الإمارات شريك فاعل ومؤثر في صناعة القرارات الأممية التاريخية
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها كإحدى أبرز الدول المساهمة في صياغة واعتماد القرارات الأممية التي تتصدى لمعالجة أهم القضايا والمستجدات على الساحة الدولية، وفي دفع عجلة التنمية الشاملة وتحقيق الازدهار لكافة شعوب العالم. ويشهد دور الإمارات في منظومة العلاقات الدولية، تطوراً مستمراً بفضل العلاقات المتميزة التي تربطها مع معظم دول العالم، فضلاً عن حضورها القوي والفاعل في العديد من المنظمات والهيئات الدولية.
وخلال السنوات الماضية، شكلت الجهود الإماراتية عاملاً حاسماً في استصدار واعتماد العديد من القرارات ومشاريع القرارات الدولية التاريخية التي يمتد تأثيرها الإيجابي ليشمل شعوب العالم كافة بمختلف انتماءاتها الدينية والعرقية والثقافية.
مجلس حقوق الإنسان
اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، أول من أمس (الاثنين)، مشروع قرار اشتركت في صياغته كل من الإمارات والمملكة المتحدة، حول تحقيق المساواة في تمتع كل فتاة بالحق في التعليم، ما يجسد المكانة الكبيرة والسمعة الطيبة لدولة الإمارات في المحافل الدولية، وقدرة قوتها الناعمة على التأثير في الآخرين وإقناعهم بكل ما يحقق الاستقرار والازدهار في العالم. ويسلط مشروع القرار الضوء على التأثيرات الواسعة النطاق لتغير المناخ والتدهور البيئي والكوارث الطبيعية على تحقيق المساواة في تمتع كل فتاة بالحق في التعليم، ويركز على الفتيات اللواتي يعانين أوضاعاً هشة، ولا سيما الفتيات الأكثر تهميشاً، والنازحات داخلياً، والفتيات من أصحاب الهمم، واللواتي يعشن في المناطق الريفية والمرجح أن يتأثرن بالكوارث الناجمة عن التغير المناخي والتدهور البيئي.
مجلس الأمن
اعتمد مجلس الأمن الدولي، في يونيو الماضي، قراراً تاريخياً، اشتركت في صياغته كل من دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة، حول التسامح والسلام والأمن الدوليين، الذي أقر المجلس بموجبه للمرة الأولى بأن خطاب الكراهية والتطرف يمكن أن يؤدي إلى تفشي هذا الداء وتصعيده وتكرار النزاعات في العالم. ويدعو القرار إلى الإدانة العلنية للعنف وخطاب الكراهية والتطرف، ويشجع جميع الشركاء المعنيين، بما في ذلك القادة الدينيون والمجتمعيون ووسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي، على التصدي لخطاب الكراهية والتطرف الذي يؤدي إلى إشعال النزاعات المسلحة أو إلى تفاقمها. واختتمت الإمارات في يوليو الماضي رئاستها الثانية لمجلس الأمن الدولي التي شهدت اعتماد العديد من القرارات، ومنها بيان رئاسي يعارض التدابير أحادية الجانب التي من شأنها عرقلة آفاق حل الدولتين في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث كانت دولة الإمارات، وبصفتها عضواً منتخباً في المجلس، قد يسّرت هذا القرار الهام بدعم من جميع أعضاء المجلس. كما اعتمد مجلس الأمن بالإجماع في 17 مارس الماضي، خلال اجتماع بشأن أفغانستان، قرارين تقدمت بهما دولة الإمارات بالتعاون مع اليابان، وفي الشهر ذاته أيضاً، وبمبادرة من الإمارات وكل من (الغابون وغانا وموزمبيق)، وبالتنسيق الوثيق مع السودان، اعتمد مجلس الأمن قراراً تاريخياً يضع إطاراً زمنياً، أو ما يعرف بـ «بند الانقضاء»، لتدابير نظام العقوبات الذي فرضه المجلس على السودان منذ عام 2004. وتبرهن جملة القرارات الدولية التي ساهمت دولة الإمارات في اعتمادها في مجلس الأمن على نجاح السياسة الخارجية للدولة التي اتسمت على الدوام بالحكمة والاعتدال والالتزام بميثاق الأمم المتحدة واحترام المواثيق والقوانين الدولية، فضلاً عن دورها الفاعل والمؤثر في حل النزاعات الدولية بالحوار والطرق السلمية ودعم الاستقرار والسلم الدوليين.
