كتب- محمد عمارة وأحمد السعداوي:

حذَّرَ الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، من عواقب ما يحدث في غزة؛ قائلًا إنه محاولةٌ لدفع السكان هناك للجوء إلى مصر؛ منوهًا بأن مجرد الفكرة أمر خطير، ستحول معها سيناء إلى قاعدة لعمليات ضد إسرائيل، ومعها السلام كله سيتلاشى في إطار فكرة.

ووجه الرئيس السيسي رسالة مهمة، خلال مؤتمر صحفي في حضور المستشار الألماني، اليوم الأربعاء؛ مفادها أن مصر دولة ذات سيادة، حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، على أن يكون هذا المسار استراتيجيًّا وداعمًا لدول أخرى للانضمام إليه.

وننشر نص كلمة الرئيس السيسي كاملةً، خلال المؤتمر الصحفي مع المستشار الألماني، في ما يلي:

- إن ما يحدث في غزة هو محاولة لدفع السكان للجوء إلى مصر؛ نحن دولة ذات سيادة حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل، على أن يكون هذا المسار استراتيجيًّا وداعمًا لدول أخرى للانضمام إليه.

- إن قطاع غزة تحت سيطرة إسرائيل.. إيه اللي وصَّل الموضوع لكده؟ هل فيه دولة فلسطينية نجحنا إنها تخرج للنور رغم المبادرات، وإقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، ويبقى فيه قوات عربية أو أممية أو من الناتو تضمن الأمن والاستقرار؟.. ده ما حصلش.

- نحن لا نبرر أي عمل يستهدف أي مدني، هذه قضية القضايا، ولها تأثير كبير على الأمن والاستقرار، وفيه رأي عام داعم جدًّا، فكرة تهجير الفلسطينيين إلى مصر.

- يعني حدوث ذلك في الضفة والأردن؛ إذن مفيش دولة فلسطينية.

- أحذر من خطورة نقل اللاجئين من القطاع إلى سيناء، فهو نقل القتال إلى سيناء، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق على إسرائيل، وبالتالي من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها وتضرب الأراضي المصرية.

- مصر دولة كبيرة، محتاجين ألا نبدد فكرة السلام الذي حرصت عليه مصر.

- إذا كانت هناك فكرة للتهجير في إسرائيل، فتوجد صحراء النقب في إسرائيل، حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة.

- نقل فكرة التهجير إلى مصر أمر خطير، إذ ستتحول سيناء إلى قاعدة لعمليات ضد إسرائيل، ويبقى السلام كله بيتلاشى في إطار فكرة.

- الرأي العام المصري والعربي يتأثر بعضهم ببعض.

- إذا استدعى الأمر سأطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض الفكرة، وسيرى العالم ملايين من المصريين؛ فيوجد حصار مطبق، والهدف في النهاية نقل الفلسطينيين.

- اتفقنا في الرؤى مع المستشار الألماني على أهمية العمل بشكل مكثف على استئناف عملية السلام عقب احتواء التصعيد الراهن وإيجاد آفاق لتسوية القضية الفلسطينية.

- أعربت للمستشار الألماني عن قلق مصر البالغ من خطورة تدهور الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة، وشددت على ضرورة السماح بمرور المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع وتيسير عمل المنظمات الأممية والإنسانية ذات الصلة.

- تأكيد استمرار مصر في استقبال المساعدات الإنسانية والتزامها بنقل تلك المساعدات لقطاع غزة عن طريق معبر رفح البري لدى سماح الأوضاع بذلك.

- مصر لم تقم بإغلاق المعبر منذ اندلاع الأزمة؛ إلا أن التطورات على الأرض وتكرار القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني للمعبر حال دون عمله.

- مصر ترفض تصفية القضية الفلسطينية بالأدوات العسكرية أو أية محاولات لتهجير الفلسطينيين بالأدوات العسكرية قسريًّا من أرضهم، أو أن يأتي ذلك على حساب دول المنطقة

- مصر ستظل على موقفها الداعم للحق الفلسطيني المشروع في أرضه ونضال الشعب الفلسطيني.

