المشهد اليمني:
2025-04-24@00:35:08 GMT

تهجير سكان غزة يصطدم بمواقف رفض حازمة

تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT

تهجير سكان غزة يصطدم بمواقف رفض حازمة

يزعم كثيرون أن العملية التي قامت بها حركة "حماس" في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) الجاري، كانت تهدف ضمن أهداف أخرى إلى إفشال المساعي الأميركية في تحقيق الاختراق الأهم في جدار العلاقات بين إسرائيل والدول العربية، بعدما تمكنت من إنجاز ذلك مع أكثر من دولة عربية، ولربما كان في الأمر شيء من الصحة، لكنه يغفل أن زمن الإعداد لتلك العملية لم يكن قريباً، كما أن الرياض نفسها لم تكن مندفعة ولا متعجلة للوصول إلى التطبيع بأي ثمن ولا أبدت لهفة لفتح أبوابها من دون أن يكون المقابل الأساسي هو قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، وهي كررت أن ما دون ذلك لا يتوافق مع قناعاتها الراسخة.

إن الذين ما زالوا ينتقدون العملية من زاوية أنها ستكلف "حماس" وسكان غزة وحدهم ثمناً باهظاً يتناسون أو يتغافلون عن أن الحركة صارت جزءاً مهماً من النسيج الاجتماعي في قطاع غزة، منذ أن فرضت إسرائيل حصارها في عام 2007، كما أن الدعوى بتأثيراتها في السلام مع إسرائيل ليس أكثر من انحراف عن الواقع لأن الجميع يدرك أن المعيق الحقيقي هو نتنياهو وسابقوه الذين لم تكن قضية السلام في سلم أولوياتهم، بل على النقيض من ذلك تماماً فاستمرار حركة الاستيطان وقضم الأراضي في الضفة الغربية لم يتوقف لحظة واحدة منذ عقود وحول "السلطة" إلى جسد مترهل بلا روح ولا إمكانات ولا قدرة على ممارسة مهماتها داخل الحيز الجغرافي الذي يعتقد الإسرائيليون أنها لا تستحقه ومن ضمن ما يجب أن تضمه إليها أو أن تطرد من تبقى من سكانه الأصليين.

ما يثير الدهشة هو التراشق بين الذين ابتهجوا لدقة العملية وقدرة المخططين على إخفائها على رغم حجم المشاركين فيها وسرعة تنفيذها، وبين أولئك الذين اندفعوا، كل لأسبابه، في توجيه النقد اللاذع حد السخرية منها مبررين مقدماً لإسرائيل كل الإجراءات العقابية التي بدأت في اتخاذها ضد كل من يسكن غزة دون تمييز ولإظهار إنسانيتها الزائفة فإنها منحتهم ساعات للفرار من جحيم قذائفها ثم لاحقتهم بها على رغم إدراكها أنهم سيذهبون إلى العراء.

وليس خافياً أن الهدف الحقيقي الذي تريد إسرائيل تحقيقه تحت ذريعة الرد على عملية السابع من أكتوبر هو تهجير سكان قطاع غزة من المناطق القريبة من المستعمرات التي أنشأتها، وتقطيع أوصال ما تبقى من الأرض الفلسطينية والعمل على توزيعهم بين الدول المجاورة، وهو مخطط لم تكن الحكومات المتعاقبة في تل أبيب تخفيه، بل كانت تعمد إلى تنفيذه بكل الوسائل وبكل همة.