جمعية الصحة العالمية
أخبار ذات صلةفي يوليو 2022، اعتمدت جمعية الصحة العالمية لأول مرة في تاريخها مشروع قرار لتعزيز جودة الحياة الصحية، تقدمت به دولة الإمارات في الاجتماع الخامس والسبعين للجمعية الذي عقد في جنيف في الفترة ما بين 21 إلى 28 مايو 2022، في إنجاز يظهر مكانة الإمارات العالمية كدولة مؤثرة وفاعلة ذات ثقل استراتيجي عالمي. وتضمن مشروع القرار وضع إطار عمل لتحقيق جودة الحياة والرفاه الصحي للأفراد والمجتمعات في دول العالم، وذلك لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 وبالتشاور مع الدول الأعضاء. ودعا مشروع القرار المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى إعداد إطار عمل عن جودة الحياة الصحية لدعم الدول الأعضاء في تبني جودة الحياة الصحية كنهج للوصول إلى أعلى درجات الرفاه الصحي.
اليونسكو
اعتمد المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) بالإجماع، في أبريل 2021، القرار الأول من نوعه الذي تقدمت به دولة الإمارات بصفتها عضواً في المجلس التنفيذي، وكان بعنوان «الإطار الخاص بتعليم الثقافة والفنون»، وجاء لضرورة البدء في اتخاذ إجراءات عمل ملموسة لتعزيز التعاون بين الثقافة والتعليم، لما لذلك من أهمية وتأثير في تحقيق التنمية المستدامة للشعوب والدول، وتسخير الثقافة في التعليم عبر توسيع مخرجات التعلم والقدرات والمهارات للجميع، من خلال مجموعة واسعة من الفرص التي توفرها الثقافة، وتضمين التراث والصناعات الثقافية والإبداعية في التعليم الرسمي وغير الرسمي، والتعلم مدى الحياة، الذي يشمل التكنولوجيا الرقمية.
الجمعية العامة للأمم المتحدة
يمثل «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية» الذي يحتفي فيه العالم في 4 فبراير من كل عام حجم التأثير المتنامي لدولة الإمارات في ملف تعزيز مبادئ السلام وتعميق المساعي الأممية لنشر قيم التسامح والتعايش. وجاء اعتماد «اليوم الدولي للأخوة الإنسانية» بناء على قراراً بالإجماع من الجمعية العامة للأمم المتحدة ضمن مبادرة قدمتها كل من دولة الإمارات العربية المتحدة ومملكة البحرين وجمهورية مصر العربية والمملكة العربية السعودية، وقد تم تحديد الاحتفال السنوي بالمناسبة بناء على ذكرى مولد الوثيقة الأهم في التاريخ الإنساني الحديث التي تم توقيعها في نفس اليوم من عام 2019 من قبل اثنين من أهم الرموز الدينية في العالم فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، في أبوظبي عاصمة الأخوة الإنسانية.
الفاو
وافقت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة «الفاو» على مقترح دولة الإمارات أن يكون العام 2017 عاماً للنخيل يتم الاحتفاء فيه بالشجرة المباركة وأهميتها بالنسبة للأمن الغذائي على مستوى العالم.
وجسد قرار «الفاو» حجم التعاون البناء بين المنظمة ودولة الإمارات في مجالات تعزيز الأمن الغذائي ومواجهة أزمات الجوع حول العالم.
