موقعها الجغرافي المتفرد.

وقال: من هذا المنطلق، فإن مصر، وباعتبارها أحد أطراف مبادرة الحزام والطريق، ترحب بأن تكون مركزًا إقليميًا لوجستيًا وتجاريًا لدول المبادرة؛ للإسهام في تسهيل حركة الشحن والتجارة بين تلك الدول دون عوائق في إطار اقتصاد عالمي مفتوح.


وأضاف رئيس مجلس الوزراء: إن مصر تتشارك مع دول الحزام والطريق الآمال والتطلعات لبناء مستقبل أفضل لشعوبنا وتحقيق التنمية الشاملة والعادلة للجميع، وإن واقع اليوم يعكس حقيقة أن دولنا قد أضحت أكثر تأثيرًا في الاقتصاد الدولي بما يتطلّب دورًا أكبر للدول النامية والاقتصادات البازغة في صياغة السياسات الاقتصادية الدولية لتكون أكثر استجابة لاحتياجاتنا التنموية.

وتابع: لعل رئاسة مصر لمؤتمر الأطراف COP-27، الذي استضافت مصر قمته الأخيرة في مدينة شرم الشيخ في نوفمبر 2022، قد أسهمت في التوصّل لتفاهمات دولية حول الدفع بأولويات الدول النامية واحتياجاتها التنموية بما في ذلك ضرورة سد الفجوة التمويلية والاتفاق على إنشاء صندوق لتمويل الخسائر والأضرار لمساعدة الدول النامية في جهودها نحو التحول الأخضر.


كما أكد الدكتور مصطفى مدبولي أن مصر تشارك بفاعلية في المؤسسات الاقتصادية الدولية الناشئة والتي تسهم من خلال الأدوات المالية التي تقدّمها في توفير التمويل اللازم للتنمية، وتعزيز التنسيق بين الدول. مُوضحًا أن انضمام مصر لتجمع "البريكس" كان في إطار جهود الدولة المصرية لتعزيز التنسيق بين الدول النامية والاقتصادات البازغة والإسهام في صياغة السياسات الاقتصادية الدولية.

وفي هذا السياق، قال "مدبولي": أغتنم هذه المناسبة لكي أجدد التقدير لدولة الصين الصديقة والدول الأعضاء في تجمع "البريكس" لدعوة مصر للانضمام لهذا التجمع.

وأضاف: إن قمّتنا اليوم في بكين تأتي في وقت يمرُّ فيه العالم بتحديات عديدة، بما يحتم تعزيز التنسيق بين دولنا ومع كافة أطراف المجتمع الدولي للدفع بجهود تحقيق التعافي الاقتصادي من آثار جائحة فيروس "كورونا" وأزمتي الغذاء والطاقة العالميتين، مؤكدًا أن مصر ستواصل القيام بدورها التاريخي والرائد في دعم السلام والاستقرار في العالم وتعزيز الجهود المشتركة لدفع التنمية العالمية، بالتعاون الوثيق مع دولة الصين الصديقة ودول مبادرة الحزام والطريق وشركائها الدوليين.

وفي ختام كلمته، تقدم رئيس مجلس الوزراء بالشكر مرة أخرى لجمهورية الصين الشعبية على عقد هذا المحفل الدولي الهام، معربا عن تطلع مصر لاستمرار التنسيق مع دولة الصين الصديقة ودول المبادرة لدفع التعاون متمنيًا للشعوب دوام التقدم والازدهار.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني مدبولي منتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي البنية التحتية رئيس مجلس الوزراء مبادرة الحزام والطریق الدکتور مصطفى مدبولی رئیس مجلس الوزراء تحقیق التنمیة الدول النامیة الصین الشعبیة فی إطار تحقیق ا إلى أن أن مصر

إقرأ أيضاً:

حزب المؤتمر: تطوير البنية التحتية نقلة نوعية في مستوى حياة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

ثمن القبطان محمود جبر، نائب رئيس حزب المؤتمر، الجهود الحثيثة التي تبذلها الدولة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في مواجهة الشائعات والأخبار الكاذبة التي تستهدف زعزعة استقرار البلاد.

وأكد جبر، في بيان له، أن الدولة المصرية تمكنت بفضل حكمة القيادة السياسية والوعي المجتمعي من التصدي لتلك الشائعات التي تهدف إلى تشويه الإنجازات القومية الكبرى التي تحققها مصر في مختلف المجالات.

وأشار نائب رئيس حزب المؤتمر، إلى أن الجمهورية الجديدة التي يسعى الرئيس السيسي إلى بنائها، هي جمهورية تعتمد على الشفافية والمصارحة مع الشعب، وتقوم على أسس من التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية.

وأوضح نائب رئيس حزب المؤتمر، أن المشروعات القومية الكبرى، مثل مشروع "حياة كريمة" وتنمية الريف المصري وتطوير البنية التحتية، هي خير دليل على توجه الدولة نحو تحقيق نقلة نوعية في مستوى حياة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية بين جميع فئات المجتمع.

وتابع نائب رئيس حزب المؤتمر، أن الشائعات التي تروج لها بعض الجهات المعادية لا تهدف إلا إلى تشتيت انتباه الشعب المصري عن الإنجازات الحقيقية التي تتحقق على أرض الواقع.

ولفت نائب رئيس حزب المؤتمر، إلى أن الدولة اتخذت خطوات جادة لمكافحة تلك الحملات المغرضة من خلال تعزيز الوعي المجتمعي، والاعتماد على وسائل الإعلام الوطنية لنقل الصورة الحقيقية للمواطنين.

واختتم نائب رئيس حزب المؤتمر بيانه بالتأكيد أن مصر ماضية بخطى ثابتة نحو بناء الجمهورية الجديدة وتحقيق أهداف التنمية المستدامة وفق رؤية مصر 2030، التي تسعى إلى تحسين حياة المواطن المصري على كافة الأصعدة، متعهدًا بدعم كافة الجهود الحكومية في هذا الاتجاه، والتصدي لأي محاولات تستهدف عرقلة مسيرة التنمية.
 

مقالات مشابهة

  • شراكة قطرية صينية لإنشاء مجمع صناعي عالمي ضمن مبادرة الحزام والطريق
  • تحسين البنية التحتية وتطوير حضري في عدد من المناطق بالبحر الأحمر
  • مدبولي: مؤتمر المناخ فرصة للتأكيد على التزام الدول بتعهدات الاتفاقية الإطارية وتوفير التمويل لدعم الدول النامية.. وخبراء: نطالب بتنفيذ وعود COP28 ومصر فعلت صندوق الخسائر والأضرار بـCOP27 بشرم الشيخ
  • حزب المؤتمر: تطوير البنية التحتية نقلة نوعية في مستوى حياة المواطنين وتحقيق العدالة الاجتماعية
  • إطلاق مختبر عجمان للنقل لتعزيز البنية التحتية
  • عمان تشارك في اجتماعات وزراء النقل العرب لتعزيز التعاون وتطوير البنية التحتية
  • مدبولي: مصر دفعت ما يقرب 80% مستحقات بالعملة الأجنبية لشركات النفط العالمية
  • وزيرة التنمية المحلية تؤكد تعزيز التعاون بين مصر والصين بمجالات البنية التحتية
  • عودة نظام صرف الخبز المدعم للعمل بعد عطل مفاجئ وأهمية تحسين البنية التحتية للمنظومة
  • وزير الخارجية: سد جوليوس نيريري يعكس دور مصر في تطوير البنية التحتية لإفريقيا