لجريدة عمان:
2024-11-15@08:24:46 GMT

البناء وسط انعدام الجاذبية

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

البناء وسط انعدام الجاذبية

ترجمة : فاطمة بنت ناصر -

على نقيض حب المتعة والمغامرة في الفضاء الذي يقوم به عدد من الأثرياء الذين ينفقون الملايين للتجول والاستمتاع بمركباتهم في الفضاء، نجد أن هناك سباقا آخر يحدث الآن في الكواليس، يقوده العلماء للاستفادة من الفضاء في تحقيق مكاسب علمية وصناعية.

وأدركت بعض الشركات الكبيرة أن هناك عوائد جمة من إنتاج بعض الصناعات خارج مناخ الأرض، ومن أهمها، إنتاج الأدوية وزراعة الخلايا الجذعية وصناعة الكريستال.

وقد قامت وكالة ناسا بتخصيص مبلغ مليوني دولار للعلماء الراغبين في القيام ببحوث علمية معمقة تتعلق بإمكانية إنتاج العلاجات المتعلقة بالخلايا الجذعية والجينات في ظروف انعدام الجاذبية. كما قامت شركة «نورثروب جرومان» المختصة في الأنظمة الدفاعية بالتعاون مع إحدى الشركات الناشئة لتصنيع أشباه الموصلات في الفضاء (وهي شرائح بلورية عالية الكفاءة تتمكن من توصيل الكهرباء بين المعادن والمواد العازلة، وغالبا ما تستخدم في تصنيع الإلكترونيات) قبل حلول عام 2030.

تكلفة مادية وبيئية أقل

وقال جيف بيزوس، الرئيس التنفيذي لأمازون، وثالث أغنى رجل في العالم في مقابلة تلفزيونية حديثة له أن الصناعات الثقيلة وتلك التي تنتج كميات كبيرة من العوادم الملوثة يمكن إنشاؤها ونقلها للفضاء.. قد يبدو ذلك ضرب من خيال جامح، ولكنه سيحدث.

ويؤيد المتحمسون للصناعات في الفضاء إمكانية تحقيق ذلك داعمين رأيهم بعدة أسباب أهمها: إن انعدام الجاذبية وانخفاض درجات الحرارة والفراغ الكامل تقريبا في الفضاء، هي ظروف مثالية لصناعة مكونات البلورات بجودة أكبر من تلك التي يتم إنتاجها في الأرض. كما قال جوشوا ويسترن الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس فورج»، وهي إحدى الشركات المعروفة في تصنيع معدات تكنولوجيا الفضاء: «بسبب الجاذبية الأرضية وتبعاتها اضطر البشر لصناعة الأفران والمجمدات وأجهزة الشفط والتفريغ الهوائي، بينما لو نقلنا تلك الصناعات إلى الفضاء سنحصل على كل هذا بالمجان.

وفي عالم الصناعات الدوائية ازداد عدد الشركات التي تطمح لإنتاج أدويتها في الفضاء، ومن أبرزها شركة الصناعات الدوائية العملاقة «ميرك» التي تتعاون حاليا مع محطة الفضاء العالمية (ISS) لإنتاج بروتينات في ظروف انعدام الجاذبية. وقد لاحظ رواد الفضاء الذين يعملون لصالح هذه الشركة العملاقة أن الكريستالات الدوائية لعقار «كيترودا - «، والمستخدم في علاج السرطان تمتاز بصغر حجمها، وتناسقها مقارنة بالكريستالات التي تم صناعتها في الأرض.

قال كيفن إنجيلبرت، مدير تطبيقات الإنتاج في الفضاء بناسا لصحيفة الجارديان: إن الوكالة تعاونت مع عدد من الشركات لتمكين عملية الإنتاج والتصنيع خارج الأرض منذ عام ٢٠١٦. والهدف من كل هذا هو تطوير اقتصاد مدار الأرض المنخفض، الذي سيعزز من مركز الولايات المتحدة الأمريكية في قيادة زمام التكنولوجيا، إلا أن تحقيق ذلك لن يكون سهلا.

المصنع الفضائي العالق

وفي يوليو الماضي قامت شركة فاردا -إحدى الشركات الناشئة المختصة في صناعة أجهزة الفضاء– بإطلاق كبسولة في مدار الأرض، هي عبارة عن مصنع فضائي يقوم بتصنيع الأدوية ذاتيا دون تدخل بشري، وينتج كريستالات عقار «ريتونافير» المستخدم لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسب HIV .