اقرأ أيضاً زوجة سلطان عمان تتفاعل مع ‘‘طوفان الأقصى’’ على طريقتها الخاصة.. ماذا قالت؟ ” السيسي”: لا نسمح بـ التهجير القسري للفلسطنين برلماني مصري: استعدوا من الآن الحرب الكبرى قادمة.. لتحقيق حلم إسرائيل ‘‘من الفرات إلى النيل’’ هجوم مباغت بالطيران على قوات أمريكية في دولة عربية عقب مجزرة مستشفى المعمداني في غزة إسرائيل تسعي لإنقلاب مواطني غزة على الجهاديون وصول ‘‘بايدن’’ إلى إسرائيل عقب إلغاء القمة الرباعية في الأردن.. وإعلان للبيت الأبيض استمرار العدوان على غزة بعد جريمة استهداف المستشفى المعمداني المقاومون في الخنادق يتناولون التمرة الحادية عشر مشروع قرار جديد لمجلس الأمن يدعم إسرائيل رغم ارتكابها مجزرة مستشفى المعمداني بغزة وروسيا تعترض إسرائيلي يسخر من الحوثيين .. أين طائراتهم لتحرير فلسطين ؟ وصحفي حوثي يرد عليه أولادي ماتوا.. فيديو يخلع القلوب لأب فلسطيني يحمل أشلاء أطفاله داخل أكياس بعد استشهادهم في غزة ميليشيا الحوثي تفتح عمليات التجنيد في الجامعات اليمنية للقتال في فلسطين (صور)


في هذا السياق لم يكن مفاجئاً الموقف الصريح الذي كرره ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لوزير الخارجية الأميركي برفض مطلق التهجير القسري لأهالي غزة المحاصرين وحيوية رفع الحصار الجائر الذي شددته إسرائيل على قطاع غزة بعد العملية المذهلة التي قام بها الجناح العسكري لحركة "حماس" في السابع من أكتوبر، وما فعله ولي العهد السعودي هو امتداد طبيعي للسياسة السعودية منذ عهد الملك المؤسس عبدالعزيز، وتكمن أهميته في أنه جاء في الوقت الذي كانت فيه التحليلات الغربية كلها تتحدث عن الزمن المتبقي لإنجاز صفقة التطبيع بين بلاده وإسرائيل.
وجاءت صياغة الرد السعودي بمفردات لا تحتمل التأويل وبلا غموض معلناً "الرفض القاطع لدعوات التهجير القسري للشعب الفلسطيني من غزة وإدانتها استهداف المدنيين العزل هناك"، وهذا في حد ذاته إدراك عميق لحقيقة استهداف قطاع غزة بقسوة لم تعد تميز بين مدني وعسكري، كما أعاد التذكير بأهمية الدفع بعملية السلام وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي و"إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".

إنه لمن المهم في خضم الجدل الإعلامي البائس التأكيد على أن إدانة استهداف المدنيين أمر مبدئي لا خلاف عليه، ويجب أن يشمل الطرفين مع الأخذ بالاعتبار فارق القوة بينهما والهدف النهائي الذي يبتغيه كل منهما، فأحدهما اليوم لا يريد أكثر من العيش الكريم والأمان والاستقرار وتذكير العالم بكارثته، بينما الآخر يسعى بآلته العسكرية الضخمة إلى سحق وتهجير أهل الأرض كما يفعل منذ أربعينيات القرن الماضي.

تعبر المقارنة بين الضحية والجلاد عن اختلال فكري لأن الفلسطينيين لم يبدأوا يوماً الاعتداءات على رغم كل ما لحق بهم من أذى جسدي ونفسي وتهجير وهدم منتظم للمنازل، بل إن حتى خيامهم لم تسلم من المدافع والقذائف والطائرات، ولا أستطيع أن أتفهم من يتحدثون عن الثمن الباهظ الذي سيدفعه الفلسطيني دون تناول الأسباب التي تدفع الإنسان إلى تقديم حياته ثمناً لمجرد رفع صوته عالياً بأنه يعيش مقموعاً مهجراً محروماً من أدنى مقومات للحياة الآدمية.