- تصفية القضية الفلسطينية أمر غاية في الخطورة.

- ما يحدث في غزة الآن ليس فقط الحرص على توجيه عمل عسكري ضد "حماس"، وإنما محاولة لدفع السكان المدنيين للجوء والتهجير إلى مصر.

- حرصت مصر خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارًا استراتيجيًّا نحرص عليه وننميه ونسعى أيضًا لأن يكون جاذبًا لدول أخرى للانضمام إليه.

- ندين كل الأعمال العسكرية التي تستهدف المدنيين بالمخالفة والانتهاك الصريح لكل القوانين الدولية.

- نتقدم بخالص التعازي في ضحايا القصف الوحشي للمستشفى الأهلي المعمداني.

- استمرار العمليات العسكرية الحالية ستكون له تداعيات أمنية وإنسانية يمكن أن تخرج عن السيطرة؛ بل تنذر بخطورة توسيع رقعة الصراع في حالة عدم تضافر جهود كل الأطراف الدولية والإقليمية للوقف الفوري للتصعيد الحالي.

- ضرورة إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.

- الوضع الإنساني في قطاع غزة آخذ في التدهور بصورة مؤسفة وغير مسبوقة.

- أجرينا المباحثات من أجل احتواء الأزمة من خلال الاتصالات المكثفة مع طرفي الصراع وكل الأطراف الدولية والإقليمية على مدار الأيام الماضية.

- اتفقنا في الرؤى حول الحاجة الضرورية لعودة مسار التهدئة وفتح آفاق جديدة للتسوية من أجل تجنب انزلاق المنطقة إلى حلقة مفرغة من العنف وتعريض حياة المدنيين للمزيد من الخطر.

- أكدنا للمستشار الألماني ضرورة التعامل مع القضية الفلسطينية بمنظور شامل ومتكامل يضمن حقوق الفلسطينيين بإقامة دولتهم المستقلة على حدود يونيو 67 وعاصمتها القدس الشرقية.

المصدر: مصراوي

كلمات دلالية: مستشفى المعمداني طوفان الأقصى نصر أكتوبر الانتخابات الرئاسية حريق مديرية أمن الإسماعيلية أسعار الذهب فانتازي الطقس مهرجان الجونة السينمائي أمازون سعر الدولار أحداث السودان سعر الفائدة الحوار الوطني الرئيس عبد الفتاح السيسي القصف الإسرائيلي لغزة عبد الفتاح السيسي غزة الحرب في غزة طوفان الأقصى القضیة الفلسطینیة إلى مصر أن یکون

إقرأ أيضاً:

لبنانيون يحيون مناحلهم بعد أن أحرقتها إسرائيل

صور- يتنقّل حسين جرادي بين خلايا النحل التي يربيها في منحله ببلدة معركة، قضاء صور في الجنوب اللبناني، متفقدًا كل خلية بعناية، بعد غياب قسري استمر أكثر من شهرين بسبب اشتداد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.

العودة لم تكن سهلة، إذ وجد منحله وقد نال منه الخراب، والنحل وقد ذبل أو رحل، والخلايا ماتت أو ضعفت بفعل الإهمال القسري والدمار المباشر وغير المباشر.

هذا الابتعاد عن المنحل لم يكن عابرًا، بل خلّف خسائر فادحة، إذ إن النحل يحتاج إلى رعاية أسبوعية دقيقة تشمل تقديم الأدوية اللازمة والتغذية التكميلية للحفاظ على صحة الخلايا وضمان تكاثرها.

غياب هذه العناية أدّى إلى نفوق عدد كبير من الخلايا، وإضعاف ما تبقى منها، مما ضاعف من الأعباء على المربين بعد انتهاء القصف.

أضرار جسيمة

يتحدث جرادي لـ"الجزيرة نت" عن الأضرار التي لحقت بقطاع النحل في الجنوب اللبناني، مشيرًا إلى أن المناحل تُركت دون متابعة طوال فترة الحرب، ولم يتمكّن مربوها من تأمين العلاج اللازم لها خلال فصل الخريف، تحديدًا بين شهري أكتوبر/تشرين الأول ونوفمبر/تشرين الثاني.