وكان من المفترض أن تهبط الكبسولة في قاعدة يوتا الجوية بالولايات المتحدة، غير أن هيئة الطيران الفيدرالي والقوات الجوية الأمريكية رفضتا نزول الكبسولة في القاعدة. وقال متحدث باسم هيئة الطيران الفيدرالي: إن شركة فاردا لم تستخرج إذنا لنزول كبسولتها قبل أن تطلقها في الفضاء. وقد قامت الشركة لاحقا في شهر سبتمبر الماضي بتقديم طلب إذن لنزول كبسولتها غير أن هيئة الطيران الفيدرالي رفضت ذلك مجددًا، بسبب عدم التزام الشركة باللوائح التنظيمية. وما زال طلبها معلقا حتى اليوم.

يقول ويل بروي الرئيس التنفيذي لشركة فاردا أن خطة الشركة كانت تتضمن إطلاق ٤ كبسولات كل ٦ أشهر، من بعد إطلاق الكبسولة الأولى التي لا تزال معلقة حتى الآن في المدار بسبب عدم السماح لها بالنزول. ويضيف: «إثبات نجاح واحدة فقط من هذه الكبسولات سوف يمكننا من بناء أول شركة فضائية، وأقولها صراحة إذا ما فشلنا في تحقيق ذلك فإننا لا نستحق أن نبني شركة خاصة بنا في الفضاء».

الفضاء بعد 2030م

جميع التجارب السالفة ليست سوى البداية لهدف ضخم. ففي عام ٢٠٣١ سوف يتم إسقاط محطة الفضاء الدولية وإغراقها في المحيط الهادي. وسوف تقوم ناسا بعدها باستئجار مساحات في المركبات الفضائية الخاصة، وبحسب توقعات ناسا فإن هذه العملية سوف توفر مبلغا كبيرا يقدر بـ ١.٣ مليار دولار أمريكي في عام ٢٠٣١ وحده!

وحول ذلك قالت سيتا سونتي، الرئيس التنفيذي لشركة «سبيس تانغو»، -وهي شركة تعمل مع ناسا لتقديم خدمات تدعم الأبحاث والتطوير والصناعة في ظروف الجاذبية المنخفضة- أن زيادة عدد المكوكات الفضائية الخاصة سوف يزيد من طلب الإنتاج في المدار الفضائي. وأضافت: «لكم أن تتخيلوا أن كل ما تم تحقيقه حتى اليوم من أبحاث علمية تتعلق باستغلال ظروف الجاذبية المنخفضة تم من خلال محطة واحدة هي ناسا ! وبحلول عام ٢٠٣٠ سوف يكون هناك من ٤ إلى ٥ محطات، وهذا سيحقق نقلة نوعية في زيادة الأبحاث و تطوير الصناعات في الجاذبية المنخفضة، وبالتالي زيادة أعداد المنشآت الصناعية في المدار الفضائي، بسبب انخفاض التكلفة لوجود أكثر من محطة فضاء خاصة، وكلما زادت أعداد الرحلات الفضائية إلى المدار زادت الأبحاث واختبارات الخلايا والأدوية في الفضاء، ولن يمر الكثير من الوقت حتى يصبح الإنتاج التجاري في الفضاء أمر واقع.

وتتفق الشركات المتخصصة في الإنتاج الصناعي في الفضاء مع ما سبق، مضيفة: إن المنتجات التي ستنتج خارج نطاق الجاذبية الأرضية سوف يزداد بشكل ملحوظ بحلول عام ٢٠٣٠، حيث إن الشركات لن تعود مضطرة إلى اللجوء لمحطة ناسا فقط، حيث إنها لن تكون موجودة ولكن ستحل محلها محطات متعددة مملوكة من قبل القطاع الخاص، مما سيزيد من فرص إنشاء المنشآت الصناعية خارج النطاق الأرضي. ولكن كل هذا سيتطلب وجود بنية أساسية تتمثل بوجود مساحات تحاكي ظروف الفضاء وهي مساحات مكلفة جدا، غير أن ناسا هي الوحيدة حاليا التي تمتلك مساحات تحاكي ظروف الفضاء في كل من كليفرلاند و أوهايو.

ألينا ديموبولوس

صحيفة الجارديان

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الرئیس التنفیذی فی الفضاء

إقرأ أيضاً:

الأمم المتحدة: «انعدام كارثي» للأمن الغذائي في شمال غزة

غزة (الاتحاد)

أخبار ذات صلة الإمارات: الالتزام بتعزيز «الدبلوماسية الرياضية» في بناء السلام «اليونيسف»: أطفال لبنان يعيشون المرحلة الأكثر دموية