إن العقاب الذي اعتادت تل أبيب على ممارسته ضد الفلسطينيين، والحصار الذي تفرضه من سنوات على كل قطاع غزة براً وجواً وبحراً، والإهانات التي يتلقاها الفلسطينيون كل صباح وكل مساء، والتدمير المتواصل لكل البنى التحتية المتهالكة، كل هذا لا يجيز إنسانياً لأحد بأن يهزأ من حجم التضحيات التي دفعها وما زال يدفعها الفلسطينيون، لأنهم يهاجمون عدوهم وليس مقبولاً أن يتشفى أحد بالكلف الباهظة التي سيدفعونها التي وصفتها المقررة الخاصة لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة بأنها "تطهير عرقي وقتل جماعي".

إن الموقف المتقدم للأمير محمد بن سلمان يفصح عن قناعته وتمسكه الحازم بأن السلام المستدام يبدأ بإيجاد حل يمنح الفلسطينيين حقوقهم كاملة على رغم كل الضغوط التي يتعرض لها والاغراءات المعروضة عليه وهو يقيناً لن يستسلم، لأنه ركن أصيل من سياسة بلاده التاريخية التي لم تقل يوماً "أنا رب إبلي وللبيت رب يحميه" أو توارت خلف حدودها عما يدور خارجها.

المصدر: المشهد اليمني

كلمات دلالية: قطاع غزة على رغم

إقرأ أيضاً:

إشادات عربية بمواقف البابا فرانشيسكو من الحرب على غزة وحوار الأديان

نعى قادة وتنظيمات في العالم العربي والشرق الأوسط البابا فرانشيسكو بابا الفاتيكان بعد إعلان وفاته الاثنين، مشيدين بمواقفه من القضية الفلسطينية والحرب في قطاع غزة، وتعزيزه الحوار بين الأديان.

وأعلن الفاتيكان -في بيان مصور- الاثنين وفاة البابا فرانشيسكو، أول زعيم من أميركا اللاتينية للكنيسة الكاثوليكية، منهيا بذلك عهدا اتسم بالاضطراب والانقسام والتوتر، في سعيه لإصلاح المؤسسة الكنسية.

ودعا الحبر الكاثوليكي الأعظم مرارا إلى وقف إطلاق النار منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأطل أول أمس الأحد في الفاتيكان خلال احتفالات عيد الفصح، وندد بـ"وضع مأساوي مخجل" في غزة، محذرا من "تنامي جو معاداة السامية الذي ينتشر في جميع أنحاء العالم"، في آخر ظهور له قبل ساعات من إعلان وفاته عن 88 عاما.

وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن البابا فرانشيسكو كان "صديقا مخلصا للشعب الفلسطيني" حسبما ذكر في بيان نشرته وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وأضاف أنه كان "مدافعا قويا عن قيم السلام والمحبة والإيمان في العالم أجمع.. اعترف بدولة فلسطين ورفع العلم الفلسطيني في حاضرة الفاتيكان".

إعلان

من جانبها، قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) -على لسان القيادي باسم نعيم- إن البابا كان "مدافعا ثابتا عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لا سيما في موقفه الثابت ضد الحرب والعدوان وأعمال الإبادة الجماعية التي ارتُكبت ضد شعبنا في قطاع غزة خلال الأشهر الأخيرة".

إدانة الاحتلال

وأشار الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط إلى أن صوت البابا "في إدانة الوحشية الإسرائيلية ظل عاليا واضح النبرات حتى اللحظة الأخيرة"، مستذكرا تواصله "اليومي مع سكان غزة وهم تحت العدوان والقصف الإسرائيلي الهمجي عبر مئات الاتصالات المباشرة خلال الشهور الماضية".

وأرسل العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده الأمير محمد بن سلمان -أمس الاثنين- برقيتي "تعزية" في وفاة البابا، حسب ما أفاد به الإعلام الرسمي.

واعتبر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن رأس الكنيسة الكاثوليكية "كرّس حياته لخدمة قيم السلام والعدالة، وعمل بلا كلل على تعزيز التسامح والتفاهم بين الأديان، وكان مناصرا للقضية الفلسطينية، مدافعا عن الحقوق المشروعة، وداعيا إلى إنهاء الصراعات وتحقيق سلام عادل ودائم".