الاتحاد البرلماني الدولي
وافق المشاركون في أعمال الجمعية العامة 146 للاتحاد البرلماني الدولي التي عقدت في مارس الماضي، على مقترح الشعبة البرلمانية الإماراتية للمجلس الوطني الاتحادي بشأن مناقشة موضوع «الشراكات من أجل العمل المناخي..تعزيز الوصول إلى الطاقة الخضراء بأسعار معقولة، وضمان الابتكار والمسؤولية والإنصاف».
وتاريخياً.. لاقت المقترحات التي تقدم بها ممثلو المجلس الوطني الاتحادي في اجتماعات الاتحاد البرلماني الدولي ترحيباً واسعاً وصدى إيجابياً كبيراً بين المشاركين، وعلى سبيل المثال لا الحصر، أقر الاتحاد في أكتوبر 2015 البند الطارئ المقدم من الشعبة البرلمانية الإماراتية حول دور الاتحاد والبرلمانات الوطنية والبرلمانيين والمنظمات الدولية والإقليمية في توفير الحماية الضرورية والدعم العاجل للاجئي الحروب والصراعات الداخلية. جدير بالذكر أن دولة الإمارات دخلت قائمة الدول العشر الأولى لأول مرة في تاريخها في مؤشر القوة الناعمة العالمي للعام 2023 الذي تعده مؤسسة «براند فاينانس» العالمية، حيث حققت تقدماً ملحوظاً في المؤشرات الرئيسية والفرعية كافة، بما يجسد المكانة المميزة التي وصلت إليها وجعلت منها واحدة من أكثر دول العالم من حيث التأثير الإيجابي والسمعة الطيبة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مجلس الأمن الفاو مجلس حقوق الإنسان الإمارات دولة الإمارات فی جودة الحیاة فی التعلیم مجلس الأمن اعتمد مجلس
إقرأ أيضاً:
إطلاق فعالية وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية” لجمال السويدي بالمعرض الدولي للكتاب بالرباط
أُقيم السبت الماضي بمعرض الكتاب الدولي بالرباط، حفل قراءة وتوقيع كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” لمعالي الدكتور جمال سند السويدي، نائب رئيس مجلس أمناء مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية. والكتاب أحدث إصدارات الدكتور جمال السويدي، ويُمثل إضافة نوعية للفكر الوطني والاستراتيجي، حيث يتناول مسار تطور الهوية الإماراتية في ظل التحديات العالمية، ويؤكد أهمية الحفاظ على الثوابت الثقافية والقيم المجتمعية بالتوازي مع الانفتاح على معايير العولمة، دون الإخلال بالثوابت الدينية والقيمية.
وخلال الحفل، قدم الدكتور جمال السويدي كتابه الجديد، مستعرضاً بأسلوب تحليلي معمّق، كيف استطاعت دولة الإمارات العربية المتحدة أن تصوغ هوية وطنية راسخة تجمع بين الأصالة والحداثة، وتدفع إلى التلاحم والتماسك المجتمعي، وسلّط الضوء على الدور المحوري للمغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في ترسيخ مفهوم الوحدة الوطنية وتعزيز الانتماء والولاء بين أبناء الإمارات. كما بيّن كيف شكّلت رؤية الشيخ زايد الأساس المتين، الذي بُنيت عليه الدولة الحديثة، بما في ذلك منظومة القيم الإماراتية، التي لا تزال تشكّل ركيزة في السياسة الداخلية والخارجية، مشيراً إلى أن هذا الكتاب يأتي في توقيت مهم، حيث تتزايد الحاجة إلى بلورة مفهوم متجدّد للهوية الوطنية، يواكب العصر دون أن يفقد جوهره الثقافي والروحي.
تعود أهمية الكتاب إلى أن قضية الهوية الوطنية، تأتي ضمن أهم القضايا التي يضعها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في سُلم أولوياته، لإيمانه العميق بدورها في تعزيز التماسك المجتمعي، والحفاظ على تاريخ الدولة وتراثها في ظل المتغيرات المعاصرة، بالإضافة إلى دورها المهم في ترسيخ قيمة الانتماء للدولة وللقيادة الرشيدة في وجدان أبناء الإمارات.