أعلنت الأمم المتحدة مواجهة نحو 133 ألف شخص «انعداماً كارثياً» للأمن الغذائي شمال غزة، لافتةً إلى انهيار الأنظمة الغذائية الزراعية في القطاع وتدمير الإنتاج المحلي للغذاء. 
جاء ذلك في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول حماية المدنيين أثناء الصراعات المسلحة بحث خلالها مخاطر المجاعة شمال قطاع غزة. واستمع المجلس إلى إحاطة من كل من مدير مكتب الطوارئ والصمود بمنظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» راين بولسون ومساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان إلزي كيريس. 
وقال بولسون، إن «رجالاً ونساء وفتياناً وفتيات يتضورون جوعاً بشكل فعلي فيما يستعر الصراع وتمنع المنظمات الإنسانية من توصيل المساعدات إلى المحتاجين». 
واستشهد بولسون بتحذير لجنة مراجعة المجاعة بشأن وجود احتمال كبير بأن المجاعة «تحدث الآن أو أنها وشيكة الحدوث» في مناطق بشمال قطاع غزة. 
وأفاد بأن التحليلات الجغرافية المكانية تشير إلى أن ما يقرب من 70 في المئة من أراضي المحاصيل - التي أسهمت في ثلث الاستهلاك المحلي - دمرت أو لحقت بها أضرار منذ بدء تصاعد الأعمال القتالية في الحرب على غزة. 
وأوضح مدير مكتب الطوارئ لـ«الفاو» أن غزة - قبل اندلاع الحرب العام الماضي - كانت مكتفية ذاتياً إلى حد كبير بالإنتاج الحيواني والمحاصيل الزراعية. 
وحذر من أن الدمار الواسع لأنظمة الأغذية الزراعية بالقطاع فاقم الأزمة الإنسانية والجوع وزاد مخاطر المجاعة، مؤكداً أن «الوقت ما يزال متاحاً لإنقاذ الأرواح وذلك حتمية إنسانية ومسؤولية أخلاقية». 
وقال المسؤول الأممي، إنه «بحلول وقت إعلان المجاعة سيكون الناس لقوا حتفهم بالفعل من الجوع مع حدوث عواقب لا يمكن تغييرها تستمر لأجيال»، منبهاً بأن فرصة تقديم هذه المساعدة متاحة الآن وليس غداً. 
وجدد بولسون الدعوة لبذل جهود دبلوماسية عاجلة لمعالجة انعدام الأمن الغذائي الناجم عن الصراع بما في ذلك المجاعة في قطاع غزة، مناشداً أطراف الصراع تحمل مسؤولياتها التي تحتم حماية البنية المدنية الضرورية لتوصيل المساعدات الإنسانية وضمان عمل أنظمة الأغذية أثناء الصراع المسلح. 
من جهتها، تحدثت مساعدة الأمين العام لحقوق الإنسان حول التقرير الأخير للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي الذي حذر من الاحتمال القوي لحدوث مجاعة وشيكة بالقطاع، واصفة الأوضاع الإنسانية والحقوقية للفلسطينيين في أنحاء غزة بأنها «كارثية». 
وأضافت كيريس في إحاطتها أن القيود المشددة المفروضة من إسرائيل على دخول وتوزيع السلع والخدمات الضرورية لحياة المدنيين - في أبريل الماضي - أوجدت مخاطر المجاعة والتجويع في غزة. 
وشددت على «أن استخدام تجويع السكان المدنيين كوسيلة للحرب محظور تماماً بموجب القانون الدولي». 
ونبهت كيريس بأن «أعمال الاحتلال لا تهدف فقط إلى إخلاء شمال غزة من الفلسطينيين بتشريد المتبقين على قيد الحياة إلى الجنوب ولكنها تشير أيضاً إلى مخاطر جسيمة لارتكاب فظائع من أشد الأشكال ضراوة». 
وأشارت مساعدة الأمين العام مرة أخرى لدعوة لجنة مراجعة المجاعة التابعة للتصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي للعمل لمنع الوضع الكارثي في شمال غزة أو تخفيفه.

مقالات مشابهة

  • رسالة أريسيبو.. 50 عاماً على أول نداء كوني للبشرية
  • السوداني يوجه وزارة النفط بالتواصل مع شركة شِل لتحقيق المشاريع التي تخدم العراق
  • حرب السودان.. 70% من الأسر تعجز عن إلحاق أطفالها بالمدارس
  • الأمم المتحدة: «انعدام كارثي» للأمن الغذائي في شمال غزة
  • ناسا تُسرح 325 موظفًا من القوة العاملة بمختبر الدفع النفاث
  • سامانثا هارفي تفوز بجائزة البوكر عن رواية "أوربيتال"
  • «النقل»: شركة الجسر ساهمت في تعزيز التجارة البينية بين مصر والأردن والعراق
  • رائد فضاء يكشف سر نقل فريق ناسا للمستشفى بعد الرجوع للأرض
  • تفسير “مبهم” لدخول طاقم “كرو 8” إلى المستشفى بعد عودتهم إلى الأرض
  • شركة روسية خاصة تخطط لإطلاق ما يزيد عن 20 قمرا صناعيا العام القادم