وهذا الوقت حاسم لتقوية الخلايا قبل الشتاء، لكن هذا الإهمال القسري، إضافة إلى غياب التغذية التي عادة ما يقدّمها المربّي، أديا إلى ضعف النحل وتراجع قدرته على المقاومة.

خلايا نحل مدمّرة ومحترقة بسبب غارة إسرائيلية (الجزيرة)

ويضيف جرادي أن القصف الإسرائيلي لم يتسبب بأضرار مباشرة فقط، بل إن الروائح الكثيفة الناتجة عن البارود والدخان المنتشر في الأجواء أثّرت سلبًا على النحل وأدت إلى موته. حتى الخلايا التي لم تُصب بشكل مباشر جراء القصف تأثرت بالتلوث الناتج عن الحرب، ما أفقد النحالين عشرات القفران ليس في الجنوب فقط، بل في مناطق أخرى متفرقة من لبنان.

إعلان

وبحسب تقرير مشترك صادر عن البنك الدولي والمجلس الوطني للبحوث العلمية في لبنان، فإن عدد قفران النحل التي دُمّرت كليًّا بفعل القصف الإسرائيلي الأخير بلغ حوالي 5 آلاف قفير، في حين قدّرت قيمة التعويضات المطلوبة بنحو 800 ألف دولار، ما يعكس حجم الكارثة التي لحقت بهذا القطاع الحيوي.

من خط المواجهة

وفي بلدة جنّاتا، الواقعة في قضاء صور، أصيب منحل حسن طراد بأضرار بالغة جراء غارة إسرائيلية استهدفت منطقة تبعد 50 مترًا فقط عن موقع القفران.

يقول طراد في حديثه لـ"الجزيرة نت" إن القصف أصاب الخلايا مباشرة، ما تسبب في احتراق وتدمير عدد منها بفعل الشظايا، في حين تضررت الخلايا الأخرى بسبب الدخان الكثيف والروائح الخانقة، وهو ما دفع الملكات والنحل إلى الهروب، لتُترك الخلايا خاوية أو شبه ميتة.

أما حسين قعفراني، النحّال من بلدة بدياس المجاورة، فقد تكبّد هو الآخر خسائر كبيرة نتيجة الغارات. يؤكد في حديثه للجزيرة نت أن القصف المتكرر والضوضاء المصاحبة له تسببا في هروب وموت عدد كبير من النحل، إذ فقد نحو 25 خلية من أصل مجموع خلاياه، بينما الخلايا الباقية وجدها في حالة صحية متدهورة وتحتاج إلى علاج ورعاية مكثفة لاستعادة نشاطها.

تجهيز صناديق لإنتاج خلايا نحل جديدة لتعويض ما دمره العدوان الإسرائيلي (الجزيرة) إصرار على الترميم

ولم ينتظر النحالون تدخل الجهات المعنية أو وصول فرق التقييم لتقدير الأضرار، بل سارعوا بأنفسهم إلى محاولة ترميم ما خلّفته الحرب. بدؤوا بإصلاح القفران التالفة، واستحداث خلايا جديدة تعويضًا عن تلك التي فُقدت، متحدّين الواقع القاسي بجهود فردية وإرادة جماعية.

ويؤكد حسين جرادي أن من حالفه الحظ واحتفظ بعدد قليل من القفران، استطاع أن يعيد تنشيطها كما فعل هو، موضحًا: "الآن أحاول أن أجري تكاثرًا اصطناعيًّا للخلايا لكي أستعيد القدرة الإنتاجية التي كانت عندي قبل الحرب".

إعلان

أما من فقد جميع خلاياه، فقد بدأ من الصفر بشراء خلايا جديدة لاستئناف عمله، لأن هذه المهنة هي مصدر رزقه الأساسي ولا يمكن التخلي عنها مهما بلغت الصعوبات.