حضر الفعالية نخبة من كبار الشخصيات في المملكة المغربية، وجمع من المفكرين والمثقفين والباحثين والمهتمين بالشأن الثقافي، وأثنى الجميع على الكتاب ووصفوه بأنه كتاب استراتيجي مهم، وحرص الكثير منهم على اقتناء نسخ من الكتاب بتوقيع معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي.
قدّم الفعالية الدكتور عمر الراجي، باحث أكاديمي في التنمية الثقافية بوزارة الاقتصاد بالمغرب، وتحدّث خلالها سعادة العصري سعيد أحمد الظاهري، سفير دولة الإمارات العربية المتحدة بالرباط، وسعادة لطيفة المفتقر مديرة مديرية الكتاب والخزانات والمحفوظات، مديرة أرشيف المملكة المغربية، فيما قام معالي محمد أوجار وزير العدل وحقوق الإنسان، سابقاً، عضو المكتب السياسي للحزب الحاكم حالياً، الأكاديمي البارز في المغرب، بعمل قراءة وافية للكتاب.
ومن جانبه، قدَّم معالي الأستاذ الدكتور جمال السويدي الشكر إلى الحضور ومنظمي الحفل، وأشاد بحُسّن التنظيم وحفاوة الاستقبال، وأثنى على العلاقات الوطيدة والتاريخية التي تربط بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب، وتحدّث عن أهمية صدور كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير” في اللحظة الراهنة.
وأكد السويدي أن الكتاب يبرز دور القيادة الرشيدة في تعزيز قيمة الهوية الوطنية وترسيخ مرتكزاتها في وجدان أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، واصفاً الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بأنها نموذج يمتاز بمستوى عالٍ من اللُّحمة الوطنيّة، مشدداً على أن فكرة المواطَنة عميقة وراسخة لدى أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة، مشيراً إلى أن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في الهوية الوطنية تفوق العديد من الدول التي سبقتها في التأسيس بعقود عديدة.
وفي كلمته، أكد سعادة العصري سعيد أحمد الظاهري، سفير الإمارات بالرباط، على متانة العلاقات الثنائية بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة المغربية، ووصفها بأنها استراتيجية وقوية وتتّسم بتطابق وجهات نظر قيادتي البلدين في القضايا ذات الاهتمام المشترك، مشيراً إلى أنها تعزّزت وتطورت إلى علاقة شراكة استراتيجية في عهد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، وأخيه صاحب الجلالة الملك محمد السادس، ملك المغرب.
وأشاد الظاهري بالمسيرة البحثية والعلمية للدكتور جمال السويدي، ووصفها بأنها مسيرة حافلة بالكتب والأبحاث القيّمة، التي تسهم في تنوير العقل الإماراتي والعربي، وتدفعه إلى التقدم والتطور من خلال إدراك الواقع وفهم العالم من حوله، وأثنى الظاهري على كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، ووصفه بأنه أحد أهم الكتب، التي ألّفها السويدي في الفترة الأخيرة، مشيراً إلى أن الكتاب يتناول قضية حسّاسة تتعلق بماضي دولة الإمارات العربية المتحدة وحاضرها ومستقبلها، مؤكداً أن صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، يضع هذه القضية في سُلم أولوياته، وفي صميم رؤيته لدولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2071.
ومن جهته، أكد الدكتور مصطفى الرزرازي، أستاذ بكلية الحكامة والعلوم الاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد السادس، على عمق ورسوخ الروابط التاريخية والأخوية التي تجمع بين دولة الإمارات العربية المتحدة والمغرب، مشيدةً بالدور الثقافي الذي تلعبه دولة الإمارات العربية المتحدة لتنوير المنطقة والعالم، مشيراً إلى أن كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، لمؤلفه معالي الأستاذ الدكتور جمال سند السويدي، يأتي في ذلك السياق التنويري، لأنه يهدف إلى إعادة بناء الهويات الوطنية بطريقة تواكب مستجدات العصر وتعزّز وترسخ في الوقت نفسه قيمة الانتماء للوطن.