من جهته، أكد ملك الأردن عبد الله الثاني أن البابا كان "رجل سلام حظي بمحبة الشعوب لطيبته وتواضعه".

كما تقدم ملك المغرب محمد السادس بالتعزية للمسيحيين والكنيسة "في فقدان شخصية دينية متميزة كرست حياتها لخدمة المبادئ السامية للبشرية جمعاء، والقيم المثلى المشتركة للإيمان والحرية والسلام، والمحبة والتضامن بين مختلف الشعوب".

وفي بيروت، قال رئيس الجمهورية جوزيف عون "إننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي".

وأعلن رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام الحداد الوطني على وفاة البابا لمدة 3 أيام.

بدوره، رأى حزب الله أن مواقف البابا المطالبة بوقف الحرب على غزة ونصرته للقضية الفلسطينية، إضافة إلى وقوفه الدائم إلى جانب لبنان في كل المراحل وإدانته للعدوان الإسرائيلي عليه، "تُجسّد صدق دعوته والتزامه بالقيم الإنسانية الرافضة للظلم في أي مكان".

إعلان إشادات بالبابا

من جانبه، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في حدث بمناسبة عيد الفصح في البيت الأبيض إن البابا الراحل "كان رجلا طيبا. لقد عمل بجدّ وأحبّ العالم"، وأعلن أنّه سيسافر إلى روما برفقة زوجته ميلانيا لحضور جنازة البابا الراحل.

وفي إيران، أشاد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بـ"الجهود الفعالة والمستدامة" التي بذلها البابا "لتحقيق السلام والصداقة والأمن".

ورأى أن "مواقفه الواضحة في إدانة الإبادة الجماعية التي ارتكبها النظام الإسرائيلي في غزة ستبقي ذكراه حية إلى الأبد في أذهان كل الضمائر الواعية" في كل أنحاء العالم.

توطيد العلاقة

وأشاد آخرون بدور البابا فرانشيسكو في توطيد العلاقة بين العالم الإسلامي والكنيسة الكاثوليكية.

وحيا شيخ الأزهر أحمد الطيب البابا الذي توفي "بعد رحلة حياة سخَّرها في العمل من أجل الإنسانية، ومناصرة قضايا الضعفاء، ودعم الحوار بين الأديان والثقافات المختلفة".

وذكّر بحرصه "على توطيد العلاقة مع الأزهر ومع العالم الإسلامي، من خلال زياراته لعديد من الدول الإسلامية والعربية، ومن خلال آرائه التي أظهرت إنصافا وإنسانية، وخاصة تجاه العدوان على غزة والتصدي للإسلاموفوبيا المقيتة".

مقالات مشابهة

  • مكتب أممي: منع دخول إسرائيل للمساعدات يهدد حياة سكان غزة
  • أبو الغيط : إسرائيل تمارس حرب إبادة على سكان غزة
  • مرصد حقوقي : “إسرائيل” تنفّذ تهجيرًا قسريًا في غزة وتسوّقه كهجرة طوعية
  • تجمع القبائل والعشائر الفلسطينية في القطاع يؤكد رفضه محاولات تهجير سكان غزة من أرضهم
  • هذا هو البابا الفقير الذي تكرهه إسرائيل
  • برلماني أردني: ضغوط اقتصادية على مصر والأردن لتمرير تهجير سكان غزة
  • هكذا علقت إسرائيل على الغارات الأميركية التي تشنها على اليمن 
  • الأونروا: إسرائيل تستخدام المساعدات كسلاح حرب ضد سكان غزة
  • إشادات عربية بمواقف البابا فرانشيسكو من الحرب على غزة وحوار الأديان
  • بالفيديو: مشاهد للكمين الذي نفّذته "القسام" ضد قوة إسرائيلية شرق بيت حانون