ويشدد جرادي على أن قطاع تربية النحل في لبنان قادر على النهوض مجددًا، بشرط تأمين الدعم اللازم من الجهات الرسمية عبر توفير خلايا نحل أو تقديم مساعدات مالية تمكّن النحالين من استعادة نشاطهم.

بدوره، واصل حسن طراد العمل بما تبقّى لديه من خلايا، رغم ضعفها الشديد، موضحًا أنه لجأ إلى تقويتها من خلال التغذية والمعالجة، ونجح في استعادة ما بين 35 إلى 40 وحدة نحل جديدة حتى الآن، ويطمح إلى استعادة كامل إنتاجه السابق.

أعداد كبيرة من النحل ماتت بسبب القصف الإسرائيلي في الجنوب اللبناني (الجزيرة) أهمية اقتصادية

تربية النحل لم تعد مجرد هواية كما كانت في الماضي، بل تحوّلت إلى مصدر دخل رئيسي لآلاف العائلات في الجنوب اللبناني، خصوصًا في ظل تدهور الوضع الاقتصادي في البلاد منذ أواخر عام 2019.

النحالون اليوم يعتمدون بشكل كلي أو جزئي على العسل ومنتجات النحل الأخرى لتأمين معيشتهم، وبيعها في الأسواق المحلية يشكّل دخلا حيويا لهم.

يوضح جرادي أن "آلاف العائلات في الجنوب تعتمد بشكل مباشر على النحل"، مشيرًا إلى أن هناك نحالين متفرغين تمامًا لهذا العمل، إذ يشكل مصدر دخلهم الأساسي، إلى جانب الفوائد البيئية الكبيرة التي يقدمها النحل من خلال تلقيح المزروعات، وخصوصًا في بساتين الحمضيات ومواسم الخضار، مما يدعم الاقتصاد الزراعي في الجنوب ولبنان عمومًا.

أما قعفراني، فيرى أن منحله بات مصدر رزقه الوحيد بعد تراجع عمله السابق في مجال البناء، ويصر على الاستمرار في المهنة رغم الخسائر، لأنه لا يملك بديلاً آخر لتأمين دخل ثابت.

بينما يلفت طراد إلى أن فوائد تربية النحل لا تقتصر على الجانب الاقتصادي، بل تشمل أيضًا الأثر البيئي العميق للنحل في حفظ التوازن الطبيعي من خلال عملية التلقيح.

شظايا صاروخ إسرائيلي دمّر خلايا النحل (الجزيرة) العودة من الرماد

رغم الدمار الذي خلّفته الحرب، لم يستسلم مربو النحل في الجنوب، بل واجهوا الواقع بالإرادة والعزيمة. عادوا إلى مناحلهم المحترقة لإعادة الحياة إليها، لأنهم يدركون أن النحل ليس فقط مصدر رزق، لكنه أيضًا جزء من دورة الحياة التي يرفضون أن تنكسر تحت وقع القصف.

إعلان

يقول أحدهم: "قد نحترق مثل خلايانا، لكننا لا نموت، لأن الحياة تبدأ من جديد… من خلية واحدة".

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تكشف حصيلة قتلاها: 395 خلال عام و934 منذ 7 أكتوبر
  • ترامب: أيام مقبلة مهمة للغاية لمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا
  • نشرة التوك شو| خبير عسكري يفند مزاعم إسرائيل حول تهريب السلاح من مصر لغزة
  • طبيب في خان يونس يفجع بوالديه بين ضحايا القصف الإسرائيلي
  • صحة غزة تكشف عن حصيلة ضحايا القصف الإسرائيلي حتى اليوم
  • دولة آسيوية تتراجع عن فكرة انسحابها من أوبك+
  • صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي على القطاع
  • بين غزة والضفة والقدس.. «أبو مازن» يستعرض أولويات السلطة الفلسطينية ويوجه رسالة لـ حماس
  • لبنانيون يحيون مناحلهم بعد أن أحرقتها إسرائيل
  • العشائر الفلسطينية تطالب الهيئات العربية والدولية بفرض إدخال المساعدات لغزة