وأشاد الرزرازي بفكرة الكتاب ومضمونه والرسالة السامية المبتغاة منه، مؤكداً على أهميته في التفكير والتخطيط الاستراتيجي الذي يهدف إلى تقوية الدولة وضمان استمراريتها، مشيراً إلى أن الكتاب يسعى إلى استشراف مستقبل الهوية الوطنية في ظل التحديات الجديدة، التي تواجه الدول والمجتمعات، ويكشف عن الجوانب التي تمتاز بها تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في بناء الهوية الوطنية، قائلاً: إن الدول الأخرى يمكنها الاستفادة من كتاب الهوية الوطنية لجمال السويدي من أجل تعزيز وترسيخ مرتكزات الهوية الوطنية لديها.
وقدَّم معالي محمد أوجار، وزير العدل وحقوق الإنسان، سابقاً، عضو المكتب السياسي لحزب التجمع الوطني للأحرار الحاكم، حالياً، قراءة لكتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، أثنى خلالها على المسيرة المهنية والبحثية للدكتور جمال سند السويدي، مشيداً بالكتاب، قائلاً: إن الكتاب يوضح كيف نجحت دولة الإمارات العربية المتحدة في الحفاظ على هويتها الثقافية والدينية، مع مواكبة التحولات العالمية في مجالات حقوق الإنسان والتكنولوجيا، مؤكداً أن الكتاب يتناول قضية غاية في الأهمية، ويبرز مساعي القيادة الإماراتية الرشيدة في تعزيز فكرة “الأمة” من أجل بناء هوية وطنية تتجاوز الولاءات القبلية وتقوم على الانتماء الوطني الأشمل.
وأشار أوجار، إلى أن الكتاب يطرح أسئلة هامة يصعب الإجابة عنها بسهولة، في هذه المرحلة التي تمر بها منطقتنا والعالم من حولها، وتنذر بتصادم محتمل أو واقعي بين الخصوصيات المحلية، بكل تجلياتها القبلية والثقافية والاجتماعية والدينية مع القيم الجديدة، التي أفرزتها العولمة من قيم حقوق الإنسان والحريات والكرامة وتدبير الاختلاف.
وأكد أن دولة الامارات العربية المتحدة نجحت مثل المملكة المغربية في إنتاج هوية وطنية مميزة، نجحت في تحقيق التوافق بين المشترك الديني والثقافي، والانفتاح على القيم الجديدة بشكل متوازن، مقارنةً بدول أخرى في العالم، حيث يتصاعد اليمين المتطرف في بعض دول الشمال، وتتناحر بعض دول الجنوب فيما بينها.
وأضاف أوجار أن السويدي يوضح في كتابه أن مفهوم الهوية الوطنية لدولة الإمارات العربية المتحدة اتّخذ منذ تأسيس الدولة مساراً متوازناً ومدروساً يعزز الانتماء إلى الهوية الوطنية ويصون القيم والتقاليد الوطنية الجامعة، ويرسّخ الوفاء للوطن والقيادة، مشيراً إلى أن الكتاب يبرز أيضاً دور القيادة الرشيدة في دولة الإمارات العربية المتحدة في ترسيخ قيم الهوية الوطنية في الدولة من خلال مشروعات وبرامج ومبادرات تأخذ في الحسبان التطورات العالمية، ويتم تنفيذها بشكل مدروس حتى لا تفقد الشخصية الوطنية المميزة هويتها وخصوصيتها.
وأكد أوجار أن كتاب “الهوية الوطنية في دولة الإمارات العربية المتحدة بين خصوصية الثوابت والقيم وعالمية المعايير”، يشرح الدور الذي قام به المغفور له، بإذن الله تعالى، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، في بناء دولة الإمارات العربية المتحدة وهويتها الوطنية على مرتكزات متينة وراسخة، ويوضح أن دولة الإمارات العربية المتحدة تمثل تجربة فريدة في الهوية الوطنية، لأنها بُنيت على مقومات أساسية، مثل التسامح، والتعايش السلمي، والتقدم التكنولوجي، وغيرها.